مفهوم الزينة في القرآن الكريم
1- تعريف الزينة
الزينة هي اسم جامع لكل شيء يتزين به ، وهو ليس من أصل خلقته، وهو الغالب في لفظ الزينة في القرآن.
2- ورود لفظ زين
في
القرآن الكريم
وقد ورد لفظ زين ومشتقاته في القرآن الكريم على النحو التالي..
أ- زينة
1- ذكرت منكرة في خمسة مواضع
قال الله تعالى:
﴿ وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
يونس : 88
﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ﴾
النحل: 8
2- ذكرت معرفة بالإضافة في ثلاثة عشر موضعا
قال الله تعالى:
﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ﴾
الأعراف: 32
﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ ﴾
الحديد: 20
3- ذكرت معرفة بالألف واللام في موضع واحد
قال الله تعالى:
﴿ قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ﴾
طه : 59
4- التزيين
ذكر ستا وعشرين مرة بصيغة الفعل ؛ منسوبا إلى الله وإلى الشيطان وإلى الفاعل المجهول .
قال الله تعالى:
﴿ وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ ﴾
الأنعام: 23
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ ﴾
آل عمران: 14
﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾
الحجر:39
5- التزين
ذكر مرة واحدة بصيغة الفعل، منسوبا إلى الأرض.
قال الله تعالى:
﴿ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ﴾
يونس: 24
3- معني الزينة
في
القرآن الكريم
الزينة من الألفاظ التي وردت في القرآن الكريم في صور متعددة وبمعاني متعددة أيضًا وهي ..
1- الحسن
قال الله تعالى:
﴿ زُيِّنَ لِلَّذِيْنَ كَفَرُوْا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾
البقرة : 212
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّسَآءِ وَالْبَنِيْنَ ﴾
آل عمران :14
2- الحُلي
قال الله تعالى:
﴿ وَلـٰـكِنَّا حُمِّلْنَا أَوزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَومِ فَقَذَفْنَاهَا ﴾
طه: 87
3- متع الحياة وملذاتها
قال الله تعالى:
﴿رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَونَ وَمَلأَه زِيْنَةً وَّأَمْوَالاً﴾
يونس: 88
﴿ اَلْمَالُ وَالْبَنُونَ زِيْنَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
الكهف: 46
4- الحشم
قال الله تعالى:
﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَومِه فِي زِينَتِه ﴾
القصص: 79
5- الملابس
قال الله تعالى:
﴿ خُذُوا زِيْنَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجـِدٍ ﴾
الأعراف: 31
6- جميع خيرات الله في الأرض
قال الله تعالى:
﴿ حَتَىٰ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيّنَتْ ﴾
يونس : 24
7- زينة السماء لأولى الأبصار
قال الله تعالى:
﴿ إِنّا زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِزِينَةِ الْكَواكِبِ ﴾
الصافات: 6
﴿ وَزَيّنَا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ﴾
فصلت : 12
زينة الدنيا ، وزينة الإيمان في قلوب العارفين.
4 – أنواع الزينة
في
القرآن الكريم
تنقسم الزينة إِلي قسمين ..
1- زينة ظاهرة
الزينة الظاهرة تدرك أما
أ – بالنظر الحسي
قال الله تعالى:
﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِه ﴾
القصص : 79
﴿ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الاَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ ﴾
يونس : 24
إشارة إلى زينة الأرض وهو إخراج نباتها،
ب – بالنظر العقلي
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَة الْكَوَاكِبِ ﴾
الصافات : 6
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴾
الحجر : 16
فإشارة إلى الزينة التي تدرك بالبصر التي يعرفها الخاصة والعامة، وإلى الزينة المعقولة التي يختص بمعرفتها الخاصة وذلك أحكامها وسيرها.
2- زينة باطنة
الزينة الباطنة نفسية محلها القلب
قال الله تعالى:
﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الاِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾
الحجرات : 7
5 – مصادر الزينة
التزيين ذكر ستا وعشرين مرة بصيغة الفعل، وقد نسب الله تعالى التزيين في مواضع إلى نفسه، وفي مواضع إلى الشيطان، وفي مواضع ذكره غير مسمى فاعله ..
أ- فما نسبه إلى نفسه
وقد أضيفت الزينة إلى الله في الأيات التالية ..
قال الله تعالى:
﴿ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُم ﴾
الحجرات: 7
﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِه ﴾
الأعراف 32
وإضافة الزينة إلى الله تعالى؛ لأنه سبحانه هو الذي خلقها وأحلها لعباده فحكمها إليه لا إلى غيره .
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُومِنُونَ بِالاَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ﴾
النمل: 4
ب – ومما نسبه إلى الشيطان
قال الله تعالى:
﴿ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ﴾
الاَنفال: 48
﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
الأنعام 43
﴿ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ ﴾
النحل : 63
﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴾
النمل : 24
﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴾
العنكبوت : 38
ت – ومما لم يسم فاعله
وقد جاء في القرآن الكريم في بضعة عشرة موضع ذكر ألوان من المفاسد و الخبائث زينها الشيطان وتقبلها بالقبول و الإستحسان من فسدت فطرته وتشوهت جبلته..
قال الله تعالى:
﴿ أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴾
محمد : 14
﴿ وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا ﴾
الفتح : 12
﴿ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾
التوبة :37
﴿ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ ﴾
الرعد :33
﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ﴾
فاطر: 8
﴿ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ﴾
غافر: 37
﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾
البقرة : 212
﴿ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
الأنعام :122
﴿ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
يونس: 12
6 – أماكن تواجد الزينة
أ- الزينة المبثوثة في الكون
الزينة المبثوثة في الكون هي خلق إلهي ينسبه تعالى إلى نفسه
قال الله تعالى:
( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ )
الصافات :6
( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ )
الملك: 5
ثم إن هذة الزينة ليست مقصورة على السماء وحدها، بل إنها تنتظم الوجود كله .
ب – زينة الحياة الدنيا
وقد جاء ذكر زينة الحياة الدنيا في القرآن الكريم في
الأيات التالية ..
قال الله تعالى:
﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي اِلاَمْوَالِ وَالاَوْلَادِ ﴾
الحديد : 20
﴿ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ اَلْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
الكهف: 28
﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا ﴾
هود : 15
﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ﴾
القصص : 60
﴿ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ﴾
الأحزاب : 33
أن زينة الحياة الدنيا تُطلَق على المحاسن التي خلقها الله تعالى في الدنيا ، وهي في المجمل ثلاث ..
– الزينة النفسية
كالعلم والاعتقادات الحسنة
قال الله تعالى:
﴿ وَلـٰـكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِليْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَه فِي قُلُوبـِكُمْ ﴾
الحجرات: 7
– الزينة البدنية
كالقوة وجمال الخلْقة.
قال الله تعالى:
﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾
النور:31
– الزينة الخارجية
كالمال والجاه ويندرج تحت هذا النوع من الزينة جميع أنواع الزينة الظاهرة من أنعام وأموال وحرث وكل مايتزين به الإنسان من لباس وحُلي وغير ذلك.
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا ﴾
الكهف : 7
﴿ يَا بَنِي آدم خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجـِدٍ ﴾
الأعراف : 31
إن الزينة تدخل في جزئيات الحياة وتفصيلاتها لدرجة يمكن معها القول إن الحياة التي نحياها ليست إلا زينة ومتاعا
قال الله تعالى:
( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ )
الحديد: 20
( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا )
القصص: 60
يورد القرآن الكريم أمثلة من الأشياء التي خلقها الله وزينها لعباده ..
قال الله تعالى:
( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ )
الكهف :46
إن الإنسان مدعو بقوة إلى التمتع بزينة الدنيا لأنها خلقت من أجله، أي من أجل إسعاده
قال الله تعالى:
( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )
الأعراف : 31
ولا يحـب من حـرم زينة الله
قال الله تعالى:
( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )
الأعراف : 32
إن إنعام النظر في الأنواع المختلفة من الزينة، يؤدي إلى معرفة خالقها، معرفة تستدعي تبجيله وتعظيمه، ومن ثم طاعته وعبادته
قال الله تعالى:
( أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ )
قّ : 6
( وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ)
الحجر: 16
( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ )
النحل: 8
كما أن الزينة وسيلة للاختبار والتمحيص
قال الله تعالى:
( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً )
الكهف: 7
إذا ما إختار المرء الزينة وحدها، دونما نظر إلى مُعطيها، ودون أن يوظفها في الاتجاه الصائب الذي خلقت له، فسيحصل على مايريد، لكن في الدنيا فقط
قال الله تعالى:
( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ )
هود: 15
إن مختلف أشكال الزينة تكون جميلة إذا وردت في سيـاق التوظيف الإيجابي لها ، لكنها عندما تستعمل للتضليل أو الإغواء تصير فتنة
قال الله تعالى:
( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ )
الأنفال : 28
( لا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى )
طـه : 131
أن الزينة باعتبارها متعة جمالية تريح النفس وتُبهج العين، يجب أن توظف إيجابيا للوصول إلى غايات نبيلة
ج – زينة النساء
الخطاب القرآني توجه إلى الرجال و النساء عند الإختلاط بالنساء في الفضاء العام بطلب الترفع عن الإستجابة للميل و الشهوة من امعان النظر إلى حفظ الفروج.
قال الله تعالى:
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ )
النور: 30
﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ )
النور: 31
بالإضافة إلى الأمر السابق دعا النساء بترك إبداء الزينة وترك التأكيد على الأنوثة في مظهر المرأة وحركاتها في الفضاء العام فيما يلي ..
قال الله تعالى:
﴿ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ )
النور : 31
ولا يُظهِرن للرجال الأجانب زينتَهن اللاتي يُخفِينها بثيابِهن، إلا ما ظهر منها مما لا يمكن إخفاؤه؛ كالثياب الظاهرة، أو ما قد يبدو من غير قصد التبرج؛ كالوجه والكفين .
قال الله تعالى:
﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا )
النور: 31
الحديث العادي الخالي عن التكسر والخضوع بالقول والتصنع، مما قد يكون في بعضه ما يثير الميل و الرغبة
قال الله تعالى:
﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ )
الأحزاب: 32
فالأمر بترك إبداء الزينة للنساء يجب أن يفهم من خلال
قال الله تعالى:
﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ )
الأحزاب : 33
التبرج إظهار المرأة محاسن ذاتها وثيابها وحليها بمرأى الرجال.
قال الله تعالى:
﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ )
النور: 31
وليلقين بأغطية رؤوسهن على فتحات صدورهن .
ونفهم من مجموع الآيات في الكتاب أن زينة المرأة من حيث ما يجوز ظهوره منها يكون على ثلاث درجات:
1- الزِّينة الظاهرة
وهي الوجه والكفَّان، وهذه يجوز أن تظهرها المرأة على جميع الرِّجال دون استثناء، وهو المفهوم من قوله تعالى في الآية السابقة
قال الله تعالى:
( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا )
النور: 31
2- الزِّينة أمام المحارم
إذ يجوز للمرأة أن تكشف شعرها وأن تتخفَّفَ باللباس أمامهم دون ابتذال أو مبالغة. وهذا المفهوم من الأية التالية .
قال الله تعالى:
( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ )
النور: 31
أما الأقارب الآخرون كأبناء العمّ والعمّة وأبناء الخال والخالة فإنهم أجانب عن المرأة، فلا يجوز للمرأة البالغة أن تظهر عليهم إلا بلباس كامل ومن ضمنه غطاء الرأس، والأجنبي بالنسبة للمرأة هو كلُّ رجل يحلُّ لها الزواج منه أصلا.
3- الزِّينة الكاملة
وهي جميع البدن، إذ لا يجوز إظهارها إلا لزوجها، وكذلك الزوج لزوجته، وهو المفهوم من الأية التالية .
قال الله تعالى:
( هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لهنَّ )
البقرة :187
أحدث التعليقات