مفهوم الوسيلة في القرآن الكريم
1- مفهوم الوسيلة
الوسيلة هي ما يتوصل ويُتقرَّب به إلى الله تعالى بمراعاةُ سبيله بالعمِل الصالح والعبادة ، وتحري مكارم الاخلاق .
قال الله تعالى:
﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾
المائدة : 35
أي: تقرَّبوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه
قال الله تعالى:
﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ﴾
الإسراء: 57
أولئك الذين يدعوهم المشركون من الأنبياء والصالحين والملائكة مع الله، يتنافسون في القرب من ربهم بما يقدرون عليه من الأعمال الصالحة .
2- أنواع التوسل
التوسل هو كل ندبنا الله تعالى إليه في كتابه وحثنا عليه ، ومن ذلك
1- التوسل بالإيمان به
قال الله تعالى:
﴿ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾
آل عمران : 53
﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴾
آل عمران : 193
﴿ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾
المؤمنون : 109
2- التوسل بأسماء الله تعالى وصفاته
أن يتقرب المسلم بأسماء الله سبحانه وتعالى في دعائه؛ ليستجيب له.
قال الله تعالى:
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
الأعراف : 180
أي ادعو الله متوسلين بأسمائه الحسنى. مثال ذلك:
– أن يقول: اللهم أسألك برحمتك أن ترحمني
قال الله تعالى:
﴿ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾
المؤمنون: 109
– أو يقول: اللهم أسألك باسمك الفتاح أن تفتح بيني وبين قومي بالحق
قال الله تعالى:
﴿ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴾
الأعراف: 89
– أو يقول: أسألك باسمك الغفار أن تغفر لي خطايا .
قال الله تعالى:
﴿ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ﴾
الأعراف : 155
3 – التوسل بالعملِ الصالح
إذا کان التوسّل بمعنى تقدیم شیء إلى ساحة الله لیستجیب دعاءه، فلا شك فی أنّ العمل الصالح أحسن شیء یتقرّب به الإنسان إلى الله تعالى، وأحسنُ وسیلة یُتمسّك بها فتكون نتیجة التقرّب هی نزول رحمته علیه وإجابة دعائه،
قال الله تعالى:
( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
النحل : 97
( وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ )
الكهف : 88
( فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )
الكهف : 110
فمَن كان يخاف عذاب ربه ويرجو ثوابه يوم لقائه، فليعمل عملا صالحًا لربه موافقًا لشرعه، ولا يشرك في العبادة معه أحدًا غيره.
4- التفكرفي صنع الله تعالى
قال الله تعالى:
( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
آل عمران : 191
وهم يتدبرون في خلق السموات والأرض،ليستدلوا به على قدرة صانعهما .
قال الله تعالى:
( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
الرعد : 3
في ذلك دلالات على وحدانيته تعالى لقوم يتفكرون في صنع الله.
قال الله تعالى:
( يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
النحل : 11
( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
الروم : 21
إن في خلق الله ذلك لآيات دالة على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتفكرون، ويتدبرون.
5 – تدَّبر الْقُرْآنَ
قال الله تعالى:
( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا )
النساء : 82
( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )
محمد : 24
( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )
ص : 29
هذا الموحى به إليك – أيها الرسول- كتاب أنزلناه إليك مبارك؛ ليتفكروا في آياته، ويعملوا بهداياته ودلالاته، وليتذكر أصحاب العقول السليمة ما كلفهم الله به.
6- التوسل بدعاء الأنسان الصالح
﴿الحاضر الحي ﴾
عن أبناء يعقوب عليه السلام لأبيهم بعد ما فعلوه بيوسف عليه السلام
قال الله تعالى:
﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ . قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾
يوسف : 97- 98
7- التوسل إلى الله بحال الداعي
– عن نبيِّه زكريا عليه السلام
قال الله تعالى:
﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا . قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا . وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا . يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا . يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ﴾
مريم : 3 – 7
فتوسَّل إلى الله تعالى بضعفه وعجزه، وهذا مِن أحب الوسائل إلى الله؛ لأنه يدل على التبرِّي من الحَوْل والقوة، وتعلُّق القلب بحول الله وقوته .
– عن موسى عليه السلام
قال الله تعالى:
﴿ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾
القصص : 24
أي: إني مفتقرٌ للخير الذي تسوقه إليَّ وتُيسِّره لي، وهذا سؤال منه بحاله، والسؤال بالحال أبلغ من السؤال بلسان المقال
– عن يوسف عليه السلام
قال الله تعالى:
﴿ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ . فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾
يوسف : 33- 34
وتوسل نبي الله يوسف عله السلام بالافتقار إلى الله؛ ليصرفَ عنه كيد امرأة العزيز: أي: أَمِلْ إليهن؛ فإني ضعيفٌ عاجز إن لم تدفَعْ عني السوء
– عن أيوب عليه السلام
قال الله تعالى:
﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾
الأنبياء: 83 -84
واذكر – أيها الرسول – عبدنا أيوب، إذ ابتليناه بضر وسقم عظيم في جسده، وفقد أهله وماله وولده، فصبر واحتسب، ونادى ربه عز وجل أني قد أصابني الضر، وأنت أرحم الراحمين، فاكشفه عني. فاستجبنا له دعاءه، ورفعنا عنه البلاء، ورددنا عليه ما فقده من أهل وولد ومال مضاعفًا، فَعَلْنا به ذلك رحمة منَّا، وليكون قدوة لكل صابر على البلاء، راجٍ رحمة ربه، عابد له.
3- التوسل الممنوع
التوسل الممنوع هو تقرب العبد إلى الله بما لم يثبت في الكتاب أنه وسيلة.
قال الله تعالى:
﴿ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ﴾
يونس: 59
التوسل إلى الله بجاه الأنبياء والصـالحين، ومنـزلتهم عند الله، وهذا من البدع المحدثة؛ لأنه توسل لم يشـرعه الله، ولم يأذن به.
قال الله تعالى:
( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ . إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )
فاطر: 13-14
مثل أن يقول الإنسان: أسألك يا ألله بنبيك، أو جاه نبيك، أو حق نبيك، أو جاه الأنبياء، أو حق الأنبياء، أو حق الأولياء، أو جاه الأولياء والصالحين، وأمثال ذلك، فهذا من وسائل الشرك، ولا يجوز فعله، لأن الله سبحانه وتعالى لم يشرع ذلك، والعبادات توقيفية؛ لا يجوز منها إلا ما دل عليه الشرع المطهَّر.
قال الله تعالى:
﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾
الزمر: 3
وقد أمرنا تعالى بنوع واحد من التوسل ، فليس بيننا وبين الله تعالى واسطة في العبادة ، فهو قريب مجيب الدعاء.
قال الله تعالى:
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
البقرة : 186
﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾
آل عمران : 8
( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
آل عمران : 16
أن المنزلة والجاه إنما اكتسبها الإنسان بعمله، وعمل الغير ليس سببا لنفعه
قال الله تعالى:
( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾
النجم: 39
4 – التوسل فى أذهان
الكثير من الناس
التوسل فى أذهان الكثير من الناس يتعلق بوجود وسيط بينهم وبين الله يستطيع أن يجعل الله يرضى عنهم ويحقق لهم طلباتهم وهو نفس اعتقاد كفار عهد النبى (ص)
قال الله تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ ﴾
الزمر : 3
والذين أشركوا مع الله غيره واتخذوا من دونه أولياء، قالوا: ما نعبد تلك الآلهة مع الله إلا لتشفع لنا عند الله، وتقربنا عنده منزلة .
– المنزلة عند الله تعالى تكون لمن رجع إليه وتاب
قال الله تعالى:
﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ . فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ ﴾
ص: 24- 25
وأيقن داود أننا فتنَّاه بهذه الخصومة، فاستغفر ربه، وسجد تقربًا لله، ورجع إليه وتاب. فغفرنا له ذلك، وجعلناه من المقرَّبين عندنا، وأعددنا له حسن المصير في الآخرة.
– المنزلة عند الله تعالى لا تكون بالأموال ولا بالأولاد ،ولكن لمن آمن بالله وعمل صالحًا .
قال الله تعالى:
﴿ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴾
سبأ: 37
وليست أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا قربى، وترفع درجاتكم، لكن مَن آمن بالله وعمل صالحًا فهؤلاء لهم ثواب الضعف من الحسنات، فالحسنة بعشر أمثالها إلى ما يشاء الله من الزيادة، وهم في أعالي الجنة آمنون من العذاب والموت والأحزان.
قال الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
المائدة: 35
فهنا قال الله تعالى: ﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ ولم يقل: وابتغوا إلى الأولياءِ الوسيلة، أو: وابتغوا إلى الله الوسيلة بالأولياء، وقوله تعالى: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ إشارةٌ إلى التوسُّل بالأعمال الصَّالحات كالجهاد في سبيل الله؛ إذْ هو أدعى للإجابة لا التوسُّل بالأولياء ، ولِذَلك ختم الله الآية بقوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ دليلاً على أنَّ مَن سلك غير هذه السبيل، فقد ضلَّ عن سواء السَّبيل، وخسر خسرانًا مبينًا.
أما عامة الناس حصروا مسائل التوسل فى التالى:
1- الدعاء الطلبى
وهو طلب طلبات من الله بواسطة جاه فلان أو مكانة علان عنده ، مثل إنزال المطر أو إنجاب طفل أو الشفاء من مرض أو النجاة من خطر ما ………..
2- الذبح
وهو ذبح شىء لفلان أو علان من الخلق حتى يتوسط بينهم وبين الله لتحقيق ما يطلبون
3- النذر
وهو التعهد بعمل ما لفلان أو علان من الخلق إذا حقق الله عن طريق جاه فلان أو علان طلب ما مثل الصوم أو إقامة ضريح أو ذبح شىء من بهيمة الأنعام
4- الشفاعة
ويقصدون بها مناصرة الآخرين لإدخالهم الجنة من جانب فلان أو علان من الخلق حتى ولو كانوا كفارا أى عصاة لله
قال الله تعالى:
﴿ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ﴾
يس: 23
5- العبادات عند القبور والأضرحة
التوسل إلى الله بفعل العبادات عند القبور والأضرحة بدعـاء الله عندها، والبناء عليها، ووضع القناديل والستور، ونحو ذلك . أن جاه الصالحين ومكانتهم عند الله إنما تنفعهم هم .
وأخيرا يجب أن نتذكرالأية التالية
قال الله تعالى:
﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾
النجم: 39
أحدث التعليقات