مفهوم العظام  في القرآن الكريم

1- مفهوم العظام 

العظام جمع عَظْم ، والعظم هو القصب الذي عليه اللحم .

2- كلمة العظام 

     في

 القرآن الكريم

وردت كلمة العظام وصيغها في القرآن الكريم 15مرة . والصيغ التي وردت هي:

– جمع

ورد 12 مرة

قال الله تعالى :

﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ﴾

يس: 78

– مفرد

ورد 3  مرات

قال الله تعالى :

﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ﴾

مريم :4

3- المواضيع التي وردت

     فيها كلمة العظام

مصطلح ( عظم / عظام ) جاء فى القرآن الكريم فى المواضيع الآتية :

1 –  فى تشريع الطعام

إعتاد بنو اسرائيل الجدل فى تشريع الطعام ووقعوا فى تحريم الحلال فعوقبوا بأن حرّم الله جل وعلا عليهم ما حرموه على أنفسهم . جاء هذا عقابا على بغيهم وإعتدائهم على خق الله جل وعلا فى التشريع .

قال الله تعالى :

( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنْ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوْ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ )

الانعام : 146

واذكر – أيها الرسول- لهؤلاء المشركين ما حرمَّنا على اليهود من البهائم والطير: وهو كل ما لم يكن مشقوق الأصابع كالإبل والنَّعام، وشحوم البقر والغنم، إلا ما عَلِق من الشحم بظهورها أو أمعائها، أو اختلط بعظم . ذلك التحرم المذكور على اليهود عقوبة مِنَّا لهم بسبب أعمالهم السيئة .

2- فى خلق الانسان

العظم هنا مرحلة من مراحل تكوين الجنين .

قال الله تعالى :

 ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ . ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ  )

المؤمنون : 12- 14

ولقد خلقنا آدم من طين مأخوذ من جميع العناصر المكونة لتربة الأرض . ثم خلقنا بنيه متناسلين مِن نطفة: هي مني الرجال تخرج من أصلابهم، فتستقر متمكنة في أرحام النساء. ثم خلقنا النطفة علقة أي: دمًا أحمر، فخلقنا العلقة بعد أربعين يومًا مضغة أي: قطعة لحم قَدْر ما يُمْضغ، فخلقنا المضغة اللينة عظامًا، فكسونا العظام لحمًا، ثم أنشأناه خلقًا آخر بنفخ الروح فيه، فتبارك الله، الذي أحسن كل شيء خلقه.

3- عظام الانسان فى الشيخوخة

من ملامح الشيخوخة أيضا شيب الشعر ووهن العظم . وفى وصف العظام للانسان بالوهن حين يكبر . تفقد العظام ليونتها وتتخشب وتكون قابلة للكسر .

– عن زكريا عليه السلام

قال الله تعالى :

 ( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً )

مريم :  4

قال: رب إني كَبِرْتُ، وضعف عظمي، وانتشر الشيب في رأسي، ولم أكن من قبل محرومًا من إجابة الدعاء.

4 – العظام فى قضية البعث

فى التدليل على امكانية البعث قصّ الله جل وعلا حكاية هذا الرجل النبى الذى أماته مائة عام ثم بعثه فاستيقظ . كان حماره قد تحول الى هيكل عظمى ، أرى الله جل وعلا هذا النبى بعث الحمار حيا ، وقد تم كسو عظامه لحما حتى استوى حيا .

قال الله تعالى :

 ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

البقرة : 259

ما يتبقى من جثة الانسان هى العظام . وبقايا العظام البشرية يجادل بها منكرو البعث ، وهم ينسون ان الذى خلقكهم من لاشىء قادر على ان يبعثهم من شىء ، فالبعث أهون من الخلق إبتداءا .

قال الله تعالى :

 ( وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً . قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً . أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ )

الاسراء : 49- 51

وهنا وُصِف عذاب المشركين عقابا لهم ؛ بسبب كفرهم بآيات الله وحججه، وتكذيبهم رسله الذين دَعَوْهم إلى عبادته، وقولهم استنكارًا – إذا أُمروا بالتصديق بالبعث -: أإذا متنا وصِرْنا عظامًا بالية وأجزاءً متفتتة نُبعث بعد ذلك خَلْقًا جديدًا؟

قال الله تعالى :

( ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً . أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ )

الاسراء : 98- 99

الهيكل العظمى للإنسان يبدو متشابها للوهلة الأولى ، لا يعكس ملامح صاحبه ، فقد تحلل الوجه والأنسجة . ولكن العظام تحوى البصمة الوراثية لصاحب الجسد والتى يتميز بها عن الآخرين . تماما مثل بصمة الأنامل الانسان ، تبدو متشابهة لدى الجميع ولكن لكل إنسان بصمته الفريدة التى يتميز بها عن الآخرين .

قال الله تعالى :

 ( أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ . بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ )

القيامة : 3 – 4

هذا الذى أنكر البعث متسائلا عمّن يحيى العظام الرميم نسى أن الله جل وعلا هو الذى خلقه وخلقها من لاشىء . وهو الذى جعل من الشجر الأخضر نارا ، اى تحويل المادة الى طاقة ( والعكس ) ثم هو الذى خلق السماوات والأرض وهو بكل خلق عليم .

قال الله تعالى :

 ( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ . قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ . الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنْ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ . أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ  )

يس : 78 – 81

إنكار البعث قاله الكافرون فى عصور مختلفة ، وفيها كانوا يستدلون بالعظام الرميم متعجبين من بعثه ، قوم عاد قالوا عن النبى هود عليه السلام : كيف تُصَدِّقون ما يَعِدُكم به من أنكم إذا متُّم، وصرتم ترابًا وعظامًا مفتتة، تُخْرَجون من قبوركم أحياء؟

قال الله تعالى :

( أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظَاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ . هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ . إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ  )

المؤمنون : 36 -37

وعلى الوتيرة قالت قريش مقالة السابقين  .

قال الله تعالى :

 ( بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ . قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ )

المؤمنون: 81 – 82

وجاء الرد عليهم

قال الله تعالى :

( وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ . أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ. أَوَآبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ . قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ )

الصافات : 15- 18

وقالوا: ما هذا الذي جئت به إلا سحر ظاهر بيِّن. أإذا متنا وصِرْنا ترابًا وعظامًا بالية أإنا لمبعوثون من قبورنا أحياء، أو يُبعث آباؤنا الذين مضوا من قبلنا ؟ قل لهم – أيها الرسول- : نعم سوف تُبعثون، وأنتم أذلاء صاغرون.

قال الله تعالى :

( يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ . أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً . قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ . فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ . فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ )

النازعات  : 10- 14

يقول هؤلاء المكذبون بالبعث: أنُرَدُّ بعد موتنا إلى ما كنا عليه أحياء في الأرض؟ أنردُّ وقد صرنا عظامًا بالية ؟ قالوا: رجعتنا تلك ستكون إذًا خائبة كاذبة. فإنما هي نفخة واحدة، فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعد أن كانوا في بطنها أمواتا .

5 ـ العظام ومصير منكرو البعث

منكرو البعث سيكونون يوم القيامة أصحاب النار

قال الله تعالى :

 ( وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ . فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ . وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ . لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ . إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ . وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ . وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ. أَوْ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ . قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ . لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ )  

الواقعة :41 – 50

وأصحاب الشمال ما أسوأ حالهم جزاءهم!! في ريح حارة من حَرِّ نار جهنم تأخذ بأنفاسهم، وماء حار يغلي، وظلٍّ من دخان شديد السواد، لا بارد المنزل، ولا كريم المنظر. إنهم كانوا في الدنيا متنعِّمين بالحرام، معرِضين عما جاءتهم به الرسل. وكانوا يقيمون على الكفر بالله والإشراك به ومعصيته، ولا ينوون التوبة من ذلك. وكانوا يقولون إنكارًا للبعث: أنُبعث إذا متنا وصرنا ترابًا وعظامًا بالية؟ وهذا استبعاد منهم لأمر البعث وتكذيب له. أنُبعث نحن وآبناؤنا الأقدمون الذين صاروا ترابًا، قد تفرَّق في الأرض؟ قل لهم -أيها الرسول-: إن الأولين والآخرين من بني آدم سيُجمَعون في يوم مؤقت بوقت محدد، وهو يوم القيامة.

 

Share This