1- مفهوم القدر
هو مجموعة القوانين التي سنها الله عز وجل لهذا الوجود واخضع لها مخلوقاتة جميعاعلي اختلاف انواعها وتباين اجناسها .
قَال الله تعالى :
( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا )
الفرقان 2
وهذه القوانين هي التي تخضع لها جميع الكائنات الحية في وجودها المادي من صفات و جميع الحوادث المادية مثل نزول المطر و هبوب الرياح و ثوران البرا كين و تعاقب الليل والنهار .
قَال الله تعالى :
( وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ )
المزمل 20
( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )
يس: 38
( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ )
يس: 39
( وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )
فصلت: 12
( وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ )
فصلت: 10
( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ )
يونس: 5
ويخضع لها كيان الإنسان المادي وما يطرآ عَلِية مثل نموه و حركه أعضاءة و مرضة و هرمة ولوازم بقائه حيا ونحو ذلك
قَال الله تعالى:
( مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ )
عبس: 19
( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ . فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ . إِلَىٰ قَدَرٍ مَعْلُوم. فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ )
المرسلات: 20- 23
( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ )
الروم: 54
2- كلمة القدر
في
القرآن الكريم
وردت كلمة ( قدر) وصيغها في القرآن الكريم (١٠٧) مرات . والصيغ التي وردت هي :
– الفعل الماضي
ورد ١٨ مرة
قَال الله تعالى:
﴿ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ﴾
المرسلات:٢٣
– الفعل المضارع
ورد مرة واحدة
قَال الله تعالى:
﴿ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾
المزمل:٢٠
– فعل الأمر
ورد مرة واحدة
قَال الله تعالى:
﴿ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ﴾
سبأ:١١
– المصدر
ورد ٢٣ مرة
قَال الله تعالى:
﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾
الأحزاب:٣٨
– اسم الفاعل
ورد ١٨ مرة
قَال الله تعالى:
﴿ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
الأنعام:٣٧
-اسم المفعول
ورد مرة واحدة
قَال الله تعالى:
﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾
الأحزاب:٣٨
– الصفة المشبهة
وردت ٤٥ مرة
قَال الله تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
البقرة:٢٠
وقد وردَت كلمة القدر في القرآن الكريم بمعانٍ عدة، من أبرز هذه المعاني:
1- معنى التضييق
قَال الله تعالى:
﴿ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ﴾
الفجر: 16
وأما إذا ما اختبره، فضيَّق عليه رزقه .
2- معنى التعظيم والتقديس
قَال الله تعالى:
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾
الحج : 74
هؤلاء المشركون لم يعظِّموا الله حق تعظيمه، إذ جعلوا له شركاء
3- معنى التدبير واختيار الأفضل
قَال الله تعالى:
﴿ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ﴾
المرسلات:٢٣
فقدرنا على خلقه وتصويره وإخراجه، فنعم القادرون نحن.
4- معنى القضاء والحكم
قَال الله تعالى:
﴿ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴾
الواقعة : 60
نحن قَدَّرنا بينكم الموت، وما نحن بعاجزين عن أن نغيِّر خلقكم يوم القيامة، وننشئكم فيما لا تعلمونه من الصفات والأحوال.
3- الله تعالى وحده
من قَدَّرَ كل الأشياء
الله تعالى هو وحده القادر على كل شيء بقدرة مطلقة، فلا يعجزه شيء، وبقدرته خلق الخلق وأوجدهم من العدم، وقَدَّرَ كل الأشياء قبل حدوثها وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى.
قَال الله تعالى:
( إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
البقرة : 20
( يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ )
الروم :54
﴿ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ﴾
المرسلات :23
فنعم القادرون نحن
قَال الله تعالى:
( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )
القمر49
إنَّا كل شيء خلقناه بمقدار قدرناه وقضيناه، وسبق علمنا به، وكتابتنا له في اللوح المحفوظ.
4 – أركان الإيمان بالقدر
للإيمان بالقدر أركان ينبغي على المسلم الإيمان بها جميعها ، وفيما يأتي بيان لهذه الأركان
1- الإيمان بعلم الله الذي
يشمل كل شيء
وقد ورد ذكره في القرآن الكريم بكثرة، فالله عزّ وجل يعلم ما كان، وما سيكون .
قال الله تعالى:
(وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا )
الطلاق: 12
( وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
البقرة : 29
2- الإيمان بأن الله كتب كل
شيء في اللوح المحفوظ
وقد سمّى الله اللوح المحفوظ في القرآن الكريم بأسماء عديدة، منها الكتاب، والكتاب المبين، والإمام المبين، وأمّ الكتاب، وكل ما جرى ويجري وما سيجري مكتوب فيه .
قال الله تعالى:
( وَمَا مِن دَآبّةٍ فِي الأرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مّا فَرّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمّ إِلَىَ رَبّهِمْ يُحْشَرُونَ )
الأنعام : 38
ما تركنا في اللوح المحفوظ شيئًا إلا أثبتناه .
قال الله تعالى:
( وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ )
القمر : 53
وكل صغير وكبير من عمل مكتوب في اللوح المحفوظ.
3- الإيمان بمشيئة الله
الشاملة وقدرته النافذة
فإنّ ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وكلُّ حركةٍ وسَكَنةٍ في السماوات والأرض لا تحصل إلا بمشيئته وقدرته، وإنّ ما يحدث لن يحدث إلا بمشيئة الله وقدرته .
قال الله تعالى:
( لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
الطلاق: 12
( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ )
آل عمران : 6
( كَذَٰلِكِ اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ )
آل عمران :47
4- الإيمان بأن الله
خالق كل شيء
فالله تعالى هو الذي خلق كل شيء في هذا الكون، وما سواه مخلوق مربوب .
قال الله تعالى:
( اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ )
الزمر: 62
( إِنّ رَبّكَ هُوَ الْخَلاّقُ الْعَلِيمُ )
الحجر: 86
5- شمولية القدر لجميع المخلوقات
قال الله تعالى:
﴿ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾
الطلاق:٣
وهذا نص صريح أنه تعالى قد جعل لكل شيء من الأشياء – أيًا كان هو- قدرًا لا يتعداه لا بزيادة ولا بنقص .
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾
القمر:٤٩
أن الله تعالى وحده خلقها لا خالق لها سواه، ولا مشارك له في خلقها، وخلقها بقضاء سبق به علمه، وجرى به قلمه، بوقتها ومقدارها
قال الله تعالى:
﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ﴾
الرعد:٨
﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾
الفرقان:٢
قدر حجمه وشكله، وقدر وظيفته وعمله، وقدر زمانه ومكانه، وقدر تناسقه مع غيره من أفراد هذا الوجود الكبير.
6- التقدير الدقيق في كل
جوانب هذا الكون الكبير
وإن تركيب هذا الكون وتركيب كل شيء فيه، لما يدعو إلى الدهشة حقًا، وينفي فكرة المصادفة نفيًا باتًا.
قال الله تعالى:
﴿ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ﴾
المرسلات :23
ويظهر التقدير الدقيق الذي يعجز البشر عن تتبع مظاهره، في كل جانب من جوانب هذا الكون الكبير.
قال الله تعالى:
﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِنْ فُطُورٍ . ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴾
الملك : 3- 4
وكلما تقدم العلم البشري سيكشف جوانب جديدة في التناسق العجيب في قوانين الكون ونسبه ومفرداته .
قَال الله تعالى:
﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ . وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ . لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾
يس:٣٨-٤٠
إنها قدرة باهرة وحكمة بالغة، وإرادة قاهرة، وسلطة غالبة، قدرة من أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون .
7- وقوع الأمر المقدر لا محالة
الله سبحانه وتعالى غالب على أمره، فما شاء كان في الوقت والمكان وعلى الصفة التي شاءها سبحانه، وما لم يشأ لم يكن ولو اجتمع له من في السماوات والأرض من دونه سبحانه .
عن قول جبريل عليه السلام لمريم عليها السلام
قَال الله تعالى:
﴿ قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا ﴾
مريم: ٢١
أي: وكان خلقه منك أمرًا قد قضاه الله، ومضى في حكمه وسابق علمه أنه كائنٌ منك .
قَال الله تعالى:
﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾
الأحزاب:٣٨
أي: وكان أمره الذي يقدره كائنا لا محالة، وواقعا لا محيد عنه ولا معدل، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن .
قَال الله تعالى:
﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾
يس:٨٢
﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾
آل عمران:٥٩
أنه لا يتعاصى على قدرته شيء، وإذ يقول للشيء: «كن»؛ فيكون بلا تأخير .
قَال الله تعالى:
﴿ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ﴾
القمر:٥٠
8- كل شيءٍ بأجل معلوم
– عن الحياة الدنيا
قَال الله تعالى:
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ﴾
الأنعام: ٢
ثم كتب مدة بقائكم في هذه الحياة الدنيا، وكتب أجلا آخر محدَّدًا لا يعلمه إلا هو جل وعلا وهو يوم القيامة .
– عن يوم القيامة
قَال الله تعالى:
﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ . وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ ﴾
هود:١٠٣-١٠٤
أي: وما نؤخر يوم القيامة عجزا عن ذلك، لكن القضاء السابق قد نفذ فيه بأجل محدود لا يتقدم عنه ولا يتأخر .
– عن الشمس والقمر
قَال الله تعالى:
﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ﴾
الرعد:٢
والأجل هو المدة التي قدرها الله لدوام سيرها، وهي مدة بقاء النظام الشمسي الذي إذا اختل انتثرت العوالم وقامت القيامة.
5- ثمرات الإيمان بالقدر
هنا بعض ثمار الإيمان بالقدر التي ظهرت خلال آيات القرآن الكريم ، وهي
1- طريقٌ لشكر الله تعالى
فحينما يعلم المسلم أن النعم التي يتقلب فيها هي من فضل الله تعالى قدرها وبسطها له؛ يدعوه ذلك لشكر ربه على تلك النعم
قال الله تعالى:
( وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ )
فصلت 10
( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ )
يونس 5
﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾
إبراهيم:٧
2- معرفة سعة علم الله تعالى
وعظيم قدرته
قَال الله تعالى:
( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا )
الكهف 109
( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
لقمان 27
يخبرنا القرآن الكريم إن القوانين – الكلمات – التي قدر بها الكون والكائنات الحية لاحصر لها
3- التفكر في خلق الله تعالى
وعظيم صنعته
والاعتبار بها
– عن الليل والنهار
قَال الله تعالى:
( وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ )
المزمل:٢٠
أي: يقدر ساعاتهما وأوقاتهما، ويأخذ هذا من هذا، أو هذا من هذا
– عن القمر
قَال الله تعالى:
﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾
يونس:٥
أي: جعل له منازل.
– عن الأرض
قَال الله تعالى:
﴿ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴾
فصلت:١٠
– عن كل شيء
قَال الله تعالى:
﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾
الفرقان:٢
هذه الآيات التي تبين قدرة الله تعالى على هذا الكون الواسع، وعلى عظيم تصرفه فيه وتقديره له؛ تحث كل عاقل على التأمل والتفكر في هذه القدرة الهائلة، والتقدير المذهل الدقيق المتقن لهذا الكون الفسيح على اختلاف المخلوقات فيه. و لهذا
قَال الله تعالى:
﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
آل عمران:١٨٩-١٩١
فانظر كيف ختم الآية الأولى بقدرته ، والآية الثانية بالعقول المتفكرة في عظيم صنعته وبديع قدرته وتقديره .
أحدث التعليقات