1- مفهوم الكتمان

الكتمان هو إخفاء الشيء وستره وترك إظهاره قصدًا، مع مساس الحاجة إليه، وتحقق الداعي إلى إظهاره، وذلك قد يكون بمجرد ستره وإخفائه، وقد يكون بإزالته ووضع شيءٍ آخر في موضعه . والكتمان يستعمل في

أ – المعاني

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾

البقرة : ١٤٠

فالشهادة معنى من المعاني

ب –  الأعيان

قال الله تعالى:

﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾

البقرة: ٢٢٨

لأن ما يكتمن في أرحامهن هو الجنين وهو من الأعيان.

2- كلمة الكتمان

     في

القرآن الكريم

وردت كلمة (كتم) وصيغها في القرآن الكريم (٢١) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد مرة واحدة

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ﴾

البقرة :١٤٠

– الفعل المضارع

ورد 20   مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾

غافر:٢٨

وجاء الكتمان في القرآن الكريم بمعني ستر الحديث .

3- الكلمات ذات الصلة

   بكلمة الكتمان

– الإخفاء

تغييب الشيء، وأن لا يجعل عليه علامة يهتدى إليه من جهتها

قال الله تعالى:

﴿ إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾

الأحزاب : 54

– السر

اسم لما يكتم ويخفى في القلوب من العقائد والنيات والأقوال والأعمال وغيرها.

قال الله تعالى:

﴿ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ﴾

يونس : ٥٤

– الإكنان

الستر والتغطية والإخفاء

قال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا ﴾

النحل : ٨١

– الجهر

أن الجهر خلاف الكتمان، وهو إظهار المعنى للنفس ورفع الصوت به.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾

طه : 7

4 – الكتمان وعلم الله تعالى

إن الله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، فيستوي في علمه المكتوم والعلن، ويظهر موضوع الكتمان وعلم الله تعالى في القرآن الكريم من خلال النقاط الآتية:

أولًا – سعة علم الله لكل شيء

إن علم الله واسع وكامل وشامل، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، والآيات الدالة على سعة علم الله بكل شيء كثيرة في كتاب الله العزيز ومنها:

قال الله تعالى:

﴿ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾

الأنعام: ٨٠

﴿ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾

الأعراف: ٨٩

وقد بين الله تعالى أنه بكل شيء عليم، ومن هذه الآيات:

قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

البقرة: ٢٨٢

﴿ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

المائدة: ٩٧

﴿ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾

الأنبياء:٨١

وكذلك الله تعالى عالم بالغيب والشهادة، ومن هذه الآيات

قال الله تعالى:

﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ  ﴾

الحشر:٢٢

﴿ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾

المؤمنون:٩٢

﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾

الرعد :٩

وكذلك الله تعالى إحاط بكل شيء علما

قال الله تعالى:

﴿ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا ﴾

النساء: ١٢٦

﴿ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾

آل عمران: ١٢٠

﴿ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾

هود: ٩٢

وكذلك الله تعالى اختص بعلم الغيب

قال الله تعالى:

﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾

الأنعام: ٧٣

﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾

الرعد: ٩

﴿ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾

المائدة: ١٠٩

﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾

المائدة: ١١٦

ثانيًا – إحاطة علم الله بما يكتمه العباد

وردت آيات في كتاب الله العزيز تبين إحاطة علم الله تعالى بما يكتمه العباد من الخير والشر، وغيرها من الأعمال ، منها

قال الله تعالى:

﴿ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾

البقرة:٣٣

﴿ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴾

آل عمران: ١٦٧

﴿ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ ﴾

المائدة: ٦١

﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴾

المائدة: ٩٩

﴿ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ ﴾

[الأنبياء: ١١٠

﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴾

النور: ٢٩

فقد حذر الله تعالى في الآيات السابقة العباد جميعا المؤمنين و العصاة والمنافقين والكفار الذين يخفون معاصيهم وكفرهم ونفاقهم عن الناس بأنه سبحانه وتعالى مطلع على ما يصدر منهم من خير وشر وكل أعمالهم فلا تخفى عليه خافية.

ثالثا –  الحساب علي ما يكتمون

وأخبر سبحانه أنه سيحاسبهم على ذلك

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾

البقرة: ٢٨٤

وحينها يسرون الندامة على ما كتموه

قال الله تعالى:

﴿ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

سبأ: ٣٣

رابعا- إظهار الله ما يكتمه العباد

إن الله تعالى يظهر ما يكتمه العباد من أعمال وتصرفات وعقائد، وقد يكون ذلك الإظهار في

أ – الدنيا

إن الله تعالى يفضح من يكتم الشر والمعاصي والكفر والنفاق وغير ذلك في الدنيا، فيحذره الناس وينزلون به العقاب المقرر شرعا، ويدل على ذلك آيات في كتاب الله العزيز منها:

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾

البقرة: ٧٢

فقد نصت الآية على أن الله تعالى يظهر ما يكتمه القاتل، وكذلك بقية الكبائر كالسرقة وغيرها.

قال الله تعالى:

﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ﴾

التوبة: ٦٤

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ﴾

محمد: ٢٩

وكذلك يظهر الله تعالى ما يكتمه المنافقون والكافرون من النفاق والكفر، وكذلك أصحاب الأفكار الباطلة والهدامة والعقائد المنحرفة .

قال الله تعالى:

﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴾

النمل: ٢٥

وإخراج الخبء لفظ عام يتناول كل ما يخبئه الإنسان يعني بذلك: يظهره ويطلعه من مخبئه بعد خفائه.

ب – يوم القيامة

يظهر الله تعالى ما يكتمه العباد يوم القيامة: لأن في ذلك اليوم تكشف السرائر، ويعرض الناس على عالم الغيب والشهادة، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ويدل على هذا المعنى آيات كثيرة، منها:

قال الله تعالى:

﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾

الحاقة: ١٨

﴿ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ﴾

غافر: ١٦

﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ ﴾

إبراهيم: ٣٨

﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾

غافر: ١٩

﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ﴾

الإسراء: ١٣

﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا  وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾

الكهف: ٤٩

﴿ أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

النور: ٦٤

5- أنواع الكتمان

ينقسم الكتمان إلي قسمين ، ويمكن بيانهم في النقاط الآتية

أولًا: الكتمان المحمود

يكون الكتمان محمودا في الأمور الآتية:

1- كتمان الحاجات

إذا أراد المسلم أن يقوم بعمل ويؤديه على خير وجه، فعليه أن يكتمه حتى ينفذه أو ينهيه، ولا يُحدِّث كل من يقابله بما يريد فعله.

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ  ﴾

غافر: ٢٨

فقد كتم الرجل إيمانه حين رأى أن ذلك من مصلحة الدعوة، وأظهر الرجل إيمانه حين رأى أن ذلك من مصلحة الدعوة، ومواجهة خطر فرعون .

٢ – كتمان السر

من الوفاء أن يحافظ المسلم على سر أخيه فيكتمه وإلا كان غادرا؛ لأن من حق المسلم على المسلم أن يكتم عنه ما يكون قد وصل إليه من سره، خاصة إذا كان قد تعهد له بحفظ هذا السر وعدم إذاعته، ومن هنا كان كتمان السر نوعا من الوفاء بالعهد .

قال الله تعالى:

﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾

الإسراء: ٣٤

3- كتمان أسرار البيت

ما يحدث في البيوت إنما هو أسرار يجب على الإنسان أن يكتمها ولا يفشيها للآخرين؛ فلا يتحدث مع الناس بما يحدث في بيته، وعليه أن يلتزم بالكتمان في علاقته مع زوجته، فلا يفشي ما يحدث بينهما؛ لأنه أمانة.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴾

التحريم :  3

و معنى الآية : وإذ أفضى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى بعض أزواجه حديثاً وأوصاها بكتمانه فلمّا أخبرت به غيرها وأفشت السرَّ خلافاً لما أوصاها به، وأعلم الله النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّها نبّأت به غيرها وأفشت السرّ، عرف وأعلم بعضه وأعرض عن بعض آخر، فلمّا خبرها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بالحديث قالت للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: من أنبأك وأخبرك أنّي نبّأت به غيري وأفشيت السرّ؟ قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: نبأني وخبّرني العليم الخبير وهو الله العليم بالسرّ والعلانية الخبير بالسرائر.

ويتضح لنا من خلال مفهوم الآية أنَّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد نهى عن إفشاء الاسرار العائلية والشخصيّة، وأمر بحفظها.

4- كتمان عورات المسلمين

المسلم لا يتحدث عن الآخرين بما يؤذيهم، بل إنه يستر عوراتهم، ويغض بصره عن محارمهم، وقد توعد الـله -سبحانـه- من يقومون بهتـك أستار المسلمين بالعذاب الأليم .

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾

النور: 19

المسلم إذا بدرت منه معصية أو فعل ذنبًا فإنه يكتم على نفسه، ولا يتحدث بذنوبه أمام الناس، ويسارع بالتوبة إلى الله، والاستغفار عما فعل من الذنوب، أما هؤلاء الذين يتفاخرون أمام الناس بأنهم يرتكبون الذنوب ويفعلون المعاصي ، لا ينالون عفو الله عز وجل .

ثانيًا: الكتمان المذموم

يكون الكتمان مذموما في الخصال الآتية:

1- كتمان العلم

نهى الله تعالى عن كتمان العلم، الذي هو حياة الناس وهدايتهم إلى الصراط المستقيم، فالواجب بيان الحق، وعدم المداهنة، وقد وردت في هذا المعنى آيات في كتاب الله العزيز منها:

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾

البقرة: ١٥٩

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾

البقرة: ١٧٤

﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾

آل عمران: ١٨٧

إن هذا الكتمان من الكبائر؛ لأنه تعالى أوجب فيه اللعن؛ ولأن ما يتصل بالدين ويحتاج إليه المكلف لا يجوز أن يكتم، ومن كتمه فقد عظمت خطيئته، وبلغ من الشقاوة والخسران الغاية التي لا يدرك كنهها.

2- كتمان الشهادة

نهى الله تعالى عن كتمان الشهادة، لأن كتمانها من أكبر الكبائر، وهي تعدل شهادة الزور؛ لأن الحق مبني عليها لا يثبت بدونها، ويترتب على ذلك فوات حق من له الحق، وقد دل على هذا المعنى آيات في كتاب الله العزيز، منها:

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ  وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾

البقرة: ١٤٠

﴿ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ  وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾

البقرة: ٢٨٣

أوجب الإسلام إظهار الشهادة وعدم كتمانها؛ لأنه بالشهادة تؤدى الحقوق لأصحابها المشهود لهم، فإن كتم الشاهد ولم يقم شهادته ضاع حق المشهود له، وقد توعد الله من كتم الشهادة وتركها أو حرفها وغيرها، وتعمد الكذب فيها فإنه سيلقى جزاءه عند الله؛ لأن الله تعالى خبير بعمله وقصده ونيته، فيجازيه على ذلك بما يستحقه.

قال الله تعالى:

﴿  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا  وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا  ﴾

النساء: ١٣٥

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، كونوا قائمين بالعدل، مؤدين للشهادة لوجه الله تعالى، ولو كانت على أنفسكم، أو على آبائكم وأمهاتكم، أو على أقاربكم، مهما كان شأن المشهود عليه غنيًّا أو فقيرًا؛ فإن الله تعالى أولى بهما منكم، وأعلم بما فيه صلاحهما، فلا يحملنَّكم الهوى والتعصب على ترك العدل، وإن تحرفوا الشهادة بألسنتكم فتأتوا بها على غير حقيقتها، أو تعرضوا عنها بترك أدائها أو بكتمانها، فإن الله تعالى كان عليمًا بدقائق أعمالكم، وسيجازيكم بها.

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ . أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ﴾

المعارج: ٣2- 35

﴿ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾

الطلاق: 2

وإن من صفات المؤمنين التي مدح الله تعالى أهلها وأثنى عليهم: أدوها ابتغاء وجه الله، فحينئذ تكون صحيحة عادلة حقا، خالية من التحريف والتبديل والكتمان

3- كتمان الحقوق

فقد ذكر الله تعالى بعض الأخلاق القبيحة التي تميز بها علماء أهل الكتاب من اليهود والنصارى، فقد كانوا جبهة تضليل للناس، وتحريف للكتاب، وتلبيس للحق بالباطل، وكتمانا للحق وإخفائه عن الناس. وقد تنوعت أساليبهم القبيحة في كتمان الحق وإخفائه ولهم في ذلك طرق منها

أ – يخفون من أحكام التوراة الشيء الكثير

قال الله تعالى :

﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾

المائدة: ١٥

ب – خلط الحق بالباطل

حتى لا يتميز أحدهما عن الآخر

قال الله تعالى :

﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

آل عمران: ٧١

ت – يحرفون الكلام عن مواضعه

قال الله تعالى :

﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ﴾

النساء : ٤٦

﴿ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ﴾

المائدة: ١٣

﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾

الأنعام: ٢٠

ث – كتمان معرفتهم بصفات

محمد صلى الله عليه وسلم

ومن أعظم ما كتمه أهل الكتاب هو ما وجدوه في كتبهم من صفات محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا يعرفونه في كتبهم كما يعرفون أبناءهم، ولكنهم إذا سئلوا عن ذلك كتموها.

قال الله تعالى :

 ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾

البقرة: ١٤٦

4- كتمان النعم

الاعتراف بنعم الله تعالى واجب وجاحدها كافر، وأصل الكفر إنما هو من تغطية نعم الله تعالى وكتمانها وجحودها .

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ  وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾

النساء: ٣٧

و جائز للإنسان أن يتحدث بنعم الله عنده لا على جهة الفخر، بل على جهة الاعتراف بالنعمة والشكر للمنعم .

قال الله تعالى:

﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾

الضحى: ١١

ويجوز ترك إظهار النعمة، عند من يخشى غائلته حسدا وكيدا، حتى توجد وتظهر .

قال الله تعالى:

﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ . قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ 

يوسف:٤-٥

يقول تعالى مخبرًا عن قول يعقوب لابنه يوسف حين قصَّ عليه ما رأى من هذه الرؤيا، التي تعبيرها خضوع إخوته له وتعظيمهم إياه تعظيمًا زائدًا، بحيث يخرُّون له ساجدين إجلالًا، وإكرامًا، واحترامًا، فخشي يعقوب عليه السلام، أن يحدِّث بهذا المنام أحدًا من إخوته فيحسدوه على ذلك، فيبغوا له الغوائل، حسدًا منهم له .

6 – الكتمان يوم القيامة

ذكر الله تعالى ندامة الكفار وحسرتهم مما يرون من أهوال الموقف يوم القيامة، وما يحل بهم من الخزي والفضيحة والتوبيخ، فيتمنوا أن يدفنوا فتسوى بهم الأرض كالموتى، أو لم يبعثوا أو لم يخلقوا وكانوا هم والأرض سواء.

قال الله تعالى:

﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا . يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ﴾

النساء: ٤١-٤٢

وقد ذكرت الآية أن الذين كفروا وعصوا الرسول يعترفون بجميع ما فعلوه، ولا يكتمون منه شيئا، فتشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، يومئذ يوفيهم الله جزاءهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين.

قال الله تعالى:

﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾

يس: ٦٥

اليوم نطبع على أفواه المشركين فلا ينطقون بكل ما عملوا عند الختم على أفواههم إذا أنكروا شركهم ومعاصيهم،، وتُكلِّمنا أيديهم بما بطشت به، وتشهد أرجلهم بما سعت إليه في الدنيا، وكسبت من الآثام.

7- عاقبة الكتمان المذموم

يمكن ملاحظة واستخراج عاقبة الكتمان المذموم من الآيات الواردة في الكتمان المذموم على النحو الآتي:

1- العذاب الأليم في النار

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾

البقرة: 174

2- استحقاق اللعنة

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾

البقرة: ١٥٩

3- عاقبة الظالمين

قال الله تعالى:

﴿ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ  وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾

البقرة: ١٤٠

4- جزاء الآثمين

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ  وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ  وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ  وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾

البقرة: ٢٨٣

4- عاقبتة الكفر

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ  وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾

النساء: ٣٧

5- الذم والاحتقار والإهانة

قال الله تعالى:

 ﴿  وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾

آل عمران: ١٨٧

6- تمنى الهلاك والدمار

قال الله تعالى:

﴿ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ﴾

النساء: ٤٢

يوم يكون ذلك، يتمنى الذين كفروا بالله تعالى وخالفوا الرسول ولم يطيعوه، لو يجعلهم الله والأرض سواء، فيصيرون ترابًا، حتى لا يبعثوا وهم لا يستطيعون أن يُخفوا عن الله شيئًا مما في أنفسهم، إذ ختم الله على أفواههم، وشَهِدَتْ عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون.

Share This