مفهوم المقام المحمود في القرآن الكريم

1- مفهوم المقام

المقام يعني المَنْزِلة أو المكانة أو المَركَز أو الدَرَجة أوالمَرتبة .

قال الله تعالى :

﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾

الإسراء : 79

و يعنى أيضا الاقامة الخالدة والاستقرار الخالد فى الجنة أو فى النار

أ – مقام المتقين فى الجنة

قَال الله تعالى:

( خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً  )

الفرقان : 76

 ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ )

الدخان : 51

ب – مقام الكفار فى جهنم

قَال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً . إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً )

الفرقان : 65- 66

2- كلمة المقامً 

     في

 القرآن الكريم

ورد كلمة المقامً  في القرآن الكريم 18 مرة . والصيغ التي وردت هي:

– مقامً

ورد  9 مرات

قال الله تعالى :

﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ﴾

آل عمران: 97

– المقامة

وردت مرة واحَدة

قال الله تعالى :

﴿ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ ﴾

فاطر: 35

– مقاما

ورد  4 مرات

قال الله تعالى :

﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾

الإسراء : 79

– مقامهما

ورد مرة واحَدة

قال الله تعالى :

﴿ إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ ﴾

المائدة : 107

– مقامي

ورد مرتينْ

قال الله تعالى :

﴿ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴾

إبراهيم : 14

– مقامك

ورد مرة واحَدة

قال الله تعالى :

﴿ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ﴾

النمل: 39

وجاءت كلمة المقامً في القرآن الكريم بمعني  :

1- المجِلس

قال الله تعالى :

﴿ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ﴾

النمل : 39

قال مارد قويٌّ شديد من الجن: أنا آتيك به قبل أن تقوم من مجلسك هذا .

2-  الإقامة

قال الله تعالى :

﴿ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾

الفرقان: 76

خالدين فيها أبدًا مِن غير موت، حَسُنَتْ مستقرًا يَقِرُّون فيه ومقامًا يقيمون به، لا يبغون عنها تحولا.

3- مكانة

قال الله تعالى :

﴿ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ ﴾

يونس 71

مَوْضِعُ إِقَامَتِهِ أَوْ زَمَانُهَا .

3- الكلمات ذات الصلة 

     بكلمة المقامً

– مُسْتَقَرّ

ثابِت من دون تَغَيُّر مَلْموس، لا يَتَطوَّر إلى أحْسن ولا إلى أَسْوأ.

قال الله تعالى :

﴿ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴾

البقرة : 36

ولكم في الأرض استقرار وإقامة، وانتفاع بما فيها إلى وقت انتهاء آجالكم.

– مَثْوًى

مأوى، مقرّ، منزل أو موضع يُقام به .

قال الله تعالى :

﴿ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلكَافِرِيْنَ )  

العنكبوت : 68

– دَرَجَة

منزلة ورتبة في الشرف

قال الله تعالى :

﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ )

البقرة :228

وللرجال على النساء منزلة زائدة من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف والقِوامة على البيت وملك الطلاق.

– المَنْزِلَةٌ

المرتبة ، المكانة ، الحُظْوة ، التَقْدير.

– مَكَانُهُ

المنزِلةُ ورفعةُ الشأَن

قال الله تعالى :

﴿ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ )

الأنعام : 135

– مسكن

هو مكان الذي يتخذه الأفراد والأسر لغرض الإقامة، مثل المنازل أو الشقق السكنية .

قال الله تعالى :

﴿ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ﴾

التوبة : 72

– دار

مسكن الإنسان

قال الله تعالى :

﴿ لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ )

الأنعام : 127

4 – أقسام المقام

       في

 القرآن الكريم

جاء في القرآن الكريم أنواع متعددة مِن المقامات ، وهي

أولا- مقام الله سبحانه وتعالى

هذه الأيات ورد فيها لفظ المقامً مضافا إلي المولي جل وعلا وكلها جاءت في سياق الخوف مِن الله تعالى ، وفي كل آية إشارة إلي ثمرة الخوف مِن الله  وأ ثره عليَ الخائف .

قال الله تعالى :

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾

الرحمن : 46

ولمن اتقى الله من عباده من الإنس والجن، فخاف مقامه بين يديه، فأطاعه، وترك معاصيه، جنتان.

قال الله تعالى :

﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴾

الـنازعات : 40- 41

وأمَّا مَنْ خاف القيام بين يدي الله للحساب، ونهى النفس عن الأهواء الفاسدة، فإن الجنة هي مسكنه.

قال الله تعالى :

﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ . وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴾

إبراهيم : 13- 14

وضاقت صدور الكفار مما قاله الرسل فقالوا لهم: لنطردنكم من بلادنا حتى تعودوا إلى ديننا، فأوحى الله إلى رسله أنه سيهلك الجاحدين الذين كفروا به وبرسله. ولنجعلن العاقبة الحسنة للرسل وأتباعهم بإسكانهم أرض الكافرين بعد إهلاكهم، ذلك الإهلاك للكفار، وإسكان المؤمنين أرضهم أمر مؤكد لمن خاف مقامه بين يديَّ يوم القيامة، وخشي وعيدي وعذابي.

ثانيا – مقام الملائكة عليهم السلام

قال الله تعالى :

﴿ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ . وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ . وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ﴾

الصافات : 164- 166

قالت الملائكة: وما منا أحدٌ إلا له مقام في السماء معلوم، وإنا لنحن الواقفون صفوفًا في عبادة الله وطاعته، وإنا لنحن المنزِّهون الله عن كل ما لا يليق به.

ثالثا – مقام الأَ نبياء

1- مقام نبينا محمد عليه الصلاة والسلام

قال الله تعالى :

﴿  أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا . وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾

الإسراء :78 – 79

أقم الصلاة تامة من وقت زوال الشمس عند الظهيرة إلى وقت ظلمة الليل، ويدخل في هذا صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وأقم صلاة الفجر، وأَطِلِ القراءة فيها؛ إن صلاة الفجر تحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار. وقم -أيها النبي- من نومك بعض الليل، فاقرأ القرآن في صلاة الليل؛ لتكون صلاة الليل زيادة لك في علو القدر ورفع الدرجات، عسى أن يبعثك الله مقامًا مَحْمُودًا  .

2- مقام نوح عليه السلام

قال الله تعالى :

﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ ﴾

يونس : 71

واقصص – أيها الرسول- على كفار “مكة” خبر نوح -عليه السلام- مع قومه حين قال لهم: إن كان عَظُمَ عليكم مقامي فيكم وتذكيري إياكم بحجج الله وبراهينه فعلى الله اعتمادي وبه ثقتي، فأعدُّوا أمركم، وادعوا شركاءكم، ثم لا تجعلوا أمركم عليكم مستترًا بل ظاهرًا منكشفًا، ثم اقضوا عليَّ بالعقوبة والسوء الذي في إمكانكم، ولا تمهلوني ساعة من نهار.

3- مقام الخليل إبراهيم عليه السلام

قال الله تعالى :

﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾

البقرة : 125

واذكر – أيها النبي- حين جعلنا الكعبة مرجعًا للناس، يأتونه، ثم يرجعون إلى أهليهم، ثم يعودون إليه، ومجمعًا لهم في الحج والعمرة والطواف والصلاة، وأمنًا لهم، لا يُغِير عليهم عدو فيه. وقلنا: اتخِذوا من مقام إبراهيم مكانًا للصلاة فيه، وهو الحجر الذي وقف عليه إبراهيم عند بنائه الكعبة.

قال الله تعالى :

﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ﴾

آل عمران : 97

في هذا البيت دلالات ظاهرات أنه من بناء إبراهيم، وأن الله عظَّمه وشرَّفه، منها: مقام إبراهيم عليه السلام، وهو الحَجَر الذي كان يقف عليه حين كان يرفع القواعد من البيت هو وابنه إسماعيل .

4- مقام سليمان عليه السلام

قال الله تعالى :

﴿ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ . قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ﴾

النمل: 38 – 39

قال سليمان مخاطبًا من سَخَّرهم الله له من الجن والإنس: أيُّكم يأتيني بسرير ملكها العظيم قبل أن يأتوني منقادين طائعين؟ . قال مارد قويٌّ شديد من الجن: أنا آتيك به قبل أن تقوم من مجلسك هذا، وإني لقويٌّ على حَمْله، أمين على ما فيه، آتي به كما هو لا أُنقِص منه شيئًا ولا أبدله.

رابعا – مقام المتقين

قال الله تعالى :

﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ . فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾

الدخان : 51- 52

إن الذين اتقوا الله بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه في الدنيا في موضع إقامة آمنين من الآفات والأحزان وغير ذلك. في جنات وعيون جارية.

قال الله تعالى :

﴿ أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا . خَالِدِينَ فِيهَا  حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾

الفرقان : 75- 76

أولئك الذين اتصفوا بالصفات السابقة من عباد الرحمن، يثابون أعلى منازل الجنة؛ برحمة الله وبسبب صبرهم على الطاعات، وسَيُلَقَّوْن في الجنة التحية والتسليم من الملائكة، والحياة الطيبة والسلامة مِنَ الآفات، خالدين فيها أبدًا مِن غير موت، حَسُنَتْ مستقرًا يَقِرُّون فيه ومقامًا يقيمون به، لا يبغون عنها تحولا.

قال الله تعالى :

﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ . الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴾

فاطر: 34- 35

وقالوا حين دخلوا الجنة: الحمد لله الذي أذهب عنا كل حَزَن، إن ربنا لغفور؛ حيث غفر لنا الزلات، شكور؛ حيث قبل منا الحسنات وضاعفها. وهو الذي أنزلَنا دار الجنة من فضله، لا يمسنا فيها تعب ولا إعياء.

خامسا- مقام الكافرين

قال الله تعالى :

﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا . إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾

الفرقان : 65- 66

والذين هم مع اجتهادهم في العبادة يخافون الله فيدعونه أن ينجيهم من عذاب جهنم، إن عذابها يلازم صاحبه. إن جهنم شر قرار وإقامة.

قال الله تعالى :

﴿ فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴾

الشعراء : 57- 58

فأخرج الله فرعون وقومه من أرض “مصر” ذات البساتين وعيون الماء وخزائن المال والمنازل الحسان. وكما أخرجناهم، جعلنا هذه الديار من بعدهم مجلس حسن لبني إسرائيل.

قال الله تعالى :

﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴾

الدخان : 25- 26

كم ترك فرعون وقومه بعد مهلكهم وإغراق الله إياهم من بساتين وجنات ناضرة، وعيون من الماء جارية ، وزروع ومنازل جميلة، وعيشة كانوا فيها متنعمين مترفين.

قال الله تعالى :

﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا ﴾

مريم :   73

وإذا تتلى على الناس آياتنا المنزلات الواضحات قال الكفار بالله للمؤمنين به: أيُّ الفريقين منَّا ومنكم أفضل منزلا وأحسن مجلسًا؟

5- صفات المقامًات

        في

   القرآن الكريم

تتصف المقامًات في القرآن الكريم ببعض الصفات ، منها ما يلي :

1- خَيْرٌ مَقَامًا

قال الله تعالى :

﴿ أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا ﴾

مريم :  73

أيُّ الفريقين منَّا ومنكم أفضل منزلا وأحسن مجلسًا؟

2- مَقَامٍ كَرِيمٍ

قال الله تعالى :

﴿ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴾

الدخان : 25- 26

مجلس حسن

3- مَقَامٍ بائس

قال الله تعالى :

﴿ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾

الفرقان :  66

إن جهنم شر قرار وإقامة.

4- مقَامٍ حَسُنَ

قال الله تعالى :

﴿ خَالِدِينَ فِيهَا  حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾

الفرقان :  76

حَسُنَتْ مستقرًا يَقِرُّون فيه ومقامًا يقيمون به

5- مَقَامٍ أَمِينٍ

قال الله تعالى :

﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾

الدخان : 51

إن الذين اتقوا الله بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه في الدنيا في موضع إقامة آمنين من الآفات والأحزان وغير ذلك.

6- مَقَامٍ مَحْمُودًا

قال الله تعالى :

﴿  عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾

الإسراء: 79

عسى أن يبعثك الله مقامًا يحمد لعظمتة  .

7- مَقَامٌ مَعْلُومٌ

قال الله تعالى :

﴿ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ﴾

الصافات: 164

قالت الملائكة: وما منا أحدٌ إلا له مقام في السماء معلوم، يعبد الله فيه لا يتجاوزه.

6 – معنى وعد النبى

  بالمقام المحمود

قَال الله تعالى :

( أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً .  وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً )

الاسراء : 78– 79

– تحدثتْ الآية في أولها عن التكليف

قَال الله تعالى :

( أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً .  وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ )

الإسراء: 78– 79

– وترتبِ على هذا التكليف جزاء ، وهو

قَال الله تعالى :

( عسى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً )

الإسراء: 79

– عسى تستعمل في السّياق القرآني للوعد إذا تحققت شروط الوعد ، فبعث النبي في مقامٍ محمود مرهون بتحقق تهجده بالقرآن .

– المقام المحمود أي المقام الذي يقع عليه الحمد من الذي يحصل علي هذا المقام ، فما هو المقام المحمود ؟ وهو محمود مِمَّنْ؟ ولكي نجيب علي تلك الأسئلة نستعرض الأتي :

– كل المؤمنون وليس النبى فقط مُطالبون بإقامة الصلاة من قبيل طلوع الشمس (الفجر) الى ما بعد العشاء، و المفروض أن نخشع فى تأدية الصلاة ، وأن نتقى ربنا جل وعلا بين أوقات الفرائض الخمسة للصلاة وبالتالى تكون المكافأة يوم القيامة هى الجنة أو المقام المحمود .

قَال الله تعالى:

( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ . كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )

الذاريات : 15- 18

( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ . تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

السجدة : 15-17

وبالتالى فإن الجنة هى جزاء قيام الليل وإقامة الصلاة كما جاء فى الآيات السابقة . أى فإن جزاء ( المقام المحمود ) فى سورة الاسراء يعنى الجنة .

– فى مقابل المقام المحمود المُشار اليه فى الآيات التالية  والذي يوعد به المؤمنون

قَال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ . جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ. وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ . الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴾

فاطر: 32- 35

تأتى الآيات التالية فى نفس السورة تتكلم عن مصير و ( مقام ) الكفار فى جهنم .

قَال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ . وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ)

فاطر: 36- 37

أى إننا فى سورة فاطر بإزاء موقفين متناقضين للمؤمنين السابقين فى الجنة والكافرين فى الجحيم ، والجنة موصوفة بالمقام المحمود ، بينما يصطرخ الكفار فى جهنم يرجون الخروج ليعملوا صالحا بينما هم خالدون فيها . أى فالجنة ( مقام محمود ) و جهنم ( مقام سىء ) .

– وفى الآية التالية نجد ما يوعد به المؤمنون هو ما يوعد به النبى

قَال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾

التحريم : 8

يا أيها الذين آمنوا ، ارجعوا عن ذنوبكم إلى طاعة الله رجوعا لا معصية بعده، عسى ربكم أن يمحو عنكم سيئات أعمالكم، وأن يدخلكم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار، يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه، ولا يعذبهم ، بل يُعلي شأنهم، نور هؤلاء يسير أمامهم وبأيمانهم، يقولون: ربنا أتمم لنا نورنا حتى نجوز الصراط ، ونهتدي إلى الجنة، واعف عنَّا وتجاوز عن ذنوبنا واسترها علينا، إنك على كل شيء قدير.

ولأن النبي له من الذنوب ما لكل الذين آمنوا ، فهومثْلهم يرجو أن يتجاوز الله تعالى عن ذنوبه ويسترها عليه .

قَال الله تعالى :

﴿ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ﴾

الفتح : 2

ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؛ بسبب ما تحملته من المشقات .

قَال الله تعالى :

﴿ وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾

الشورى : 52

وكما أوحينا إلى الأنبياء من قبلك – أيها النبي – أوحينا إليك قرآنًا من عندنا، ما كنت تدري قبله ما الكتب السابقة ولا الإيمان ولا الشرائع الإلهية؟

 

Share This