1- مفهوم الرب

الرب هو المُتكفِّل بخلق الموجودات وإنشائها، القائم على هدايتها وإصلاحها الذي نظّم معيشتها ودبّر لها أمورها.

قَال الله تعالى:

﴿ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾

طه :50

2- كلمة الرب

      في

  القرآن الكريم

وردت كلمة (الرب) وصيغها في القرآن الكريم (978) مرة . والصيغ التي وردت هي:

– صيغة الاسم

ورد 978 مرة

قال اللهُ تعالى:

( وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ )

الأنعام : 164

وقد ورد في أكثر مواضعه بصيغة المخاطب المفرد (ربك)

قال اللهُ تعالى:

 ( وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ )

البقرة :149

أن لفظ (الرب) في القرآن الكريم ورد على المعاني التالية:

– (الرب) بمعنى المالك للشيء

قال اللهُ تعالى:

( وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ )

الأنعام:164

فهو مالك كل شيء

– (الرب) بمعنى المعبود المطاع

قال اللهُ تعالى:

( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ )

الأعراف:54

أي: إن المعبود الحق الذي ينبغي أن يُفرد بالعبادة هو الله دون سواه

– (الرب) بمعنى المصلح للشيء والمدبر له

قال اللهُ تعالى:

( قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ )

الشعراء:28

أي: هو الذي جعل المشرق مشرقاً، تطلع منه الكواكب، والمغرب مغربا تغرب فيه الكواكب، ثوابتها وسياراتها، مع هذا النظام الذي سخرها فيه وقدرها .

– (الرب) بمعنى السيد المطاع

كانوا يطلقون (الرب) على السيد والكبير

قال اللهُ تعالى:

( وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ )

يوسف :42

( قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ )

يوسف :50

فـ (الرب) في هذه الآيات بمعنى: السيد المطاع في قومه.

3- الفرق بين كلمة

   الرب و لفظ الإله

بين الله تعالى في القرآن الفرق بين كلمة الرب ومتى يستخدمها وبين لفظ الإله ومتى يستخدمها. ففي الإسلام الله هو الإله وهو رب الأرباب، فلفظ الجلالة الله شامل لكل أسمائه وصفاته وأسم الرب منها .

قَال الله تعالى:

( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى )

طه: 8

( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ )

الرعد:  16

( اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ )

الصافات: 126

أن الله يذكر كلمه الرب عندما يبين فضله وكرمه ورحمته ورعايته ولطفه وعذابه وقدرته وكل شي يختص بالله ربنا نحونا ونحو جميع خلقه وعباده.

قَال الله تعالى:

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ  )

البقرة: 21- 22

﴿ رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا . وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ   وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا ﴾

الإسراء: 66- 67

( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ. رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ. رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾

آل عمران : 191-194

كما أنه تعالى يذكر لفظ الإله ليبين ما يجب على العباد نحو الله تعالى .

– من تمجيده

قَال الله تعالى:

( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )

النمل: 26

– من عبادته

قَال الله تعالى:

 ( إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ )

آل عمران : 51

ودوام ذكره وشكر نعمه

قَال الله تعالى:

 ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

الفاتحة : 1

4- الدعاء باسم الرب

اسم الرب من أكثر الأسماء التي يدعى بها الله عز وجل . وقد دعا الأنبياءُ والصالحون اللهَ سبحانه وتعالى بهذا الاسمِ وتَضَرَّعوا به إليه.

– فدعا آدمُ  وحوَّاءُ به

قال اللهُ تعالى:

﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾

الأعراف: 23

– نوحٌ  عليه السلام

قال اللهُ تعالى:

﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾

نوح :28

– إبراهيمُ وإسماعيلُ عليهما السلام

قال اللهُ تعالى:

 ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾

البقرة : 127

– موسى عليه السلام

قال اللهُ تعالى:

 ﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾

الأعراف: 151

– عيسى عليه السلام

قال اللهُ تعالى:

 ﴿ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ﴾

المائدة : 114

– دعاء زكريا عليه السلام

قال اللهُ تعالى:

 ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً ﴾

آل عمران: 38

– دعاء عباد الله الصالحين

قال اللهُ تعالى:

 ﴿ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾

آل عمران: 193-194

5- تمجيده سبحانه

نفسه بأنه رب كُلِّ شَيْءٍ

اسم (الرب) من أعظم الممادح التي مجد الله – عز وجل – نفسه بها ومن ذلك:

قال اللهُ تعالى:

( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

الفاتحة: 2

( تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )

الأعراف: 54

( فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ )

الأنبياء: 22

( فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

الجاثية: 36

( فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ )

المؤمنون: 116

6 – رَبِّ الْعَالَمِينَ

قال اللهُ تعالى:

( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

غافر: 65

رَبِّ الْعَالَمِينَ: ربوبيته للعالم تتضمن تصرفه فيه، وتدبيره له، ونفاذ أمره كل وقت فيه، وكونه معه كل ساعة في شأن، يخلق ويرزق؛ ويميت ويحيي، ويخفض ويرفع؛ ويعطي ويمنع؛ ويعز ويذل، ويصرف الأمور بمشيئته وإرادته، وإنكار ذلك إنكار لربوبيته وإلهيته وملكه .

 

Share This