الصد عن سبيل الله

1- مفهوم الصد

  عن سبيل الله

هوالإعراض والعدول والصرف والمنع عن طريق معرفة الله الصحيحة، وعبادته القويمة التي ترضيه .

قال الله تعالى :

( الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ ﴾

الأعراف :45

2- كلمة الصد

        في

  القرآن الكريم

وردت كلمة الصد وصيغها في القرآن الكريم (38) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد ١٨ مرة

قال الله تعالى :

( فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن صَدَّ عَنۡهُۚ )

النساء:٥٥

– الفعل المضارع

ورد ١7 مرة

قال الله تعالى :

( قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ )

آل عمران :٩٩

– المصدر

ورد 3 مرات

قال الله تعالى :

( قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ )

البقرة:٢١٧

و كلمة الصد وردت في القرآن الكريم على المعاني الأتية :

الأول – الصد بمعنى المنع

وأكثر ما جاء لفظ (الصد) في القرآن على هذا المعنى.

قال الله تعالى :

( الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴾

هود: ١٩

أي: يمنعون الناس من الإيمان.

قال الله تعالى :

 ( وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴾

النمل :43

أي: منعها من أن تعبد الله ما كانت تعبد من الشمس والقمر.

الثاني – الصد بمعنى الإعراض

قال الله تعالى :

﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴾

النساء :61

أي: يعرضون ويتولون عما يدعوهم الرسول إليه من الحق والهدى.

قال الله تعالى :

﴿ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ﴾

النساء :55

أي: أعرض.

– وفي حق المنافقين

قال الله تعالى :

﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ﴾

المنافقون : 5

أي: رأيت المنافقين يُعْرِضون عما يدعوهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثالثا – الصد بمعنى الفزع

قال الله تعالى :

﴿ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ﴾

الزخرف :57

فمعناه: يضجون، ويفزعون.

رابعا – الصد بمعنى التصفيق

قال الله تعالى :

( وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ )

الأنفال:35

التصدية: التصفيق ، أي: لم يكونوا يصلون، ولكنهم كانوا يصفرون، ويصفقون مكان الصلاة.

خامسا – الصد بمعنى الإصغاء

قال الله تعالى :

 ( أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ . فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ )

عبس : 5 – 6

فمعناه: أي تعرَّض له، وتصغي لكلامه. والتصدي: الإصغاء. أي: أما الغني فأنت تتعرض له؛ لعله يهتدي.
والمتحصل: أن لفظ (الصد) ورد في القرآن الكريم على معنيين رئيسين –  جاء بمعنى (المنع) وهو الأكثر وروداً في القرآن الكريم، وجاء بمعنى (الإعراض). وجاء على معان ثانوية، وهي معنى التصفيق  ، و الإصغاء ، و الفزع .

3- الكلمات ذات الصلة

    بكلمة الصد

– المنع

أن تحول بين الأنسان وبين الشيء الذي يريده.

قال الله تعالى :

( وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ )

البقرة : 114

– الحصر

قطَع كلَّ طريق أو منفذ إلى مَوْضِع ما .

قال الله تعالى :

( وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۖ  )

البقرة :196

وأدُّوا الحج والعمرة تامَّيْنِ، خالصين لوجه الله تعالى. فإن منعكم عن الذهاب لإتمامهما بعد الإحرام بهما مانع كالعدو والمرض، فالواجب عليكم ذَبْحُ ما تيسر لكم من الإبل أو البقر أو الغنم تقربًا إلى الله تعالى

– الإعراض

بمعنى الترك والانصراف .

قال الله تعالى :

( وَمَا تَأۡتِيهِم مِّنۡ ءَايَةٖ مِّنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِمۡ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ )

الأنعام : 4

هؤلاء الكفار الذين يشركون مع الله تعالى غيره قد جاءتهم الحجج الواضحة والدلالات البينة على وحدانية الله ، ولكن ما إن جاءتهم حتى أعرضوا عن قبولها، ولم يؤمنوا بها.

4 –  أسباب الصد عن

   سبيل الله تعالى

أن أسباب الصد عن سبيل اﷲ ودوافعه متعددة كثيرة ، ونحرص هناعلى الوقوف عليهـا من خلال الآيات الواردة في موضوع  الصد ، وذلك فيما يلي:

1- الكفر

وأخطر أنواع  الكفرهوالكفر بالله تعالى ، و كفر بالآخرة والبعث ، أما الكفر بالله التعالى ﹰفهو سبب رئيسى في الصد عن سبيل ﷲ لأن الكافر بالله يعبد معبودا من دون ﷲ ، وهذه العبـادة تجعله يقاوم كل عبادة سواها .

قال الله تعالى :

﴿ وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴾

النمل :43

﴿ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ  ﴾

هود :١٩

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ﴾

محمد : 34

﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ ﴾

النحل : ٨٨

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾

الأنفال : ٣٦

2- النفاق

النفاق مرض خطير، وشره مستطير، لأنه وجه آخر للكفر المستور المختفي وهو أشد خطورة في الصد عن سبيل ﷲ من الكفر الصريح ، في وصفهم

قال الله تعالى :

﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴾

النساء : ٦١

وإذا نُصح هؤلاء، وقيل لهم: تعالوا إلى ما أنزل الله، وإلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهديه، أبصَرْتَ الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، يعرضون عنك إعراضًا.

3- تزيين الشيطان

إن الشيطان هو العدو الأول للإنسانية كلها منذ عهد آدم وإلى قيام الساعة ،ﹼ وقد جند نفسه  لإضلال بني آدم ، وصدهم عن سبيل ﷲ .

قال الله تعالى :

﴿ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴾

النمل : ٢٤

﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴾

العنكبوت : 38

﴿ وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾

الزخرف :  62

﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾

المائدة : ٩١

4 – الاستكبارو الإفساد والإجرام

وهذه أسباب مترابطة يترتب بعضها على بعض ، ومع ذلـك ﹰ تكفي كل واحدة منها أن تكون سببا مستقلا للصد عن سبيل ﷲ .

قال الله تعالى :

﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ﴾

المنافقون : 5

﴿ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ ﴾

سبإ :  32

5- اتباع الهوى

وهذا نوع من الانحراف مترتب على عدم الإيمان بالله ، فإذا انعدم الإيمان في قلب الإنسان ، يلجأ عندئذ لهواه وما تملي عليه نفسه الأمارة بالسوء فيأتمر بأمرها وينتهي بنهيها، ﹰ وقد جعل ﷲ اتباع الهوى دافعا للصد عن سبيل ﷲ .

قال الله تعالى :

﴿ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ﴾

طه: ١٦

﴿ اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

التوبة: ٩

ومن الهوى استحباب الحياة الدنيا على الآخرة  ، مما يؤدي إلى الصد عن سبيل ﷲ

قال الله تعالى :

﴿ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾

ابراهيم :  ٣

5 – صفات الصادين

    عن سبيل ﷲ

إن صفات الصادين هي الملامح العامة التي ترافقهم حال صدهم عن سبيل ﷲ ، وهي صفات وصفهم ﷲ بها حتى يتميزوا ويعرفوا ويحذر كيدهم ومكرهم ، و يتقي شرهم . ونقف مع هذه الصفات فيما يلي :

1- الكفر

والمراد به الكفر بالله وآياته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، فكل ما ينطبق عليه تعريف الكفر داخل في هذه الصفة التي وصف ﷲ بها الصادين في أكثر من آية، وفي مناسبات متعددة ، مما يجعل أعمالهم مهما كانت في الظاهر حسنة وخيرة، فإنها مردودة عليهم لا يقبلها ﷲ بحـال بسبب كفرهم وصدهم عن سبيل ﷲ .

قال الله تعالى :

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ﴾

محمد: 34

﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴾

محمد: 1

﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ ﴾

النحل:  ٨٨

2-  الكسب الحرام وسوء الاستغلال

إنﹰ المال نعمة من نعم ﷲ على الإنسان ، وجعل ﷲ  طرقا مشروعة لكسبه وإنفاقه ، وحرم أكل الأموال بالباطل ، وحرم كنزها ونهى عن البخل بها وعدم الإنفاق منها في سبيل ﷲ .

قال الله تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾

التوبة :٣٤

3-  الظلم والمكر والضلال

قد اتصف الصادون عن سبيل ﷲ بصفات الظلم حيث فعلوا الذنوب والمعاصي الكبيرة ، وهكذا زين لهم المكر ، وقد أضلهم ﷲ بسبب ذلك الصد وجعـل الضـلال صفة ملازمة لهم .

قال الله تعالى :

﴿ فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ﴾

النساء: ١٦٠

﴿ بَلۡ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكۡرُهُمۡ وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ ﴾

الرعد: 33

﴿ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ

ابراهيم :٣

4- الحلف بالأيمان الكاذبة

إن هذه الصفة ملازمة للمنافقين، حيث وصفهم بذلك في أكثر من آية ، وفي مجال الصد عن سبيل اﷲ بالذات .

قال الله تعالى :

﴿ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾

المجادلة: 16

﴿ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

المنافقون:  2

﴿ وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾

النحل: ٩٤

5 – البطروالرياء

وهاتان الصفتان جعلهما ﷲ للكافرين الصادين عن سبيله

قال الله تعالى :

﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾

الأنفال: ٤٧

ولا تكونوا مثل المشركين الذين خرجوا من بلدهم كبرًا ورياءً؛ ليمنعوا الناس عن الدخول في دين الله. والله بما يعملون محيط لا يغيب عنه شيء.

 6 – وسائل الصد

   عن سبيل ﷲ

وسائل الصد عن سبيل اﷲ متنوعة، وكثيرة ؛ ومنها الأتي :

1- إنفاق الأموال

ومعلوم دور المال في تحقيق الأهداف والغايات فهو وسـيلة فعالـة ،من وسائل الصد عن سبيله، كما أنه وسيلة فعالة في الدعوة إلى سبيل ﷲ أيضا، فالاعتبار في ذلـك حسب نية المنفق والهدف الذي يريد بلوغـه وتحقيقـه ، فالمؤمن ينفق ماله في الخير وفيما ينفعه في عاجل أمره وآجله، أما الكافر فهو ينفق مالـه ليصد عن سبيل ﷲ

قال الله تعالى :

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾

الأنفال: ٣٦

2- تزيين المكر

وهذه وسيلة شيطانية ، يعتمدها شياطين الإنس والجن ليكون ذلك هو منطلـق الصد عن سبيل ﷲ

قال الله تعالى :

( بَلۡ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكۡرُهُمۡ وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ )

الرعد: 33

فزين الشيطان لهم المكر وزين لهم أن يصدوا عن سبيل ﷲ ، ، مما يؤكد أن المكر طريق من طرق الصد ، وأداة من أدواته ، ووسيلة فاعلة من وسائله .

3- إيقاع العداوة والبغضاء بين المؤمنين

وهذه وسيلة ﹰأيضا من وسائل الشيطان ، فهو الـذي يعمد إلى إثارة الفتن والقلاقل والخلافات ، ليبني عليها العداوة والبغضاء بين عباد اﷲ ، وبالتالـي تتقطع الصلات والعلاقات الإيمانية ، ويصدهم بذلك عن ذكر ﷲ وعن طاعتـه .

قال الله تعالى :

( إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ )

المائدة: 91

4 – تزيين الأعمال السيئة

وهذه الوسيلة من مهام الشيطان ،هوالذي يصطنعها وذلك بتـزيين الأعمال السيئة لصاحبها ، فيراها حسنة  فيفعلها

قال الله تعالى :

( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ )

فاطر: 8

وقد جاء الصد ﹰمترتبا على تزيين سوء العمل

قال الله تعالى :

( وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِۚ وَمَا كَيۡدُ فِرۡعَوۡنَ إِلَّا فِي تَبَابٖ )

غافر: 37

وعن بلقيس وقومها عبدة الشمس من دون ﷲ

قال الله تعالى :

( وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا يَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمۡ لَا يَهۡتَدُونَ )

النمل: 24

7-  غاية الصد عن سبيل ﷲ

لا شك أن الصد في حد ذاته غاية قائمة بذاتها، ويكفي أن يكون هدفا مستقلا ، يسـعى أعداء ﷲ من الكافرين والمنافقين إلى تحقيقه ،ﹰ ومع ذلك فإن هناك أهدافا أخرى تترتب على هذا الهدف الأول وتتصل به، ومنها الأتي :

1- ابتغاء سبيل ﷲ المعوجة

وقد جـاءت الآيات صريحة  في بيان هذه الغاية من الصد

قال الله تعالى :

( قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ تَبۡغُونَهَا عِوَجٗا )

آل عمران :  99

( وَلَا تَقۡعُدُواْ بِكُلِّ صِرَٰطٖ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِهِۦ وَتَبۡغُونَهَا عِوَجٗاۚ )  

الأعراف :   86

( ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ كَٰفِرُونَ )

الأعراف : 45

( ٱلَّذِينَ يَسۡتَحِبُّونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٖ )

إبراهيم : 3

( ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ )

هود :   19

2-  منع إقامة الشعائر

وهذا هدف واضح للمشركين ، حيث يعتقدون أنهم أهـل المسجد ، وأولى به من المؤمنين ، ولذلك  كانوا  يصدون عن سبيل ﷲ، ويصدون عن المسـجد ﹰ الحرام أيضا .

قال الله تعالى :

( هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡهَدۡيَ مَعۡكُوفًا أَن يَبۡلُغَ مَحِلَّهُۥۚ )

الفتح :25

( وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُواْۘ )

المائدة: 2

( إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلۡنَٰهُ لِلنَّاسِ )

الحج : 25

3-  فتنة المؤمنين عن إيمانهم

وهـذا هدف رئيس للصد، حيث نصت الآيات على صد مـن آمن عن سبيل ﷲ .

قال الله تعالى :

( قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ )

آل عمران :  99

( وَلَا تَقۡعُدُواْ بِكُلِّ صِرَٰطٖ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِهِۦ)  

الأعراف :  86

( قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ لِلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُوٓاْ أَنَحۡنُ صَدَدۡنَٰكُمۡ عَنِ ٱلۡهُدَىٰ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَكُمۖ بَلۡ كُنتُم مُّجۡرِمِينَ )

سبأ : 32

( وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالُواْ مَا هَٰذَآ إِلَّا رَجُلٞ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمۡ عَمَّا كَانَ يَعۡبُدُ ءَابَآؤُكُمۡ )

سبأ : 43

( ققَالُوٓاْ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَا فَأۡتُونَا بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ )

إبراهيم :10

4 – صرف الناس عن دين اﷲ

وهـذا هـدف عـام للمشركين، وكل الآيات التي جاء فيهـا الصد عن سبيل ﷲ تعني دين ﷲ ، أو منهـاج ﷲ ، أو صـراط ﷲ

قال الله تعالى :

( ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدۡنَٰهُمۡ عَذَابٗا فَوۡقَ ٱلۡعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفۡسِدُونَ )

النحل : 88

( إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ )

المائدة : 91

( وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بَعۡدَ إِذۡ أُنزِلَتۡ إِلَيۡكَۖ وَٱدۡعُ إِلَىٰ رَبِّكَۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ )

القصص :  87

( فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنۡهَا مَن لَّا يُؤۡمِنُ بِهَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ فَتَرۡدَىٰ )

طه  : 16

8- عاقبة الصادين

   عن سبيل الله

لاشك أن لكل عمل نتيجته ، ومما لا ريب فيه أن الصادين عن سـبيل ﷲ قد ناصبوا ﷲ  ودينه ورسوله والمؤمنين العداء في الدنيا والآخرة ، فلا بـد أن تكـون عاقبة أمرهم ﹰخسرا ، وتنقلب غاياتهم غلبة عليهم وحسرة ، ويذوقوا السوء والعذاب العظـيم فـي الدنيا والآخرة بسبب ما قدمـت أيديهـم من ظلم وفتنة ، وسنقف على وعيد ﷲ بهم مـن خـلال الآيات نفسها المتعلقة بجريمة الصد ، وذلك في النقاط الآتية

1- استحقاقهم العذاب

حيث تهددهم ﷲ بذلك في أكثر من آية، ووصف العذاب بـأكثر مـن وصف، فمرة بالأليم وأخرى بالعظيم  وثالثة بالمهين، وغيرها من العذاب المضاعف ، ومع هذه الآيات لنرى هذه الأصناف من العذاب .

قال الله تعالى :

( وَمَا لَهُمۡ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓ )

الأنفال : 34

( وَتَذُوقُواْ ٱلسُّوٓءَ بِمَا صَدَدتُّمۡ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَكُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ )

النحل : 94

( ٱتَّخَذُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ)

المجادلة : 16

( ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدۡنَٰهُمۡ عَذَابٗا فَوۡقَ ٱلۡعَذَابِ )

النحل :   88

 ( فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن صَدَّ عَنۡهُۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا )

النساء: 55

2- الإثم الكبير

إن الصد جريمة كبيرة في دين ﷲ، بل هي أكبر مما يتصوره الكافرون

قال الله تعالى :

( يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ )

البقرة : 217

( إِنَّ  ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٞ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡ )

محمد : 34

3- ضلال الأعمال وحبوطها

ضلال الأعمال هو انحرافها عن صراط  ﷲ المستقيم، وسـيرها في طريق آخر لا يرضي ﷲ ، وإنما يرضي النفس الأمارة بالسوء ، و يرضي الشيطان ، وهـذا  مدعاة لخسران العمل وحبوطه

قال الله تعالى :

( إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗا وَسَيُحۡبِطُ أَعۡمَٰلَهُمۡ )

محمد :  32

( ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ )

محمد :  1

( ٱلَّذِينَ يَسۡتَحِبُّونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٖ )

إبراهيم :  3

4 – إنفاق الأموال هدرا وانقلابها حسرة وغلبة

إنه لمن دواعي الهم والغم أن ينفـق الإنسـان ماله لهدف من لأهداف ، ثم يكون الفشل بضيـاع المال دون تحقيق الغاية ، ومما يزيـد الأمـر مرارة ، أن ينقلب هذا الإنفاق حسرة عليهم ، ليس ذلك فحسب، بل تكون الهزيمة والغلبـة علـيهم ﹰأيضا ، بالإضافة إلى العذاب الأخروي  ، وهو الحشر إلى جهنم ليذوقوا العذاب .

قال الله تعالى :

( إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيۡهِمۡ حَسۡرَةٗ ثُمَّ يُغۡلَبُونَۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحۡشَرُونَ )

الأنفال :  36

5- إحاطةعلم ﷲ بهم

إذا علم الصادون المجرمـون أن ﷲ محـيط بعملهم ولا تخفى عليه خافية ، مما يفعلون من صد عن سبيله، عندها قد يحسبون حسابا لعلم ﹰﷲ المحيط بهم، فيمثل ذلـك ﹰوعيدا وتهديدا لهم على فعلهم

قال الله تعالى :

( وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بَطَرٗا وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ )

الأنفال: 47

6 –  المصائب والكوارث

قال الله تعالى :

( وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡ دَخَلَۢا بَيۡنَكُمۡ فَتَزِلَّ قَدَمُۢ بَعۡدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ ٱلسُّوٓءَ بِمَا صَدَدتُّمۡ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَكُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ )

النحل : 94

ولا تجعلوا من الأيمان التي تحلفونها خديعة لمن حلفتم لهم، فتهلكوا بعد أن كنتم آمنين، كمن زلقت قدمه بعد ثبوتها، وتذوقوا ما يسوؤكم من العذاب في الدنيا؛ بما تسببتم فيه مِن مَنْع غيركم عن هذا الدين لما رأوه منكم من الغدر، ولكم في الآخرة عذاب عظيم.

7-  تحريم الطيبات عليهم

والطيبات هي ما طاب طعمها، وأحل ﷲ أكلها، لكن إذا ما وقـع  الظلم والصد عن سبيل ﷲ يحرم ﷲ هذه الطيبات عقوبة لهم بسبب الظلم والصد،

قال الله تعالى :

( فَبِظُلۡمٖ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا عَلَيۡهِمۡ طَيِّبَٰتٍ أُحِلَّتۡ لَهُمۡ وَبِصَدِّهِمۡ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيرٗا )

النساء : 160

8- كيد الصادين في هلاك

وهذه حقيقة حتمية، قررها رب العالمين بفضله ورحمته للمؤمنين،  ولولا ذلك لصرف الناس وصدوا عن سبيل ﷲ .

قال الله تعالى :

 ( وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِۚ وَمَا كَيۡدُ فِرۡعَوۡنَ إِلَّا فِي تَبَابٖ )

غافر: 37

9- عدم المغفرة لهم إذا ماتوا على الكفر

قال الله تعالى :

( إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٞ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡ )

محمد: 34

إن الذين جحدوا أن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له وصدُّوا الناس عن دينه، ثم ماتوا على ذلك، فلن يغفر الله لهم .

وبهذا نكون قد وقفنا على أصناف من الوعيد والتهديد للصادين ، وذلك في العاجلة والآجلة .

Share This