1- مفهوم السلام
السلامَ هو الأمان النفسي والمادي ، أى السلامة من كل سوء و شر، و(السلام) من أسماء الله الحسنى لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء . و هو كذلك التحية التي يحيّي بها المسلمون بعضهم بعضًا بها .
2- كلمة السّلام
في
القرآن الكريم
وردت كلمة (السلام) وصيغها في القرآن الكريم 140 مرة. والصيغ التي وردت، هي:
– صيغة الاسم
ورد 112 مرة
قال الله تعالى:
( وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا )
النساء:94
– صيغة الفعل
ورد 28 مرة
قال الله تعالى:
( لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا )
النور:27
وجاء السّلام في الاستعمال القرآني على سبعة أوجه:
1- اسم من أسماء الله
قال الله تعالى:
﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ ﴾
الحشر: ٢٣
2- الخير
قال الله تعالى:
( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )
الفرقان:63
إذا خاطبهم الجاهلون بالله بما يكرهونه من القول، أجابوهم بالمعروف من القول، والسداد من الخطاب.
قال الله تعالى:
﴿ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾
الزخرف: ٨٩
يعني: وقل خيرًا.
3- الثناء الحسن
قال الله تعالى:
﴿ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴾
الصافات: ٧٩
( سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ )
الصافات :109
يعني: الذكر الجميل والثناء الحسن
4- السلامة من الشر
قال الله تعالى:
﴿ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ ﴾
هود: ٤٨
يعني: بسلامة من الشر والغرق.
قال الله تعالى:
( ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ )
الحجر:46
أي: سالمين من عقاب الله.
5- التحية المعروفة
التحية التي يحيّي بها المسلمون بعضهم بعضًا
قال الله تعالى:
( لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا )
النور:27
6- خلوص الشيء من كل شائبة
قال الله تعالى:
( وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ )
الزمر:29
أي: رجلاً خالصاً لرجل.
7- الإسلام
ومن لفظ السلام أيضاً اشتق لفظ الإسلام، وهو الانقياد؛ لأنه يسلم من الإباء والامتناع.
قال الله تعالى:
( يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ )
المائدة :16
سبيل الله الذي شرعه لعباده ودعاهم إليه، وابتعث به رسله، وهو الإسلام
قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً )
البقرة:208
يعني: الإسلام .
3- مفاهيم السلام
في
القرآن الكريم
السلام هي من القيم التي يبحث عنها الإنسان، وقد وضعت تعريفات ومفاهيم عديدة لهذه القيمة ، فمنها
أولًا – السلام في حق
الله تعالى
1- السلام اسم من أسماء الله الحسنى
ورد هذا الاسم في القرآن الكريم مرة واحدة
قال الله تعالى:
﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ ﴾
الحشر: ٢٣
السلام هو اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه هو الذي سلم من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله ، فهو السلام من الصاحبة والولد، والسلام من الكفء والنظير، والسمي والمماثل، والسلام من الشريك، وحياته سلام من الموت ومن السِنَةِ والنوم، وكذلك قيوميته وقدرته سلام من التعب واللغوب.
2- المُسلِّم على عباده وأوليائه في الجنة
قال الله تعالى:
﴿ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ﴾
إبراهيم: 23
فينزل بركة اسمه السلام عليهم فيسلمون من كل آفة ونقص
قال الله تعالى:
﴿ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾
يس: 58
﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴾
الأحزاب: 44
3- هو المُسلِّم على أنبيائه ورسله
قال الله تعالى:
﴿ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴾
الصافات: 181
﴿ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ ﴾
النمل: 59
ثانيًا: من أسماء الجنة دار السلام
أعد الله الجنة دارًا للمؤمنين خالدين فيها أبدًا، فكانت دار سلام وأمن لا فيها أذى ولا نصب، ومن أسمائها دار السلام.
قال الله تعالى:
﴿ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
الأنعام:١٢٧
﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
يونس:٢٥
وتتعدد مواطن السلامة في الجنة، ومنها
– فالدخول في الجنة بسلام
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ﴾
الحجر:٤٥ – ٤٦
﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ . هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ . مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ . ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴾
ق:٣١- ٣٤
ومعنى بسلام، بسلامة من النار، أو بسلامة تصحبكم من كل آفة، أو بتحية من الله
– السلامة من الغل والخصام والنزاع
قال الله تعالى:
﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ . وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾
الحجر:٤٧
– التحية فيها السلام
قال الله تعالى:
﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ﴾
يونس:١٠
﴿ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ﴾
إبراهيم:٢٣
﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴾
الأحزاب:٤٤
إن التحية بالسلام نوع من الإكرام، وفيها السلامة من كل شر.
– القول فيها سلام
قال الله تعالى:
﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴾
مريم: ٦٢
﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا . إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴾
الواقعة: ٢٥- ٢٦
ومن جملة النعيم الذي يحظى به أهل الجنة أنهم يسمعون الكلام الطيب، فلايسمعون أي كلام من اللغو أو الهذر الذي لا فائدة منه.
قال الله تعالى :
﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴾
النبأ: ٣٥
﴿ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ . لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ﴾
الغاشية: ١١
فلا لغو في الجنة بحال. بل يسمعون الكلام الطيب الذي يسلمون به.
– التسليم من الله تعالى عليهم
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ . هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ . لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ . سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾
يس:٥٥: ٥٨
ولهم فيها ما يدعون، وذلك هو سلام من الله عليهم .
– تسليم الملائكة عليهم
قال الله تعالى:
﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ . سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾
الرعد:٢٣- 24
﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾
الزمر: ٧٣
فان تحية الملائكة لهم تكون بالسلام
– تسليم أهل الأعراف عليهم
قال الله تعالى:
﴿ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ﴾
الأعراف: ٤٦
فى الجنة سلام من الله عليهم ، وتسلم عليهم الملائكة، ويسلم عليهم أصحاب الأعراف، والسلام تحيتهم فيما بينهم، وهو تحيتهم عند الدخول، وفي داخلها، وهو كلامهم فيما بينهم، فهم في سلام دائم.
ثالثًا: السلام صفة شرع الله ودينه
وفي معنى السلام والاستسلام والانقياد تدخل كل مفردات ومشتقات مادة (الإسلام) بصيغها المختلفة. فالإسلام، في الأساس، هو دين السلام، فإسمه ينبثق من كلمة “السلم”، وهو في حد ذاته، له معنيان إثنان:
أ – الخضوع طواعية لإرادة الله
فالمسلم مستسلم لربه، منقاد له بمحبة وإخبات، مسالم لكل ما حوله ومن حوله، سالم من شر الشيطان وشركه، ومصيره إلى دار السلام بسلام .
قال الله تعالى:
( فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا )
الحج 34
فإلهكم – أيها الناس- إله واحد هو الله فانقادوا لأمره .
قال الله تعالى:
( وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ )
الزمر 54
وارجعوا إلى ربكم- أيها الناس- بالطاعة والتوبة، واخضعوا له
قال الله تعالى:
﴿ وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
غافر 66
وأمرني ربي أن أخضع وأنقاد بالطاعة التامة له، سبحانه رب العالمين.
ب – السلم المطلق
هو السلام بكل ما تحمله الكلمة من معنى، سواء كان سلام الفرد أوسلام البيت والأسرة، أوسلام المجتمع والأمة، أوسلام البشر والإنسانية.
1- السّلام داخل المجتمع
المقصود من الإسلام أنّ المسلم لا يقع منه أذى على أخيه المسلم، هذا هو السلام الذي يريده الإسلام؛ ومن صور السلام مع الناس ما يأتي:
– الأحسان إلي الناس عامة
قال الله تعالى:
( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ )
النساء 36
وأحسنوا إلى الوالدين، وأدُّوا حقوقهما، وحقوق الأقربين، واليتامى والمحتاجين، والجار القريب منكم والبعيد، والرفيق في السفر وفي الحضر، والمسافر المحتاج
– وأن يسلم الناس على أعراضهم وغيبتهم من ألسنة الآخرين
قال الله تعالى:
( وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا )
الحجرات 12
– ومن السّلام مع الناس الوفاء بالعهد وعدم الغدر أو الخيانة
قال الله تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾
المؤمنون 8
والذين هم حافظون لكل ما اؤتمنوا عليه، موفُّون بكل عهودهم.
– ومن السّلام أن يسلم المسلمون من لسان المسلم
قال الله تعالى:
﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾
البقرة 83
وأن تقولوا للناس أطيب الكلام .
– ومن السّلام الصفح والعفو والتسامح
قال الله تعالى:
﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾
آل عمران 134
﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ﴾
البقرة 237
﴿ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
التغابن 14
وإن تتجاوزوا عن سيئاتهم وتعرضوا عنها، وتستروها عليهم، فإن الله غفور رحيم .
ولقد جعل الإسلام أساس التفاضل بين الناس الأخلاق وحب الخير والفضل والتعاون فيما بينهم، كما أكد على العديد من القيم مثل الصفح والعفو والتسامح، لتكون هذه القيم مكمّلة لقيمة السلام بين البشر.
2- السّلام بين الشعوب والدول
القرآنَ الكريم يدعو إلى السلامِ في الدرجة الأولى، ويحثُّ علي السّلام بين الشعوب والدول ، ويرغِّب فيه، ويرفض الحرب والتنازع والفُرْقة. ومن الآيات الكريمة الدالة على هذا المفهوم:
– المساواة بين الشعوب بعضها ببعض
قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ الله أَتْقَاكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِير )
الحجرات : 13
فالإسلام يُقرِّر أنَّ الناسَ بِغَضِّ النظرِ عن اختلاف معتقداتهم وألوانهم وألسنتهم ينتمون إلى أصلٍ واحدٍ، فهُم إخوة في الإنسانية.
– حرَمة النفس الإنسانية
قال الله تعالى:
( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا )
المائدة: 32
فالنفس الإنسانية محتَرَمة في الإسلام، فمَن أهرق دمَ نفس واحدة بدون حقّ فكأنما قَتَلَ الناسَ جميعًا.
– السلامِ هو الأساس بين الشعوب
قال الله تعالى:
( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا )
الأنفال :61
أي: إنْ مالوا إلى المسالَمَة والمصالحة والمهادنة؛ فَمِلْ إلى ذلك،
قال الله تعالى:
( لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الذَّينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُم أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيهِم )
الممتحنة:8
لا ينهاكم الله -أيها المؤمنون- عن الذين لم يقاتلوكم من الكفار بسبب الدين، ولم يخرجوكم من دياركم أن تكرموهم بالخير، وتعدلوا فيهم بإحسانكم إليهم وبرِّكم بهم.
قال الله تعالى:
( فَإِنِ اعْتَزَلُوكُم وَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقُوا إِلَيكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُم عَلَيْهِمْ سَبِيلًا )
النساء:90
فإن تركوكم فلم يقاتلوكم ، وألقوا إليكم الصلح ، فليس لكم عليهم من طريق لقتالهم.
ـ الوفاء بالمعاهدات بين الشعوب
قال الله تعالى:
( وَأَوْفُوا بِالعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا )
الإسراء:34
فالأخوة الإنسانية العامة، توجب قيام العلاقةِ بين الشعوب والأمم على المودَّةِ والوفاء بالعقود والعهود،
– تحرَّيم العدوانَ مطلقًا
قال الله تعالى:
( وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )
البقرة :190
الحرب فقط لصدَّ المعتدين
قال الله تعالى:
( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ )
البقرة: 194
فمن اعتدى عليكم بالقتال أو غيره فأنزلوا به عقوبة مماثلة لجنايته، ولا حرج عليكم في ذلك؛ لأنهم هم البادئون بالعدوان، وخافوا الله فلا تتجاوزوا المماثلة في العقوبة .
– الحرية الدينَية
قال الله تعالى:
(لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ )
البقرة : 256
ولا يَتَحَقَّقُ للإنسان العيشُ بأمنٍ وسلامٍ إلَّا إذا أَمِنَ على ما يعتقد بحرية كاملة، دون إكراه أحدٍ على ما يريد.
– العدل هو أساس المعاملة بين الناس جميعا
وقد أمَرَنا الإسلامُ بأن نحكم الحق العادل في معاملة الناس جميعا
قال الله تعالى:
( وَلَا يَجْرِمُنَّكُم شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )
المائدة: 8
ولا يحملنكم بُغْضُ قوم على ألا تعدلوا، اعدِلوا بين الأعداء والأحباب على درجة سواء، فذلك العدل أقرب لخشية الله، واحذروا أن تجوروا.
– إعداد القوة لردع أعدائكم
قال الله تعالى:
( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )
الْأَنْفَالِ: 60
وأعدُّوا – يا معشر المسلمين – لمواجهة أعدائكم كل ما تقدرون عليه مِن عدد وعدة، لتُدْخلوا بذلك الرهبة في قلوب أعداء الله وأعدائكم المتربصين بكم .
رابعا – السّلام التحية المعروفة
1- السلام الإلهي
إن من معاني اسم الله (السلام) أنه تبارك وتعالى هو المسلّم على أوليائه سلام بر وإكرام ولطف وثناء حسن منه تعالى، وأمان منه لهم في كل أمورهم وأحوالهم .
أ – سلام الله تعالى على أنبيائه
في القرآن الكريم سلام من الله تعالى على أنبيائه إجمالًا وعلى بعضهم تخصيصًا.
قال الله تعالى:
﴿ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴾
الصافات: 79
﴿ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾
الصافات: 109
﴿ سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ ﴾
الصافات: 120
﴿ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ﴾
الصافات: 130
وعلى يحيى عليه السلام
قال الله تعالى:
﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾
مريم: 15
وعلى عيسى عليه السلام
قال الله تعالى:
﴿ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴾
مريم: ٣٣
وعموما
قال الله تعالى:
﴿ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴾
الصافات: 181
﴿ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ ﴾
النمل: 59
ب – سلام الله تعالى على أهل الجنة
وليس السلام الإلهي قاصرًا على الدنيا وأحوالها ولا على الأنبياء وحسب، وإنما يعم السلام جميع أهل الجنة وهم فيها، فالتحية في الجنة من الله بالسلام .
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ . هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ . لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ . سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾
يس: ٥٥- ٥٨
وإذا سلم عليهم الرب الرحيم، حصلت لهم السلامة التامة من جميع الوجوه
قال الله تعالى:
﴿ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ﴾
إبراهيم: ٢٣
﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴾
الأحزاب:٤٤
﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴾
ق: ٣٤
﴿ أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾
الفرقان: ٧٥
وهذا السلام الأقرب أنه بمعنى السلامة وإن كانت اللفظة تشمل كل إكرام وتبعد عن كل سوء وشر. فكل هذا سلام إلهي سواءً كان من الرب الرحيم مباشرةً أو بواسطة الملائكة، فإنهم مبلغون عن الرب ذي الجلال والإكرام والفيض والإنعام على عباده سكان دار السلام.
2- سلام الملائكة
ومن المواقف الطيبة المباركة للملائكة السلام ، وذلك علي الآتي
أ- سلام الملائكة على الأنبياء
وقد ورد في القرآن الكريم سلام الملائكة على إبراهيم عليه السلام
قال الله تعالى:
﴿ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ﴾
هود: ٦٩
﴿ وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ . إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ﴾
الحجر: ٥١- ٥٢
﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ . إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ﴾
الذاريات: ٢٤- ٢٥
وقد حيوه بالسلام، فقالوا: نسلم عليك سلامًا .
ب – سلام الملائكة على المؤمنين
تتعدد مواقف الملائكة مع المؤمنين، فالملائكة يثبتون المؤمنين، ويدعون لهم، ويستغفرون لهم، ويحفظونهم من الأمر إلى غير ذلك.
– السلام ساعة الموت
تمر على المرء لحظات شدة يحتاج فيها إلى البشارة، ومن أشد هذه الأوقات ساعة الاحتضار، ومقاساة شدائد نزع الروح وما في ذلك من كرب وألم وسكرات وغمرات، في وسط هذه الشدائد تنزل الملائكة على المؤمنين تبشرهم بالأمن والأمان.
قال الله تعالى:
﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾
النحل: ٣٢
بشارة لهم بدخول الجنة.
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ . نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾
فصلت: ٣٠- ٣١
– السلام في الجنة
تتعدد وجوه النعيم والإكرام لأهل الجنة؛ ومن ذلك تسليم الملائكة عليهم؛ فان تحية الملائكة لهم تكون بالسلام.
قال الله تعالى:
﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ . سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾
الرعد:٢٣- 24
﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾
الزمر: ٧٣
فإن هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الصفات الحميدة لهم جنات إقامة هم ومن آمن واستقام من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم. وهذه تهنئة الدخول، تدخل الملائكة عليهم بالتهنئة بدخول الجنة، قائلين: سلام عليكم.
3- السلام شعار المؤمن
إن السلام شعار المؤمن في كل حياته، فهو تحيته التي اختارها الله له، بل جعل الله هذه التحية أمارةً على الإسلام
أ- بين المؤمنين وبعضهم
قال الله تعالى:
﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ﴾
النساء: ٩٤
أي: من خاطبكم بتحية الإسلام علامة على أنه مسلم
– من الرسول للمؤمنين سلام
قال الله تعالى:
﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ﴾
الأنعام: ٥٤
– من المؤمنين لرسولهم في كل وقت سلام
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾
الأحزاب:٥٦
– السلام شعار المسلم في كل وقت
يحيى به أهل بيته ويحيى به إخوته
قال الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾
النور:٢٧
يا أيها الذين آمنوا ، لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأذنوا أهلها في الدخول وتسلموا عليهم ، ذلكم الاستئذان خير لكم ؛ لعلكم تتذكرون- بفعلكم له- أوامر الله، فتطيعوه.
قال الله تعالى:
﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾
النور:٦١
والمقصود بأنفسكم هنا أهل هذه البيوت
قال الله تعالى:
﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾
النساء: ٨٦
وإذا سلَّم عليكم المسلم فردُّوا عليه بأفضل مما سلَّم لفظًا وبشاشةً، أو ردوا عليه بمثل ما سلَّم، ولكل ثوابه وجزاؤه.
ب – السلام مع المخالفين
إن السلام شعار المسلم، فهو في سلام مع نفسه، ومع كل من حوله، فهو في سلام حتى مع المخالفين .
1- السلام مع المخالفين في الدين
السلام مع المخالفين في الدين ورد في القرآن في قصص الأنبياء السابقين
– بين نبي الله إبراهيم وأبيه آزر
قال الله تعالى:
﴿ قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴾
مريم: ٤٧
قال إبراهيم لأبيه: سلام عليك مني فلا ينالك مني ما تكره، وسوف أدعو الله لك بالهداية والمغفرة. إن ربي كان رحيمًا رؤوفًا بحالي يجيبني إذا دعوته.
– أمر من الله تعالى لنبيه موسى وهارون عليهما السلام
وذلك بالذهاب إلى فرعون لدعوته بالقول اللين ويطلبوا منه أن يرسل معهما بني إسرائيل
قال الله تعالى:
﴿ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ ﴾
طه: ٤٧
قد أتيناك بدلالة معجزة من ربك تدل على صدقنا في دعوتنا، والسلامة من عذاب الله تعالى لمن اتبع هداه.
– ما ورد خطابًا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى:
﴿ وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَٰؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ . فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾
الزخرف: ٨٨- ٨٩
أي : لا تجاوبهم بمثل ما يخاطبونك به من الكلام السيء، آمرًا إياه أن يصفح عنهم وأن يقول قولًا فيه المسالمة والمتاركة لهم.
2- السلام مع الجاهلين
في القرآن الكريم نماذج طيبة للمؤمنين الصادقين المتخلقين بأحسن الأخلاق الذين يواجهون الجهال السفهاء بالمسالمة والسلام.
قال الله تعالى:
﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾
القصص:٥٥
فإذا سمعوا كلاما يؤذيهم أعرضوا عن اللغو وقالوا لنا جزاء أعمالنا ولكم جزاء أعمالكم سلام عليكم، لا نريد محاورة أهل الجهل والسفاهة. و السلام هنا سلام مفارقة ومتاركة.
قال الله تعالى:
﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾
الفرقان: ٦٣
وعباد الرحمن الصالحون يمشون على الأرض بسكينة متواضعين، فإذا ما تعرض لهم جاهل بالأذى خاطبوه بقول لا إثم فيه ولا رد للاعتداء بل يقولون قولًا سلامًا .
أحدث التعليقات