مفهوم الزور في القرآن الكريم
1- مفهوم الزور
الزور هو الكذب وتزيف الحقيقة، وقول غير ما حدث، وهو أمر مرفوض على كافة المستويات الدينية والأخلاقية والاجتماعية . فينبغي أن تكون الشهادة كما وردت في القرآن الكريم
قال الله تعالى:
﴿ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا ﴾
يوسف: 81
لا تقل رأيت ولم ترَ، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم؛ فإن الله سائلك عن ذلك كله .
قال الله تعالى:
﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾
الإسراء: 36
وحرَّم كتمان الشهادة ؛ لكونها سببًا أيضًا لإبطال الحق
قال الله تعالى:
﴿ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾
البقرة: 283
2- كلمة الزور
في
القرآن الكريم
وردت كلمة الزور وصيغها في القرآن الكريم (٤)مرات. والصيغ التي وردت، هي:
– المصدر
ورد٤ مرات
قال الله تعالى:
( وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)
الحج:٣٠
وجاء الزور في القرآن الكريم بمعني الميل والانحراف، وتحسين للباطل، والذي من صوره ، الشرك، والكذب، وشهادة الزور، وغير ذلك.
3- كلمات ذات الصلة
بكلمة الزور
– الكذب
هو الإخبار عن الشيء على خلاف الواقع ؛ سواء بالقول، أو بالإشارة، أو بالسكوت. و هو نقيض الصدق .
قال الله تعالى:
﴿ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا ﴾
الفرقان 11
– البهتان
هو الخبر المكذوب الذي يبهت سامعه؛ أي: يَدْهَشُ له ويتَحَيَّرُ.
قال الله تعالى:
﴿ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾
النور : 16
– الافتراء
اختلاق قضية لا أصل لها .
قال الله تعالى:
﴿ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾
يوسف :111
– الإفك
أعظم الكذب وأشده .
قال الله تعالى:
﴿ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾
النور : 12
قول الزور، هو قول الكذب، وهو القول المجافي للحقيقة، وبعبارة أخرى هو الاخبار بالشيء بخلاف حقيقته على وجه العلم والعمد لتحقيق هدف مادي او اجتماعي أو نفسي أو غيره.
4 – الفرق بين قول الزور
وشهادة الزور
1- شهادة الزور
وهي أن يشهد المرء بما لا يعلم أو بخلاف الحقيقة التي يعلمها عالما عامدا، وهي من أبشع وأشنع الذنوب عند الله . نظرا لما لشهادة الزور من أضرار ومخاطر على الأفراد والمجتمعات فقد ورد ذمها في كتاب الله
قال الله تعالى:
( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً )
الفرقان:72
2- قول الزور
قول الزور اصطلاح عام يشمل الشهادة وغير الشهادة ؛ وهو أعم من شهادة الزور ؛ لأنه يعم كل باطل من القول من شهادة أو غيبة أو بهت أو كذب .
قال الله تعالى:
( وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا )
المجادلة : 2
5- النهي عن شهادة الزور
في
القرآن الكريم
نظرا لما لشهادة الزور من أضرار ومخاطر على الأفراد والمجتمعات فقد ورد ذمها في كتاب الله.
قال الله تعالى :
( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً )
الفرقان:72
( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ )
الحج: 30
(وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً )
المجادلة : 2
6 – مجالات الزور
في
القرآن الكريم
إن مجالات الزور من خلال القرآن الكريم تكون في الأقوال والأفعال، وبيان ذلك في النقاط الآتية:
أولًا- الزور في الأقوال
يمكن تصنيف الأقوال التي وصفها الله تعالى بأنها من قول الزور في النقاط الآتية:
1- الافتراء على الله
قال الله تعالى:
﴿ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾
الحج: ٣٠
وابتعِدوا عن الكذب الذي هو الافتراء على الله.
2- قولهم في الملائكة
قال الله تعالى:
﴿ أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا ﴾
الإسراء: ٤٠
﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ . أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ . أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ . وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ﴾
الصافات: ١٤٩-١٥٣
﴿ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ . وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴾
الزخرف: ١٩-٢٠
3- الأقوال المحرمه التي
تدخل في العقيدة
عن شرك اليهود والنصارى
قال الله تعالى:
﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَٰلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴾
التوبة: ٣٠
أي أن جميع الأقوال الباطلة التي تدخل في العقيدة، إنها من قول الزور الذي هو الكذب على الله تعالى.
4- التكذيب بالقرآن
بين الله تعالى أن التكذيب بالقرآن من القول الزور الباطل، ومن وضع الأشياء في غير موضعها، ومن الكذب على الله تعالى.
قال الله تعالى :
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا . وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا . قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾
الفرقان: ٤-٦
أي: فقد وضعوا الأشياء في غير مواضعها، وكذبوا على ربهم؛ إذ جعلوا القرآن -الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه- إفكًا مفترى من قبل البشر، وكيف يتقولون ذلك على الرسول وقد تحداهم أن يأتوا بمثله، وهم ذوو اللسن والفصاحة والغاية في البلاغة، فعجزوا أن يأتوا بمثله، ولو كان ذلك في مكنتهم ما ادخروا وسعًا في معارضته، وقد ركبوا الصعب والذلول؛ ليدحضوا حجته، ويبطلوا دعوته، فما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم قد استعان في ذلك بغيره لأمكنهم أيضًا أن يستعينوا هم بغيرهم، فما مثله في اللغة إلا مثلهم.
قال الله تعالى:
﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾
يونس: ٣٨
﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾
هود: ١٣-١٤
﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَىٰ بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾
الأحقاف: ٧-٨
5- تحريم ما أحل الله
كما أن من الزور بالقول تحريم ما أحل الله تعالى .
قال الله تعالى:
﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾
النحل: ١١٦
ولا تقولوا – أيها المشركون- للكذب الذي تصفه ألسنتكم: هذا حلال لِما حرَّمه الله، وهذا حرام لِما أحَلَّه الله؛ لتختلقوا على الله الكذب بنسبة التحليل والتحريم إليه، إن الذين يختلقون على الله الكذب لا يفوزون بخير في الدنيا ولا في الآخرة.
6 – جميع الأقوال المحرمة
أن الله تعالى نهى عن الكذب وقول الزور، وشهادة الزور، والنفاق، وكل قول محرم؛ لأنه باطل .
قال الله تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾
الفرقان: 72
﴿ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾
الحج:30
قول الزور يشمل الشهادة وغير الشهادة وهو الكذب .
قال الله تعالى:
( وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً )
المجادلة:2
أي: جميع الأقوال المحرمات، فإنها من قول الزور الذي هو الكذب، ومن ذلك شهادة الزور.
7- الظهار من الزوجة من القول الزور
قال الله تعالى:
﴿ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ﴾
المجادلة : ٢
الذين يُظاهرون منكم من نسائهم، فيقول الرجل منهم لزوجته: “أنت عليَّ كظهر أمي” -أي في حرمة النكاح- قد عصوا الله وخالفوا الشرع، ونساؤهم لَسْنَ في الحقيقة أمهاتهم، إنما هن زوجاتهم، ما أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم. وإن هؤلاء المظاهِرين ليقولون قولا كاذبًا فظيعًا لا تُعرف صحته.
ثانيًا – الزور في الأفعال
قال الله تعالى:
( وَٱلَّذِينَ لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ )
الفرقان : 72
والذين لا يحضرون مشاهدة الباطل والإثم في كل مجلس تتعدى فيه الحدود، أو تنتهك فيه الحرمات، أو يحكم فيه بالجور أو تعظم فيه الطواغيت، أو يدعى فيه بدعوى الجاهلية، أو تحيى فيه معالم الوثنية، أو يدعى فيه أحد مع الله، أو يضرع إلى سواه.
قال الله تعالى:
( وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ )
الأنعام : 68
وإذا رأيت – أيها الرسول- المشركين الذين يتكلمون في آيات القرآن بالباطل والاستهزاء، فابتعد عنهم حتى يأخذوا في حديث آخر، وإن أنساك الشيطان هذا الأمر فلا تقعد بعد تذكرك مع القوم المعتدين، الذين تكلموا في آيات الله بالباطل.
قال الله تعالى:
( وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ يُكۡفَرُ بِهَا وَيُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُواْ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦٓ إِنَّكُمۡ إِذٗا مِّثۡلُهُمۡۗ )
النساء : 140
وقد نزل عليكم -أيها المؤمنون- في كتاب ربكم أنه إذا سمعتم الكفر بآيات الله والاستهزاء بها فلا تجلسوا مع الكافرين والمستهزئين، إلا إذا أخذوا في حديث غير حديث الكفر والاستهزاء بآيات الله. إنكم إذا جالستموهم، وهم على ما هم عليه، فأنتم مثلهم؛ لأنكم رضيتم بكفرهم واستهزائهم، والراضي بالمعصية كالفاعل لها.
7 – أساليب التحذير من الزور
في القرآن الكريم
هناك أساليب ذكرها القرآن الكريم في التحذير من الزور، وهي الأمر بالاجتناب، والتشنيع بأهله، والثناء على تاركيه، ويمكن بيان ذلك في النقاط الآتية:
أولًا – الأمر بالاجتناب
إن من الأساليب التي ذكرها القرآن الكريم في التحذير من الزور بكل صوره وأشكاله الأمر بالاجتناب .
قال الله تعالى:
﴿ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾
الحج: ٣٠
وابتعِدوا عن الزور ، والمراد من الزور هومطلق الكذب .
قال الله تعالى:
﴿ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾
الأعراف: ٣٣
وحرَّم أن تنسبوا إلى الله تعالى ما لم يشرعه افتراءً وكذبًا .
ثانيًا – التشنيع بأهله
شنع الله تعالى على هؤلاء العصاة الذين لم يستجيبوا لدعوة النبي إلى الإسلام .
قال الله تعالى:
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ﴾
الفرقان: ٤
كما شنع سبحانه على المظاهرين من نسائهم
قال الله تعالى:
﴿ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ﴾
المجادلة : ٢
أي: وإن هؤلاء المظاهرين ليقولون بهذا قولًا منكرًا، أي :فظيعًا ينكره الشرع ويقبحه ولا يجيزه، كما لا يقره عقل
ثالثًا – الثناء على تاركيه
أثنى الله سبحانه وتعالى على الذين لا يشهدون الزور.
قال الله تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾
الفرقان: ٧٢
ثم بين ثوابهم
قال الله تعالى:
﴿ أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾
الفرقان: ٧٥
8 – أحكام متعلقة بشهادة الزور
هناك أحكام متعلقة بشهادة الزور تدل على مدى اهتمام الشريعة الإسلامية بهذه الشهادة، وهذه الأحكام يمكن ذكرها باختصار كما يأتي:
أولًا – حكم شهادة الزور
شهادة الزور من أكبر الكبائر، وأنها محرمة شرعًا، وقد نهى الله تعالى عنها في كتابه مع نهيه عن الأوثان
قال الله تعالى:
﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾
الحج 30
شهادة الزور شهادة باطلة لا يجوز الحكم بها؛ لأن الغاية من التزوير إبطال الحق وتفويته على صاحبه والقضاء بالحق لغير صاحبه، وذلك كله من الباطل والمحرم في الشريعة.
ثانيًا – آثار شهادة و قول الزور
1- إنه سبب لعدم هداية الله
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾
غافر: ٢٨
لا يوفقهم الله لإصابة الحق، ولا يهديهم لسبيل الرشد في الدنيا
2- إنه سبب للعذاب المؤلم
قال الله تعالى:
﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴾
الجاثية: ٧
لهم في الآخرة وعند الله إذا وردوا عليه يوم القيامة عذاب مؤلم موجع
3- إنه سبب لنفي الإيمان عنهم
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ﴾
النحل: ١٠٥
إنما يختلق الكذبَ مَن لا يؤمن بالله وآياته
4- إنه تعاون على الباطل
في شهادة الزور تعاونًا على الباطل .
قال الله تعالى:
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ﴾
الفرقان : ٤
وقال الكافرون بالله: ما هذا القرآن إلا كذب وبهتان اختلقه محمد، وأعانه على ذلك أناس آخرون، فقد ارتكبوا ظلمًا فظيعًا، وأتوا زورًا شنيعًا؛ فالقرآن ليس مما يمكن لبشر أن يختلقه.
5- إنه ليس من صفات عباد الرحمن
فقد مدح الله عباد الرحمن
قال الله تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾
الفرقان: ٧٢
فالمفروض أن المؤمن يعرف خطورة إثم الزور قولًا وفعلًا وشهادةً، فلا يقدم على شهادة من هذا النوع في حق أخيه المسلم إلّا إذا كان على يقين منها، بحيث يعتقد أنه مؤاخذ عند الله إذا كتمها.
أحدث التعليقات