مفهوم الصدر في القرآن الكريم

1- مفهوم الصدر

الصدر هو مستودع السر والنية

قال اللهُ تعالى :

( أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ )

العنكبوت : 10

أوليس الله بأعلم من كل أحد بما في صدور جميع خلقه؟

قال اللهُ تعالى :

( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )

غافر: 19

يعلم الله سبحانه ما تختلسه العيون من نظرات، وما يضمره الإنسان في صدره من خير أو شر.

قال اللهُ تعالى :

( قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ  )

آل عمران: 29

قل – أيها النبي- للمؤمنين: إن تكتموا ما استقر في صدوركم أم تظهروا ذلك لا يَخْفَ على الله منه شيء.

2- كلمة الصدر

        في

  القرآن الكريم

وردت كلمة الصدر وصيغها في القرآن الكريم (46) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– إسم مفَرد

ورد 10 مرات

قال اللهُ تعالى :

﴿ كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ ﴾

الأعراف: 2

– إسم جمع

ورد 34 مرة

قال اللهُ تعالى :

﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾

الحج : 46

– الفعل المضارع

ورد   مرتيَن

قال اللهُ تعالى :

﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴾

الزلزلة: 6

وجاء ( الصدر ) في القرآن الكريم بالمعاني الأتية

1-  الانصراف

قال اللهُ تعالى :

( قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ )

القصص: 23

حتى ينصرف الرعاء

قال اللهُ تعالى :

﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴾

الزلزلة : 6

انصرافهم لموقف الحساب متفرقين ، لمعرفة المصائر.

2- الصدربمعني مستودع السر والنية

قال اللهُ تعالى :

( أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ )

العنكبوت: 10

( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )

غافر: 19

( قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ )

آل عمران: 29

3- الصدر معبّراً عن الحالة النفسية

قال اللهُ تعالى :

(  فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ )

هود: 12

 (  فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ   )

الأنعام : 125

3- اللَّهُ تعالى هو

العليم بذات الصدور

كل ما يحتويه الصدر من معان وهواجس وعواطف ، تدور في خلد الإنسان، الله سبحانه ، يعلمها يقينا وتفصيلا بقدرته غير المحدودة .

قال اللَّهُ تعالى :

﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾

النمل : 74

﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾

غافر: 10

﴿ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾

القصـص: ٦٩

﴿ قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾

آل عمران:  29

والنفس هى الكائن البرزخى غير المرئى الذى يتحكم فى الجسد الظاهر الذى يصدر عنه كل الأفعال. من هنا توصف النفس بأنها صاحبة الصدور أو ( ذات الصدور )

قال اللَّهُ تعالى :

  ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور ﴾

آل عمران: 119

( وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )

آل عمران: 154

( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )

الملك: 13

أي ما في داخل النفس ( ذات الصدور) من الأفكار والمبادئ والعقائد ، و المشاعر والعواطف والآلام والمخاوف ، والتطلعات والطموحات ، والتى بسببها تصدر الأفعال ، ولذلك تنسب لها كل ما يصدر من الأنسان فهي صاحبة الصدور أو ذات الصدور .

4 – التَّرغيب في سلامة الصَّدر

سَلَامة الصَّدر تعنى خلوه مَن الحقد والغل والبغضاء لعموم الناس ، وإرادة الخير لهم ، و امتلاؤه إيمانًا ويقينًا، وتقوى ومحبة ورحمة. وأصحاب الصدور السَليمة يعتبرهم القرآن الكريم

1- هم أهل الجنة

ولا يَصلُح لسكنى الجنة مَن تلوَّث صدره بالأدران، بل مَن صفت صدورهم وطهرت نفوسهم .

قال الله تعالى :

﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

الأعراف : 43

﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾

الحجر: 47

يبيِّن الله تعالى أنَّ سَلَامة الصَّدر، صفة من صفات أهل الجنَّة

2- هم أهل الأسَلَام

قال الله تعالى :

﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾

الأنعام : 125

3- هم من الصالحين المتقين

ولقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروعَ الأمثلة في سلامة القلوب، وطهارة الصدور، فكان لهم من هذه الصفة أوفر الحظ والنصيب؛ فلقد كانوا رضي الله عنهم صفًّا واحدًا، يعطف بعضهم على بعض، ويرحم بعضهم بعضًا، ويحب بعضهم بعضًا، كما وصفهم الله جل وعلا بذلك

قال الله تعالى :

﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

الحشر: 9

4- هم من أنعم الله عليهم

سلامة الصدر ونقاء القلب من سمات الأنبياء والمرسلين،و يعتبر شرح الصدر من نعم الله الكبرى وضيق الصدر من عقاب الله ، وقد جاء ذكر هذه النعمة في الأية التالية

قال الله تعالى :

( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ )

الشرح : 1

ويتضح هذا أكثر عند دراسة الأشخاص ، فأنت ترى بعضهم على درجة من سعة الصدر بحيث إِنّهم قادرون على إِستيعاب كل حقيقة مهما كبرت ، وعلى العكس منهم نرى صدر بعضهم من الضيق بحيث لا تكاد تنفذ إِليها أية حقيقة ، فأُفق رؤيتهم الفكرية محدود جدّاً ومقتصر على الحياة اليومية ، فلو تهيأ لهم الأكل والنوم فكل شيء على ما يرام ، وإذا اختل ذلك فقد انهارت حياتهم وانتهى كل شيء.

5 – أسباب سلامة الصدر

إن سلامة الصدر خَصلة من خصال البر عظيمة، غابت رسومها، واندثرت معالمها، وخَبَتْ أعلامها، حتى غدتْ عزيزة المنال، عسيرة الحصول، مع ما فيها من الفضائل والخيرات. ومن أراد أن يكون سليم الصدر، سليم القلب، فليأخذ بأسباب سلامة الصدر وطهارة القلب، وهذه بعضها:

1- التعلق بالله سبحانه

وحده دون أحد سواه

فالله تعالى هو مصرف القلوب، ومدبر الأمور.

قال الله تعالى:

﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾

الأنعام: 125

2- طاعه الله تعالى والاستجابة لأمره

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون ﴾

الأنفال: 24

3- الإقبال على الله بالتضرع والدعاء

فمن أسباب سلامة الصدر أن تلهج بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يجعل قلبك سليمًا من الغِلِّ والضغينة والحقد والحسد

قال الله تعالى:

 ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾

الحشر: 10

4- الإقبال على كتاب الله

فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم شفاءً لما في الصدور

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾

يونس: 57

فكلما أقبل العبدُ على كتاب الله – تلاوة وحفظًا، وتدبرًا وفهمًا – شفي صدره، وسلِم قلبه.

5- الرضا بما قسم الله وقدر

فإن العبد إذا أيقن أن الأرزاق مقسومة مكتوبة رضي بحاله، ولم يجد في قلبه حسدًا لأحد من الناس على خير أعطاه الله إياه .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾

طه: 131

6- حسن الظن وحمل الكلمات و

المواقف على أحسن المحامل

فإن سوء الظن بالناس مما يغرس الحقد والكراهية في النفوس؛ لذا حرمه الإسلام واعتبره كذبًا وإثمًا

قال الله تعالى:

 ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾

الحجرات: 12

7 – الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين

قال الله تعالى:

﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾

التوبة: 103

﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى . الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ﴾

الليل: 17 – 18

أي: يتطهر مِن الذنوب والعيوب.

8- اجتناب أسباب التشاحن والتباغض

من غضب وحسد، ونميمة وزور، وتنافس على الدنيا؛ فإنما هي أمراض يلقيها الشيطان في القلوب لتمتلئ حقدًا وبُغضًا وكراهية، وقد حذرنا الله سبحانه مِن كيد الشيطان ونزغه

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ ﴾

المائدة: 91

﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾

الإسراء: 53

6 – صفات الصدر

      في

 القرآن الكريم

من صفات الصدر في القرآن ما يأتي:

1- موضع الانشراح

والانشراح هو التوسعة والفتح والفهْم والكشف

قال اللَّهُ تعالى :

 ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ )

الانشراح: 1

أي: ببسطِه لقبول ما سيوحى إليه من شرائع الدين، والدعوة إلى الله ، والاتصاف بمكارم الأخلاق .

2- موضع الوسوسة

الوسوسة حديث النَّفس والشَّيطان بما لا ينفع

قال اللَّهُ تعالى :

( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ )

الناس: 5

3- موضع الإسلام

قال اللَّهُ تعالى :

( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ )

الأنعام: 125

بأن ييسِّره وينشطه ويسهله عليه ، فالإسلام محلّه الصدر .

4- موضع الكفر

قال الله تعالى:

﴿ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ ﴾

النحل: 106

أي: أتى الكفر عن اختيار واستحباب منه واتِّساع للصدر له ؛ فالكفر يقابله الإسلام وكلاهما بالصَّدْر.

5- موضع الضيق

قال الله تعالى:

﴿ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً ﴾

الأنعام: 125

الضيق للصدر هو الذي لا يتَّسع لشيء من الهدى، ولا يخلص إليْه شيء ممَّا ينفعه من الإيمان، ولا ينفذ فيه .

6- موضع الحرج

قال الله تعالى:

﴿ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ ﴾

الأعراف: 2

الحرج هو شدة الضيق، أو سبب للضّيق نفسه. وهو وليد الشك والخوف، وينتج الهم والغم.

7- موضع الحصر

ووصف الصَّدر بالحصر، وهو من معاني الضّيق

قال الله تعالى:

﴿ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ  ﴾

النساء: 90

وقد ضاقت صدورهم وكرهوا أن يقاتلوكم

8- أنَّه حاوٍ للقلب

وصف الصدر بأنَّه حاوٍ للقلب ولكلّ ما عُلم وللآيات والأخبار

قال الله تعالى:

﴿ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ ﴾

الحج: 46

﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ ﴾

العنكبوت: 49

9- موضع الحوائج

قال اللَّهُ تعالى :

 ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ ﴾

غافر: 80

﴿ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا ﴾

الحشر: 9

10- موضع الكبر

قال اللَّهُ تعالى :

﴿ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ ﴾

غافر: 56

11- موضع الغل

قال اللَّهُ تعالى :

 ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ ﴾

الأعراف: 42

12- موضع الابتلاء

قال اللَّهُ تعالى :

﴿ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ ﴾

آل عمران: 154

فجعل الابتِلاء وهو الامتِحان والاختبار بالسرَّاء والضَّرَّاء للصُّدور

13- وصف الصدْر بالتَّحصيل

قال اللَّهُ تعالى :

﴿ أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي القُبُورِ . وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴾

العاديات: 10

فالتَّحصيل إخراج ما حوَتِ الصُّدور.

14- موضع الرهبة

قال اللَّهُ تعالى :

﴿ لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ﴾

الحشر: 13

والرهبة أشدُّ من الخوف، فهي طول واستِمْرار الخوف.

15- موضع الشِّفاء

قال اللَّهُ تعالى :

﴿ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ﴾

التوبة: 14

﴿ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ﴾

يونس: 57

وهو القرآن يشْفي من أمراض الشهوات الصادّة عن الانقياد للشرع، ومن أمراض الشبهات القادحة في العلم اليقيني.

16- موضع العلم

قال اللَّهُ تعالى :

﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ﴾

العنكبوت: ٤٩

7- الحساب يوم القيامة

 على ماتخفي الصدور

وفى يوم القيامة سيكون إختبار السرائر ، أى ما فى النفوس من أسرار، إن ما تخفي الصدور من نوايا ومشاعر يحاسب عليه الله كما يشاء سبحانه وتعالى فهو العدل في أمر ليس بالهين.

قال الله تعالى:

 ( وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ )

العاديات: ١٠

واستُخرج ما استتر في الصدور من خير أو شر.

قال الله تعالى:

( إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ )

البقرة : 284

ليعلم جميع الخلق أنه سيتم حساب البشر يوم القيامة على الإيذاء النفسي ، الغل ، الخيانة ،  إضمار الشر ، الحقد ، سوء الظن ، أو ما يمكن وصفه    ( ما تخفي الصدور) .

ولذلك من أسباب النجاة يوم القيامة الإتيان بقلب سليم

قال الله تعالى:

( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )

الشعراء: 88- 89

القلب السليم هو سبب كافي للنجاة ، وفي نفس وقت أن هناك أناس أعمال الخير لها كجبال يجعلها الله هباء منثورا بسبب فساد الصدور وفساد النوايا ، يكون هناك أيضًا أناس سترد على الجنة لنقاء قلوبها.

8 – حقيقة القلب و الصدر

           في  

     القرآن الكريم

الصدور يكون فيها غير ما في القلوب ، حيث ما في الصدور يبتلى وما في القلوب يمحّص.

قال اللَّهُ تعالى :

( وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ )

آل عمران: 154

فالقلب فى القرآن يقصد به أداة وظيفتها التعقل وجميع آلياته من تفكّر وتدبّر ونظر وإدراك . وهو الحاكم والقاضي والمتحكم وشاهد على القوى الإدراكية، فهو الفاصل بالفعل أو الترك، وهذا له علاقة بالإرادة .

قال اللَّهُ تعالى :

( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا )

الحج: 46

( لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا )

الأنعام: 179

أما الصدر يقصد به المشاعر التى يكنها المرء داخله…وحيثما ذكر الصَّدر فإشارة إلى سائر القُوى من الشَّهوة والهوى والحاجات، والأماني والغضب والوساوس وولاية النفس الأمارة بالسوء، فالصدر.. يقصد به المشاعر التى يكنها المرء داخله .

قال اللَّهُ تعالى :

 ( قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ )

آل عمران 29

 ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ )

آل عمران 118

والصدر هو محل للقلب ، فالصدر أعم من القلب وأشمل .

قال اللَّهُ تعالى :

( وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )

الحج :46

ومن الصدر ترد الواردات على القلب.

قال اللَّهُ تعالى :

( يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ )

الناس: 5

لم يقل: في قلوبهم. والصدر هو ساحة القلب وبيته، فمنه تدخل الواردات إليه، فتجتمع في الصدر، ثم تلج في القلب، فهو بمنزلة الدهليز له.

Share This