1- مفهوم الحرب 

الحرب  هي صراع بين مجموعتين، تسعى إحداهما لتدمر الأخرى، أو التغلب عليها. وهي تدل على نقيض السلم.

وقد يقصد من الحرب تحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية أو أيدلوجية أو لأغراضٍ توسعيّة، وهي عادة آخر الأوراق بيد السياسة.

2- الحرب

    في

القرآن الكريم

وردت كلمة (حرب) وصيغها في القرآن الكريم (٦) مرات. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد مرة واحدة

قال الله تعالى:

( لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ )

التوبة:١٠٧

– الفعل المضارع

ورد مرة واحدة

قال الله تعالى:

 ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا  )

المائدة:٣٣

– المصدر

ورد 4 مرات

قال الله تعالى:

( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ )

المائدة : ٦٤

وجاءت الحرب في القرآن على وجهين :

1- القتال

قال الله تعالى:

( فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )

الأنفال:٥٧

أي: في القتال.

2- المخالفة للشرع والإفساد في الأرض

قال الله تعالى:

 ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا )

المائدة:٣٣

يعني: إنما جزاء الذين يخالفون أحكام الله ورسوله، ويسعون في الأرض فسادًا وإفسادًا.

3- الألفاظ ذات الصلة

– القتال

القتال صيغة مبالغة من القتل، ولا يكون إلا بين اثنين. والقتال صورة من صور الحرب، فالحرب أعم وأشمل وتتعدد صورها، بينما القتال ليس له إلا صورة واحدة، وكلاهما يكون مع الغير.

– الغزو

الغزو الخروج إلى محاربة العدو. إذ الغزو فيه من التحرك و المسير لملاقاة العدو في عقر داره، وهو صورة من صور الحرب، بينما الحرب تشمل الغزو وغيره من أنواع الحروب، وكلاهما يكون مع الغير.

– الجهاد

الجهاد هو استفراغ الوسع في مدافعة العدو. الجهاد أعم من الحرب، فكل مجاهد ناصرًا للدين، ورافعًا لكلمة الله، فهو محارب لأعداء الله ودينه، وليس كل محارب مجاهدًا، فقد يريد بحربه مطالب دنيوية.

– السلم

هو ضد الحرب، وهو حالة نفسية تسود أفراد المجتمع نتيجة وحدة الأهداف والغايات والتصورات، تجعلهم يشعرون بالأمان والسكينة في كل نواحي الحياة.

4- أنواع الحروب

أولا- الحرب من الله تعالى

   على العصاة والمفسدين

1- إسناد الحرب لله تعالى

قال الله تعالى :

﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾

البقرة:٢٧٩

يفهم إن المعنى مجازي، فالله عز وجل لا يحارب كما يحارب الناس بعضهم بعضًا .

2- من يحاربهم الله

إعلان الحرب من الله تعالى على الآتي:

أ – الْمُفْسِدِينَ

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾

المائدة:٣٣

( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )

المائدة :٦٤

كلما تآمروا على الكيد بإثارة الفتن وإشعال نار الحرب ردَّ الله كيدهم، وفرَّق شملهم .

ب – العصاة

توقيع العقاب على أصحاب الذنوب والمعاصي‏

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ  . فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾

البقرة:٢٧٨-٢٧٩

3- جز اء من حارب الله

أ – في الدنيا

جعل الله تعالى عذابهم بثلاث وسائل يمكن بيانها كما يأتي

0إهلاكهم بالسنن الكونية

قال الله تعالى:

﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾

العنكبوت:٤٠

وسنن الله ماضية وباقية في أعدائه المحاربين لأوليائه وشرعه، لا تتبدل ولا تتغير.

قال الله تعالى:

﴿ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾

الأحزاب:٦٢

0أخذهم بأيدي المؤمنين

أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بمحاربة الكفار والمنافقين ومنازلتهم، والغلظة عليهم، وجعل قتالهم من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى الله تعالى، وجاء السياق القرآني في قتال المحاربين لله على النحو الآتي:

قال الله تعالى:

﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ﴾

التوبة:١٤

0إقامة الحد على المحاربين

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾

المائدة :٣٣

فهذ عقوبة رادعة لكل من يعلن الحرب على الله ورسوله، بالقتل والنفي والقطع حدًّا على جرائمهم، واعتدائهم على الحرمات، وترويع الآمنين.

ب – في الآخرة

وكما توعد الله تعالى أعداءه بالأخذ في الدنيا، توعدهم بعذاب في الآخرة، وآيات القرآن الكريم كثيرة في هذا السياق نجمل بعضها فيما يأتي:

0 العذاب العظيم

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ  ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾

المائدة:٣٣

0العذاب الأليم

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾

آل عمران:٢١

0العذاب المهين

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾

المجادلة:٥

0الخلد في النار

قال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ﴾

التوبة: 63

0المصير السيّء

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾

النساء :١١٥

0الحسرة والندم

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ  وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾

الأنفال:٣٦

4- كيفية محاربة الله تعالى

سياق الآية الكريمة يبين أن الله تعالى هو من يتولى بنفسه محاربة المفسدين، وإفشال مخططهم في محاربة المؤمنين، ولا يكل ذلك لأحد من خلقه، وهذا يلقي بظلال الرهبة لكل صاحب بصيرة.

قال الله تعالى:

﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ . فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ . فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾

النمل:٥٠-٥٢

و محاربة الله تعالى تكون بالطرق الَأَتية :

أَ- إطفاء نار الحرب

قال الله تعالى:

﴿ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾

المائدة:٦٤

يبين بجلاء أن الذين يشعلون الحروب بين الأمم، هم في قبضة الله، إن شاء أبقى نارهم، وسلطها على رقاب من يشاء من الظالمين .

ب – تسلِّيط الظالمين بعضهم على بعض

قال الله تعالى:

﴿ وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾

الأنعام:١٢٩

نسلِّط الظالمين بعضهم على بعض في الدنيا؛ بسبب ما يعملونه من المعاصي.

ت – إلقاء الخوف والفزع في قلوبهم

قال الله تعالى:

﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾

الحشر:٢

لبيان قدرته سبحانه تعالى وهيمنته على قلوب خلقه ، فيأتيهم الله من حيث لم يخطر لهم ببال، بإلقاء الرعب في قلوبهم، فتكون هزيمتهم من داخل قلوبهم .

ج – خذلان الله تعالى للمفسدين في الأرض

قال الله تعالى:

﴿ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ﴾

الأحزاب:٢٥

إن الله تعالى لا يرضى تسلط المفسدين على أوليائه المؤمنين، فيتولى بنفسه الدفاع عنهم، فيرد كيد عدوهم فيبوء بالخيبة. فبعد أن يطفئ نارهم ويتشتت أمرهم، وتظهر خفايا قلوبهم لا تراهم إلا أذلاء مستضعفين منحسرين.

د – نصر الله تعالى لأوليائه

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

الروم:٤٧

تكفل الله عز وجل بنصر أوليائه ، بالأنتقام من الذين اكتسبوا السيئات بإهلاكهم، ونصر المؤمنين .

ثانيا – القتال فى سَبِيلِ الله

1- الحكمة من الحرب

قال الله تعالى:

﴿ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴾

محمد 4

ولو يشاء الله لانتصر للمؤمنين من الكافرين بغير قتال، ولكن جعل عقوبتهم على أيديكم، فشرع الجهاد؛ ليختبركم بهم، ولينصر بكم دينه.

2- الحرب المشروعة

الحرب المشروعة في القرآن هي الحرب التي يخوضوها المسلمون للدفاع عن أنفسهم وبلدانهم ودينهم ومقدساتهم، كشأن أي أمة في العالم لها دين وأرض ومقدسات يتم الاعتداء عليها.

قال الله تعالى:

( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )

البقرة: 190

فهذه الآية تنص على أن يقاتل المسلمون من يقاتلونهم. وهذا يعني أن الذين لا يقاتلونهم لا يجوز قتالهم. وهنا يكون القتال لكف بأس العدو، حيث يُحذِّرُ القرآن من الاعتداء ومن مجاوزة الحد، لأن الله لا يحب المعتدين.

قال الله تعالى:

( فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ )

البقرة: 192

أي أن القتال يتوقف بانتهاء قتال العدو للمسلمين. بجنوحهم إلى السلم أو الهدنة. لأنه لا حرب إلى الأبد، ولا قتال إلى ما لا نهاية.

قال الله تعالى:

( فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا )

النساء: 90

فإن تركوكم فلم يقاتلوكم، وألقوا إليكم بالصلح ، فليس لكم عليهم من طريق لقتالهم.

قال الله تعالى:

( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )

الممتحنة: 8

أن أمم الأرض وشعوبها الذين لم يقاتلوا المسلمين ولم يحاولوا إثنائهم عن دينهم فالأصل أن تكون المعاملات مع هؤلاء طبيعية، بل أن تكون موشاة بالبر والقسط والعدل والإنصاف لأن الله يحب المنصفين .

قال الله تعالى:

 ( أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )

التوبة: 13

هي حرب تكون بعد أن ينقض المقاتلون عهودهم ومواثيقهم والاتفاقيات السلمية الموقعة معهم، ويهموا بالقتال .

قال الله تعالى:

 ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ )

البقرة: 191

وقد نزلت الآية في قتال المشركين الذين جاءوا لقتال المسلمين في مدينتهم بعد أن تركوا لهم مكة وهاجروا نجاة بدينهم .

قال الله تعالى:

( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ )

الحج: 39-40

( وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا )

النساء: 75

قالت لهم أيضا إن الله أذن للذين ظلموا أن يقاتلوا لدرء الظلم الواقع عليهم وعلى أولادهم ونسائهم المستضعفين .

قال الله تعالى:

 ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )

التوبة: 29

وقد نزلت الآية إبان عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلها سياقها وخصوصيتها وهي محددة بزمانها ومكانها. لم يقل القرآن للمسلمين أن يشنوا الحروب على الأمم والشعوب غير المسلمة لأن القرآن أقر ابتداء الحرية الدينة

قال الله تعالى:

( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ )

البقرة 256

، ومن باب أولى لم يقل لهم خيِّروا هؤلاء الذين يعيشون في سلام مقتنعين بدينهم بين أن يتركوا هذا الدين ويدخلوا في دينكم، أو أن يدفعوا الجزية، أو أن يقاتلوا الجيش المسلم رغما عنهم.. فالقرآن لم يقل شيئا من ذلك.. وإنما

قال الله تعالى:

( فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ )

البقرة 191

( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ )

البقرة 190

( فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا )

النساء 90

3- إعداد القوة المعنوية والمادية

أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإعداد والتجهيز بكل ما نستطيع من قوة مادية ومعنوية لنرهب به عدو الله .

أ – الإعداد النفسي للمقاتلين

قال الله تعالى:

﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ  وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ  وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾

البقرة:٢١٦

إن النفس البشرية والفطرة السليمة التي فطر الله عليها هذه النفس لتميل إلى السلم والموادعة، وتعاف من القتال والحروب، وتستشعر ثقلها ومشاقّها،    فنجد أن القرآن الكريم بدأ في إعداد هذه النفس البشرية للقتال، وقد كان ذلك بالخطوات الآتية:

0الترغيب في الجهاد

جاءت النصوص القرآنية تحث المؤمنين على الجهاد في سبيل الله،

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾

الصف:٤

﴿ جَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

المائدة:٣٥

ففي الآيات بيان أن الجهاد هو أفضل سبيل لنيل مرضات الله والفوز بكراماته.

0أمر الله نبيه بتحريض المؤمنين على القتال

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ  ﴾

الأنفال:٦٥

أي: بالغ في حثهم على القتال حتى لا يكونوا من الهالكين بعدوان الكافرين عليهم، وظلمهم لهم إذا رأوهم ضعفاء مستسلمين ، ففي ذلك مصلحة للأمة يجب أن تحرص عليها.

0بيان فضل المجاهدين على القاعدين

قال الله تعالى:

﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ  فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾

النساء:٩٥

فالآية فيها ما لا يخفى من بيان فضل المجاهدين.

0القتال من سبل الْفَوْزُ الْجَنَّةَ

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

آل عمران:١٦٩-١٧٠

﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ  يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ  وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ  وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ  فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ  وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾

التوبة:١١١

0الترهيب من القعود عن الجهاد

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ  فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ . إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾

التوبة:٣٨-٣٩

أي: إن قعدتم عن إنفاذ أوامر الله، وعلى رأسها نصرة الله ورسوله، فسيهلككم بالعذاب، ويأت بعدكم بقوم آخرين، ليسوا من أصلابكم، وفي ذلك تأكيد الوعيد، والتشديد في التهديد بالدلالة على المغايرة الوصفية والذاتية، المستلزمة للاستئصال للدلالة على شدة السّخط .

0التحذير من الوهن والضعف الاستكانة

قال الله تعالى:

﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾

آل عمران:١٤٦

أي: فما فتروا، ولم ينكسر جندهم لأجل ما أصابهم من قتل نبيهم أو بعضهم، وما ضعفوا عن جهاد عدوهم، ولا عن دينهم، وما استكانوا، أي: خضعوا لعدوهم.  وكأنه سبحانه يقول للمؤمنين: هذا هو حال من قبلكم، فلا تكونوا أقل منهم، بوهنكم وضعفكم واستكانتكم.

ب – الإعداد المادي للقتال

0تدريب الجنود علي الطاعة والتحمل

قال الله تعالى:

﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ  قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ  وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾

البقرة 249

فلما خرج طالوت بجنوده لقتال العمالقة قال لهم: إن الله ممتحنكم على الصبر بنهر أمامكم تعبرونه؛ ليتميَّز المؤمن من المنافق، فمن شرب منكم من ماء النهر فليس مني، ولا يصلح للجهاد معي، ومن لم يذق الماء فإنه مني؛ لأنه مطيع لأمري وصالح للجهاد، إلا مَن ترخَّص واغترف غُرْفة واحدة بيده فلا لوم عليه. فلما وصلوا إلى النهر انكبوا على الماء، وأفرطوا في الشرب منه، إلا عددًا قليلا منهم صبروا على العطش والحر، واكتفوا بغُرْفة اليد، وحينئذ تخلف العصاة. ولما عبر طالوت النهر هو والقلة المؤمنة معه -وهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا لملاقاة العدو، ورأوا كثرة عدوهم وعدَّتهم، قالوا: لا قدرة لنا اليوم بجالوت وجنوده الأشداء، فأجاب الذين يوقنون بلقاء الله، يُذَكِّرون إخوانهم بالله وقدرته قائلين: كم من جماعة قليلة مؤمنة صابرة، غلبت بإذن الله وأمره جماعة كثيرة كافرة باغية. والله مع الصابرين بتوفيقه ونصره، وحسن مثوبته.

0إعداد خطط الجيش للمعركة

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ﴾

آل عمران:١٢١

واذكر – أيها الرسول- حين خَرَجْتَ من بيتك لابسًا عُدَّة الحرب، تنظم صفوف أصحابك، وتُنْزِل كل واحد في منزله للقاء المشركين. وإن إعداد الخطط يتأثر باختلاف الوسائل القتالية، واختلاف البيئة الجغرافية، وغير ذلك، ولكنه في جميع أحواله يتطلب الإعداد .

0إعداد آلة القتال

إن الأمة مطالبة اليوم بتسخير مقدراتها لامتلاك القوة المادية، التي تؤهلها لمواجهة المخاطر المحيطة بها من كل جانب، وصد العدوان عن أبنائها، ومقدساتها، وعقيدتها، عملًا بما جاء بالكتاب، وأخذًا بالأسباب.

قال الله تعالى:

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾

الأنفال:٦٠

أي تهيئة كل ما يدخل تحت قدرة الناس من سلاح وعتاد

0الشورى

وتعتبر الشورى جزءًا من الإعداد، وحسن الإدارة، والتدبير قبل الدخول في الحروب والغزوات

مشورة ملكة سبأ لقومها في أمر سليمان عليه السلام.

قال الله تعالى:

﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ . إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ . أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ . قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ . قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴾

النمل:٢٩-٣٣

فالأمر كبير، إنها رسالة إعلان حرب من نبي الله سليمان، على مملكة سبأ، يطلب بها الطاعة والإذعان والاستسلام، فجمعت أهل مشورتها لحسم الأمر.

والجهاد والقتال يحتاجان إلى خبرات كثيرة في فنون القتال والمواجهة مع العدو، ويحتاج إلى حشد عظيم، وذلك لا يتم إلا بالتشاور وإعمال الذهن

0العزم والتوكل على الله تعالى

قال الله تعالى:

﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾

آل عمران :١٥٩

فإذا جاء وقت العزم والمضي والتوكل على الله، ولم يعد هناك مجال للتردد، وإعادة الشورى والتأرجح بين الآراء، إنما تمضي الأمور لغاياتها، ويفعل الله بعد ذلك ما يشاء .

ج – في ميدان الحرب

إنّ ميادين الحرب كثيرة، والقرآن الكريم بيّن أمورًا للمسلمين في ميدان الحرب حتى يبقى الجيش والمسلمون ، ومن هذه الأمور التي بيّنها الله سبحانه وتعالى ما سنتعرف عليه في النقاط الآتية:

0ذكر الله تعالى

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

الأنفال :٤٥

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا لقيتم جماعة من أهل الكفر قد استعدوا لقتالكم، فاثبتوا ولا تنهزموا عنهم، واذكروا الله كثيرًا داعين مبتهلين لإنزال النصر عليكم والظَّفَر بعدوكم؛ لكي تفوزوا.

0الثبات وعدم الفرار

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ . وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾

الأنفال :١٥-١٦

وقد عد الله التولي يوم الزحف من الكبائر، إلا أن يكون ضمن خطة تتضمن الكر والفر أو الانحياز إلى دعم فئة أو جبهة من جبهات القتال الأخرى.

0الطاعة وعدم التنازع

قال الله تعالى:

﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ  وَاصْبِرُوا  إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾

الأنفال:٤٥-٤٦

ومن المسائل المهمة التي يجب أن يتخلق بها الجند والمقاتلون، الطاعة للقيادة وعدم التنازع، فالطاعة من أهم لوازم النصر.

0جعلهم عبرة للآخرين

قال الله تعالى:

﴿ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾

الأنفال: ٥٧

وقيل: يا محمد – والكلام لولاة الأمر من بعده – إن صادفت هؤلاء الكفرة فافعل بهم ما بدا لك من فعل، يكون رادعًا لهم، ليكون تخويفًا لمن يأتي بعدهم، أو يفعل مثلهم .

0الإستبسال في القتال

قال الله تعالى:

﴿ فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ ﴾

محمد: ٤

ويستمر السياق القرآني في تحريضه للمؤمنين، ليواصلوا المعركة مع المشركين، حتى يوقعوا فيهم القتل، وينهكوا قواهم، ويجهزوا على مقاتلتهم بين قتيل وأسير.

0الصبر

جاء القرآن بآياته الكريمة يحث المسلمين على الصبر والمصابرة عند لقاء العدو، ويبين لهم عاقبة هذا الصبر، حتى يبلوا البلاء الحسن .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾

البقرة:٢٥٠

إن أفضل ما يستجلب معونة الله للعبد، هو صبر العبد لله؛ لذا كان الصبر لله تعالى عند اللقاء، وتحمل تبعات الحرب ومشاقها

قال الله تعالى:

﴿ بَلَىٰ إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾

آل عمران:١٢٥

أي: إن تصبروا عند اللقاء وتتزودوا بتقوى الله عز وجل، يكن الله معكم ويمدكم بالعون والملائكة الذين يقاتلون معكم العدو

د – بعد انتهاء الحرب

وكما يوجه السياق القرآني الأمة ويحرضها على قتال الكفار والقعود لهم كل مرصد، فإنه لا يغفل معالجة القضايا التي تنتج عن هذه الحروب، فكثيرة هي تبعات الحروب والقضايا الناتجة عنها، وقد عني القرآن بمعالجة هذه القضايا

0معاملة أسرى الحرب

إن من أهم القضايا التي يعالجها القرآن الكريم الناتجة عن الحروب قضية الأسرى.

قال الله تعالى:

﴿ فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ﴾

محمد:٤

فشدوا الوثاق أسرًا وتقييدًا لمن بقى منهم، حتى لا يكروا عليكم، ويقتلوكم، فإذا ما انتهت المعركة، وحسمتم الأمر لصالحكم، فإما أن تمنوا وتخلوا سبيلهم أو تفادونهم بأسرى مسلمين .

قال الله تعالى:

﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾

الإنسان:٨

أمر الله بالرفق بالأسير ولو كان على غير ديننا، ومن غير ملتنا ومحاربًا لنا، فأوجب معاملتهم المعاملة الحسنة، وتوفير الطعام والكساء الذي يحفظ عليه حياة كريمة .

0القتلي في سبيل الله

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾

آل عمران 169

ولا تظنَّوا أن الذين قتلوا في سبيل الله أموات لا يُحِسُّون شيئًا، بل هم أحياء حياة برزخية في جوار ربهم الذي جاهدوا من أجله، وماتوا في سبيله، يجري عليهم رزقهم في الجنة، ويُنعَّمون.

0الجزية

الجزية هي جزاء يدفعه المعتدي نظير اعتدائه .

قال الله تعالى:

﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾

التوبة 29

يُفهم من الآيتين السابقتين أنَّ الجزاء الذي يدفعه الكفار المحاربون من أهل الكتاب أو المشركين هو أخذ الفدية منهم نظير اعتدائهم وما سببة من أضرار في صفوف المسلمون .

5- مقاصد الحرب كما بينها القرآن

إن الناظر في آيات الحرب والقتال والجهاد في القرآن الكريم، يلمس دون عناء مقاصد وغايات الحرب والجهاد في الإسلام، ويمكن بيان ذلك فيما يأتي:

1- مقاصد عقدية

إن الدافع الأهم للجهاد في سبيل الله عز وجل إنما هو لأجل صيانة عقيدة التوحيد في نفوس الناس، وإصلاح ما فسد منها.

قال الله تعالى:

﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾

البقرة:١٩٣

واستمروا- أيها المؤمنون- في قتال المشركين المعتدين، حتى لا تكون فتنة للمسلمين عن دينهم ولا شرك بالله، ويبقى الدين لله وحده خالصًا لا يُعْبَد معه غيره. فإن كفُّوا عن الكفر والقتال فكُفُّوا عنهم؛ فالعقوبة لا تكون إلا على المستمرين على كفرهم وعدوانهم.

2- مقاصد شرعية

ويراد بالمقصد الشرعي للحرب: قتال الخارجين عن شرع الله، وإلزامهم بما أنزل الله من شرائع وأحكام .

قال الله تعالى:

﴿  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ  . فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ  وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾

البقرة:٢٧8 – 279

يا من آمنتم بالله واتبعتم رسوله خافوا الله، واتركوا طلب ما بقي لكم من زيادة على رؤوس أموالكم التي كانت لكم قبل تحريم الربا، إن كنتم محققين إيمانكم قولا وعملا. فإن لم ترتدعوا عما نهاكم الله عنه فاستيقنوا بحرب من الله ورسوله، وإن رجعتم إلى ربكم وتركتم أَكْلَ الربا فلكم أَخْذُ ما لكم من ديون دون زيادة، لا تَظْلمون أحدًا بأخذ ما زاد على رؤوس أموالكم، ولا يظلمكم أحد بنقص ما أقرضتم.

3- مقاصد اجتماعية

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ﴾

النساء:٧٥

فالإسلام يأمر برفع المعاناة عن المظلومين، وتحرير العنصر البشري من ذل العبودية للبشر إلى عز العبودية والانقياد لله، ولا يدخر جهدًا لتحقيق هذه الغاية النبيلة، ولو كلف ذلك بذل المال والأنفس والدماء، إذا ما حال الطغاة والظالمون دون تحقيق هذا الهدف.

4- مقاصد سياسية

وأما نقض العهود والمواثيق

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْر إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ﴾

التوبة:١٢

فإذا جنح المسالمون المعاهدون لكم إلى الغدر، ونكثوا ما قدّموه من ضمان الوفاء بالعهد، فقاتلوا من يشعلون نيران الفتن، وينقضون العهود، وهم سادة الكفار وقادته .

5- مقاصد أمنية

إظهار قوة الأمة وإعداد العدة المتاحة الممكنة على الدوام، لتجعل الكفار يحسبون للقائها كل حساب.

قال الله تعالى:

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾

الأنفال:٦٠

وفي ذات السياق فإن الأمة مطالبة بإعداد ما تقوى عليه من عدة وعتاد، وبذل واستفراغ طاقتها لتصل إلى مستوىً من القوة يجعل لها الرهبة والهيبة في نفوس أعداء الله .

6- أخلاق المؤمنين المحاربين

ولما كانت مقاصد الحرب في القرآن الكريم سامية، لزم أن تكون أخلاق المحاربين لتحقيقها سامية، وقد جاءت آيات القرآن بجملة من الأخلاق والآداب التي يتوجب على المحارب المسلم أن يتحلى بها في الحرب وميدان القتال، والتي يمكن بيانها فيما يأتي:

١- عدم التعرض للمسالمين

قال الله تعالى:

﴿ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ﴾

النساء:٩٠

إن المقاتل إن تراجع من الميدان وأبدى رغبة في المصالحة فلا يجب قتاله.

2- العدل والتسامح

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا ﴾

المائدة:٢

ولا يحمِلَنَّكم بُغْض قوم من أجل أن منعوكم من الوصول إلى المسجد الحرام أن تعتدوا عليهم بالقتل وغيره.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ . إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾

الشورى:٤1-٤٢

ولمن انتصر ممن ظلمه من بعد ظلمه له فأولئك ما عليهم من مؤاخذة. إنما المؤاخذة على الذين يتعدَّون على الناس ظلمًا وعدوانًا، ويتجاوزون الحدَّ الذي أباحه لهم ربهم إلى ما لم يأذن لهم فيه، فيفسدون في الأرض بغير الحق، أولئك لهم يوم القيامة عذاب مؤلم موجع.

3- عدم التعرض للممتلكات العامة

قال الله تعالى:

﴿ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ ﴾

الحشر:٥

ما قطعتم – أيها المؤمنون- من نخلة أو تركتموها قائمة على ساقها، من غير أن تتعرضوا لها، فبإذن الله وأمره .

 

 

Share This