مفهوم أولياء الله في القرآن الكريم
1- مفهوم أولياء الله
المراد بأولياء الله هم العالِمين بالله المواظبين على طاعته المخلصين في عبادته ، فهم أهل الإيمان والتقوى ، الذين يراقبون الله تعالى في جميع شؤونهم ، فيلتزمون أوامره ، ويجتنبون نواهيه .
قال الله تعالى:
﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
يونس: 62-64
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم في الآخرة من عقاب الله, ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا . وصفات هؤلاء الأولياء، أنهم الذين صدَّقوا الله واتبعوا رسوله وما جاء به من عند الله، وكانوا يتقون الله بامتثال أوامره، واجتناب معاصيه. لهؤلاء الأولياء البشارة من الله في الحياة الدنيا بما يسرُّهم، وفي الآخرة بالجنة، لا يخلف الله وعده ولا يغيِّره، ذلك هو الفوز العظيم؛ لأنه اشتمل على النجاة مِن كل محذور، والظَّفَر بكل مطلوب محبوب.
2- كلمة الولي
في
القرآن الكريم
وردت كلمة (الولي) وصيغها في القرآن الكريم 233مرة. والصيغ التي وردت، هي:
– صيغة الفعل
وردت 110 مرة
قال الله تعالى:
( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ )
البقرة :144
– صيغة الاسم
وردت 123 مرة
قال الله تعالى:
( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ )
البقرة :257
ولفظ (ولي) بصيغه المختلفة ورد في القرآن الكريم على عدة معان، نذكر منها:
أ – الناصر والحليف
وأكثر ما جاء في القرآن بحسب هذا المعنى
قال الله تعالى:
( إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ )
الأعراف :30
إنما ضلوا عن سبيل الله، وجاروا عن قصد المحجة، باتخاذهم الشياطين نصراء من دون الله، وظهراء
قال الله تعالى:
( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا )
البقرة :257
أي: الله سبحانه نصير عباده المؤمنين وظهيرهم، يتولاهم بعونه وتوفيقه.
قال الله تعالى:
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )
المائدة:55
المعنى: ليس لكم -أيها المؤمنون- ناصر إلا الله ورسوله، والمؤمنون الذين صفتهم ما ذكر تعالى ذكره.
ب – بمعنى الرب والمعبود
قال الله تعالى:
( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا )
الأنعام :14
أي : رباً ومعبوداً وناصراً دون الله.
ت – بمعنى الولد
قال الله تعالى:
( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا . يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا )
مريم :5- 6
يعني: ولداً
ث – بمعنى الصاحب
قال الله تعالى:
( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ )
الإسراء :111
أي: لم يكن له صاحب منتصر به في العمل.
قال الله تعالى:
( وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا )
الكهف:17
أي: لن تجد له يا محمد خليلاً وحليفاً يرشده لإصابة الهدى.
ج – بمعنى الصنم والوثن
قال الله تعالى:
( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ )
الشورى :9
أي: بل اتخذوا من دونه أصناماً.
قال الله تعالى:
( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ )
العنكبوت:41
أي: مثل الذين اتخذوا الآلهة والأوثان من دون الله أولياء .
قال الله تعالى:
( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ )
الزمر:3
أي: والذين اتخذوا من دون الله آلهة يتولونهم، ويعبدونهم من دون الله، لن تنفعهم تلك الآلهة شيئاً.
ح – بمعنى القريب في النسب
قال الله تعالى:
( يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا )
الدخان :41
أي: لا ينفع قريب قريباً
– الوارث والعصبة في الميراث
على لسان زكريا عليه السلام
قال الله تعالى:
( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي )
مريم :3
أي: الورثة .
قال الله تعالى:
( وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ )
النساء:33
أي: ورثة من بني عمه وإخوته وسائر عصبته.
– الأدعياء في النسب
قال الله تعالى :
( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ )
الأحزاب :5
مواليكم هنا جمع (مولى) وهو الذي أُعتق من الرق.
وحاصل القول: إن لفظ (الولي) في القرآن الكريم جاء على عدة معان، وأكثر ما جاء بمعنى (النصير) و(الحليف)، وجاء بنحو أقل بمعنى الأوثان والآلهة المعبودة من غير الله، وجاء بمعنى القريب في النسب، والورثة، والصاحب، والولد.
3- الولي اسم من
أسماء الله تعالى
قد سمى الله نفسه بهذا الاسم فهو من الأسماء الحسنى
قال الله تعالى :
﴿ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ )
الشورى :9
( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ )
الشورى: 28
فهو الله الولي الذي تولى أمور العالم والخلائق، وهو مالك التدبير، وهو الولي الذي صرف لخلقه ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وأخراهم.
قال الله تعالى :
( وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ )
الرعد:11
يعني: ما لهم من ولي يليهم، ويلي أمرهم وعقوبتهم.
قال الله تعالى :
( فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ )
الأنفال:40
أي: نِعْمَ المعين لكم ولأوليائه.
هو سبحانه الذي يتولى عباده الصالحين
قال الله تعالى:
﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ )
البقرة 257
ناصرهم
قال الله تعالى:
﴿ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ )
الأنعام 51
نصير
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ )
المائدة 55
نصيركم
الله يتولى المؤمنين بنصره وتوفيقه وحفظه، يخرجهم من ظلمات الكفر، إلى نور الإيمان.
قال الله تعالى:
﴿ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا ﴾
النساء 45
وكفى بالله حافظا لكم و نصيرًا
4 – أنواع ولاية
الله تعالى
ولاية الله تعالى تنقسم إلى عامة وخاصة
أ – الولاية العامة
فالولاية العامة تعم جميع الخلق؛ فهو سبحانه وليهم: خلقهم ورزقهم، وهداهم لعيشهم وحفظِ حياتهم، فهي ولاية للخلق بما يصلحهم في حياتهم الدنيا .
قال الله تعالى:
﴿ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾
طه: 50
وفي إثبات ولاية الله تعالى لكل الخلق مؤمنهم وكافرهم
قال الله تعالى:
﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ﴾
الأنعام: 62
وقال سبحانه في خصوص الكفار
قال الله تعالى:
﴿ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾
يونس: 30
ب – الولاية الخاصة
وأما الولاية الخاصة بأهل الإيمان فقط فهي ولاية الله تعالى لمن أقر بألوهيتة ولزم دينه، و ينالها العبد بالإيمان، والتقوى .
قال الله تعالى:
﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾
البقرة: 257
﴿ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
آل عمران: 68
﴿ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ﴾
الجاثية: 19
فهذه الولاية ينالها المؤمن بإيمانه، ويحرم منها الكافر بكفره، والمنافق بنفاقه
قال الله تعالى:
﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ﴾
محمد: 11
والعاصي لما نقص إيمانه بمعصيته نقصت ولاية الله تعالى له، فسهل على الشيطان أن يجره إلى معاص أخرى .
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ 0 إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾
النحل: 99 – 100
فجعل سبحانه سلطان الشيطان على الذين يتولونه
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾
الأعراف: 27
5- الذين يواليهم الله تعالى
شرط من يوالي الله ويواليه الله أن يتصف بالإيمان الكامل والتقوى والصلاح .. وقد وردت تلك الصفات صريحة ومرتبطة بالولاية لله تعالى .
أ – المؤمنين
عن المؤمنين
قال الله تعالى :
( اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ )
البقرة : 257
( وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ )
آل عمران :68
ب – المتقين
ويقول عن ارتباط ولايته تعالى بالمتقين
قال الله تعالى :
( والله وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)
الجاثية :19
ويذكر ذلك بأسلوب القصر
قال الله تعالى :
( إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ )
الأنفال:34
يعني لا يوالي الله تعالى إلا من كان تقياً.
والتقوى منزلة تعلو على مجرد الإيمان ، لذا قد يضاف شرط التقوى لصفة الإيمان
قال الله تعالى :
( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ )
يونس: 62- 63
ت – الصلاح
والصلاح صفة مرادفة للإيمان والتقوى ، فجاءت مرادفة لصفات الولي
– عن رسوله الكريم
قال الله تعالى :
( إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ )
الأعراف:196
الذين صلحت نياتهم وأقوالهم، فهم لمَّا تولوا ربهم بالإيمان والتقوى، ولم يتولوا غيره ممن لا ينفع ولا يضر تولاهم الله ولطف بهم، وأعانهم على ما فيه الخير، والمصلحة في دينهم ودنياهم ودفع عنهم بإيمانهم كل مكروه .
6- تفاوت العباد في
وَلاية الله تعالى
الوَلاية متفاوتة بحسب إيمان العبد وتقواه، فكل مؤمن له نصيب من وَلاية الله ومحبته وقربه .
قال الله تعالى:
( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )
فاطر: 32
ثم أعطينا – بعد هلاك الأمم- القرآن مَن اخترناهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم: فمنهم ظالم لنفسه بفعل بعض المعاصي، ومنهم مقتصد، وهو المؤدي للواجبات المجتنب للمحرمات، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله، أي مسارع مجتهد في الأعمال الصالحة، فَرْضِها ونفلها، ذلك الإعطاء للكتاب واصطفاء هذه الأمة هو الفضل الكبير.
7- أوصاف أولياء الله
في
القرآن الكريم
لأولياء الرحمن أوصاف ميزهم الله في كتابه، بيانا واضحا لا لبس فيه ولا اشتباه، لأن من الناس من يُلبِّس على الناس فيظهر أنه من أولياء الله، سواء بنسبه أو بجاهه أو بلبس خاص معين أو بالانتساب إلى جهة معينة، والأمر على خلاف ذلك، لذلك جاء وصف الأولياء في القرآن بأمور منها؛ أنهم يحبون الله وهو يحبهم، وأنهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، ويجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم. في وصف أوليائه
قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
المائدة : 54
فما بين الإنسان وبين أن يكون وليا إلا أن يحقق الإيمان والتقوى، ويعمل جاهدا لتحقيق هذه الصفات .
قال الله تعالى:
( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
يونس :62-64
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم في الآخرة من عقاب الله، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.
قال الله تعالى:
( وَعِبَادُ الرَّحْمَـنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا. وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا.وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا. إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا.وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا .وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا )
الفرقان :63-68
وعباد الرحمن الصالحون يمشون على الأرض بسكينة متواضعين، وإذا خاطبهم الجهلة السفهاء بالأذى أجابوهم بالمعروف من القول، وخاطبوهم خطابًا يَسْلَمون فيه من الإثم، ومن مقابلة الجاهل بجهله. والذين يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم، متذللين له بالسجود والقيام. والذين هم مع اجتهادهم في العبادة يخافون الله فيدعونه أن ينجيهم من عذاب جهنم، إن عذابها يلازم صاحبه. إن جهنم شر قرار وإقامة. والذين إذا أنفقوا من أموالهم لم يتجاوزوا الحد في العطاء، ولم يضيِّقوا في النفقة، وكان إنفاقهم وسطًا بين التبذير والتضييق. والذين يوحدون الله، ولا يدعون ولا يعبدون إلهًا غيره، ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله قتلها إلا بما يحق قتلها به: من قتل نفس عدوانًا، ولا يزنون، بل يحفظون فروجهم، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم، ومن يفعل شيئًا من هذه الكبائر يَلْقَ في الآخرة عقابًا.
أحدث التعليقات