مفهوم شَعَائِرِ الله في القرآن الكريم

1- مفهوم شَعَائِرِ الله

الشَعَائِرهي مجموعة من الأفعال لها دلالة دينية وتؤدى على فترات زمنية محددة أو في مناسبات خاصة ، و شَعَائِرِ الله يقَصد بها معالم دين الله الظاهرة .

2- عبارة شَعَائِرِ الله

         في

    القرآن الكريم

وردت عبارة شعائر الله في النص القرءاني في أربعة مواضع هي ..

قَال الله تعالى:

) إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا )

البقرة : 158

إن الصفا والمروة- وهما جبلان صغيران قرب الكعبة من جهة الشرق- من معالم دين الله الظاهرة التي تعبَّد الله عباده بالسعي بينهما. فمَن قصد الكعبة حاجًّا أو معتمرًا فلا إثم عليه ولا حرج في أن يسعى بينهما

قَال الله تعالى:

وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّـهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ﴾

الحج: ٣٦

وجعلنا لكم نَحْرَ الإبل من شعائر الدين وأعلامه؛ لتتقربوا بها إلى الله، لكم فيها- أيها المتقربون -خير في منافعها من الأكل والصدقة والثواب والأجر،

قَال الله تعالى:

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّـهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ﴾

المائدة : 2

يا أيها الذين آمنوا لا تتعدَّوا حدود الله ومعالمه، ولا تستحِلُّوا القتال في الأشهر الحرم ، ولا تستحِلُّوا حرمة الهَدْي، ولا ما قُلِّدَ منه؛ إذ كانوا يضعون القلائد، وهي ضفائر من صوف أو وَبَر في الرقاب علامةً على أن البهيمة هَدْيٌ وأن الرجل يريد الحج، ولا تَسْتَحِلُّوا قتال قاصدي البيت الحرام الذين يبتغون من فضل الله ما يصلح معايشهم ويرضي ربهم.

قَال الله تعالى:

﴿ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ 0 لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾

الحج : 32-33

يبدو بوضوح أن شعائر الله فيها منافع للناس ثم محلها إلى البيت العتيق، فالأمر يتعلق هنا بالحج وهو ما يدل عليه سياق النص الكامل، والتي فيها منافع للناس هى بهيمة الأنعام، وهى أيضاً التي محِلها إلى البيت العتيق، فشعائر الله كما يتبين من النص هى أنواع من بهيمة الأنعام التي بإمكان الناس تربيتها والإنتفاع بها إلى أجل مُسمى وهو على ما يبدو وقت الحج ثم تساق إلى محلها البيت العتيق.

3- أنواع شعائر الله

أمر الله عباده المؤمنين بتعظيم شعائره، والشعائر هي كُلّ ما أمر الله به من أمور الدين الظاهرة  ، منها:

1- الصيام

قَال الله تعالى:

﴿َ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

البقرة: 183

فهو من شعائر الله الظاهرة ويقتصر على شهر رمضان

قَال الله تعالى:

( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ )

البقرة : 185

2– الصلاة

قَال الله تعالى:

﴿ إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾

النساء: 103

فهي من شعائر الله الظاهرة والمتكرّرة في كُلّ يومٍ خمس مرّاتٍ .

3- الحج والعمرة

قَال الله تعالى:

﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾

البقرة: 196

﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾

البقرة : 197

الحج في الإسلام هو حج المسلمين إلى مدينة مكة في موسم محدد من كل عام، وله شعائر معينة تسمى مناسك الحج، وهو واجب لمرة واحدة في العمر لكل بالغ قادر من المسلمين.

4 – القرآن الكريم

وهو أساس كُلّ الشعائر، من قرائته و تدبره والعمل بما فيه .

قَال الله تعالى:

﴿ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ﴾

المزمل: 20

﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾

محمد: 24

﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾

الأعراف: 204

﴿ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾

الإسراء: 9

إن هذا القرآن يرشد الناس إلى أحسن الطرق، وهي ملة الإسلام، ويبشر المؤمنين الذين يعملون بما أمرهم الله به، وينتهون عمَّا نهاهم عنه، بأن لهم ثوابًا عظيمًا .

ج – زكاة المال

قَال الله تعالى:

﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾

التوبة: 103

تُعتبر زكاة المال من  شعائر الله الظاهرة ،هي حق معلوم من المال، مقدر بقدر معلوم، يجب على المسلم بشروط مخصوصة .

د – الإحسان إلى الناس

كُلّ عبادةٍ  ظاهرة يُتقرّب بها إلى الله هي من شعائر الله، مثل: الإحسان إلى الناس، سواءً أكانت من مسلمٍ أو غيره، والإحسان إلى كُلّ شيٍ من حيوانٍ وجمادٍ وغير ذلك.

قَال الله تعالى:

﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾

البقرة: 83

﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾

البقرة: 83

﴿ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾

القصص: 77

وأحسن إلى الناس بالصدقة، كما أحسن الله إليك بهذه الأموال الكثيرة

قَال الله تعالى:

﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ  ﴾

المؤمنون: 96

إذا أساء إليك أعداؤك بالقول أو الفعل فلا تقابلهم بالإساءة، ولكن ادفع إساءتهم بالإحسان منك إليهم

4- نتيجة تعظيم

شعائر الله تعالى

بيّن الله تعالى أنّ تعظيم شعائره من أسباب صلاح القلب واستقامته.

قال الله تعالى:

( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب )

الحج: 32

ويجب أن يكون هذا التعظيم كما أراده الله وليس بناءً على هوى النفس .

 

Share This