1- معنى الاستغفار

الاستغفار هو الطلب من الله سبحانه وتعالى أن يستر الذنوب، وأن لا يعاقب عليها.

2- كلمة الاستغفار

     في

القرآن الكريم

وردت كلمة غفر وصيغها في القرآن الكريم (٢٣٤) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد ٩ مرات

قَال الله تعالى:

﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾

النساء:٦٤

– الفعل المضارع

ورد  ٦٠ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

الأنفال:٣٣

– الفعل الأمر

ورد  ٣٦ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ﴾

يوسف:٩٧

– اسم الفاعل

ورد  ٣مرات

قَال الله تعالى:

﴿ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾

آل عمران:١٧

– صيغة المبالغة

وردت  ٩٦ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

البقرة:١٧٣

– مصدر سماعي

ورد  مرة واحدة

قَال الله تعالى:

﴿ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾

البقرة:٢٨٥

– مصدر ميمي

ورد  ٢٨ مرة

قَال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾

البقرة:٢٦٨

– مصدر

ورد  مرة واحدة

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ ﴾

التوبة:١١٤

وجاء الاستغفار في القرآن بمعني طلب المغفرة وهي  التغطية والستر.

3- الألفاظ ذات الصلة

– التوبة

التوبة هي الرجوع إلى الله تعالى، وترك المعصية والندم على فعلها والعزم على عدم العودة إليها.

– العفو

هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه .

– الرحمة

الرحمة هي التعامل مع جميع المخلوقات بالحسنى والرفق واللين والرأفة والتسامح .

– التكفير

يمح عنه سيئاته

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾

الطلاق 5

ومن يَخَفِ الله فيتقه باجتناب معاصيه، وأداء فرائضه، يمح عنه سيئاته ، ويجزل له الثواب في الآخرة، ويدخله الجنة.

4 – قَواعد الاستغفار

بين الوحي الإلهي قَواعد الاستغفار ، وسوف نتناول ذلك بالبيان في النقاط الآتية:

1- المغفرة من الله وحده

قَال الله تعالى:

(إن الله غفور رحيم )

التوبة 99

( والله يعدكم مغفرة منه )

البقرة 268

( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )

الحجر 49

2- الأمر بالاستغفار

قَال الله تعالى:

( واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )

المزمل 20

( واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما )

النساء 106

( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم )

آل عمران 133

3- الاستغفار يكون للنفس وللغير

قَال الله تعالى:

( قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين )

الأعراف 151

( ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب )

إبراهيم 41

( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ )

الحشر 10

4- قبول الاستغفار يرتبط

بالتوبة والعمل الصالح

قَال الله تعالى:

( ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم )

النحل 119

( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى )

طه 82

( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم )

النور 5

5- الاستغفار المقبول

يرتبط بمشيئة الله

قَال الله تعالى:

( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )

الفتح 14

( ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما )

الأحزاب 24

( لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ )

البقرة 284

6- قبول الاستغفار يكون

للمؤمنين والمتقين

قَال الله تعالى:

( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم )

المائدة 9

( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير )

الملك 12

7- قبول الاستغفار يكون للكافر

إذا أسلم و حسن إسلامه

قَال الله تعالى:

( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف )

الأنفال 38

8- لا يقبل الله استغفارا

من مشرك أو فاسق

قَال الله تعالى:

( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )

النساء 116

( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين )

التوبة 80

( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )

المنافقون 6

5 – الاستغفار المحرم

ذلك التحريم تارة يتعلق بالاستغفار نفسه، وتارة يتعلق بالمستغفر له

1- التحريم المتعلق بالاستغفار

وذلك بالشرك في الاستغفار؛ كالتوجه بطلب المغفرة من غير الله، من بشر أو حجر أو شجر، أو الابتداع فيه.

قَال الله تعالى:

( واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )

المزمل 20

2- التحريم المتعلق بالمستغفر له

كالاستغفار للمشركين بعد موتهم، وهذا منهي عنه.

أ – المشركين

وقد نهى الله سبحانه في كتابه الكريم نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن الاستغفار للمشركين، نهيًا تتجلى فيه صورة البراءة من الشرك والمشركين؛ مهما كانت صلتهم بالمؤمن، وحبهم له، وحرصهم على سلامته، والدفاع عنه.

قال الله تعالى :

﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾

التوبة: ١١٣

ب – الاستغفار للمنافقين

وقد كان فريقٌ من المنافقين يطمعون في استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم؛ مع علمهم بكفر بواطنهم، ليموهوا على المسلمين أنهم مسلمون مؤمنون، فأعلن الله سبحانه أن هؤلاء المنافقين ليسوا أهلًا للاستغفار، وأنه صلى الله عليه وسلم لو استغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم.

قال الله تعالى:

﴿ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾

التوبة:٨٠

6 – صيغ الاستغفار

ورد الاستغفار في القرآن الكريم بصيغ عديدة جاءت على ألسنة الملائكة والأنبياء والمؤمنين، وهي:

قال الله تعالى:

﴿ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾

المؤمنون: ١٠٩

﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾

آل عمران 147

﴿ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾

المؤمنون 118

﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

آل عمران 16

﴿ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾

التحريم 8

﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾

نوح 28

﴿ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴾

آل عمران  193

إن صيغ الاستغفار الواردة في القرآن الكريم من أفضل الصيغ وأكملها وأجمعها للمعاني الموجبة لغفران الذنوب، والبعد كل البعد عن الأدعية والاستغفارات غير الشرعية.

لو تأملنا جميع صيغ الاستغفار فإن أغلبها صدر باسم الرب، أما الاستغفار المتضمن الثناء فإنه صدر باللهم

قال الله تعالى :

﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْر إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾

آل عمران: 26– 27

﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾

يونس  :10

وسر ذلك أن الله تعالى يسأل بربوبيته المتضمنة قدرته وإحسانه وتربيته عبده وإصلاح أمره، ويثني عليه بألوهيته المتضمنة إثبات ما يجب له من الصفات العلى، والأسماء الحسنى.

7- دواعي الاستغفار

الاستغفار واجب على العبد في كل حين وفي كل وقت ، لأن العبد لا ينفك عن اقتراف الأخطاء ، فهو بحاجة ماسة إلى الاستغفار . لكن هناك أحوال يتأكد فيها الاستغفار ، وتجب فيها التوبة فوراً ، ولا ينبغي التسويف فيها أو التأخير ، لأن العبد ربما أدركه الموت وهو لم يستغفر من خطيئته ، ولم يقلع عن معصيته ، فعليه عدم التأخر ، فمن دواعي الاستغفار في مثل هذه الحال ما يلي :

1- عند ارتكاب الفاحشة

قال الله تعالى :

 ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾

آل عمران : 135

2- عند الظلم

إما بظلم الآخرين ، أو باقتراف إثم أو معصية في حق النفس .

قال الله تعالى :

﴿  وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً ﴾

النساء : 64

﴿ وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾

النساء  : 110

3- الضَلال

قال الله تعالى :

 ﴿ وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾

الأعراف  : 149

ولما ندم الذين عبدوا العجل مِن دون الله عند رجوع موسى إليهم، ورأوا أنهم قد ضلُّوا عن قصد السبيل، وذهبوا عن دين الله، أخذوا في الإقرار بالعبودية والاستغفار، فقالوا: لئن لم يرحمنا ربنا بقَبول توبتنا، ويستر بها ذنوبنا، لنكونن من الهالكين الذين ذهبت أعمالهم.

8 – الفرق بين الغفران والعفو

الاستغفار أعم وأشمل من طلب العفو، إن الغفران يقتضي إسقاط العقاب ونيل الثواب ولا يستحقه إلا المؤمن ولا يستعمل إلا في (حق) البارى تعالى، والعفو يقتضي إسقاط اللوم والندم ولا يقتضي نيل الثواب، ويستعمل بين الناس  أيضا.

9- الأوقات المفضلة

       للاستغفار

أن هناك أوقات أرجى من أوقات، ومواطن أبلغ في الإجابة وأقرب إليها من مواطن، ومن هذه الأوقات والمواطن ما يلي:

1- عقب الذنب

وهو من المواضع التي يستحب فيها الاستغفار ويشـرع بل ويجب، وهو هنا اعتراف من العبد بالذنب، وسؤال الله أن يمحو أثره ويغسل درنه .

قال الله تعالى:

 ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾

آل عمران: 135

﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾

النساء: 110

قال آدم عليه السلام وزوجه حينما عصيا الله

قال الله تعالى:

 ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾

الأعراف: 23

وحين قتل موسى عليه السلام رجلًا لم يؤمر بقتله

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

القصص: 16

2- عقب الطاعات

ويأمر الله عباده بالاستغفار بعد الفراغ من الحج .

قال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

البقرة: 199

وليكن اندفاعكم من “عرفات” التي أفاض منها إبراهيم عليه السلام مخالفين بذلك من لا يقف بها من أهل الجاهلية، واسألوا الله أن يغفر لكم ذنوبكم. إن الله غفور لعباده المستغفرين التائبين، رحيم بهم.

3- وقت السَّحر

قال الله تعالى:

﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾

آل عمران: 17

﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

الذاريات: 18

10- أصناف المستغفرين

            في

      القرآن الكريم

عرض القرآن الكريم أصناف المستغفرين؛ لنقتدي بهم، وسوف نتناولهم بالبيان فيما يأتي:

١-  استغفار الملائكة

أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أنه سخر ملائكته  -وهم أفضل خلقه – للاستغفار للمؤمنين .

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾

غافر: ٧

﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ﴾

الشورى: ٥

٢ – استغفار الأنبياء والمرسلين عليهم السلام

كثر ذكر استغفار الأنبياء والرسل عليهم السلام في القرآن الكريم، ومسارعتهم إلى طلب مغفرة الله، واستجابة الله لهم وهم:

– نبي الله آدم عليه السلام

إن آدم وزوجه عليهما السلام طلبا المغفرة والرحمة من الله تعالى

قال الله تعالى :

﴿ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾

الأعراف: 23

سارع آدم عليه السلام وزوجه بعد وقوعهما في معصية الله إلى طلب مغفرة الله ورحمته؛ متوسلين إليه سبحانه بربوبيته، ثم بالاعتراف بذنبهما، والإقرار بظلمهما لأنفسهما.

– نبي الله نوح عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾

هود: ٤٧

قال نوح: يا رب إني أعتصم وأستجير بك أن أسألك ما ليس لي به علم، وإن لم تغفر لي ذنبي، وترحمني برحمتك، أكن من الذين غَبَنوا أنفسهم حظوظها وهلكوا.

قال الله تعالى:

﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾

نوح: ٢٨

قال نوح عليه السلام استر على ذنوبي، وتجاوز عني، ولا تؤاخذني بها، ثم ثنى بالدعاء بطلب المغفرة لأقرب الناس إليه وأحقهم بدعائه، وهما والداه وكانا مؤمنين، ثم دعا بالمغفرة لكل من دخل منزله وهو مؤمن، ثم عمم الدعوة لكل متصف بالإيمان من الذكور والإناث؛ وذلك يعم الأحياء منهم والأموات، وقد شمل دعاؤه هذا كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة .

– إبراهيم عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾

إبراهيم: ٤١

ربنا اغفر لي ما وقع مني مما لا يسلم منه البشر واغفر لوالديَّ، (وهذا قبل أن يتبيَّن له أن والده عدو لله) واغفر للمؤمنين جميعًا يوم يقوم الناس للحساب والجزاء.

قال الله تعالى:

﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾

الممتحنة: ٥

فابتدأ إبراهيم عليه السلام ومن آمن معه دعاءهم بالتوسل إلى الله بربوبيته، ثم طلبوا ألا يجعلهم الله فتنة للذين كفروا، أي: ألا يسلط الكفار عليهم بذنوبهم؛ فيفتنوهم ويمنعوهم مما يقدرون عليه من أمور الإيمان.

– نبي الله موسى عليه السلام:

قال الله تعالى :

﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

القصص: 16

قال موسى عليه السلام لما قتل رجلاً من الأقباط: رب إني ظلمت نفسي بقتل النفس التي لم تأمرني بقتلها فاغفر لي ذلك الذنب، فغفر الله له. إن الله غفور لذنوب عباده، رحيم بهم.

قال الله تعالى :

﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾

الأعراف: 151

قال موسى لما تبين له عذر أخيه، وعلم أنه لم يُفَرِّط فيما كان عليه من أمر الله: ربِّ اغفر لي غضبي، واغفر لأخي ما سبق بينه وبين بني إسرائيل، وأدخلنا في رحمتك الواسعة، فإنك أرحم بنا من كل راحم.

– سليمان عليه السلام

قال الله تعالى :

﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾

ص: 35

قال: رب اغفر لي ذنبي، وأعطني ملكًا عظيمًا خاصًا لا يكون مثله لأحد من البشر بعدي، إنك- سبحانك- كثير الجود والعطاء.

– داود عليه السلام

قال الله تعالى :

﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ﴾

ص: 24

وأيقن داود أننا فتنَّاه بهذه الخصومة، فاستغفر ربه، وسجد تقربًا لله، ورجع إليه وتاب.

– يعقوب عليه السلام

عندما أتى أبناؤه يطلبون المغفرة

قال الله تعالى :

﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ . قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

يوسف: 97- 98

– نبي الله شعيب عليه السلام

عن قول شعيب عليه السلام لقومه

قال الله تعالى :

﴿ وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾

هود: 90

– نبي الله صالح عليه السلام

عن قول صالح عليه السلام لقومه بعد أن أمرهم بعبادة الله

قال الله تعالى :

﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ﴾

هود: 61

– محمد عليه الصلاة والسلام

ورد الأمر له صلى الله عليه وسلم بالاستغفار لنفسه في القرآن الكريم، ومنها:

قال الله تعالى:

﴿ وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾

النساء: ١٠٦

﴿ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾

المؤمنون: ١١٨

﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾

غافر: ٥٥

وأمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستغفار لأصحابه

قال الله تعالى:

﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾

آل عمران:١٥٩

3- استغفار المؤمنين

ويتضمن ما يلي:

1- استغفار المؤمنين من الأمم السابقة

أ – استغفار الربانيين من الأمم الماضية بمناسبة مواجهة أعداء الله في أرض المعركة.

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾

آل عمران: ١٤٧

ب – استغفار السحرة الذين آمنوا بموسى عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ . إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

الشعراء: ٥٠-٥١

﴿ إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴾

طه: ٧٣

وهذا خبر يتضمن طلب المغفرة من الله سبحانه .

2- استغفار المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم

ومن أمثلته في القرآن ما يلي

أ – استغفار المؤمنين خوفًا من محاسبة الله تبارك وتعالى

قال الله تعالى:

﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾

البقرة: ٢٨٥

ب – استغفار المؤمنين من أجل تخفيف الأحكام

قال الله تعالى:

﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾

البقرة: ٢٨٦

3- استغفار المؤمنين المتقين

ورد استغفار المؤمنين في عدة مواضع من القرآن الكريم ؛ منها

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

آل عمران: ١٦

توجه عباد الله المتقون إلى الله متوسلين إليه بربوبيته وبأعظم أعمالهم الصالحة  وهي إيمانهم به وبما شرعه لهم  لتحقيق مطلوبهم.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾

المؤمنون: ١٠٩

فامتدح الله سبحانه في هذه الآية الكريمة عباده المؤمنين بطلبهم مغفرته ورحمته.

4- استغفار الكفار

ويتضمن:

1- استغفار الكفار في الدنيا.

استغفار الكفار عند نزول عذاب الله عليهم في الدنيا.

قال الله تعالى :

﴿ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ . فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾

الأعراف: ٤-٥

﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ . فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴾

الأنبياء: ١٤-١٥

أخبر الله سبحانه في هذه الآية الكريمة عن موقف الكفار عند نزول العذاب عليهم في الدنيا؛ حيث إنهم لجأوا إليه سبحانه وتعالى بالتضرع والدعاء بأن يغفر لهم ما سلف من كفرهم وتكذيبهم لأنبيائهم ؛ إلا أن هذا الاعتراف والندم لم ينفعهم؛ وذلك بسبب كفرهم؛ حيث أنزل الله عليهم عذابه فهلكوا.

ب – استغفار الكفار في الآخرة

أدعية الكفار عمومًا في الآخرة أكثر من أدعيتهم في الدنيا؛ وذلك لأنهم يفاجؤون بما لم يستعدوا له، فيسلكون جميع الطرق التي يحسبون أنها ستنقذهم مما هم مقدمون عليه من عذاب النار؛ ومن تلك السبل طلبهم للمغفرة من الله سبحانه رجاء أن يخرجهم من النار.

قال الله تعالى:

﴿ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ . أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ . قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴾

المؤمنون:١٠٤-١٠٦

﴿ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ﴾

غافر: ١١

يتوسل الكفار عند دخولهم النار إلى الله سبحانه بالاعتراف والإقرار بظلمهم لأنفسهم وضلالهم؛ طمعًا في خروجهم من النار ؛ ولكن لا ينفعهم حينئذٍ الاعتراف، ولا يقبل منهم استغفارهم وتوبتهم.

11- آثار الاستغفار

للاستغفار آثار في الدنيا والآخرة نبينها فيما يأتي:

أولًا – في الدنيا

للاستغفار آثار في الدنيا، ومنها

1– الأمن من عذاب الله

قَال الله تعالى:

( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )

الأنفال 33

2– استجلاب الرحمة- الإمداد بالأموال والبنين

قَال الله تعالى:

( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا . يرسل السماء عليكم مدرارا .  ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا )

نوح 10- 12

ثانيًا: في الآخرة

للاستغفار آثار في الآخرة ، ومنها

1- المغفرة والأجر العظيم

قال الله تعالى :

﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ . أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا  وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾

آل عمران: ١٣٥-١٣٦

فالاستغفار الذي يتواطأ فيه اللسان مع القلب، وتظهر آثاره على الجوارح؛ من ترك الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات، لا شك أنه موجبٌ لحصول المغفرة من الله العزيز الغفار .

٢- الجنة والفوز العظيم

قال الله تعالى :

﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ. الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

آل عمران: ١٥-١٦

إن أعلى وأفضل ثمار الاستغفار على الإطلاق هو دخول الجنة، دار النعيم المقيم، ودار الرضوان، ودار الجزاء الأوفى، وهو من لوازم المغفرة.

 

 

Share This