1- مفهوم الصدقة

الصدقة هى ما يعطى من المال للمحتاج تطوعاً بقصد القربى لله وإبتغاء الثواب عنده .

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾

الإنسان: 9

والصدقة تطهر العبد مِن دنس ذنوبه

قَال الله تعالى:

( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا )

التوبة: 103

الصدقة برهان أي دليل على صدق إيمان العبد لأنه بذلك يكون قد تغلب على الطبيعة المغروسة في الإنسان وهي الشح

قَال الله تعالى:

( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

التغابن: 16

المهم في الصدقة هو صدق المشاعر السامية

قَال الله تعالى:

(قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى )

البقرة: 263

2ـ  الترغيب فى جزاء الصدقة

وللقرآن الكريم نداء شديد الوقع يجعل المتصدق كمن يقرض الله تعالى قرضا حسنا ، والله تعالى سيرد له الأجر مضاعفا .

قال الله تعالى :

( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً )

البقرة: 245

( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ )

الحديد: 11

( إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ )

التغابن: 17

3- تشريعات الصدقة

         في

   القرآن الكريم

الصدقة ضمن الحقوق المالية المفروضة على المؤمن ، وتشريعات الصدقة تشمل الاتى ..

1ـ الصدقة حقا للمستحقين

المؤمن هو الذى يجعل بينه وبين نفسه حقا محددا معلوما لديه للصدقة يلتزم باخراجه ابتغاء وجه الله تعالى عن كل مال يصل اليه ، وهذه صفة من صفات المتقين  ..

قال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ )

المعارج: 24 -25

 ( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ )

الذاريات: 19

2- موعد إخراج الصدقة

وجوب إخراج الصدقة بمجرد مجىء الرزق

قال الله تعالى:

 ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ )

الأنعام: 141

3ـ ليس هناك وقت معين لاخراج الصدقة

وصف القرآن الكريم المتقين الصالحين بالانفاق باستمرار سرا وعلانية ، ليلا ونهارا

قال الله تعالى:

( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )

البقرة: 274

فالفقيرأو المسكين الجائع لا ينتظر حتى الحول ليأخذ حقه من الزكاة المالية .

4- وجوب الصدقة عن أى رزق يأتى للمؤمن

فالحصاد ليس فقط فى الزرع وانما يشمل مجىء الرزق من مرتب أو مكسب تجارى أو ريع آت من تأجير عقار وغيره.

قال الله تعالى:

( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ )

الأنفال: 3

( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ )

البقرة: 3

يجب إخراج الزكاة المالية بغض النظر عن نوعيته طالما كان حلالا .

5- الصدقة تجب على كل أنواع الدخل

وجوب إخراج الصدقة عن أى دخل يأتى للمؤمن حتى وهو لا يملك الفائض .

قال الله تعالى:

( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

الحشر: 9

6- يجب  إنفاق المؤمن مما يحب

والمؤمنون حقا هم الذين ينفقون من أحب ما يملكون من حيث الجودة

قال الله تعالى :

( وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ )

البقرة: 177

 (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا )

الانسان: 8

7-  تقديم الصدقة من المال الحلال وليس الحرام

الذى لم يدخله سحت أو سرقة أو اختلاس أو ظلم أو جور.

قال الله تعالى :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حميد )

البقرة: 267

8- ليست هناك نسبة محددة لاخراج الصدقة

لأن الأساس فيها هو التنافس فى الخير والسعى لتزكية النفس والتعامل المباشر مع الله تعالى.

قال الله تعالى :

﴿ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ﴾

آل عمران: 133- 134

فالذى يسارع فى الخير هو المتقى الذى ينفق فى السراء والضراء  وكل المتقين مدعون للتنافس فى هذا المضمار . والتنافس يتنافى مع تحديد نسبة معينة لمقدار الزكاة المالية أوالصدقة .

9- الاعتدال فى الانفاق فى سبيل الله تعالى بالصدقة

أى ينفق المؤمن معتدلا على حاجاته دون اسراف ، ثم ما يزيد عن حاجته فهو لله تعالى صدقة.

قال الله تعالى :

 ( وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ )

البقرة: 219

والعفو فى مصطلح القرآن هو الفضل والزائد عن الحاجة.

التوسط فى الانفاق العادى وفى اخراج الصدقة بحيث لا يقع المؤمن فى التبذير أو الاسراف

قال الله تعالى :

( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا )

الفرقان: 67

( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا )

الاسراء: 26

 ( وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا )

الاسراء  29

4 – مستحقو الصدقة

الصدقة التي يعطيها المؤمن لها نوعان من المستحقين ، فهناك

1- صدقة للدولة

الدولة هى التي تقوم بجمع الصدقات وتوزيعها على مستحقيها

قال الله تعالى :

 ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )

التوبة: 60

الدولة هنا هى التى تحدد وتعين مستحقو الصدقة الرسمية من الدولة.

2- صدقة للأفراد

وهى لأقارب المؤمن المتصدق ومن يعرفهم من اليتامى والمساكين وابن السبيل المار ببيته .

قال اللّهِ تعالى:

 ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )

البقرة: 215

5- التحذيرمن عدم الانفاق

      فى سبيل الله

جاء الوعيد من عدم الانفاق فى سبيل الله بأن يحيق بهم عاقبة بخلهم

قال اللّهِ تعالى:

 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ )

البقرة: 254

(هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ )

محمد: 38

( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

التغابن: 16

( لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )

آل عمران: 92

6- الآداب عند تقديم الصدقة

1- عدم التقيد بوقت معين

فى إعطاء الصدقة

فحيثما يرزقه الله جل وعلا بمال ـ أى مال قليلا أو كثيرا ـ فإنه يسارع باخراج حق الله من هذا المال ، ليلا أو نهارا ، سرا أو علانية

قال اللّهِ تعالى:

 ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )

البقرة : 274

2ـ لايهم طريقه

إخراج الصدقة

يستوى فى ذلك أعلان الصدقه ليقتدى به غيره وليشجع غيره ،أو أخفاها حرصا على مشاعر المتصدق عليه .

قال اللّهِ تعالى:

( إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )

البقرة 271

3- التحذير من المنّ

على المتصدق عليه

أفظع ذنب يبطل عمل الصدقة ويستجلب حقد المتصدق عليه أن تمنّ عليه وتعيّره بما أعطيته له من صدقة . لا يفعل هذا مؤمن مخلص على الاطلاق لأنه يعرف أنه لا يعطى من ماله بل من مال الله جل وعلا الذى استخلفه فيه ، ولأنه يؤمن أن للفقير و المحتاج حقا فهو يعطيه حقه الشرعى المفروض من رب العزة ، وهو ينتظر مقابل ذلك ثواب ربه جل وعلا فى الدنيا وفى الآخرة ، وبالتالى فلا مكان إطلاقا لأن يمنّ على مستحق أخذ حقه ، بل يعلن له مقدما أنه لا يريد منه جزاءا ولا حتى مجرد كلمة شكر

قال اللّهِ تعالى:

( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا )

الانسان 9 : 10

ولأهمية هذا من الناحية الأخلاقية و النفسية فلقد حذر اللّهِ تعالى من المنّ على المحتاج

قال اللّهِ تعالى:

﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .  قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴾

البقرة : 262- 263

7- مقدار الصدقة 

إن التحديد الصارم لمقدار الصدقة لم يأت في القرآن الكريم، والسبب أن الإنفاق في سبيل الله هو تعامل خاص بين الله تعالى والعبد ويعود نفعه على المجتمع .

قال الله تعالى :

 ( وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ )

البقرة: 219

والعفو فى مصطلح القرآن هو الفضل والزائد عن الحاجة.

قَال الله تعالى:

( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا )

التوبة: 103

لذا اكتفى القرآن فيه بالضوابط دون تحديد نسبة ليتيح الفرصة للتسابق في الخير ولينمي في نفس المؤمن عوامل التقوى ومحاسبة النفس والضمير، أى أن يتمكن المؤمن من ” تزكية نفسه” وذلك هو هدف الصدقة ومعناها .

8- إختلاف معني الصدقة و الزكاة

قال الله تعالى:

( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )

البقرة: 177

الآية الكريمة تكلمت على ايتاء المال صدقة للمستحقين بعد صفة الايمان مباشرة ، ثم ذكرت اقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصفات أخرى كريمة لتجعل فاصلا بين ايتاء الصدقة ومفهوم اقامة الصلاة وايتاء الزكاة .

فمعنى ايتاء الزكاة هو التقوى وسمو الخلق الناتج عن الاخلاص فى تأدية العبادات .

قال الله تعالى:

( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ )

المائدة: 12

عن الميثاق الذى أخذه رب العزة على بنى اسرائيل فى عهد موسى جاء الأمر باقامة الصلاة وايتاء الزكاة ثم الايمان بالرسل وتأييدهم ، ثم اعطاء الصدقة ، ولو كانت اعطاء الصدقة هو نفسه الزكاة ما جاء هذا الفصل بينهما

قال الله تعالى:

 ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا )

المزمل: 20

وجاء الاقراض أيضا بمعنى الصدقة تاليا للعبادة وقراءة القرآن وقيام الليل واقامة الصلاة وايتاء الزكاة فى خطاب للنبى محمد عليه السلام وأصحابه فى بداية اقامتهم فى المدينة

قال الله تعالى:

﴿ اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ . فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَىٰ أَنْ تَزَكَّىٰ ﴾

النازعات: 17- 18

فقال له: اذهب إلى فرعون، إنه قد أفرط في العصيان، فقل له: أتودُّ أن تطهِّر نفسك من النقائص وتحليها بالإيمان، وأُرشدك إلى طاعة ربك، فتخشاه وتتقيه؟

9- جزاء المتصدقين

1- الجنة

قال الله تعالى :

﴿ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾

الحديد: 18

إن المتصدقين من أموالهم والمتصدقات، وأنفقوا في سبيل الله نفقات طيبة بها نفوسهم؛ ابتغاء وجه الله تعالى، يضاعف لهم ثواب ذلك، ولهم فوق ذلك ثواب جزيل، وهو الجنة.

2- الخير في الدنيا والآخرة

قال الله تعالى :

﴿ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

البقرة : 280

وأن تصدقوا هو خير لكم في الدنيا والآخرة ، إن كنتم تعلمون فَضْلَ ذلك،

3- الثواب الجزيل

قال الله تعالى :

﴿ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴾

يوسف: 88

إن الله تعالى يثيب المتفضِّلين على أهل الحاجة بأموالهم.

 

Share This