مفهوم الزوج في القرآن الكريم

1- مفهوم الزوج

الأصل في مادة (زوج) أن يدل على مقارنة شيء لشيء. وكل ما كان له قرين من جنسه، يقال له: زوج، فـ (الزوج) اسم يقع على كل واحد من المقترنين، يقال: للرجل زوج، وللمرأة زوج، وهو الفصيح.

قال الله تعالي :

 ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ )

البقرة :35

ومفهوم الزوجية يمتد أفقيا ليشمل جميع المخلوقات، ويمتد عموديا ليشمل الدنيا والآخرة .

2- كلمة الزوج

     في

القرآن الكريم

وردت كلمة (الزوج) وصيغها في القرآن الكريم (83) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل

ورد 5 مرات

قال الله تعالي :

( كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ  )

الدخان :54

– الاسم

ورد 77 مرة

قال الله تعالي :

 ( وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ )

الحج :5

ولفظ (الزوج) جاء في القرآن الكريم على ثلاثة معان رئيسة:

1- بمعنى الزوجة حليلة الرجل

قال الله تعالي :

 ( وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ  )

النساء :12

﴿ اُسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ ﴾

الأعراف :  19

﴿ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ﴾

الأحزاب : 37

﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ ﴾

النساء: 20

أي امرأة مكان امرأة.

قال الله تعالي :

( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ  )

الزخرف :70

فلفظ (الزوج) في هذة الآيات وأشباهها المراد منه زوجة الرجل وحليلته.

2- بمعنى الصنف

قال الله تعالي :

 ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ )

الشعراء :7

أي: أنبتنا من كل صنف من أصناف النبات زوجين اثنين.

قال الله تعالي :

 ( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا )

يس :36

أي: الأصناف بجميع أشكالها وصورها، من الجماد، والنبات، والحيوان، والإنسان.

قال الله تعالي :

 ( ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ )

الأنعام :143

( وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً  )

الواقعة :7

و(الزوج) بحسب هذا المعنى كثير في القرآن الكريم.

3- الزوج بمعنى القرين والنظير

قال الله تعالي :

( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ )

الصافات :22

أي: أشباههم وأمثالهم و نظراءهم وقرناءهم.

قال الله تعالي :

( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ )

التكوير :7

أي: قُرنت بأشكالها في الجنة والنار.

قال الله تعالي :

 ( وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ  )

الدخان :54

فمعناه: جعلنا لهم قرينات صالحات، وزوجات حساناً من الحور العين. ولا يجوز أن يكون من التزويج .

قال الله تعالي :

 ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا )

الشورى :50

معناه:: يجعل في الحمل الواحد ذكراً وأنثى توأماً

قال الله تعالي :

 ( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )

الذاريات :49

إن الله تبارك وتعالى، خلق لكل ما خلق من خلقه ثانياً له، مخالفاً في معناه، فكل واحد منهما زوج للآخر، ولذلك قيل: خلقنا زوجين.

وحاصل القول: إن لفظ (الزوج) في القرآن الكريم ورد على ثلاثة معان رئيسة: إما على معنى زوجة الرجل وحليلته، وإما على معنى القرين، وإما على معنى الصنف، والسياق هو الذي يحدد أي المعاني الثلاثة هو المراد.

3- الحكمة من الزوجية

            في

     القرآن الكريم

بين القرآن الكريم في الكثير من الآيات الحكمة من الزوجية ، وهي تشمل الآتي :

1- التذكر والتفكر

إن الله سبحانه وتعالى يدعو الناس كافة من خلال عرض آية الزوجية في الكون إلى التذكر والتفكر.

قال الله تعالى:

﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾

يس : 36

﴿ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ  إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾

الرعد: 3

﴿ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ . تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ﴾

ق: 7-8

كما يدعو المنيبين منهم خاصة إلى التبصر ليتذكروا ويعتبروا بذلك ، فيعلموا أن الزوجية نظاما كونيا يدل على عظيم قدرة الخالق وبديع صنعه وتدبيره وجميل عطائه وإنعامه سبحانه وتعالى.

2- حفظ أنوع المخلوقات

قال الله تعالي :

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾

النساء: 1

والحكمة من الزوجية كذالك هي حفظ أنوع المخلوقات ودوام بقائها.

4 – أقسام الزوجية

         في

     القرآن الكريم

تنقسم الزوجية إلي قسمين ، هما ..

أولا – الزوجية في الدنيا

الزوجية في الحياة الدنيا نظاما كونيا يدل على عظيم قدرة الخالق وبديع صنعه وتدبيره وجميل عطائه وإنعامه سبحانه وتعالى.

أ- عموم الزوجية لكل شيء

قال الله تعالي :

﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾

الذاريات: 49

﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا ﴾

يس: 36

﴿ وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا  ﴾

الزخرف : 13

بْ –  زوجية أنواع من المخلوقات

قال الله تعالي :

﴿ فاطر ٱلسمٰوٰت وٱلأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ومن ٱلأنعام أزواجاً يذرؤكم فيه ليس كمثله شيءٌ وهو ٱلسميع ٱلبصير﴾

الشورى :  11

وقصد من الزوج صنفا من نوع هذه المخلوقات

ج – أصناف من أنواع الثمار والنبات

قال الله تعالي :

﴿ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾

الرعد : 3

﴿ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّىٰ ﴾

طه : 53

د – الزوجية في المجال الإنساني

الإنسان باعتباره عنصرا مركزيا في هذا الكون حظي بالقسط الوافر من حديث القرآن الكريم عن زوجيته إذ بَين الأ تي :

1- منشأها

وذلك في صورتها الأولى مع أول زوجين

قال الله تعالي :

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾

النساء: 1

2– إيجادها

طريق إيجادها وكيفية حصولها

قال الله تعالي :

﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ﴾

فاطر: 11

﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَىٰ . ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ . فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَىٰ ﴾

القيامة : 37- 39

3– هدفها

حفظ نوع المخلوقات ودوام بقائها

قال الله تعالي :

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾

النساء: 1

4– حكمتها

إن الزواج هو الوسيلة الوحيدة لتشكيل الأسرة والحفاظ على الجنس البشري من الانقراض .

قال الله تعالي :

﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ﴾

النحل: 72

قال الله تعالي :

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾

الحجرات: 13

وهو باب التواصل وسبب الأُلفة والمحبة

قال الله تعالي :

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾

الروم : 21

والمعونة على العفّة والفضيلة ، في المجتمع البشري

قال الله تعالي :

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾

المؤمنون : 5- 6

وكما هي نعمة فهي ابتلاء أيضا ..

قال الله تعالي :

 ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ﴾

التغابن : 14

﴿ قل إن كان آباؤكم وأبنآؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال ٱقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونهآ أحب إليكم من ٱلله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتىٰ يأتي ٱلله بأمره وٱلله لا يهدي ٱلقوم ٱلفاسقين ﴾

التوبة : 24

5-  أحكامها

العلاقة الخاصة التي تجمع بين رجل وامرأة ، قائمة على جملة من الحدود والأحكام حال قيامها أو حال انفكاكها نحو الصداق والمراجعة والظهار والعضل والعدة والإرث للحفاظ على الأسرة.

قال الله تعالي :

﴿  وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ  ﴾

البقرة : 232

﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ   ﴾

البقرة: 234

6– وظيفتها

قال الله تعالي :

﴿  نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ﴾

البقرة: 223

لا يُقصد بالزواج إشباع اللذة وتحقيق المتعة مقابل الصداق فقط

قال الله تعالي :

﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾

البقرة: 233

ولا يُقصد بإشباع الحاجات المادية لأفرادها ومطالبهم الشخصية فقط

قال الله تعالي :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾

التحريم: 6

 ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾

طه: 132

﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ . وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ. وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾

لقمان: 17- 19

بل هو علاقة توجب مسؤولية التربية الخلقية والوجدانية والدينية وإمداد المجتمع بأفراد صالحين يدعمون مسيرة البناء، ويقومون بوظيفة الإعمار في الأرض كما هو مقتضى الخلافة

ونستحضر التعبير القرآني ( الميثاق الغليظ ) الذي يؤكد أن العلاقة التي تربط الزوجين وتنشأ عنها أسرة هي عهد مؤكد يشمل الحياة كلها في جميع التزاماتها ومسؤولياتها وحقوقها المتبادلة.

7- طابعها

أمر القرآن الكريم بأن يكون طابع العلاقة بين الزوجين هو الإحسان والمعروف والبر والود والتراحم ونحو ذلك من معاني المعاملة المثالية التي تحضر أيضا عند الشقاق والفراق .

قال الله تعالي :

﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ  فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾

النساء: 19

﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ﴾

الطلاق: 2

﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ  فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾

البقرة : 229

وعموما فقد حدد الله تعالى الحقوق والواجبات، وعالج المشاكل الطارئة، وأوجد الحلول للنزاعات، ووضع كل الضمانات لتمتين العلاقة الزوجية وحمايتها من التفكك والضياع.

وهي علاقة لها حرمتها وقداستها مذموم من يمسها بسوء

قال الله تعالي :

 ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ  وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾

البقرة: 102

ثانيا – الزوجية في الآخرة

لا يختص مفهوم الزوجية في القرآن الكريم بالدنيا بل يحضر في الآخرة أيضا حيث ورد أربعة عشر مرة، واستُعمل من ألفاظه فعل التزويج ومثنى الزوج وجمعه في آيات كثيره. والناظر في مواضع هذا الاستعمال يقف على سياقين أساسين للورود:

أ – أزواج النفوس عامة

حيث أخبر الله تعالى بما يقع للنفوس عامة من تزويج .

قال الله تعالي :

( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ )

الصافات :22

أي: أشباههم وأمثالهم و نظراءهم وقرناءهم.

قال الله تعالي :

( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ )

التكوير :7

أي: قرن كل إنسان بنظيره في الخير والشر

قال الله تعالي :

( وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً  )

الواقعة :7

أي: أصناف من أزواج الناس المتقارنة مع بعضها.

ب – أزواج أهل الجنة

والمراد بالأزواج الذين هم مع أصحاب الجنة ، الأ تى ..

1- بتزويجه المتقين بحور العين

قال الله تعالي :

﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾

الطور: 20

﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ . فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ . كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾

الدخان: 51-54

2- من صلح من أزواج المتقين في الدنيا

قال الله تعالي :

﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ  وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ﴾

الرعد: 23

﴿ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ﴾

غافر: 8

3- أن يكون المراد بهم الأصناف أي أصنافهم في الخير والطاعة

قال الله تعالي :

( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ )

التكوير :7

أي: قرن كل إنسان بنظيره في الخير والشر

قال الله تعالي :

( وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً  )

الواقعة :7

ولن نحاول بحث المراد بالأزواج في الآخرة على التفصيل ، لأنها من أمور الغيب التي نقف فيها عند حدود الخبر اليقين من الله تعالى ، فواضح أن القصد منها إنعام المؤمنين وتعذيب الظالمين في سياق الحساب والجزاء اللذان تنحصر فيهما أحوال الآخرة.

 

 

Share This