مفهوم البشر في القرآن الكريم

1- مفهوم البشر

البشر هُوذلك المخلوق الذي خلقه الله ولهُ من الصفات الشكلية الظاهرة  للجميع مثل أنه يمشي على قدمين وله يدين ويسير مستقيم القامة.

قال الله تعالى:

( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إنَّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ )

ص : 71

وقد استخدم الله سبحانه ( بشر) ولم يستخدم ( إنسان ) في خطابه للملائكة ، وهو استخدام للصفة الدالة على طبيعة هيئة المخلوق الجديد التي سوف يُخلق عليها، وليس طبيعة حياته التي سوف يعيش مجبولاً عليها.

2- كلمة بشر

    في

القرآن الكريم

وردت كلمة (بشر) في القرآن الكريم ( 37) مرة. والصيغ التي وردت، هي:

– اسم مفرد

ورد  10 مرات

قال الله تعالى:

( فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا )

مريم : 17

– اسم مثنّى

ورد مرة واحدة

قال الله تعالى:

( أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا )

المؤمنون : 47

– اسم جمع

ورد  26 مرة

قال الله تعالى:

( أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ )

مريم : 20

وجاء بشر في  القرآن الكريم بمعني الكائن الحي من حيث هيئتة الظاهرة للجميع  .

3- كلمات ذات صلة

    بكلمة بشر

1- الانسان

الإنسان هو الكائن الحيّ المفكر ، القادر على الكلام المفصَّل والاستنباط والاستدلال العقليّ، يتميّز بسموّ خلقه ، و يقع على الذَّكر والأنثى من بني آدم ،هُو كائناً اجتماعياً، لا يعيش وحيدا .

ولذلك لم يقل الله للملائكة: ( إني خالق إنسانا من طين ) ولكن قال ـ سبحانه ـ ( إني خالق بشرا من طين) ، ذلك لأن الإنسانية مرحلة تالية في تاريخ البشرية. ويطلق في القرآن الكريم على الأتي :

أ – جنسُ البشر كله

قال الله تعالى:

 ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ )

الحجر 26

ب – الجملةُ من هذا الجنس

يعني أكثرهم , ويكونُ بعضهم وهو القلةُ , غير داخلين في هذا الإجمال .

قال الله تعالى:

(وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا )

يونس 12

2- المرء

المرء هوشخص ذو أخلاق مسؤولة .

قال الله تعالى:

 ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ )

البقرة : 102

3- الناس

اسمٌ للجمع من بني آدم ، وقد يُراد به الفُضلاء دون غيرهم , ومعاني لفظ الناس تتعدد في القرآن الكريم , فأحيانا يرد بها

أ – جميع الناس

قال الله تعالى:

 ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

البقرة : 21

ب – الأمم السابقة كلها

قال الله تعالى:

 ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ )

البقرة : 143

ت – طائفة معينة من الناس

قال الله تعالى:

( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ )

البقرة : 8

4- بنو آدم

ذُرِّيَّةُ آدَمَ، أي الجِنْسُ البَشَرِيُّ، أو الخَلْقُ .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾

الإسراء :70

5- الورى

هم الأحياء من الناس دون الأموات .

6- الأنام

الأنام هم ما يقتضي تعظيم شأنهم من الناس .

قال الله تعالى:

﴿ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴾

الرحمن : 10

7- الجبلة

هو اسم يقع على الجماعات المجتمعة من الناس .

قال الله تعالى:

( وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا )

يس: 62

أي: جماعات مختلفة مجتمعة أمثالكم

4 – صفات البشر

     في

القرآن الكريم

ذُكر القرآن الكريم الصفات التي يتميزبها البشر، وهي

أ –  التكوين المادي

البشر هو التكوين المخلوق ، وإن شئنا أن نشير إلى عناصر تكوينه المادي الأول ، فهو الأتي :

– الطين

قال الله تعالى:

 ( إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ )

ص : 71

– الماء

قال الله تعالى:

( خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا )

الفرقان : 54

وهو الذي خلق مِن منيِّ الرجل والمرأة بشرا

– الصلصال

قال الله تعالى:

( إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ )

الحجر : 28

إني خالق إنسانًا من طين يابس .

– التراب

قال الله تعالى:

( أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ )

الروم : 20

أن خلق أباكم آدم من تراب، ثم أنتم بشر تتناسلون منتشرين في الأرض .

ب – قابليتة للتعلم

قال الله تعالى:

( إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ )

المدثر : 25

ما هذا إلا كلام المخلوقين تعلَّمه محمد منهم، ثم ادَّعى أنه من عند الله.

قال الله تعالى:

( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ)

النحل: 103

ولقد نعلم أن المشركين يقولون: إن النبي يتلقى القرآن مِن بشر مِن بني آدم.

قال الله تعالى:

( وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ)

المدثر: 31

وما النار إلا تذكرة وموعظة للبشر .

ت – قابليتة للأكل والشرب

قال الله تعالى:

﴿ مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ﴾

المؤمنون: 33

ما هذا الذي يدعوكم إلى توحيد الله تعالى إلا بشر مثلكم يأكل من جنس طعامكم، ويشرب من جنس شرابكم.

ث – قابليتة للفناء

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ﴾

الأنبياء: 34

وما جعلنا لبشر من قبلك – أيها الرسول – دوام البقاء في الدنيا .

ج – قابليتة للتكاثر

قال الله تعالى:

( أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ)

آل عمران : 47

قالت مريم متعجبة من هذا الأمر: أنَّى يكون لي ولد وأنا لست بذات زوج ولا بَغِيٍّ؟

قال الله تعالى:

( أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ )

مريم : 20

كيف يكون لي غلام، ولم يمسسني بشر بنكاحٍ حلال، ولم أكُ زانية؟

د – قابليتة للسموالروحانيّ

قال الله تعالى:

( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ )

الكهف : 110

قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ من ربي أنما إلهكم إله واحد .

قال الله تعالى:

( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا )

الاسراء : 93

قل – أيها الرسول- متعجبًا مِن تعنُّت هؤلاء الكفار: سبحان ربي!! هل أنا إلا عبد من عباده مبلِّغ رسالته؟ فكيف أقدر على فعل ما تطلبون؟

قال الله تعالى:

( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ )

الشورى : 51

وما ينبغي لبشر من بني آدم أن يكلمه الله إلا وحيًا يوحيه الله إليه، أو يكلمه من وراء حجاب، كما كلَّم سبحانه موسى عليه السلام، أو يرسل رسولا كما ينزل جبريل عليه السلام إلى المرسل إليه، فيوحي بإذن ربه لا بمجرد هواه ما يشاء الله إيحاءه .

قال الله تعالى:

( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ )

آل عمران : 79

ما ينبغي لأحد من البشر أن يُنزِّل الله عليه كتابه ويجعله حكمًا بين خلقه ويختاره نبياً، ثم يقول للناس: اعبدوني من دون الله، ولكن يقول: كونوا حكماء فقهاء علماء بما كنتم تُعَلِّمونه غيركم من وحي الله تعالى، وبما تدرسونه منه حفظًا وعلمًا وفقهًا.

قال الله تعالى:

( وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ  )

المؤمنون : 34

ولئن اتبعتم بشراً مثلكم إنكم إذًا لخاسرون بترككم آلهتكم واتباعكم إياه.

 

 

Share This