مفهوم الحجُّ في القرآن الكريم

1- تعريفه

الحجُّ هو قصد مكة والمشاعر المقدسة في وقت معين لأداء أعمال مخصوصة تعبداً لله تعالى .

2- الحج

     في

الاستعمال القرآني

ورد ت كلمة (الحج) وصيغها في القرآن الكريم (12) مرة . والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد مرة واحدة

قَال الله تعالى:

( فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ )

البقرة: ١٥٨

– اسم فاعل

ورد مرة واحدة

قَال الله تعالى:

( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ )

التوبة: ١٩

– مصدر

ورد ٩مرات

قَال الله تعالى:

( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ )

البقرة: ١٩٦

– الاسم

ورد مرة واحدة

قَال الله تعالى:

( عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا )

آل عمران: ٩٧

وجاء الحجّ في الاستعمال القرآني بمعناه الشرعي، وهو قصد البيت لأداء النسك .

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ﴾

البقرة: ١٥٨

أي: قصد البيت لأداء النسك.

3- الألفاظ ذات الصلة

– العمرة

زيارة البيت الحرام بشروط مخصوصة مذكورة في الفقه .

الصلة بين الحجّ والعمرة:

الحجّ والعمرة عبادتان يشتركان في أنّ كلًا منهما قصدٌ لبيت الله الحرام، بشروط مخصوصة، إلا أنّه يوجد فرق بين العبادتين، من ذلك: أنّ العمرة يمكن للإنسان أن يؤديها في السّنة كلها، أمّا الحج فله وقت واحد في السنة، لا يجوز أن يؤدى في غيره، ولا يجوز أن يحرم به إلا في أشهر الحج: شوّال وذي القعدة وعشر من ذي الحجة، وكذلك: فإنّ أركان العمرة تقتصر على الإحرام والطواف والسعي، ثم الحلق أو التقصير، أمّا الحج ففيه زيادة على ذلك كالوقوف بعرفة.

– الطّواف

المشي والدوران حول البيت الحرام .

الصلة بين الطّواف والحج:

الطّواف بالبيت الحرام (طواف الزيارة) ركن من أركان الحجّ، كالوقوف بعرفة ، لا يصح الحجّ بدونه، وقد يؤدى الطّواف كعبادة مستقلّة عن عبادة الحجّ.

4- الحج قبل البعثة

الحج إلى الكعبة هو فرض إلهي قديم

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ﴾

آل عمران 96

يمارس منذ أن قام إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام ببناء الكعبة، أول بيت وضع للناس .

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾

البقرة 127

وفي القرآن آيات تدل على أن الحج كان مفروضًا قبل الإسلام، وتشير إلى مناسكه ومنافعه، فالناس كانوا يأتون من كل فجٍّ عميق، مشاة وركبانًا، رجالًا ونساء؛ ليطوفوا بالبيت العتيق .

قال الله تعالى:

﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾

الحج: ٢٧

﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾

البقرة 125

وقد ظل المشركون يؤمّون المسجد الحرام، ويقومون بمناسك الحج إلى ما بعد فتح مكة، حتى حرّم الإسلام على المشركين بدءًا من العام التاسع الهجري أن يقربوا المسجد الحرام.

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾

التوبة 28

5- وجوبه

وقد أوجب الله على المستطيع من الناس في أي مكان قَصْدَ هذا البيت لأداء مناسك الحج.

قَال الله تعالى:

( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا )

آل عمران 97

( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )

الحج 27

6- توقيته

الحج له ميقات زماني

قَال الله تعالى:

( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ )

البقرة 197

وقت الحج أشهر معلومات، وهي: شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة. فلا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج ،فمن أحرم بالحج قبل أشهر الحج لم يجزه ذلك عن حجه، ويكون ذلك عمرة  .

7- آداب الحج

من الآداب الواجبة في الحج والتي لا ينال فضل الحج ولا تنال منفعته الروحية والقلبية إلا من خلال التمسك بها، ما يلي

1- إخلاص النية لله في الحج

قال الله تعالى:

( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ )

البقرة: ١٩٦

فإن الآية تحث على أن يكون الحج والعمرة تامّين لله، وهذا يعني أنه لابد من أن يكون القصد بالحج وجه الله تعالى ، وأن تكون الغاية رضاه، وأن لا يقصد بذلك مراءاة الناس، أو الكسب الدنيوي، أو أي غرض غير طلب مرضاة الله ورجاء عفوه .

2- ترك فعل المعاصي

قَال الله تعالى:

( فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ )

البقرة 197

فمن أوجب الحج على نفسه فيحرم عليه الجماع ومقدماته ، ويحرم عليه الخروج عن طاعة الله تعالى بفعل المعاصي، والجدال الذي يؤدي إلى الغضب والكراهية .

3- الإكثار من فعل الخير في الحج

قَال الله تعالى:

( وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ )

البقرة: ١٩٧

فقد جاء الحث على فعل الخير وسط الحديث عن آداب الحج؛ إشارة إلى أن هذا الأمر من آداب الحج، فالحاج ينبغي أن ينشغل بفعل الخير؛ كالصدقة ؛ وما يفعله الحاج من خير يعلمه الله، فيجازي كلا على عمله .

4- إعداد الحاج الزاد من مال يكفيه في حجه

قال الله تعالى:

( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ )

البقرة: ١٩٧

فإن إعداد الزاد الكافي أمر ذو صلة بالنفع الروحي والقلبي؛ وذلك لأن الحاج حين يجد ما يكفيه من زاد في حجه لا ينشغل قلبه عن الله في البحث عن الزاد، أو القوت أو المال، فالمحتاج قد تشغله حاجته عن الله، وعن الخشوع وعن الإقبال على الله، أو قد تدفعه إلى سؤال الناس، وهذا مما يشوّش عليه صفاءه ونقاء قلبه .

5- التواضع في الحج

قال الله تعالى:

( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ )

البقرة: ١٩٩

فالحاج مأمور بالتواضع في الحج بأن يكون كسائر إخوانه من الحجيج؛ في أخلاقه وفي لباسه وفي مأكله وفي مشربه، وذلك حتى يكون محط نظر الله ورحمته؛ لأن الله يمقت الكبر وأهله، فالكبر يخرج الحاج من دائرة رحمة الله .

6- إطعام الفقراء من الهدي

أمر الله تعالى بالإطعام من الهدي

قال الله تعالى:

( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ )

الحج: ٣٦

فليأكل منها مقربوها تعبدًا ويُطْعِمُوا منها القانع – وهو الفقير الذي لم يسأل تعففًا- والمعترَّ الذي يسأل لحاجته .

7- إكثار الحاج من الدعاء والأستغفار

قال الله تعالى:

﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ . وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾

البقرة 200- 202

وإنما كان من أدب الحج إكثاره من الدعاء لأن تلك الأماكن مظنة لإجابة الدعاء فيها .

قال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

البقرة 199

واسألوا الله أن يغفر لكم ذنوبكم. إن الله غفور لعباده المستغفرين التائبين، رحيم بهم.

8- عدم الحرج من طلب

الرزقً في أيام الحج

قَال الله تعالى:

( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ )

البقرة 198

ليس عليكم حرج في أن تطلبوا رزقًا من ربكم بالربح من التجارة في أيام الحج .

9- تحريم صيد البَرِّ

قَال الله تعالى:

( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا )

المائدة 96

أحل الله لكم في حال إحرامكم صيد البحر، وهو ما يصاد منه حيًّا، وطعامه: وهو الميت منه؛ من أجل انتفاعكم به مقيمين أو مسافرين، وحرم عليكم صيد البَرِّ ما دمتم محرمين بحج أو عمرة.

8– الهدف من الحج  

أن الغاية من إقبال الناس على الحج أمران، هما: ، ذكر الله والتقوى

أ – ذكر الله

قَال الله تعالى:

( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ )

الحج 28

تكرر طلب ذكر الله من الحاج في عدة مواطن ، عند الإفاضة

قَال الله تعالى:

﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ﴾

البقرة: ١٩٨

ثم يأمرهم بالاستغفار عند الإفاضة

قَال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ﴾

البقرة: ١٩٩

وكذلك يأمرهم بالذكر عند انقضاء المناسك

قَال الله تعالى:

﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾

البقرة: ٢٠٠

ثم نجده أيضًا يأمر بالذكر في أيام منى

قَال الله تعالى:

﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾

البقرة: ٢٠٣

ونلحظ أنه قد تكرر طلب الذكر في آيات الحج، وهذا يعني التأكيد على طلب الذكر من الحاج، ويشير بنفس الوقت إلى أهمية الذكر في الحج؛ لأن التكرار وسيلة من وسائل التوكيد، ويشير بنفس الآونة إلى الاهتمام بالأمر المكرر.

ب – التقوى

قَال الله تعالى:

﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾

البقرة 197

وخذوا لأنفسكم زادًا من صالح الأعمال للدار الآخرة، فإن خير الزاد تقوى الله

9- أركان الحج المذكورة

         في

     القرآن الكريم

إنَّ للحجِّ أركاناً أربعة قد ذكرت في القرآن الكريم، إما نصًّا، أو إشارة ، وهي

أولا- الإحرام

الإحرام هو نية الدخول في الحج ، وهو ركن من أركان الحج فلا يصحّ من غيره. وقد سمّي إحراماً لأن الحاج يُحرَم بسببه من عدّة أشياء، وهي التي تسمى محظورات الإحرام. محظورات الإحرام هي .

أ– قتل صيد البر أو اصطياده

قَال الله تعالى:

( لَا تَقۡتُلُواْ ٱلصَّيۡدَ وَأَنتُمۡ حُرُمٞۚ  )

المائدة 95

أي: وأنتم محرمون بالحج

قَال الله تعالى:

( وَحُرِّمَ عَلَيۡكُمۡ صَيۡدُ ٱلۡبَرِّ مَا دُمۡتُمۡ حُرُمٗاۗ )

المائدة 96

ب – حلق الشعر

قَال الله تعالى:

( وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥ )

البقرة 196

ج – الجماع

قَال الله تعالى:

( فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ )

البقرة 197

ذلك ما أمر الله به

قَال الله تعالى:

( ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )

الحج 32

من يمتثل أمر الله ويُعَظِّم معالم الدين فهذا التعظيم مِن أفعال أصحاب القلوب المتصفة بتقوى الله وخشيته.

ثانيا – طواف الإفاضة

قَال الله تعالى:

( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )

الحج 29

وليطوفوا طواف الإفاضة بالبيت القديم لأنه أول بيت وضع للناس.

ثالثا – الوقوف بجبل عرفة

التواجد بعرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة.

قَال الله تعالى:

( فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ )

البقرة 198

فإذا دفعتم بعد غروب الشمس راجعين من “عرفات”  فاذكروا الله بالتسبيح والتلبية والدعاء عند المشعر الحرام “المزدلفة” واذكروا الله على الوجه الصحيح الذي هداكم إليه .

رابعا – السَّعي بين الصَّفا والمروة

قَال الله تعالى:

( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا )

البقرة 158

إن الصفا والمروة- وهما جبلان صغيران قرب الكعبة من جهة الشرق- من معالم دين الله الظاهرة التي تعبَّد الله عباده بالسعي بينهما. فمَن قصد الكعبة حاجًّا أو معتمرًا، فلا إثم عليه ولا حرج في أن يسعى بينهما، بل يجب عليه ذلك .

10- محظورات الحج وكفاراتها

محظورات الحج هي ما يحرم على المحرم بسبب إحرامه ، وهي

أ- حلق الشعروهو مُحْرِم

قَال الله تعالى:

( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )

البقرة 196

فمن كان منكم مريضًا، أو به أذى من رأسه يحتاج معه إلى الحلق -وهو مُحْرِم– حَلَق، وعليه فدية: بأن يصوم ثلاثة أيام، أو يتصدق على ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام، أو يذبح شاة لفقراء الحرم.

ب – الصيد

قَال الله تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا )

المائدة95

يا أيها الذين  آمنوا لا تقتلوا صيد البر، وأنتم محرمون بحج أو عمرة، أو كنتم داخل الحرم ومَن قتل أيَّ نوعٍ من صيد البرِّ متعمدًا فجزاء ذلك أن يذبح مثل ذلك الصيد من بهيمة الأنعام: الإبل أو البقر أو الغنم، بعد أن يُقَدِّره اثنان عدلان، وأن يهديه لفقراء الحرم، أو أن يشتري بقيمة مثله طعامًا يهديه لفقراء الحرم لكل مسكين نصف صاع، أو يصوم بدلا من ذلك يوما عن كل نصف صاع من ذلك الطعام، فَرَضَ الله عليه هذا الجزاء؛ ليلقى بإيجاب الجزاء المذكور عاقبة فِعْله.

ج – المباشرة والجماع

يحرم على المحرم أن يباشر زوجته باللمس والتقبيل بشهوة، سواء ليلاً أو نهاراً، فإن فعل ذلك فقد وقع في الإثم، ووجب عليه ذبح شاة توزع على مساكين الحرم. أما إذا جامع زوجته قبل التحلل فقد فسد حجه، وعليه القضاء على الفور، ويذبح بدنة .

قَال الله تعالى:

( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ )

البقرة197

11- أقسام الحجّ

الحجّ على ثلاثة أقسام

1– حجّ القران

أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج، ويأتي بمناسكها، ثم يحرم بالحج من جوف مكة، ويأتي بأعماله (أي: يحج ويعتمر في إحرام واحد ﴾

2– حجّ التمتع

هو أن يحرم المتمتع بالعمرة وحدها في أحد أشهر الحجّ ويفرغ منها ويتحلل من إحرامه، ثم يحرم بالحجّ في نفس العام.

قَال الله تعالى:

( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ )

البقرة 196

3– حجّ الإفراد

هو أن يحرم بالحجّ وحده بدون أن يكون معه عمرة أو أن يحرم بالحج وبعد الفراغ منه بالعمرة.فمن كان مفردًا بالحج أو بالعمرة، فلا يجب عليه الهدي، ومن كان متمتعًا، أو قارنًا فعليه الهدي.