1- التسوية

الخلق أو الإيجاد وفق خصوصيات معينة تتصل بعمليات أخرى، الخلق بداية المشروع، حيث هناك التسوية…

قال الله تعالى:

 ( ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ )

القيامة 38

 ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى . الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ )

الأعلى 1-2

 ( أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا )

الكهف37

 ( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ . الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ )

الانفطار 6-7

 ( وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ . ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ . ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ  وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ  قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ )

السجدة7-9

فالتسوية بعد الخلق، أي تحققت بعد الخلق .

2- معني التسوية

        في

   القرآن الكريم

التسوية في القرآن الكريم تدل على عدد من المعاني هي:

– التسوية بمعني التعادل والتماثل

ساوى الشيء الشيء أي عادله

قال الله تعالى:

( حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ )

الكهف 96

( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ )

الأنعام 50

( لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )

النساء 95

( مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )

هود 24

( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )

التوبة 19

فالتسوية هنا هي التعادل والتماثل

– التسوية بمعني اعتدال الشيء في ذاته

قال الله تعالى:

( ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ )

النجم 6

( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )

القصص 14

( لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ )

الزخرف13

( وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )

هود 44

فالتسوية هنا، استقرار، اعتدال، وذلك في خصوص شيء واحد.

– التسوية بمعني القصد

من استوى إلى الشيء، أي انتهى إليه وقصده

قال الله تعالى:

( ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ )

فصلت 11

 ( ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )

البقرة 29

– التسوية بمعني سيطر أو استولى أو استقر

قال الله تعالى:

 ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ )

الأعراف 54

( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ )

يونس 3

( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ )

الحديد4

فاستوى هنا تدل على الاستيلاء والتمكن

– السوي بمعني المستقيم المعتدل

قال الله تعالى:

( فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ )

طه 135

( فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا )

مريم43

أن التسوية هنا التوسط مع الاعتدال

– المساواة

قال الله تعالى:

 ( وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ )

فصلت 10

أي أن الأرض تعطي القوت والخير لمن يعمل فيها كافرا كان أم مسلما على حد سواء

قال الله تعالى:

 ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )

البقرة 6

– الوسط

قال الله تعالى:

 ( فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ )

الصافات 55

بمعنى وسط الجحيم

3- المقصود من (سوّى) 

  المقترنة بـ (خلق)

إن التسوية تقترن جلياً بـالخلق نستعرض الآن بـعض حالات الاقتران ..

قال الله تعالى:

 ( ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ . فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَىٰ  )

القيامة 38- 39

( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ . الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ . فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ )

الانفطار6-8

 ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ . فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ )

ص 71- 72

( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )

البقرة 29

كلمة أو فعل (سوّى) الواردة في هذه الآيات سوف نرى أنها جاءت بعد (خلق)، فهي مرحلة لاحقة، وهذه المرحلة تتسم بعلائم التطور في عملية الخلق

قال الله تعالى:

( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ )

الأعلى1-2

فالفاء ليس للترتيب الزمني بقدر ما هي للترتيب في الدرجة.

فالخلق  هو الإِيجاد على مقدار معين مقصود . والتسوية  جعل الشئ سويا ، أى  قويما سليما خاليا من النقص أو العيب. وهذا المعنى مُشار إليه بدقة في الأتى ..

قال الله تعالى:

( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا )

مريم 17

أى مخلوق لا تشوبه شائبة من نقص أو عيب

 

Share This