مفهوم جبريل في القرآن الكريم

1- مفهوم جبريل

جبريل هو أحد الملائكة المقربين لله وهو الموكل بتنزيل الوحي إلى الأنبياء فهو أمين الوحي. ويعتبر جبريل هو أحد رؤساء الملائكة، وهو الرسول الذي ارسل إلى الرسل جميعاً. ومن المعروف أن الملائكة مخلوقات من نور، خلقهم الله عز وجل لوظيفة معينة وهي طاعة اوامره ولكل ملك وظيفة معينة يؤديها،

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ﴾

الصافات : 164

أي مهمة لا يتأخر عنه ولا يتقدم.

2- ذكر اسم جبريل عليه

 السلام في القران الكريم

وجاء ذكر جبريل عليه السلام في القرآن الكريم بشكل صريح ثلاث مرات في ثلاثة مواضع كالتالي :

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ .  مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾

البقرة : 97 -98

  ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴾

التحريم: 4

3- ألقاب جبريل عليه

السلام في القران الكريم

لقب جبريل بعدة ألقاب في القران الكريم وهي كالتالي:

1- الروح الأمين

قال الله تعالى:

﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ

الشعراء : 193

2- الرُوحِ الْقُدُسِ

قال الله تعالى:

﴿ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾

البقرة : 87

3- الرُّوحُ

قال الله تعالى:

﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾

القدر: 4

﴿ فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴾

مريم : 17

4 – أعمال جبريل عليه السلام

    في القران الكريم

من الأعمال التي قام بها جبريل -عليه السلام- ما يأتي

1- بشر مريم بولادة المسيح

قال الله تعالى:

﴿  فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴾

 مريم: 17

﴿ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴾ 

مريم :19

2- ارسال جبريل لعيسى ليؤيده ويعينه ويقويه

قال الله تعالى:

﴿ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾

البقرة :87

3- نزل جبريل علية السلام بالقرأن علي محمد صلي الله علية وسلم

قال الله تعالى:

 ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . علَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ  . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ

الشعراء: 193-195

4- نزول جبريل علية السلام لَيْلَةُ الْقَدْر

قال الله تعالى:

 ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ

القدر: 3-4

5-  التثبيت والبشارة لمن أسلموا

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾

النحل: 102

 5- صفات جبريل عليه السلام

    في القران الكريم

نص القرآن الكريم على جملة من صفات جبريل ، وفيما يأتي بعض تلك الصفات

1- القوة الهائلة

وصف القرآن الكريم بالقوة

قال الله تعالى:

 ﴿ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴾

التكوير: 20

شديد الخَلْق شديد البَطْش والفعل

2- العلم

فالله علم جبريل لينقل العلم والوحي إلى الرسل ويعلمهم ما علمه الله الحكيم.

قال الله تعالى:

﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾  

النجم :5

3- المكانة

جبريل عليه السلام هو أشرف وأقرب الملائكة إلى الله سبحانه وتعالى وهو الموكل في نزول الوحي إلى أنبياء ورسل الله سبحانه وتعالى. وهو صاحب مكانة رفيعة عند الله سبحانه وتعالى

قال الله تعالى:

 ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ . ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ. مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِين )

التكوير: 19-21

وهذل دليل على مكانة جبريل عليه السلام العالية بين الملائكة.

4- الأمانة

ائتمان الله تعالى جبريل عليه السلام على الوحي في نقل كلامه كما أمر من غير تبديلٍ ولا تغييرٍ ولا زيادةٍ ولا نقصانٍ .

قال الله تعالى:
﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ  .عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾

الشعراء: 193- 194

﴿ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴾

غافر: 15

6 – علاقه جبريل مع النبي محمد

    صلى الله عليه وسلم

في القرآن الكريم وصف دقيق لعلاقته بالنبي صلى الله عليه وسلم ووظيفة جبريل في الدعوة.

1- إنزال القرآن على قلب النبي

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾

البقرة : 97

قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين

2- مشاهده محمد صلى الله عليه وسلم جبريل

قال الله تعالى:

( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى . مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى . وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى . عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى . ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى . وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى . ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى . فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى . فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ )

النجم : 1-11

أقسم الله تعالى بالنجوم إذا غابت، ما حاد محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الهداية والحق، وما خرج عن الرشاد، بل هو في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد، وليس نطقه صادرًا عن هوى نفسه. ما القرآن إلا وحي من الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. علَّم محمدًا صلى الله عليه وسلم مَلَك شديد القوة، وهو جبريل عليه السلام، الذي ظهر واستوى على صورته الحقيقية للرسول صلى الله عليه وسلم في الأفق الأعلى، وهو أفق الشمس عند مطلعها، ثم دنا جبريل من الرسول صلى الله عليه وسلم، فزاد في القرب، فكان دنوُّه مقدار قوسين أو أقرب من ذلك. فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى عبده محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى بواسطة جبريل عليه السلام. ما كذب قلب محمد صلى الله عليه وسلم ما رآه بصره.

قال الله تعالى:

( وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ . عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ . عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ . إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ . مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ . لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ )

النجم : 13- 18

ولقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته الحقيقية مرة أخرى عند سدرة المنتهى- شجرة نَبْق- وهي في السماء السابعة، ينتهي إليها ما يُعْرَج به من الأرض، وينتهي إليها ما يُهْبَط به من فوقها، عندها جنة المأوى التي وُعِد بها المتقون. إذ يغشى السدرة من أمر الله شيء عظيم، لا يعلم وصفه إلا الله عز وجل. وكان النبي صلى الله عليه وسلم على صفة عظيمة من الثبات والطاعة، فما مال بصره يمينًا ولا شمالا ولا جاوز ما أُمِر برؤيته. لقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج من آيات ربه الكبرى الدالة على قدرة الله وعظمته من الجنة والنار وغير ذلك.

Share This