1- مفهوم الحزب
الحزب هو تجمع، سواء كان تجمعاً على حق أم كان تجمعاً على باطل، وسواء كان اجتماع أبدان أم كان اجتماع أفكار.
2- كلمة حزب
في
القرآن الكريم
وردت كلمة (حزب) وصيغها في القرآن الكريم 20مرة. والصيغ التي وردت، هي:
– صيغة المفرد
وردت 8 مرات
قال اللَّهِ تعالى:
( أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ )
المجادلة: 19
– صيغة المثني
وردت مرة واحدة
قال اللَّهِ تعالى:
﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ﴾
الكهف: 12
– صيغة الجمع
وردت 11 مرة
قال اللَّهِ تعالى:
﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ ﴾
غافر: 5
ومن أهم المعاني التي ورد فيها كلمتي (حزب وأحزاب) في القرآن مايأتي:
1- المجتمعون على محاربة النبي ودعوته
قال اللَّهِ تعالى:
( وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ )
الأحزاب: 22
ولمَّا رأى المؤمنون الأحزاب من الكفار قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله من الابتلاء والمحنة والنصر، فأنجز الله وعده، وصدق رسوله فيما بشَّر به
2- المجتمعون على الكفر بالقرآن
قال اللَّهِ تعالى:
﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ﴾
هود: 17
ومن يكفر بهذا القرآن من الذين تحزَّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزاؤه النار، يَرِدُها لا محالة .
3- المجتمعون على الباطل واتباع منهج الشيطان
قال اللَّهِ تعالى:
( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ )
المجادلة: 19
4- المجتمعون على اتباع منهج الحق
قال اللَّهِ تعالى:
( أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
المجادلة: 22
5- الأمم الكافرة التي سبقت أمة الإسلام
وهي الأمم التي كذبت الرسل
قال اللَّهِ تعالى:
( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ . وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ لْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ )
صّ:12-13
﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ ﴾
غافر: 5
أولئك الأمم الذين تحزَّبوا على الكفر والتكذيب واجتمعوا عليه. إنْ كلٌّ مِن هؤلاء إلا كذَّب الرسل، فاستحقوا عذاب الله، وحلَّ بهم عقابه.
6 – الأتباع الذين تفرَّقوا في الدين
قال اللَّهِ تعالى:
﴿ وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ . فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾
المؤمنون: 52-53
فتفرَّق الأتباع في الدين إلى أحزاب وشيع، جعلوا دينهم أديانًا بعدما أُمروا بالاجتماع، كل حزب معجب برأيه زاعم أنه على الحق وغيره على الباطل. وفي هذا تحذير من التحزب والتفرق في الدين
7- أتباع الديانات الأخري
قال اللَّهِ تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ ﴾
الرعد: 36
والذين أعطيناهم الكتاب من اليهود والنصارى مَن آمن منهم بك ، يستبشرون بالقرآن المنزل عليك لموافقته ما عندهم، ومن المتحزبين على الكفر ضدك، ، مَن ينكر بعض المنزل عليك، قل لهم: إنما أمرني الله أن أعبده وحده، ولا أشرك به شيئًا، إلى عبادته أدعو الناس، وإليه مرجعي ومآبي.
إذن فالقرآن يتحدث عن مفهوم ديني لكلمة حزب وأحزاب ، ومن الطبيعي هنا أن يكون الناس قسمين فقط , أحدهما في الجنة وهم حزب الله , وأخر في النار وهم حزب الشيطان . ولا يعلم حقيقة ذلك إلا الله تعالى وحده
3- أقسام الأحزاب
في
القرآن الكريم
قسم القرآن الكريم الأحزاب إلي الأقسام التالية
1- حزب الله
إن الله تعالى جعل الجنة في الآخرة من نصيب المؤمنين في كل زمان ومكان وجعلهم حزب الله
قال اللَّهِ تعالى:
﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾
المائدة 55-56
( تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
المجادلة: ٢٢
2- حزب الشيطان
وفي المقابل جعل النار من نصيب الكافرين في كل زمان ومكان وجعلهم حزب الشيطان
قال اللَّهِ تعالى:
( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ . اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ )
المجادلة 18- 19
( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ )
فاطر: ٦
أي أن استعمال كلمة ” حزب الله ” ” وحزب الشيطان ” هنا تعني مفهوما دينيا ووصفا بالإيمان والتقوى ولا يعلم سوى الله تعالى من سيكون يوم القيامة من حزب الله او من حزب الشيطان .
3- أحزاب شتات
إن دلالة كلمة الحزب هنا سلبية بلا شك إذ تشير إلى أن الأحزاب تسفر عن انشقاق المسلمين إلى طوائف تنكر الإسلام وتسبب التناحر وتفكيك الدين.
قال اللَّهِ تعالى:
( مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )
الروم: ٣٢
( وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ .فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )
المؤمنون: ٥2- 53
( فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ )
الزخرف: ٦٥
4 – الأحزاب الدينية
اليوم
هناك من اعتبروا أنفسهم وحدهم هم المسلمين واعتبروا الخارج عنهم ليس من جماعة المسلمين , أو خارجا عن حزب الله أي من حزب الشيطان ، ولكن الله تعالى وحده هو الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وهو وحده جل وعلا مالك يوم الدين ويوم الحساب .
و ليس من أخلاق الإسلام أن يزكي المرء نفسه بالإيمان والتقوى
قال اللَّهِ تعالى:
( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )
النجم: 32
وليس من أخلاق الإسلام أن نتهم مؤمنا بما يقدح في عقيدته وسلوكه لمجرد الاختلاف معه في الرأي
قال اللَّهِ تعالى:
( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا )
الأحزاب: 58
وليس من أخلاق الإسلام أن تكون الدنيا ومواكبها مطلبنا الأساسي وهي ما نعمل له
قال اللَّهِ تعالى:
( تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )
القصص: 83
أما عن حزب الله فيخبرنا القرآن الكريم عنه بالأتي..
قال الله تعالى :
( أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
المجادلة: 22
اي ان حزب الله هم الفائزون الذين يتمسكون اكيد بكتاب الله ودينه الحق وفي قلبهم زرع الله الايمان لذلك فان الحزب الناجي هو حزب الله وليس فرقة او مذهب او طريقة اخرى هم الذين يتمسكون بدين الله وكتابه ويعبدون الله وحده .
قال الله تعالى :
﴿ إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾
الأنبياء: 92
أحدث التعليقات