1- مفهوم الأسباب
يسمي كل ما يتوصل به من علم أو قدرة أو آلة أو طريق أوغير ذلك إلى الشيء المطلوب سببا.
قال الله تعالي :
﴿ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا. فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴾
الكهف84 – 85
أي : أن الله تعالى آتاه من كل شيء معرفة، وذريعة يتوصل بها، فأتبع واحدا من تلك الأسباب .
قال الله تعالي :
﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ . أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ ﴾
غافر36 – 37
أي: لعلي أعرف الذرائع والأسباب الحادثة في السماء، فأتوصل بها إلى معرفة ما يدعيه موسى .
2- كلمة السبب
في
القرآن الكريم
كلمة (السبب) ورد في القرآن الكريم في تسعة مواضع، جاء في جميعها بصيغة الاسم .
– فجاء مفرداً
في خمسة مواضع
قال الله تعالي :
( فَأَتْبَعَ سَبَبًا )
الكهف : 5 8
– وجاء بصيغة الجمع
في أربعة مواضع
قال الله تعالي :
( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ )
البقرة :166
ولفظ السبب ورد في القرآن على خمسة معان:
1- العلـــم
قال الله تعالي :
( وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا )
الكهف: 84
أي: علماً
2- الطريــق
قال الله تعالي :
( فَأَتْبَعَ سَبَبًا )
الكهف: 85
أي: طريقاً ما بين المشرق والمغرب
( ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا )
الكهف:89
يعني: ثم سار طرقاً حتى بلغ مقصده الذي أراد.
3- الحبـــل
قال الله تعالي :
( مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ )
الحج: 15
أي: من يظن أن لن ينصر الله نبيّه ولا دينه ولا كتابه، فليمدد بحبل إلى سماء البيت وهو سقفه، فليختنق به، ثم لينظر هل يذهبن ذلك ما يجد في صدره من الغيظ على دين الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم وكتابه العزيز.
4- أبواب السماء وطرقها
قال الله تعالي :
( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ )
غافر:36
( أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ )
ص: 10
أي: فليصعدوا في أبواب السماء وطرقها.
5- المودة
قال الله تعالي :
( إذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ )
البقرة: 166
أي: لم يعد بينهم مودة يوم القيامة وتقطعت حبالها بينهم، وكانوا يتواصلون بها في الدنيا. نفرّقت الصّلات التي كانت بينهم في الدّنيا من نسب و صداقة و عهود
3- أنواع الآسباب
في
القرآن الكريم
الآسباب تنقسم إلى نوعين ،هما ..
أ – آسباب ماديةً
ومثال للأسباب المادية .. الماء .
قال الله تعالي :
( وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ )
البقرة : ٢٢
فالله تعالى جعل الماء سببًا لإخراج النبات وثمراته
ب – آسباب معنويةً
ومثال للأسباب المعنوية .. التقوي .
قال الله تعالي :
( إن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا )
الأنفال: 29
فالله تعالى جعل التقوي سببًا فاصلا بينكم وبين ما تخافون فتنجون .
4- الفرق بين
الأسباب ومسبباتها
إن الفرق ما بين الأسباب ومسبباتها تكمن في أن
– الأسباب
هي الوسائل التي تتبع للوصول إلى المطلوب .
– المسببات
هي النتائج الحاصلة عندما يتم الأخذ بالأسباب .
فعلى سبيل المثال الأكل هو السبب بينما الشبع الحاصل عن حدوث هذا السبب هو المسبب، أي النتيجة التي تحصل عند الأكل، وإن الله سبحانه وتعالى هو مسبب الأسباب ويقصد بذلك بأنه جاعلها بحكمته أسباباً مفضية إلى نتائجها.
5- السنن الربانية قائمة
على نظام الأسباب
من حكمة الله أنه جعل كل شيء يحدث بسبب ، سواء كان هذا الحدث يتعلق بالجماد أو بالنبات أو بالحيوان أو بالإنسان أو بالأجرام السماوية أو بالظواهر الكونية المختلفة . فقانون السببية، أي ربط المسببات بأسبابها والنتائج بمقدماتها قانون عام شامل لكل ما يحدث في الكون ، فجعل النكاح سبباً للولد، والبذر سبباً للزرع، وجعل شرب الماء سبباً للري، وجعل الأكل سبباً للشِّبَع، وجعل الجد والاجتهاد سبباً للنجاح، وجعل الكسل والتواني سبباً للفشل، وجعل النار سبباً للإحراق، وجعل قطع الرأس سبباً للموت وهكذا.
وهذه الأسباب يستوي فيها المسلم والكافر والبر والفاجر، فمن شرب روي، ومن أكل شبع، ومن اجتهد حصَّل، ومن زرع حصد، وهكذا. فالله تعالى اقتضت حكمته ربط الأسباب بالمسببات.
أ- فالأعمال الصالحة هي سبب دخول الجنة
قال الله تعالى:
( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْـخَالِيَةِ )
الحاقة : 24
فهم في عيشة هنيئة مرضية ، بسبب ما قدَّموا من الأعمال الصالحة في أيام الدنيا الماضية .
ب- فالتقوي هي سبب الخروجً من كل ضيق
قال الله تعالى:
( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا )
الطلاق: ٢
ومن يخف الله فيعمل بما أمره به، ويجتنب ما نهاه عنه، يجعل له مخرجًا من كل ضيق .
ت – أمر الله سبحانه بالأخذ بأسباب النصر
أمر الله سبحانه للمؤمنين
– أن يأخذوا حذرهم من أعدائهم
قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ )
النساء : 71
– وأن يُعِدوا لقتال عدوهم
قال الله تعالى:
(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ )
الأنفال :60
ج – أمر الله سبحانه بالأخذ بأسباب الرزق
قال الله تعالى:
( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )
الطلاق : 2-3
جعل الله تعالى من التقوي مخرجًا من كل ضيق ، وتيسِّير أسباب الرزق من حيث لا يخطر على بال ، ولا يكون في الحسبان .
قال الله تعالى:
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ )
الملك : 15
فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا أي فاسعوا في نواحيها وجوانبها، فجعل الله تعالى السعي سببا للرزق .
قال الله تعالى:
( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ )
الجمعة: 10
فانتشروا في الأرض، واطلبوا من رزق الله بسعيكم ، فجعل الله تعالى السعي سببا للرزق .
قال الله تعالى:
( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا )
مريم: 25- 26
أمر الله السيدة مريم بهزِّ جذع النَّخلة؛ أخذًا بسبب الرزق رغم ما بها من ضعف وحاجة .
د – أمر الله سبحانه بالأخذ بأسباب الشفاء
قال الله تعالى:
﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ. ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴾
ص 41- 42
وهنا جعل الله تعالى النبي أيوب يلتمس أسباب للشفاء . فقلنا له: اضرب برجلك الأرض ينبع لك منها ماء بارد، فاشرب منه، واغتسِلْ فيذهب عنك الضر والأذى.
6- الأخذ بالأسباب من
تمام التَّوكل على الله
إنَّ التَّوكل على الله سُبحانه بتفويض الأمر له عبادة من أجلِّ عبادات القلب التي يكتمل بها إيمان العبد، ويتقرب بها إلى ربه سبحانه، وهي عبادة تتجلى فيها وسطية الإسلام؛ إذ إن التَّوكل وسط بين طرفي نقيض مذمومين؛ فالمتوكل الحق بعيد عن اللامبالاة والتواكل، وبعيد كذلك عن الاعتقاد في الأسباب والاكتفاء بها. التّوكل الحق يجبر خللَ الأسباب، ويقوي ضعفها، وتُنال به إعانة الله سبحانه .
فهذا موسى عليه السلام بعد أن أخذ بأسباب النجاة من فرعون وجنوده .
قال الله تعالى:
( فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ )
الدخان: 23
جبر توكلُه على الله سبحانه وتعالى ما قصرت عنه الأسباب؛ لمّا لحقه فرعون وجنوده .
قال الله تعالى:
( قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )
الشعراء: 61-62
ونجاه الله ومن معه من المؤمنين .
أن الإسلام يهتم بالعمل وبقيمته ولا يربطه أبدًا بالنتائج وبما سيترتب عليه من آثار، إنما مجرد العمل هذا هو المطلوب ولكن التَّوكل على الله يُساعد العبد على الرِّضا بقضائه والتَّسليم لأمره إن وقع ما لا يحب دون يأس أو إحباط.
وهنا لا بد من التَّأكيد على أنَّ توكُّل العبد على ربِّه سبحانه لا يُنافِي سعيه، وأخذه بالأسباب الدُّنيوية المشروعة؛ بل إنَّ الأخذ بالأسباب من تمام التَّوكل ، والأدلة على ذلك كثيرة، منها:
أمر الله سبحانه للمؤمنين أن يأخذوا حذرهم من أعدائهم؛ أخذًا بأسباب النصر،
قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ )
النساء: 71
وأن يُعِدوا لقتال عدوهم
قال الله تعالى:
( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ )
الأنفال:60
القرآن الكريم بين لنا أن الأسباب هي الوسيلة التي يتحقق بها التمكين، والطريق الذي يوصل إليه هو الوسائل المادية سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو صناعية أو حربية أو حضارية عموماً . ونجد ذلك واضحا في قصة ذا القرنين
قال الله تعالى:
﴿ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا . قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا. آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا . فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾
الكهف 94- 97
أن القرآن الكريم أخبر بأن ذا القرنين استفاد مما منحه الله من وسائل وطرق وأسباب، وأنه أحسن استغلالها وإدارتها وتوظيفها والتعامل معها
قال الله تعالى:
﴿ فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴾
الكهف: 85
أي: أخذ بالأسباب والوسائل لبلوغ غايته، مما دلّ على فطنته وذكائه، وأنه تعامل مع نظام الأسباب بنجاح.
7- أساليب القرآن الكريم
بترتيب الأحكام على الأسباب
القرآن الكريم مملوء بترتيب الأحكام الكونية والشرعية على الأسباب بطرق متنوعة ؛ منها
1- فاء السببية
قال الله تعالى:
﴿ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ﴾
البقرة: ٢٢
فالفاء هاهنا سببية.
2- باء السببية
قال الله تعالى:
﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْـخَالِيَةِ ﴾
الحاقة: 24
فالباء هاهنا سببية.
3 – يأتي بذكر الوصف المقتضي للحكم
قال الله تعالى:
﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾
الطلاق: ٢
فالله تعالى اقتضت حكمته ربط الأسباب بالمسببات ، فالأعمال الصالحة هي سبب دخول الجنة .
8 – العلاقة بين الأسباب
وقضاء الله تعالى
أن المكلف يتعاطى السبب امتثالا لأمر ربه مع علمه ويقينه أنه لا يقع إلا ما يشاء الله وقوعه ، فهو متوكل على الله ، عالم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له من خير أو شر ، ولو شاء الله تخلف تأثير الأسباب عن مسبباتها لتخلف . ومن أصرح الأدلة في ذلك
1- نبي الله إبراهيم عليه السلام
قال الله تعالى:
﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴾
الأنبياء 69
حين اجتمع الكفار يريدون تحريقه بالنار فألقوه فيها فلم يحترق، فقد وُجد عند ذلك السبب الذي هو النار وتخلَّف المسبَّب الذي هو الإحراق فلم يحترق إبراهيمُ عليه السلام ، فدل ذلك دلالة قاطعة على أن التأثير حقيقة إنما هو بمشيئة خالق السماوات والأرض ، وأنه يسبب ما شاء من المسببات على ما شاء من الأسباب ، وأنه لا تأثير لشيء من ذلك إلا بمشيئته جل وعلا .
2- ضرب ميت بني إسرائيل
قال الله تعالى:
﴿ فقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾
البقرة 73
فهنا جعل الشيء سببا لشيء آخر مع أنه مناف له ، كجعله ضرب ميت بني إسرائيل ببعض من بقرة مذبوحة سببا لحياته ، إذ لا تكسب الحياة من ضرب بميت ، وذلك يوضح أنه جل وعلا يسبب ما شاء من المسببات على ما شاء من الأسباب ، ولا يقع تأثير ألبتة إلا بمشيئته جل وعلا .
3- عن السيدة مريم عليها السلام
قال الله تعالى:
﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾
مريم 25
فهنا جعل الشيء سببا لشيء آخر مع أنه مناف له ، كجعله هز الجذع سبب في إسقاط الرطب ، إذ لا تستطيع إمرأة نفساء أن تحَرِّك جذع النخلة ، وذلك يوضح أنه جل وعلا يسبب ما شاء من المسببات على ما شاء من الأسباب ، ولا يقع تأثير ألبتة إلا بمشيئته جل وعلا .
أحدث التعليقات