1- مفهوم العمل

العمل هو كل فعل كان بقصد وفكر،  سواء كان من أفعال القلوب كالنية، أم من أفعال الجوارح كالصلاة ، و يكون غايته الحصول على نتاج .

2- كلمة العمل

     في

 القرآن الكريم

وردت كلمة (عمل) وصيغها في القرآن الكريم (٣٤٥) مرة. والصيغ التي وردت، هي:

– الفعل الماضي

ورد  ٩٤ مرة

قال الله تعالى:

﴿ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾

البقرة:٦٢

– الفعل المضارع

ورد  ١٦٦ مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾

البقرة:٧٤

– فعل الأمر

ورد  ١١ مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾

سبأ:١١

– الاسم

ورد  ٦١ مرة

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ﴾

هود: ٤٦

– اسم فاعل

ورد ١٣  مرة

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا  ﴾

التوبة: ٦٠

وجاء العمل في القرآن الكريم بمعني يدل على الفعل والمهنة.

3- الكلمات ذات الصلة

    بكلمة العمل في

    القرآن الكريم

– الكسب

الكسب هو الفعل المفضي إلى اجتلاب نفع أو دفع ضر.

قال الله تعالى:

﴿ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ )

الطور: 21

كل إنسان مرهون بعمله، يؤاخذ بالشر ويجازى بالخير.

– الفعل

الفعل هو إحداث شيء من عمل وغيره مرتبط بزمن معين .

قال الله تعالى:

﴿ قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾

الأنبياء: 59

– الصنع

الصنع هو إجادة الفعل، فكل صنعٍ فعلٌ، وليس كل فعل صنعًا ، فكل فعل لا يسمى صناعة حتى يتمكن فيه، ويتدرب عليه.

قال الله تعالى:

﴿ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنْهُمْ يُحْسِنُون صُنْعًا )

الكهف: 104

﴿ صُنْعَ اللهِ الّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾

النمل:  88

– السعي

السعي هو الجدّ في كل عملٍ من خيرٍ أو شرٍ

قال الله تعالى:

 ﴿ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ ﴾

طه: ١٥

– الشغل

الشغل هو نشاط يتضمن حركة وفعل. على خلاف الفراغ

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ﴾

يس: ٥٥

إن أهل الجنة في ذلك اليوم مشغولون عن غيرهم بأنواع النعيم التي يتفكهون بها.

– الكدح

الكدح هو الشدة في العمل، والسعي والتعب والعناء.

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾

الانشقاق: ٦

4 – اقتران العمل الصالح بالإيمان

قرن الله تعالى في القرآن الكريم بين العمل الصالح والإيمان في كثير من الآيات . منها

قال الله تعالى :

﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾

البقرة: ٢٥

وهناك قواعد تحكم إقتران العمل الصالح بالإيمان ، وهي

1- جعل الإيمان شرطًا لقبول العمل

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾

النساء: ١٢٤

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً  وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

النحل: ٩٧

هذا هو قانون العمل والجزاء، لا جحود ولا كفران للعمل الصالح، متى قام على قاعدة الإيمان، وهو مكتوب عند الله لا يضيع منه شيء، ولا يغيب.

2- إذا فقد العمل الصالح

الإيمان فإنه غير مقبولٍ

قال الله تعالى:

﴿ وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾

الفرقان: ٢٣

﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا . أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا . ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴾

الكهف: ١٠٣-١٠٦

3- الردة عن الإيمان تحبط جميع الأعمال الصالحة

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾

الزمر: ٦٥

4 – أن الدخول في الإسلام والإيمان

يجب ما قبله من الأعمال السيئة

فالتوبة من الذنوب المنافية للإيمان، والقادحة فيه، والمنقصة له تجب ما قبلها

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾

الفرقان: ٦٨-٧٠

وهذا يدل على أن مجرد الإيمان لا يكفي، فلا بد من العمل؛ والعمل وحده بدون إيمان لا يقبل؛ ولهذا قرن الله بينهما في أكثر من سبعين آية من آيات القرآن الكريم.

5- جعل الله تعالى لمن أتى بالإيمان و

العمل الصالح الموافق للشريعة الجنة

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾

البقرة: ٨٢

﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا . وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾

النساء: ١٢٣-١٢٤

6- مطلب من لم يعمل

صالحاً في الأخرة

قَال الله تعالى:

( فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ )

الاعراف:53

( رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا )

السجده:12

( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ )

فاطر:37

فهذا هو مطلب من لم يعمل صالحاً في الأخرة ..هو الرغبة في الرجوع الى الدنيا مرة أخرى للعمل صالحاً..ولكن يقولون هذا بعد فوات الأوان.

قَال الله تعالى:

( وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )

الانعام:28

7- الازمات والمحن في الدنيا

انذار لبعدنا عن العمل الصالح

قَال الله تعالى:

(  لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )

الروم:41

وكانت رحمة الله تعالى ان تكون الازمات والمحن في الدنيا انذار لنرجع عن بعدنا عن العمل الصالح ..قبل الاخره وعذابها..

8- الدعوه الي العمل

الصالح تشمل الجميع

قَال الله تعالى:

( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )

المؤمنون:51

فلأهمية العمل الصالح دعا الله تعالى الجميع الي ادائها حتى الرسل.

9- طريقة تقدير

العمل الصالح

قَال الله تعالى:

( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )

الزلزلة:8-7

ويبين القرأن الكريم مدى دقة تقدير كل عمل يقوم به الانسان في الاخرة.

5- نسبة العمل إلى الله

جاء نسبة العمل إلى الله

قال الله تعالى:

﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ﴾

يس: ٧١

أي: أوَ لم يعلموا أنا خلقنا لهم مما تولينا إحداثه، بلا شريك ولا معين أنعاما ذللناها لهم، فهم مالكون أمرها؟. وذكر الأيدي وإسناد العمل إليها استعارة، تفيد مبالغة في الاختصاص، والتفرد بالإحداث.

6- الله تعالى وأعمال العباد

1- إحاطة الله بعمل الخلق

أخبر الله تعالى في كتابه الكريم أنه محيط بأعمال خلقه، لا يخفى عليه من أعمالهم شيء، ومما يدل على ذلك أنه

أ- بصير بأعمال العباد

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾

البقرة: ١١٠

﴿ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾

البقرة: ٩٦

﴿ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾

هود: ١١٢

أي: إنه تعالى بصير بأعمال العباد، لا يغفل عن شيء، ولا يخفى عليه شيء، فيجازي عليها.

ب – خبير بأعمال عباده

قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾

البقرة: ٢٣٤

﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾

النساء: ٩٤

ت – عليم بأعمال عباده

فهوعليم بأعمال عباده من خير وشر، وسيجزيهم على ذلك أتم الجزاء. وفق علمه واطلاعه على أعمالهم.

قال الله تعالى:

﴿ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾

المؤمنون: ٥١

﴿ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾

النور: ٢٨

ولا يعلم الله العمل الظاهر من العبد فحسب، بل حتى ما يضمره في قلبه، ويخفيه في نفسه

قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ﴾

الأحزاب: ٥١

ث – لا يغفل عن عمل الخلق

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾

البقرة: ٨٥

﴿ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾

هود: ١٢٣

ومعنى الآيات: أن الله ليس بغافل عن عملكم، بل محيط بأعمالكم، ونياتكم، ومكركم السيئ، فمجازيكم عليه أشر الجزاء.

ج – شهيد على ما يفعله العباد

قال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ ﴾

يونس: ٤٦

﴿ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ ﴾

آل عمران: ٩٨

أن الله تعالى شهيد على أفعالهم التي كانوا يفعلونها في الدنيا، لا يخفى عليه شيء منها، فيجازيهم بها جزاءهم الذي يستحقونه.

ر- محيط بما يفعله العباد

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾

آل عمران: ١٢٠

﴿ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا ﴾

النساء: ١٢٦

فهذه الآيات ونظيراتها تدل على أنه لا يخفى على الله شيء من أعمال عباده؛ فهو محيط بأعمالهم كلها، علمًا وقدرة .

2- السؤال على الأعمال

ومما يدل على إحاطة الله بعمل الخلق، أنه يسألهم عنها، ، فلا تهمل، ولا تضيع، بل يسأل الله عنها.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

النحل: ٩٣

﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

الحجر: ٩٢-٩٣

وليسألنَّكم الله جميعًا يوم القيامة عما كنتم تعملون في الدنيا فيما أمركم به، ونهاكم عنه .

3- المجازاة على الأعمال

قال الله تعالى:

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

النحل: ٩٧

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

العنكبوت: ٧

( مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ )

النساء:123

( ليَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا )

النجم:31

فهذه الآيات وغيرها تدل على أن العباد مسؤولون عن أعمالهم، مجزيون عنها، خيرًا أو شرًا .

5- سنة الله ابتلاء المكلفين أيهم أحسن عملًا

قَال الله تعالى:

( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )

هود7

( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )

الكهف7

( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ )

الملك2

يبين القرأن الكريم في الايات السابقه ان العمل الصالح هو علة الخلق ومادة الابتلاء والاختبار في الدنيا ومقياس النجاة في الاخرة .

7- أنواع الأعمال

      في

القرآن الكريم

أشار القرآن الكريم إلى أنواعٍ من العمل، وهي

أولًا: العمل الصالح

أ – تعريفه

هو أي عمل أو فعل أو قول يرضاه الله سبحانه وتعالى من عباده ، ويقوم به العبد بقصد التقرُّب به إلى الله سبحانه وتعالى .

قال الله تعالى:

﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾

فاطر: ١٠

﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾

البقرة: ٢٥

﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾

الكهف: ١١٠

ب – شروطه

شروط العمل الصالح ، هى

1– الاخلاص

أن يكون العبد مخلصاً لله سبحانه وتعالى، في عمله

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )

البينة5

2– بما شرع الله

قَال الله تعالى:

( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ﴾

الأنعام153

ج – أهميتة

6- العمل الصالح هو الذي

يحدد مصير الإنسان

في الأخرة

قَال الله تعالى:

( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا )

الاحقاف19

( وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا )

النور64

( وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا )

الجاثية33

( مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ )

النساء:123

( وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ )

النحل:111

( ليَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا )

النجم:31

 ( قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ )

التغابن:7

وتبين الايات السابقة ان مصير الانسان ودرجتة في الأخرة متوقفة على ما عمله في الدنيا من عمل صالح.

د – نتائج العمل الصالح

يبين لنا القرأن الكريم جزاء العمل الصالح في الدنيا والاخره..

1- الحياة الطيبة

قَال الله تعالى:

( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً )

النحل:97

2- التكفير عن السيئات

قَال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ )

العنكبوت:7

( إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ )

3- الهداية

قَال الله تعالى:

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ )

يونس:9

4- الود

قَال الله تعالى:

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا )

مريم:96

5- الامن

قَال الله تعالى:

( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا )

طه:112

6- اجر بغير حدود

قَال الله تعالى:

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ )

فصلت:8

7- رحمة الله

قَال الله تعالى:

( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ )

الجاثية:30

8- مغفرة من الله

قَال الله تعالى:

( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )

الفتح:29

9- الجنة

قَال الله تعالى:

( إِن الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَار )

البروج:11

10– الرزق الكريم

قَال الله تعالى:

( فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )

الحج:50

11- الدرجات الاعلي في الاخرة

قَال الله تعالى:

( وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ )

طه:75

12- هم خير البشرية

قَال الله تعالى:

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )

البينة:7

ثانيًا: العمل السيئ

أ – تعريفه

المقصود بالعمل السيئ هو الذي يعمله الإنسان على غير الوجه المشروع، فكل عمل على هذا النحو هو عمل سوء ، وأطلق عليها القرآن فاحشة، وذنبًا، ومعصيةً، وسيئة، وغيرها من الاطلاقات.

ب – أنواعه

ذكر القرآن من أنواع العمل العمل السيئ  أربعة أنواع  ، وهي

-1 الفعل بأحد الجوارح

كالزنا والسرقة.

2- فعل اللسان

أن قول اللسان السوء من الأفعال السيئة

قَال الله تعالى:

﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾

الأنعام: ١١٢

فأطلق على زخرف القول اسم «الفعل» فدل على أن قول اللسان فعلٌ.

3- العزم المصمم

لأن عزم الإنسان المصمم أنه من الأفعال السيئة التي تدخل صاحبها النار، أما الهم الذي لم يكن عزمًا مصممًا، فليس من الأفعال .

قَال الله تعالى:

﴿ إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾

آل عمران: ١٢٢

تدل الأية على أنه همٌ لم يستقر، ولم يكن عزمًا مصممًا حتى يعد من الأفعال.

4- هو الترك

والترك من الأفعال الحقيقية، فهو فعلٌ على التحقيق، وإن خالف فيه من خالف، فمن ترك الصلاة حتى ضاع وقتها فقد عمل بهذا الترك عملًا سيئًا.

قَال الله تعالى:

﴿ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾

المائدة: ٧٩

يعني به تركهم للتناهي عن المنكر، سماه فعلًا

ثانيًا: أثر العمل السيء

للعمل السيء آثار سيئة، وعواقب وخيمة، ومن آثاره

-1 أنه سبب للعقاب والعذاب

من آثار العمل السيئ أنه سبب للعذاب والعقاب

قال الله تعالى:

﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾

النساء: ١٢٣

﴿ فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

فصلت: ٢٧

فالعمل السيء سبب في نزول العقاب وحلول العذاب

ثالثًا: العمل المباح

أ – تعريفه

هو كل عمل يقوم به الإنسان لإقامة العمران، وإصلاح الأرض، وتقدم الوجود الإنساني في معيشته، ووسائل رزقه.

ب – أنواعه

ذكر القرآن من أنواع العمل المباح ، الأتي

1- العمل في البحر

قَال الله تعالى:

﴿ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ﴾

الكهف: ٧٩

فهذه السفينة كانت لفقراء يحترفون العمل في البحر، لنقل الناس من ساحل إلى آخر.

2- التجارة

ومن العمل المباح الذي ذكره القرآن أيضًا العمل في التجارة،

قال الله تعالى:

﴿ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ﴾

البقرة: ٢٨٢

﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾

المزمل: ٢٠

3- الصناعة

ومن العمل المباح الذي ذكره القرآن أيضًا الصناعة

قال الله تعالى:

﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ﴾

الأنبياء: ٨٠

﴿ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ ﴾

سبأ: ١٣

4- الزراعة

ومن العمل المباح الذي ذكره القرآن أيضًا العمل في الأرض والزرع

قال الله تعالى:

﴿ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ﴾

يس: ٣٥

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ﴾

البقرة: ٢٦٧

ج – أثر العمل المباح

كما أن للعمل الصالح والسيئ أثرًا على صاحبه، فإن العمل المباح له أثر على صاحبه كذلك، فالعمل في التجارة والصناعة والزراعة له آثار وثمار تعود على أصحابها، ومن هذه الآثار

– الأكل من رزق الله

قال الله تعالى:

﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾

الملك: ١٥

﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

الجمعة: ١٠

فالأكل من الرزق مسبب عن المشي والسعي وأثر عنه .

8- أساليب القرآن الكريم

           في

الحث على العمل الصالح

تتنوع أساليب القرآن الكريم في الحث على العمل الصالح، حيث جاء في القرآن على النحو الآتي:

١ – الأمر به

من أساليب القرآن الكريم في الحث على العمل الأمر به. ومن الأوامر بالعمل

قال الله تعالى:

﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾

التوبة: ١٠٥

﴿ وَاعْمَلُوا صَالِحًا  إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾

سبأ: ١١

٢ – مدح أجر أهل العمل الصالح

ومن أساليب الحث على العمل الصالح مدح أجر العاملين .

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾

الزمر: ٧٤

والمراد من العمل الإيمان والتقوى في الدنيا، بأداء الفرائض، واجتناب النواهي.

٣-  ضمان أجر العمل الصالح

ومن أساليب القرآن الكريم في الحث على العمل الصالح ، إن الله تعالى لا يضيع عمل عاملٍ، وأن كل عامل يجد ما عمله من خير محضرًا، لا ينقص منه شيء، ولو كان قليلًا .

قال الله تعالى:

﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ  بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ﴾

آل عمران: ١٩٥

﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴾

طه: ١١٢

أن في الآيات السابقة كلها حث على العمل؛ إذ قد ضمن الله فيها للعباد بحفظ أعمالهم، وتوفيتهم إياها كاملة غير منقوصة ولا مبخوسة .

٤ – قرن العمل بالإيمان بالله

ومن أساليب القرآن الكريم في الحث على العمل الصالح أنه قرنه بالإيمان، الذي هو أعظم الأشياء،

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾

البقرة: ٨٢

وهذا الاقتران دلالة على أهمية العمل الصالح، وحثٌ عليه.

٥-  الإخبار بأن العمل الصالح سبب في دخول الجنة

ومن أساليب القرآن الكريم في الحث العمل أنه جعله سببًا في دخول الجنة،

قال الله تعالى:

﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

الزخرف: ٧٢

﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

النحل: ٣٢

٦ – الإخبار بأن العمل الصالح يرفعه الله إليه

ومن أساليب القرآن في الحث على العمل الإخبار بأن العمل الصالح يرفع إلى الله،

قال الله تعالى:

﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾

فاطر: ١٠

أي: يجعله رفيعًا، ذا وزن وقيمة

٧ – الإخبار بأن العمل الصالح يقرب من الله زلفى

ومن وسائل الحث على العمل أن الله تعالى أخبر أن العمل الصالح يقرب منه زلفى ويزداد به العبد من الله حسنًا.

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴾

سبأ: ٣٧

والمقصود: أن في الآية تعريض بالعمل الصالح، فالمال لا يخلد صاحبه، لكن العمل الصالح هو الذي يخلد صاحبه في الجنة.

٨ – الإخبار بأن الإنسان خلق من أجل العمل الصالح

ومن وسائل الحث على العمل أن الله تعالى أخبر أن الإنسان خلق من أجل العمل والعبادة.

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾

الملك: ٢

٩- الإخبار بمضاعفة العمل الصالح إلى أضعاف كثيرة

ومن وسائل الحث على العمل أن الله تعالى أخبر أن الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة.

قال الله تعالى:

﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾

الأنعام: ١٦٠

ففي هذه الآية ترغيب في العمل الصالح، وترغيبٌ في الطاعة، حيث جعل الحسنة بعشر أمثالها.

١٠ – ذم أهل العمل السيء

ومن وسائل الحث على العمل الصالح ذم أهل العمل السيء  .

قال الله تعالى:

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾

العنكبوت: ٤

بل أظنَّ الذين يعملون المعاصي مِن شرك وغيره أن يعجزونا، فيفوتونا بأنفسهم فلا نقدر عليهم؟ بئس حكمهم الذي يحكمون به.

وتوعد صاحب العمل السيء بالعذاب الشديد

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾

فاطر: ١٠

والمقصود أن في ذم العمل السيء وأهله دعوة إلى العمل الصالح، وترغيب فيه .

9- أثر العمل في الآخرة

يوم القيامة هو يوم الجزاء الذي يجد فيه العامل جزاء ما عمله، وما كسبه، ومن آثار العمل في الآخرة ، الأتي

١ – إحصاء العمل في كتاب العبد

أخبر الله تعالى أنه يحصي عمل العبد في كتاب.

قال الله تعالى:

﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا  وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾

الكهف: ٤٩

﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾

المجادلة: ٦

٢-  الإنباء بالعمل

كل إنسانٍ يوم القيامة يخبر بجميع ما عمل من جهاتٍ متعددةٍ ، وهي

أ – أن الله ينبئ العبد بما عمله في الدنيا

قال الله تعالى     :

﴿ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

الأنعام: ١٠٨

﴿ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾

المائدة: ١٤

﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾

الأنعام: ١٥٩

﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ﴾

المجادلة: ٦

ب – تشهد عليه جوارحه

تشهد عليه يده ورجله وجلده،

قال الله تعالى:

﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾

يس: ٦٥

﴿ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾

فصلت: ٢٢

﴿ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾

فصلت: ٢١

ج – يجد جميع ما قدم من خيرٍ وشرٍ مكتوبًا في كتابٍ

قال الله تعالى:

﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا  وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا  وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾

الكهف: ٤٩

ويقال لكل إنسانٍ في ذلك الوقت

قال الله تعالى:

﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾

الإسراء: ١٤

٣ – المجازاة على العمل

ومن أثر العمل في الآخرة أن يجزي الله العباد بأعمالهم.

قال الله تعالى:

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً  وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

النحل: ٩٧

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

العنكبوت: ٧

﴿ فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

فصلت: ٢٧

فهو سبحانه يجزي في الآخرة كل إنسان بما قدم من عمل

٤ – دخول الجنة أو النار

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

النحل: ٣٢

﴿ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

الأعراف: ٤٣

﴿ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

النمل: ٩٠

فهذه الآيات جمعيها تبين أن من أثر العمل يوم القيامة دخول الجنة أو النار، فدخولهما مرتبط بالأعمال، فمن عمل خيرًا نال خيرًا، ومن عمل سوءًا يجزى به والجزاء يوم ذاك ما هو إلا جنة أو نار.

٥ – النجاة من عذاب في الآخرة

قال تعالى:

﴿ مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ﴾

الروم: ٤٤

والمقصود: أن للعمل أثرًا في الآخرة، سواء كان صالحًا أو سيئًا

 

 

Share This