1- مفهوم المرض
المرض هو حالة غير طبيعية تصيب الجسد البشري أو العقل البشري محدثة ضعفاً في الوظائف، أو إرهاقاً للشخص المصاب. وتتنوع الأمراض وهي كالتالي جسد مريض: ناقص القوة، وقلب مريض: ناقص الدين، وهو الفتور عن الحق .
2- أنواع الأمراض
في
القرآن الكريم
ينقسم المرض في القرآن الكريم إلى قسمين :
أولا – أمراض الأبدان
هو ما يصيب البدن من العلل والجروح والفتور.
قال الله تعالى:
( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )
البقرة :١٨٤
( وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ )
النور: 61
1- أنواع أمراض الأبدان
التى ذكرت بالقرآن الكريم
بداية نشير الى أنه هناك إختلاف فى القرآن الكريم بين المرض وبين الإعاقة الحركية أو المتعلقة بالحواس كالعمى والصمم والبكم .
قال الله تعالى:
( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ )
النور 61
فالمرض إذا يختلف عن الإعاقة كما توضح الأية السابقة .
ومن الأمراض التي ذكرها القرآن الكريم في الأبدان الأتي ..
1- أمراض الشيخوخة
قال الله تعالى:
( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا )
مريم 4
قال: رب إني كَبِرْتُ، وضعف عظمي، وانتشر الشيب في رأسي
2 – ضعف أو فقدان الذاكرة
قال الله تعالى:
( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا )
النحل 70
ومنكم مَن يصير إلى أردأ العمر وهو الهرم، كما كان في طفولته لا يعلم شيئًا مما كان يعلمه .
3- إصابة بمرض جسدي نتيجة لسبب نفسي
عن نبي الله يعقوب و حزنه على يوسف
قال الله تعالى:
( وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ )
يوسف 84
وابيضَّتْ عيناه، بذهاب سوادهما مِن شدة الحزن . ويزول المرض بزوال السبب.
4- العقم
قال الله تعالى:
( وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا )
الشورى 50
ويجعل مَن يشاء عقيمًا لا يولد له
5- العمى
قال الله تعالى:
( وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي )
المائدة 110
يشفي الذي وُلِد أعمى فيبصر
6- البرص
قال الله تعالى:
( وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ )
آل عمران 49
البرص مرض يصيب الجلد .
وما ذكرت الأمراض وتنوعها بالقرآن الكريم إلا ليوقن المؤمن أنه لا يملك من أمر نفسه شيئا، ولا يملك من أمر جسده وهو الأقرب إليه شيئا.
2- المرض في آيات الأحكام
وحيثما جاء المرض في آيات الأحكام فهو من علة في البدن.
أ – في أحكام الطهارة
قال الله تعالى:
( وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا )
النساء :٤٣
والمريض الذي يباح له التيمم، هو الذي يخاف على نفسه الضرر باستعمال الماء، أو كان ضعيفًا في بدنه لا يقدر على الوصول إلى موضع الماء
ب – في أحكام الصيام
قال الله تعالى:
( أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )
البقرة: ١٨٤
والمرض المذكور في الآية هو المرض الذي يشق معه الصوم، فأباح الفطر للمريض لعذر المرض .
ج – في أحكام الحج
قال الله تعالى:
( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )
البقرة: ١٩٦
فمن كان منكم مريضًا، أو به أذى من رأسه يحتاج معه إلى الحلق – وهو مُحْرِم- حَلَق، وعليه فدية : بأن يصوم ثلاثة أيام، أو يتصدق على ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام، أو يذبح شاة لفقراء الحرم.
د – في أحكام ترك الأمور الواجبة
قال الله تعالى:
( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ )
النور:٦١
ليس على أصحاب الأعذار من العُمْيان وذوي العرج والمرضى إثم في ترك الأمور الواجبة التي لا يقدرون على القيام بها، كالجهاد ونحوه، مما يتوقف على بصر الأعمى أو سلامة الأعرج أو صحة المريض .
3- العلاج من الأمراض
على المؤمن البحث عن العلاج لما يصيبه من أمراض
قال الله تعالى:
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )
البقرة 155
فلم يذكر المرض ضمن البلاء لحث المؤمن على السعى للبحث عن العلاج، وفيه ما فيه من حكم ومعايش للبشر.
عن نبى الله تعالى أيوب
قال الله تعالى:
( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ . ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴾
ص 41- 42
واذكر -أيها الرسول- عبدنا أيوب، حين دعا ربه أن الشيطان تسبب لي بتعب ومشقة، وألم في جسدي . فقلنا له: اضرب برجلك الأرض ينبع لك منها ماء بارد، فاشرب منه، واغتسِلْ فيذهب عنك الضر والأذى. فهنا وجه الله تعالى النبي أيوب إلى إلتماس العلاج لحالتة المرضية .
و – حكمة إسناد الشفاء
إلى الله تعالى
قال الله تعالى:
( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )
الشعراء 80
من يولد بعاهة ومن يولد صحيح، من يصاب بخلل فى وظائف أحد أعضاءه ، كله بأمر الله تعالى .، والكائنات الفيروسية والميكروبية هى من خلق الله والإصابة بأحد أمراضها هى من سنن الله وقوانينه، وكذلك العلاج منها .
ثانيا- أمراض القلب
1- تعريفها
هى نوع من الفساد يحصل للقلب، يفسد به ما يأتي :
أ – تصوره
فلا يرى الحق أو يراه على خلاف ما هو عليه .
ب – إرادته
بحيث يبغض الحق النافع ويحب الباطل الضار.
والقلب المريض كلما وردت عليه شبهة أو شهوة زادت مرضه .
قال الله تعالى:
( الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ )
التوبة : 125
﴿ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ﴾
الاحزاب 32
وأمراضُ الصدور عندما تُمكَّن تتخلل القلب بلطف، حتى تتمكَّن منه وتُصبِح صفة يوصف بها القلب .
قال الله تعالى:
( لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ )
الحج 53
فِتْنَةً : ضلالة إلى ضلالتهم
2- أمراض القلب في
ضوء القرآن الكريم
تعتري قلب الإنسان أمراضٌ وعللٌ ذكرها الله في كتابه العزيز؛ يُذكر منها:
– الآثم
قال الله تعالى:
﴿ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ﴾
البقرة: 283
فالإثم جامعٌ لمطلق الذنب الذي يتدرَّج فيه القلب، من عموم المعاصي صغائر وكبائر، حتى يَهْوِيَ به إلى الشِّرك الأكبر، فيختم أو يطبع عليه .
– الزيغ
قال الله تعالى:
﴿ فأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ﴾
ال عمران 7
يعني الميل عن الاستقامة، و الحق ، والانحراف عنها إلى غيرها من وجوه الضلالة والعصيان.
– الغل
قال الله تعالى:
﴿ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾
الحشر: 10
يعني الحقد الكامن في النفس، والعداوة والضغينة .
– الغلظة
قال الله تعالى:
﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾
ال عمران 159
هي شدّة القلب وقسوته، وهي ضدُّ الرّقة واللين.
– النفاق
قال الله تعالى:
( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ )
التوبة 77
هو الذي يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر.
– القسوة
قال الله تعالى:
( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله )
الزمر 22
لا يلين للإيمان, ولا يؤثِّرُ فيه زجر وأعرض عن ذكر الله.
– العمى
قال الله تعالى:
﴿ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾
الحج: 46
فالذنوب إذا توالَت على العبد طمستْ من القلب تعقُّله، وحجَبَت عنه نور الإيمانِ الذي هو حياةُ القلوب .
– الآقفال
قال الله تعالى:
﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾
محمد: 24
أي: هي مطبقة لا يخلص إليها شيء من معانيه
– الغفلة
قال الله تعالى:
﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾
الكهف 28
فالقلب إذا كان غافلا عن ذكر الله تعالى بعد أن غطَّته الذنوب وعمَّه الصمم وعمى البصيرة ، وآثَرَ هواه على طاعة ربه لا بد أن يكون من الغافلين ..
– الاشمئزاز
قال الله تعالى:
﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ﴾
الزمر: 45
الاشمئزاز: حالة تمرُّ على القلب فيمتلئ غيظًا وغمًّا يظهَرُ أثرُه على الجوارح .
– التكبر
قال الله تعالى:
﴿ قلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾
غافر 35
مستكبر عن توحيد الله وطاعته, جبار بكثرة ظلمه وعدوانه.
– اللهو
قال الله تعالى:
﴿ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾
الأنبياء: 3
أي: مشغول بأباطيل الدنيا وشهواتها, ، معرضة عن ذكر الله، متشاغلة عن التأمل والتفهم.
– الإنكار
قال الله تعالى:
﴿ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُون ﴾
النحل: 22
والمقصود أن القلب يتَّصِف بالإنكار الناتج عن الكبر والحسد، لا لأجلِ شبهة أو إشكال، بل هي النفرة عن الرجوع إلى الحق .
– الريبة
قال الله تعالى:
﴿ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴾
التوبة 45
بمعنى شاكٍ متحير
3- النتائج التي تلحق بالقلب
بعد نزول هذه الأمراض
ونتيجة لما سبق من الأمراض ، يتعرَّض هذا القلب للطبع والختم والموت بعد نزول هذه الأمراض به ، وعدم مدافعة الإنسان لها.
– الران
قال الله تعالى :
﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾
المطففين: 14
هو الذنب على الذنب مع الإصرار وسوء الأدب، لا بد أن يكسبَ الإنسان حالةً أكبر من أن تنجلي عن قلبه، فهو حالة من حالات مراحل القلب الميِّت .
– الختم
قال الله تعالى:
( فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ )
الشورى 24
( خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ )
البقرة 7
فيجعل قلوبهم بحيث لا ينفذ فيها الحق .
– الطبع
قال الله تعالى:
( وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ )
التوبة 87
( كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ )
غافر 35
مَن يجادل في آيات الله بغير حجَّة وبرهان، وإنما هو التجبر والتكبر، فعاقبته الطبعُ على قلبه.
– الغمر
قال الله تعالى:
﴿ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ﴾
المؤمنون: 63
الغَمْرة هي حالة إذا بلغها القلب اصبح ليس له تعقُّل صحيح يفرق بين الحسن والقبيح، إلا بما تُمليه الأهواء والرغبات الناتجة عن جهل.
– التقطيع
قال الله تعالى :
﴿ لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ﴾
التوبة : 110
زوال الرجاء والأمل أي: يئسوا مما رجوا
– الإشراب
قال الله تعالى :
﴿ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ﴾
البقرة: 93
لأن العبادة لغير الله قد امتزجت بقلوبهِمْ بسبب تماديِهِمْ في الكفر.
– الإسلاك
قال الله تعالى :
﴿ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴾
الحجر: 12
أي: سلك الله التكذيبَ في قلوب المجرمين الذين عاندوا واستكبروا عن اتباع الهدى.
– حَوْل الله بين العبد وقلبه
قال الله تعالى :
﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾
الأنفال: 24
يحولُ بين الإنسان وقلبه: لا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر إلا بإذنه
– قلب أغلف
قال الله تعالى:
﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ ﴾
البقرة 88
﴿ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾
النساء : 155
أي : لا تفقه ، و لا يَنْفُذ إليها قول ، لأنها مغطى عليها .
– أَكِنَّة القلب
قال الله تعالى:
﴿ جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ﴾
الأنعام : 25
أي: جعلنا على قلوبهم أغطيةً وغشاوة، مجازاة على كفرهم، ومنَعْنا الإيمان من أن يدخل قلوبهم وأسماعهم .
4- موت القلب
وأمراض القلب كلما ازدادت وأصابت القلب وتمكَّنت منه مات القلب، ولفظ الموتِ لم ينسب صراحةً للقلب في القرآن الكريم لحكمة أرادها الله؛ لأنه مهما بلغت بالقلب مراتبُ الضعف والمرض، قد يشاء الله له الهداية فيُحْيِيه بعد موته .
5- علاج أمراض القلوب
من الوسائل والأساليب التي تُعيين على علاج أمراض القلوب ما يأتي :
أولا- تزكية القلب
أي تطهَّرَ من الذنوب، ونَقَيَ من العيوب والآثام، وترقَّى بطاعة الله، وارتفع بالعلم النافع والعمل الصالح .
قال الله تعالى:
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّىٰ ﴾
الأعلى 14
﴿ وَمَنْ تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ﴾
فاطر 18
و مِن أعظم الوسائل التي تُعيين على تزكية القلب، ما يلي
أ – محبة الله
أن مِن أعظم وسائل علاج القلب أن يمتلئ قلبُ الإنسان بحب الله؛
قال الله تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾
البقرة : 165
لأن لولا فَضْلُ الله على المؤمنين ورحمته بهم ما طَهُرَ منهم أحد أبدًا مِن دنس ذنبه .
قال الله تعالى:
﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا ﴾
النور 21
و أفعال الله في القلوب المريضة متعددة ؛ منها
أ- طهارة القلب
قال الله تعالى:
﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ﴾
المائدة : 41
وهو الذي يطهَّر القلوب من رجس الكفر وخبث الضلالة
ب – تزيين الإيمان في قلب العبد
قال الله تعالى:
﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾
الحجرات: 7
وهو الذي يحبَّب ويحسَّن الإيمان في القلوب
ج – كَتْب الإيمان في القلب
قال الله تعالى:
﴿ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ﴾
المجادلة: 22
وهو الذي يجعل القلوب تؤمن
د- القلب محل الرأفة والرحمة
قال الله تعالى:
﴿ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ﴾
الحديد: 27
وهو الذي يجعل في القلوب لينًا وشفقة .
ذ – السَّكينة
قال الله تعالى:
﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾
الفتح: 4
وهو الذي يجعل في القلوب قوة اليقين والثبات
و- رَبْط القلوب
قال الله تعالى:
﴿ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴾
الأنفال: 11
وليشدَّ على قلوبكم باليقين والصبر .
2- ذكر الله
قال الله تعالى:
﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
الرعد 28
فإن ذكر الله يجلو صدأَ القلوب، ويُذهِب ما ران عليها من آثامٍ ومعاصٍ، ويزيد من قُرْب الإنسان لربه، لا سيما إذا كان مستشعرًا للذِّكر، مصاحبًا له في كل أحواله وحركاته وهيئاته.
3- بالقرآن الكريم
قال الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾
يونس 57
﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾
الإسراء 82
﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾
فصلت:٤٤
هذا القرآن للذين آمنوا بالله هدى من الضلالة، وشفاء لما في الصدور من الشكوك والأمراض ، وذلك بتدبُّره وفَهْم معانيه والعمل بما فَيه .
4- عمل الصالحات
بأن يكون عمله واعتقاده وَفْقَ ما أمر الله ، و من الأعمال الصالح ما يلي
قال الله تعالى:
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾
التوبة: 103
خذ -أيها النبي- من أموال هؤلاء التائبين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا صدقة تطهرهم مِن دنس ذنوبهم، وترفعهم عن منازل المنافقين إلى منازل المخلصين .
قال الله تعالى:
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ﴾
النور30
قل – أيها النبي – للمؤمنين يَغُضُّوا مِن أبصارهم عمَّا لا يحلُّ لهم من النساء والعورات، ويحفظوا فروجهم عمَّا حَرَّم الله من الزنى واللواط، وكشف العورات، ونحو ذلك، ذلك أطهر لهم.
وأخيرا ،
تذكر أن من تطهر من الشرك وغيره من المعاصي فإنما يتطهر لنفسه.
قال الله تعالى:
﴿ وَمَنْ تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ﴾
فاطر18
و تذكرجزاء من تزكى
قال الله تعالى:
﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّىٰ ﴾
طه 76
أن علاج القلب من الأمراض المذكورة فيما قبله لا بد له من صفاء القلب من درن الذنوب العظام، والتفكُّر في قدرة الله، والتفاني في طاعته ، وجَعْل الدنيا طريقَ الآخرة بإيمان كامل، ويقين صادق .
أحدث التعليقات