1- مفهوم التَّوْبَةَ

هي الرجوع إلى الله تعالى، وترك المعصية والندم على فعلها والعزم على عدم العودة إليها. وهي واجبة على كل مسلم من جميع الذنوب، كبيرة كانت أو صغيرة .

2- كلمة التَّوْبَةَ

      في

  القرآن الكريم

وقد ورد لفظ (التوبة) في القرآن الكريم في 87 مرة  . والصيغ التي وردت، هي:

– صيغة الفعل

ورد 63 مرة

قال الله تعالى :

( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ  )

النور:31

– صيغة الاسم

ورد 24 مرة

قال الله تعالى :

( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ )

النساء:17

و(التوبة) في القرآن الكريم جاءت على معان، نذكر منها:

1- بمعنى الرجوع والإنابة

قال الله تعالى :

 ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم )

التوبة:117

أي: رزقهم جل ثناؤه الإنابة والرجوع إلى الثبات على دينه، وإبصار الحق الذي كاد يلتبس عليهم.

قال الله تعالى :

( ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات )

الأحزاب:73

أي: يرجع بهم إلى طاعته وأداء الأمانات التي ألزمهم إياها حتى يؤدوها

قال الله تعالى :

( إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا )

البقرة:160

أي: رجعوا عما كانوا فيه، وأصلحوا أعمالهم وأحوالهم، وبينوا للناس ما كانوا كتموه.

2- بمعنى التجاوز والعفو

قال الله تعالى :

( فتاب عليكم )

البقرة:187

أي: عفا سبحانه عن ذنوبكم، وعظيم ما ارتكبتم، وصفح عن جُرْمكم.

قال الله تعالى :

( وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم )

المائدة:71

أي: تجاوز عما كانوا فيه من المعاصي.

قال الله تعالى :

( فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم )

المجادلة:13

تجاوز عنكم، ولم يعاقبكم بترك الصدقة.

3- بمعنى الإيمان

قال الله تعالى :

( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك )

هود:112

أي: استقم على دين ربك، والعمل به، والدعاء إليه كما أمرت، وأُمر من آمن معك بأن يستقيموا على الحق، الذي أُمرت به.

4- بمعنى التخفيف والرخصة والإباحة

قال الله تعالى :

( علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم )

البقرة:187

التخفيف عنهم بالرخصة والإباحة

قال الله تعالى :

( علم أن لن تحصوه فتاب عليكم )

المزمل:20

فعاد عليكم بالعفو والتخفيف

قال الله تعالى :

( فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله )

النساء:92

يعني: تجاوزاً من الله لكم إلى التيسير عليكم، بتخفيفه عنكم ما خفف عنكم من فرض تحرير الرقبة المؤمنة إذا أعسرتم بها، بإيجابه عليكم صوم شهرين متتابعين.

5- بمعنى التوفيق للدخول في الإسلام

قال الله تعالى :

( ويتوب الله على من يشاء )

التوبة :15

أي: يوفق سبحانه من يشاء من المحاربين لدينه للدخول في الإسلام، ويزينه في قلوبهم ويكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان .

6- بمعنى الرحمة

قال الله تعالى :

( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم )

آل عمران :128

أي: ليس لك من الحكم شيء في عبادي، إلا ما أمرتك به فيهم، أو أتوب عليهم برحمتي، فإن شئت فعلت، أو أعذبهم بذنوبهم.

7-  بمعنى قبول التوبة

( ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا )

الفرقان:71

أي: فإن الله يقبل توبته.

وحاصل القول: إن لفظ (التوبة) جاء في القرآن الكريم على عدة معان، وأكثر ما جاء بمعنى (الرجوع)، و(الإنابة)، وهو الأصل في معناه اللغوي، وجاء بدرجة أقل بمعنى (التجاوز)، و(العفو)، وجاء على قلة بمعنى (الرخصة)، و(التخفيف)، وورد أيضاً بمعان فرعية، سبق الإشارة إليها.

3- الأمر بها

التوبة واجبة على كلّ مؤمن ومؤمنة على كل ذنب من الذنوب ما علم منها وما لم يعلم، وفي كل حال من الأحوال، وقد ورد الأمر فيها بالقرآن الكريم

قَال الله تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا )

التحريم : 8

( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )

النور: 31

 ( اللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ )

النساء 26

( أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )

المائدة 74

4- فضائل التوبة

للتوبة فضائل عظيمة، تعود على الإنسان بالخير في الدنيا والآخرة منها:

1- محبة الله

قَال الله تعالى:

( إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِ‌ينَ )

البقرة 222

2 – الفلاح

قَال الله تعالى:

( وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )

النور31

3- العفو عن السيئات

قَال الله تعالى:

( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ )

الشورى25

( وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّـهِ مَتَابًا )

الفرقان71

4 – الجنة والنجاة من النار

قَال الله تعالى:

( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا . إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا )

مريم:59- 60

5 – المغفرة والرحمة

قَال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِن بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَ‌بَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ )

الأعراف153

﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾

طه: 82

6 – تبديل السيئات إلى حسنات

قَال الله تعالى:

( وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورً‌ا رَّ‌حِيمًا )

الفرقان68-70

7- الخير

قَال الله تعالى:

( فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ )

التوبة3

( فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرً‌ا لَّهُمْ )

التوبة74

8- الأجر العظيم

قَال الله تعالى:

( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّـهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّـهِ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرً‌ا عَظِيمًا )

النساء 146

9- نزول البركات من السماء

قَال الله تعالى:

( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُ‌وا رَ‌بَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْ‌سِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَ‌ارً‌ا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِ‌مِينَ )

هود52

10- دعاء الملائكة للتائبين

قَال الله تعالى:

( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْ‌شَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَ‌بِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُ‌ونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَ‌بَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّ‌حْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ‌ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ )

غافر7

11- أنها طاعة لله عز وجل

قَال الله تعالى:

( وَاللَّـهُ يُرِ‌يدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ )

النساء27

فالتائب فاعل لما يحبه ويرضاه.

12 – باب الحياة الحسنة المطمئنة

قَال الله تعالى:

﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا ﴾

هود: 3

5- شروط التوبة

الإنسان مخلوق ضعيف، يُغويه الشيطان، ويُزين له سبل الضلال حتى يقع في المحظور، ويرتكب المعاصي، ومن رحمة الله تعالى بعباده أن فتح لهم باب التوبة حتى يعودوا إليه فيتوب عليهم ويرضى عنهم .

قَال الله تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا )

التحريم : 8

والتوبة النصوح هي التوبة الصادقة والمخلصة من القلب والمستوفية لشروطها، والتي ينال العبد بها رضا الله تعالى ومغفرته، ولهذه التوبة شروط معينة حددها الشرع هي:

1- إخلاص النية لله تعالى

يجب أن تكون النيّة لله تعالى وحده حُباً فيه وطمعاً في نيل رضاه وثوابه، ولا تكون الغاية من التوبة إلّا التقرب من الله تعالى وطاعته، وليس لغاية دنيويّة .

قَال الله تعالى:

 ( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّـهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّـهِ فَأُولَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ )

النساء : 146

2- الندم على فعل المعصية

الندم على فعل المعصية ويتمنى لو لم يفعلها.

قَال الله تعالى:

 ( وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )

التوبة:118

وكذلك تاب الله على الثلاثة الذين تخلَّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحزنوا حزنًا شديدًا، حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بسَعَتها غمًّا وندمًا بسبب تخلفهم، وضاقت عليهم أنفسهم لِمَا أصابهم من الهم، وأيقنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه، وفَّقهم الله سبحانه وتعالى إلى الطاعة والرجوع إلى ما يرضيه سبحانه. إن الله هو التواب على عباده، الرحيم بهم.

3- الاقلاع عن المعصية

الاقلاع عن المعصية فورا، فان كانت في حق الله تركها، وإن كانت في حق المخلوق تحلل من صاحبها، ويكون ذلك بردها إليه أو بطلب المسامحة منه.

قَال الله تعالى:

( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف )

الأنفال 38

قل – أيها الرسول – لمشركي قومك: إن ينتهوا عن الكفر يغفر الله لهم ما سبق من الذنوب

4- العزم على ألا يعود إلى الذنب مرة أخرى

وكلما صدرت من الإنسان معصية أو ذنب فعليه المبادرة بالتوبة الصادقة والإكثار من الاستغفار ولو تكرر ذلك مرارًا، المهم عدم العزم على الرجوع لتلك المعصية .

قَال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ )

آل عمران:135-136

5- الأصلاح

قَال الله تعالى:

( فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْه إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )

المائدة 39

فمن تاب مِن بعد ظُلْمِهِ وأصلح في كل أعماله، فإن الله يقبل توبته

قَال الله تعالى:

( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ )

النحل 119

ثم إن ربك للذين فعلوا المعاصي في حال جهلهم لعاقبتها وإيجابها لسخط الله ، ثم رجعوا إلى الله عمَّا كانوا عليه من الذنوب، وأصلحوا نفوسهم وأعمالهم، إن ربك -مِن بعد توبتهم وإصلاحهم- لَغفور لهم، رحيم بهم.

6 – أن تكون فى وقت تقبل فيه التوبة

ويظل قبول التوبة واردًا حتى يدرك الإنسان العاصي الموت وتبلغ الروح الحلقوم، حينئذ لم تعد التوبة مقبولة

قَال الله تعالى:

( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ )

النساء:18

6 – التوبة الباب الذي لا يغلق

إن الله يغفر الذنوب، ويقبل التائبين، ويقيل عثرات المذنبين، فلا يقنط أحد من رحمة الله تعالى، مهما بلغت ذنوبه، فرحمة الله وسعت كل شئ، وهو الذي يغفر ويقبل توبة من تاب ، وهو الذى يدعو الناس للتوبة

1- المؤمنين المذِنبين يفتح

أمامهم باب التوبة

قَال الله تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا )

التحريم 8

( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )

النور31

2- الكافرين يفتح

أمامهم باب التوبة

قَال الله تعالى:

( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )

الأنفال 38

قل – أيها الرسول – للذين جحدوا وحدانية الله مِن مشركي قومك: إن ينزجروا عن الكفر وعداوة النبي صلى الله عليه وسلم، ويرجعوا إلى الإيمان بالله وحده وعدم قتال الرسول والمؤمنين، يغفر الله لهم ما سبق من الذنوب، فالإسلام يجُبُّ ما قبله.

3- المنافقون يفتح

أمامهم باب التوبة

قَال الله تعالى:

( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً 0 إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً )

النساء145- 146

بتوبتهم يمكنهم النجاة من الدرك الأسفل من النار إذا تابوا واصلحوا وإعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله جل وعلا . عندئذ سيكونون مع المؤمنين .

4- المرتدين يفتح

أمامهم باب التوبة

قَال الله تعالى:

( كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 0 أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ 0 خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ . إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )

آل عمران 86-89

5- المسرفين العصاة

يفتح أمامهم باب التوبة

قَال الله تعالى:

( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )

الزمر 53

قل -أيها الرسول- لعبادي الذين تمادَوا في المعاصي، وأسرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه نفوسهم من الذنوب: لا تَيْئسوا من رحمة الله؛ لكثرة ذنوبكم، إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت، إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده، الرحيم بهم.

7- متى يغلق باب التوبة امام العبد

أما من أغلقَ باب التوبة أمامهم ، فهما

1- الموت كفرا بلا توبة

لا توبة لمن يموت على كفره ، ومصيره جهنم

قَال الله تعالى:

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَباً وَلَوْ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ )

آل عمران91

إن الذين ماتوا على الكفر بالله ورسوله، فلن يُقبل من أحدهم يوم القيامة ملء الأرض ذهبًا؛ ليفتدي به نفسه من عذاب الله، ولو افتدى به نفسه فِعْلا. أولئك لهم عذاب موجع، وما لهم من أحد ينقذهم من عذاب الله.

قَال الله تعالى:

( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنى تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما )

النساء 18

2- التوبة المتأخرة عند الموت

لا تُقبل توبة المحتضر إذا دخل مرحلة الغرغرة قبل الموت مباشرة.

قَال الله تعالى:

( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ )

النساء 18

 ( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين، آلآن وقد عصيت قبلُ وكنت من المفسدين )

يونس : ٩٠- ٩١

3- لا يقبل الله توبة من ذنب

ما دام المذنب كافراً

قال الله تعالى:

( إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تُقبل توبتهم وأولئك هم الضالون )

آل عمران : ٩٠

إن الذين كفروا بعد إيمانهم واستمروا على الكفر إلى الممات لن تُقبل لهم توبة عند حضور الموت، وأولئك هم الذين ضلُّوا السبيل، فأخطَؤُوا منهجه.

٤- لا تُقبل التوبة عند ظهور أشراط الساعة

حيث يغلق عندها باب التوبة

قَال الله تعالى:

( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ  يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ )

الأنعام : ١٥٨

هل ينتظر الذين أعرضوا وصدوا عن سبيل الله إلا أن يأتيهم ملك الموت وأعوانه لقبض أرواحهم، أو يأتي ربك -أيها الرسول- للفصل بين عباده يوم القيامة، أو يأتي بعض أشراط الساعة وعلاماتها الدالة على مجيئها، وهي طلوع الشمس من مغربها؟ فحين يكون ذلك لا ينفع نفسا إيمانها، إن لم تكن آمنت من قبل، ولا يُقبل منها إن كانت مؤمنة كسب عمل صالح إن لم تكن عاملة به قبل ذلك. قل لهم -أيها الرسول-: انتظروا مجيء ذلك؛ لتعلموا المحق من المبطل، والمسيء من المحسن، إنا منتظرون ذلك.

8- موانع التوبة

مع أن الله تعالى قد فتح الباب لمن انحرف عن طريقه وسلك غير سبيله ليرجع إليه، وبشره بقبول التوبة ، فإن كثيرا من الناس يبقى مترددا، هو يريد أن يتوب وأن يكون من المستقيمين، ولكن ثمة بعض الشبهات تحجبه عن التوبة، وهناك عوائق تقف كالحاجز بينه وبين الاستقامة على الشرع، وهذه الشبهات هي

1- الاعتماد على سعة رحمة الله تعالى

وعلينا أن نتذكر أن الله كما أنه التواب الرحيم كذلك هو العزيز الجبار القوي المقتدر

قال الله تعالى:

 ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ )

الحجر:49-50

2- اليأس من رحمة الله تعالى

أن اليأس من رحمة الله حرام وسوء ظن بالله تعالى

قال الله تعالى:

( وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )

يوسف:87

واسمع إلى نداء الرحمن إلى العباد الغارقين في العصيان

قال الله تعالى:

 ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )

الزمر:53

نعم إنه يغفر الذنوب جميعا إذا تاب العبد إليه وأناب.

3- الاحتجاج بالقدرعلى فعل المعاصي.

وربما يقول بعضهم إن الله قدر لي أن أكون عاصيا غير تائب، منحرفا غير مستقيم ، وهذا هو الاحتجاج بالقدر على الذنوب والمعاصي.

قال الله تعالى:

( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ )

الأنعام:148

هذه حقيقة، فالله كتب مقادير كل شيء… لكن لا يجوز الاحتجاج بالقدر، فنحن نرضى بالقدر، ونؤمن به، لكن لا نجعله حجة لنا، وأهل الشرك هم الذين فعلوا ذلك .

4- ضعف الإرادة مع طول الأمل

وعلاج هذا الضعف أن يتذكر العبد أن الموت يترصد له وينتظره، وإذا أخذه أخذه بغتة وعلى حين غفلة، وأنه إذا جاء فكما أنه لا يتقدم فإنه لا يتأخر، وأن يتذكر أنه ليس كل الناس يموت في سن متقدمة وعن عمر طويل، ولا كل الناس يموت في الفراش بين أهله،

قال الله تعالى:

 ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )

المؤمنون99-100

5- الجهل بالشرع

بعض الناس لأسباب مختلفة يتوهم أنه عندما يتوب ويستقيم، ويصبح من رواد بيت الله تعالى أنه سيصبح راهبا أو ملاكا، حرام عليه الأكل والشرب والزواج، وحرام عليه أن يكسب المال والبيت الواسع والسيارة الخ.

قال الله تعالى:

( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)

الأعراف:32

 ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )

القصص:77

فلم يُطلب منه ترك دنياه كلها وإنما أمره بعبادة الله تعالى.

6- الاستهانة بالمعصية

الاستهانة بالمعصية … الاستخفاف بها، استصغار المعصية … يظن أن هذا شيء بسيط .

قال الله تعالى:

 ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ )

النور

7- الاتكال على عفو الله

ثم هناك مانع نفسي آخرهو الاتكال على عفو الله، وهذه أمنية يبذُرها الشيطان في قلب بعض الناس

قال الله تعالى:

 ( يأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا )

الأعراف: 169

هكذا كان يفعل اليهود … يأخذون متاع الحياة الدنيا ويقولون: سيغفر لنا، ينظرون إلى جانب العفو والمغفرة، ولا ينظرون إلى جانب البطش والعقاب

9- أمور تعين على التوبة

وإن ثمة أموراً تعين على التوبة النصوح، من هذه الأمور:

1- استشعار الأجر العظيم

فقد أعدّ الله – سُبحانه وتعالى- للتائب أجراً عظيماً إذا تَابَ توبةً صادقةً، ونَدم على جَميع الذّنوب والمعاصي التي ارتَكبها سابقاَ.

قال الله تعالى:

﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴾

مريم : 60

2- استحضار عظمة الرب

تبارك وتعالى وأنه المنعم

وأن هذه النعم تستوجب الشكر، ومن أعظم الشكر طاعة الرب تبارك وتعالى، فالإقامة على المعاصي كفر بهذه النعمة، والشكر يكون بالتوبة منها.

قال الله تعالى:

﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾

إبراهيم : 34

3- النظر في عواقب الذنوب

تذكر خطورة الذنوب والمعاصي وأنها السبب لسخط الله تعالى، والسبب لكثير من المصائب التي تصيب الإنسان في الدنيا،

قال الله تعالى:

 ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾

الشورى:30

﴿ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ﴾

غافر: 21

فأخذهم الله بعقوبته؛ بسبب كفرهم واكتسابهم الآثام، وما كان لهم من عذاب الله من واق يقيهم منه، فيدفعه عنهم.

4-  قصر الأمل وتذكر الآخرة

استحضار أهمية التوبة ووجوب المبادرة إليها قبل أن يباغت الإنسان الموت، فيلقى الله تعالى بصحيفة ملأى بالمعاصي والسيئات.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ﴾

طه : 74

إنه من يأت ربه كافرًا به فإن له نار جهنم يُعَذَّب بها، لا يموت فيها فيستريح، ولا يحيا حياة يتلذذ بها.

5- تيقن المسلم وقوفه بين يدي ربه تعالى

فيسأله عن كل صغيرة وكبيرة قد سجلها الكتبة الحافظون .

قال الله تعالى:

﴿ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ﴾

القمر:53

6- اعزل نفسك عن مواطن المعصية

صحبة الطيبة الذين يعينون المسلم على الطاعة، وترك مصاحبة الأشرار، الذين يعينون ويشجعون على ارتكاب المعاصي.

قال الله تعالى:

﴿ إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ﴾

النساء: 140

إذا سمعتم الكفر بآيات الله والاستهزاء بها فلا تجلسوا مع الكافرين والمستهزئين، إلا إذا أخذوا في حديث غير حديث الكفر والاستهزاء بآيات الله. إنكم إذا جالستموهم، وهم على ما هم عليه، فأنتم مثلهم؛ لأنكم رضيتم بكفرهم واستهزائهم، والراضي بالمعصية كالفاعل لها.

Share This