مفهوم النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

 

1- مفهوم النكرة والمعرفة

المعرفة والنكرة هو موضوع يخص الاسم فقط ، أي لا يتم استعمالهما مع الفعل والحرف .

أ – النكرة

تُعرَّف النكرة على أنها كلُّ ما يدل على شيء غير معين، أى على معنى مطلق .

قال الله تعالى:

( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ )

إبراهيم : 4

رَّسُول  لفظ عام مطلق ، فيدخل أي رسول أرسل من لدن الله تعالى تحت هذا اللفظ .

ب – المعرفة

هي كل كلمة تدل على شيء معين بعينه ، وتدل على مخصوص .

قال الله تعالى:

﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾

النساء :80

الرسول لفظ معين بعينه ، وتدل هنا على محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا .

إذا النكرة هي الاسم الذي يدل على مسمّى عام (شائع غير معيّن)، مثل: رجل، امرأة، دولة. وتمتاز بأنها تقبل دخول الألف واللام: رجل/ الرجل، كتاب/ الكتاب. أما المعرفة هي الاسم الذي يدل على مسمّى معيّن، وتشمل ، الاسم العَلَم مثل: محمد، هند، مكة، مصر.

2- أقسام المعرفة 

أنواع المعرفة سبعة ، وهي:

1– الضمائر ( أنا ، أنت ، هو)

قال الله تعالى:

( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا )

يوسف: 23

تم التعريف بالاسم الموصول الذي هو( التي ) ، دون اسم العلم الذي هو( زليخا ) .

2- العلم ( عمر، عبد الفتاح )

قال الله تعالى:

﴿ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ﴾

الأحزاب: 37

هو زيد بن حارثة الذي أعتقه وتبنَّاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم .

3- اسم الإشارة ( هذا ، هذه ، هذان )

قال الله تعالى:

( وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ )

الأنعام : 153

4- الاسم الموصول( الذي ، الذين)

قال الله تعالى:

( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ )

الأنعام : 146

5- المعرف ب أل ( الشمس، القمر)

قال الله تعالى:

( فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه )

الأعراف : 131

6- المضاف إلى واحد مما سبق أو المضاف إلى معرفة ( كتاب زيد).

قال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ

الانفطار: 18

7- المنادَى إذا كان نكرة مقصودة

الذي يكون عند النداء على شخص بعينه مثل قول يا رجل أو يا سيدة المقصود هنا تعريف شخص معين .

قال الله تعالى:

( قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ )

هود: 53

3- أغراض التعريف و التنكير

عند التعمق في   اللغة العربية الطويل نجد أن التعريف و التنكير له أسباب وأغراض يمكن توضيحها في التالي:

أولا – أغراض التنكير

التنكير يفيد الأتي :

1-غرض التحقير

قال الله تعالى:

﴿ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ

غافر: 39

جاء في هذا النص تنكير ( مَتَاع ﴾ للتحقير والتصغير، أي: متاعٌ حقير صغير سريع الزوال .

2-غرض التقليل

قال الله تعالى:

﴿ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ ياويْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾

الأنبياء : 46

جاء في هذه الآية ﴿ تنكير﴾ نفحة للتصغير، أي: نفحةٌ صغيرة من عذاب رَبّك كافيةٌ لأن تجعلَهُمْ يُنَادُون: يَا وَيْلنَا إنَّا كُنَّا ظَالِمِين .

3- غرض التعظيم

قال الله تعالى:

﴿ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾

البقرة : 279

جاء في هذا النصّ تنكير لفظ  ﴿ حَرْبٍ ﴾ للتعظيم والتهويل، أي: بحربٍ شديدةٍ هائلة مخيفة .

4 – إرادة الإِطلاق وعدم الحصر

قال الله تعالى:

﴿ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً ﴾

الفرقان : 59

أي: فاسأل عن الرحمن خبيراً، أَيَّ خبيرٍ.

5- إرادة نوع من الأنواع،

أو صنف من الأصناف

قال الله تعالى:

﴿ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى ﴾

آل عمران : 111

جاء في هذا الآية تنكير لفظ أذىً لإِرادة أنه نوع خفيف من أنواع الضّرَر .

6  – قصد التكثير

قال الله تعالى:

﴿ فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ ﴾

آل عمران : 184

لفْظُ : رُسُل  نكرة، تدُلُّ على أنَّهم رسُلٌ كثيرون قَدْ كُذِّبوا من قِبَلِ أقوامهم .

7- قصد ذكر واحد غير معين من الجنس أو النوع أو الصنف

قال الله تعالى:

﴿ اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ ﴾

يوسف : 9

أي: أرضاً ما بعيدة دون تعيين، حتَّى يضلّ أو تأكله الوحوش.

8- يقصد المتكلم إخفاء شخص المتحدّث عنه

قال الله تعالى:

﴿ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾

القصص : 12

فقد جاءت بلفظ ﴿ بيتٍ ﴾ نكرةً، وقالت ﴿ أَهْلِ بَيْتٍ ﴾ ولم تَقُلْ مُرْضعة، لتلاحظ مدى استجابتهم للعرض، ولتُبْعِدَ الشبهة عن أن تكونَ أُمُّه في هذا البيت، خوفاً على أخيها وأمّها،

ثانيا – أغراض التعريف

التعريف يفيد الأتي :

1- لإحضاره بعينه في ذهن السامع

فعند سماع آية

قال الله تعالى:

( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )

الإخلاص : 1

فمن المعروف أنه عند سماع لفظ الجلالة أنه الله الواحد الأحد.

2- التعظيم

التعظيم كذكر نبي الله يعقوب بلقبه إسرائيل إذ أنه فيه المدح والتعظيم لكونه سري الله

قال الله تعالى:

( إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ )

آل عمران:  93

3- الإهانة

وأيضًا الإهانة في قوله

قال الله تعالى:

 ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ )

المسد : 1

4- التحقير

قال الله تعالى:

( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب )

العنكبوت : 64

5- التعظيم

قال الله تعالى:

(  ذلك الكتاب لا ريب فيه  )

البقرة : 2

للدلالة على بعد درجته.

6 – للتنبيه

 وهذا بعد ذكر صاحب الصفات قبل وصفه بها

قال الله تعالى :

( أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون )

البقرة : 5

– لكراهية ذكر الشخص باسمه

 وهذا باستخدام الاسم الموصول وقد يكون أيضًا للستر على هذا الشخص أو غيره

قال الله تعالى:

( والذي قال لوالديه أف لكما )

الأحقاف : 17

– للعموم

 أي أن المُراد من الكلمة أن تعم وتشمل الجميع

قال الله تعالى:

(  إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )

فصلت : 30

وهذا باستخدام الاسم الموصول، ويمكن أن يكون بالتعريف بلإضافة كالآية

قال الله تعالى:

( فليحذر الذين يخالفون عن أمره  )

النور : 63

بمعنى أن كل أمر الله تعالى.

4 – أمثلة على المعرفة والنكرة

    من القرآن الكريم

وسنحاول أن نوضِّح بعض مقتضيات التعريف والتنكير من خلال استعراض بعض الأمثلة القرآنية التي جاءت فيها الكلمات إما منكرة أو معرفة حسب ما يقتضيه الحال.

-1كَذِبًا / الْكَذِب

بالتنكير ( كذبًا)   تعني أي كذب عام دون تخصيص أو تقييد

قال الله تعالى:

( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا )

الأنعام : 93
كَذِبًا  نكرة في سياق النفي أفادت العموم

بالتعريف (الْكَذِب) يدل على التخصيص والتعيين لمسألة تناولها السياق القرآني

قال الله تعالى:

( وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )

يونس  :60

جاء اللفظ معرفًا  (الْكَذِب ؛ لأنه يتناول مسألة مخصوصة ألا وهي مسألة الافتراء على الله في التحريم والتحليل

قال الله تعالى:

( فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا )

يونس: 59

إذًا المعرفة لها دلالة التعيين والتحديد

2-  مَّعْرُوف / الْمَعْرُوف

بالتنكير(  مَّعْرُوف  ) تعمّ أي معروف دون تخصيص أو تقييد

قال الله تعالى:

( إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ )

النساء: 114

فجاء لفظ  ( مَعْرُوف ) نكرة ليدل دلالة واضحة على العموم والشمول لأي معروف في ظل الإصلاح فأي معروف يؤدي للإصلاح فهو داخل في عموم الخير.
بالتعريف ( الْمَعْرُوفِ ) دخول أل التعريف قيّد الكلمة وحددها

قال الله تعالى:

( فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )

البقرة 234

دخول الباء على الكلمة أفاد الإلصاق، وألصق شيء بالمطلقة هو الزواج .

3- فَاحِشَة / الْفَاحِشَة

بالتنكير( فَاحِشَة ) قد تعني العموم الشمول، وهذا من أغراض التنكير

قال الله تعالى:
( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ )

آل عِمران : 135
تعمّ أي فاحشة دون تخصيص، وهذه رحمة ورأفة بنا من الله تعالى أن أي فاحشة يمحوها الذكر الاستغفار وعدم الإصرار عليها

وبالتعريف ( الْفَاحِشَةَ  )دخلت أل على اللفظ ليبلغ هذا اللفظ منتهاه وأقصاه وشناعته في معناه

في خطاب لوط عليه السلام لقومه

قال الله تعالى:

(  أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ  )

فهم بهذا الفعل بلغوا أقصى درجات الفحش ومنتهاه، بل إنهم خرجوا عن الفطرة البشرية بذلك.

4 –  جَبَل / الْجَبَل

بالتنكير  (جَبَل )  تعني العموم والشمول،

قال الله تعالى:

( قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ  )

هود: 43

فمع خضم الطوفان الهائل الذي أعدم وسحق طغيان قوم نوح وأهلكهم، نادي نوح عليه السلام ابنه ليركب معه في الفلك، فرد الابن أنه سيعتصم بأدنى جبل، ظنًا منه أنه سينجو

بالتعريف  (الْجَبَل )

قال الله تعالى:

(  وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ  )

الأعراف 171

والجبل هنا هو الطور بدلالة

قال الله تعالى:

  ( وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ  )

النساء 154

فالتعريف هنا للعهد الذهني، فهو معلوم لدى بني إسرائيل فالتعريف للجبل حدد الكلمة وعينها وهذا من دلالة التعريف في العربية

-5 قَرْيَة / الْقَرْيَةَ

بالتنكير(قَرْيَةٍ ) تدل عل العموم

قال الله تعالى:

 ( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ )

الطلاق: 8

فجاء لفظ ( قَرْيَة ) منكّرًا ليعطي بهذا التنكير إفادة الشمول في دلالته وهو بذلك يهدد زيغ أهل القرى عامة عن شرع الله وهداه وتعليمه ويخص بهذا التهديد أئمة الكفر بمكة فلا أحد خارج هذا الوعيد

بالتعريف (الْقَرْيَةَ)  قد تدل على التعيين والتحديد،

قال الله تعالى :

( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا )

يوسف: 82

 فهذا التعريف للفظ (  الْقَرْيَةَ )  دلّ على التعيين، فأخوة يوسف يخاطبون أباهم وهو يعلم ما يقصدون، ولا جرم أن في هذا اختصارًا لمرادهم وإيجازًا لكلامهم

– 6نَار / النَّار

نَار : من دلالة التنكير في هذا اللفظ هو التهويل والتخويف والترتيب

قال الله تعالى :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا  )

التحريم: 6

فالله جل شأنه يحذر عباده ويخوفهم من فظاعة وعظمة ناره، وذلك بأسلوب التنكير، وهذا أحد أغراض التنكير في العربية

وبالتعريف ( النَّار ) للعلم بها وعدم جهلها من قبل المتكلم والسامع .

قال الله تعالى :

( وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً )

البقرة :80

فهم يعلمون علم اليقين هول النار وعذابها، وأنّى لهم أن يجهلوها فالتعريف للفظ أفاد مزية العلم بها من قبل المتكلم والسامع.

7- ضُر / الضُرُّ

بالتنكير ( ضُر) عام، يدل على الشمول، وهذا عين دلالة النكرة .

قال الله تعالى :

 ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ  )

الزُمَر: 8

أي ضر، مهما كان حجمه وقوته وضعفه!

وبالتعريف ( الضُرً  ) هو المرض حينًا ، كما في شأن أيوب عليه السلام بعد أن أنهكه شدة المرض وطوله زمنه

قال الله تعالى :

(  وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ  )

الأنبياء : 83

فالتعريف له دلالة التعيين، فنادر ما يخرج التعريف في لفظ الضر عن شدة المرض كما

قال الله تعالى :

( مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ )

يوسف : 88

وهو العمى

9 – بَلَدًا / الْبَلَد

بالتنكير  ( بَلَدًا )  الأصل فيها تعني العموم

قال الله تعالى :

( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا )

البقرة : 126

وبالتعريف  ( الْبَلَد ) قيّدت المعنى

قال الله تعالى :

( وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا الْبَلَد )

البلد: 2

فلفظ  ( الْبَلَد ) المراد به مكة دون غيرها

9- حَيَاة / الْحَيَاة

بالتنكير (حيَاَة ) لفظ أريد به إطلاق وعموم، فقد يراد به حتى حياة مهينة ذليلة

قال الله تعالى :

( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ )

البقرة : 96

وبالتعريف جاء لفظ ( الْحَيَاة ) على ما يربو ستين مرة في القرآن كلها تعني هذه الدنيا

قال الله تعالى :

( أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ )

التوبة: 38

10 – رَّسُول / الرَّسُول

بالتنكير  ( رَّسُول )  لفظ عام مطلق

قال الله تعالى :

( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ )

إبراهيم: 4

فدخل أي رسول أرسل من لدن الله تعالى تحت هذا اللفظ

وبالتعريف ( الرَّسُولُ)  تعني التخصيص والتعيين

قال الله تعالى :

( وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ  )

آل عِمران : 153

ولا ريب أن المراد بهذا التعريف هو النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا يوم أُحد .

11-  عَدُوٌّ / الْعَدُوُّ  ​

بالتنكير  (عَدُوٌّ ) قد تعني تهويل وتعظيم الشيء، لأخذ الحذر منه

قال الله تعالى :

( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا  )

فاطر: 6

فالله جلّ شأنه يحذر عباده من عدوهم الأكبر اللدود إبليس الذي أخذ على نفسه غواية بني آدم هذا من ما تعطية الكلمة  (عَدُوٌّ)  من دلالة .

وبالتعريف ( الْعَدُوُّ)  جاءت مرة واحدة في القرآن الكريم معرفة بأل ورود اللفظ بالتعريف جاء ليعين ويحدد عدوًا من أخطر أعداء الأمة الإسلامية ألا وهم المنافقون

قال الله تعالى :

( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ )

المنافقون :  4

هذا التعريف يسلط الضوء على العدو الحقيقي الخفيّ فهل أدركنا حقيقة التعريف .

12-  ظُلُمَات / الظُّلُمَات

بالتنكير  ( ظُلُمَات)  له دلالة الإطلاق والعموم، في حال المنافقين .

قال الله تعالى :

(  وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ )

البقرة : 17

ظلمة الكفر والحيرة والشك والليل وعدم الاهتداء بنور الله، إذًا التنكير للفظ )  ظُلُمَات( أعطى صورة مطلقة للمعنى.

وبالتعريف ( الظُّلُمَات ) تتعين وتتحدد شخصية الكلمة، في شأن يونس عليه السلام

قال الله تعالى :

( فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )

الأنبياء : 87

ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت، إذًا التعريف يعطي صورة مقيدة حاضرة لمعنى الكلمة في ذهن السامع .

13-  صَخْرَة / الصَّخْرَة

بالتنكير  ( صَخْرَة ) تعني أي صخرة فالكلمة تدل على العموم، وهذا أحد أغراض التنكير

قال الله تعالى :

( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ  )

لقمان : 16

فإن حبة الخردل معلوم مكانها عند الله تعالى حتى لو اختفت في أي صخرة في الأرض، فالتنكير أظهر سعة علم الله تعالى .

وبالتعريف  ( الصَّخْرَة ) أل المعرّفة للكلمة هي للعهد الذهني

قال الله تعالى :

( قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ  )

الكهف :  63

هذه الصخرة معهودة لدى موسى عليه السلام وفتاه وهي معلومة لديهم ولا يمكن أن يطرأ عليها الجهل فالتعريف يرسم لنا صورة حضور الشيء أحيانًا، وهذا أحد معالمه​

14-  بَيْت / الْبَيْت

بالتنكير  ( بَيْت ) يدل على العموم، وهذا نلحظه من دعاء امرأة فرعون لمّا اشتدّ عليها أذى فرعون، فدعت الله تعالى .

قال الله تعالى :

 ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )

التحريم :  11

فنكرت اللفظ ليشمل أي بيت وحسبك ببيت في الجنة فالعموم ظاهر من سياق الدعاء وهو أحد أغراض التنكير

وبالتعريف ( الْبَيْت ) أكثر وروده في على معنى البيت العتيق والحرم المكي الشريف

قال الله تعالى :

( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَـٰذَا الْبَيْتِ )

قريش: 3

فتعريف البيت لا يذهب بالذهن بعيدًا عن مراد الحرم المكي الشريف وهذا التعريف قيد لنا المعنى ووثقه بهذا المدلول القرآن الكريم

15- عَظِيم / العظيمُ

بالتنكير ( عَظِيم ) تعني جزءًا من العظمة، هذا ما نلمسه من وصف الهدهد لعرش المرأة.

قال الله تعالى :

( وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ  )

النمل :23

نعم هو عظيم لكن لا تنتهي عنده العظمة، فهو من جملة عروش ملوك الدنيا،وهو من أعظمها .

وأما بالتعريف ( الْعَظِيمُ  ) فهو استغراق هذه العظمة فلا شيء فوقها وهذا ما يفيضه علينا التعبير في قوله تعالى في آية الكرسي

قال الله تعالى :

( وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ   )

البقرة : 255

الْعَظِيم : هو الذي ليس وراءه عظمة، فالعظمة تنتهي عنده

16- يَوْم / الْيَوْم

بالتنكير ( يَوْم )  جاء في سياق التهويل والتخويف، هذا ما تضفيه دلالة التنكير

قال الله تعالى :

( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ )

البقرة : 281

( لِيَوْمٍ عَظِيمٍ . يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )

المطففين :  5- 6

فالتنكير أعطى مهابة لهذا اليوم العظيم الذي جعله الله ميقاتا وفصلا للخلائق أجمعين، وهذا أحد أغراض التنكير

وبالتعريف ( الْيَوْم ) لدلالة التعيين والتحديد،

قال الله تعالى :

( ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ )

النبأ : 39

وهو يوم القيامة الذي هو حق في وقوعه وقيامه وتحققه، والذي لا مجال لإنكاره أو التشكيك فيه فالتعريف لليوم إبرز صورة التحقيق له والتعظيم في شأنه وتعيينه

17- خَاطِئِين / الْخَاطِئُونَ

بالتنكير  ( خَاطِئِين ) كما في شأن إخوة يوسف لما وقع منهم الخطأ في شأن أبيهم وأخيهم

قال الله تعالى :

( قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ )

يوسف :97

فالكلمة جاءت نكرة لتصور حالة الخطأ التي وقعت منهم غير أن هذا الخطأ المقصود لم يبلغ منتهاه فهو من جملة الأخطاء التي تقع لذا نكّر
بالتعريف ( الْخَاطِئُون ) هم من بلغ بخطئهم قمة الخطئ، فلا شيء بعده وهؤلاء بخطئهم أودى بهم للنار عياذًا بالله، فلا ريب أنه منتهى الخطئ

قال الله تعالى :

( لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ )

الحاقة : 35

والتعريف أضفى على الكلمة الاستغراق في الصفة، وهذا من أغراض التعريف

18 –  سَلَام / السَّلَامُ

بالتنكير  ( سَلَام ) قد ترد على معنى التقليل ، هذا ما نلمسه في

قال الله تعالى :

(  وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا )

مريم : 15

هذا القليل من الله، لكنه عند الناس كثير وفي نظرهم، كما قيل: قليل منك يكفيني ولكن قليلك لا يقال له قليل فالحاصل أن التنكير قد يدل على التقليل
و بالتعريف ( السَّلَامُ ) أفادت الاستغراق كله، وهذا نراه في سلام عيسى عليه السلام على نفسه

قال الله تعالى :

( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا )

مريم :33

19- مُّهْتَدٍ / الْمُهْتَدِي ​

بالتنكير  ( مُّهْتَدٍ ) تعني أي مهتدٍ، فالعموم يتلبس بالكلمة

قال الله تعالى :

( فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ )

الحديد : 26

فالتنكير والتنوين بالكلمة أوسعها عمومًا فالكلمة لا تخصّ أحدًا بعينه إنما وسعت كل مهتدٍ وهذا من أغراض التنكير
وبالتعريف  ( الْمُهْتَدِي ) هو من سلك طريق الاهتداء حق السلوك فالتعريف أعطى الكلمة كامل المعنى

قال الله تعالى :

(  مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي  )

الإعراف : 178

وهي الوحيدة بالقرآن بهذا الرسم) الْمُهْتَدِي  (لأنها جاءت على خلفية الحديث عن من آثر لذة الدنيا على لذة الآخرة ​.

20- لَغْو / اللَّغْوِ

بالتنكير  ( لَغْو ) وردت عامة لم يخصصها شيء

قال الله تعالى :

( لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا )

مريم :62

فهي نكرة في سياق النفي أفادت العموم والشمول، وهذا من نعيم أهل الجنة نسأل الله من فضله، فلا يسمعون فيها لغطًا ولا فحشًا من القول، بل جلّ كلامهم التسبيح.
وبالتعريف ( اللَّغْوِ ) و هو الشتم والأذى وقيل غير ذلك، وهذا في قوله تعالى

قال الله تعالى :

(  وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا  )

الفرقان: 72

وهذه الآية تبين علو وسمو أخلاق المؤمنين والتعريف حصر معنى الكلمة فلم يجعلها مطلقة، وهذا من أغراض التعريف​

 

 

 

 

Share This