1- تقديم
يطلق لفظ القرض الحسن على المال الذي يقرض للمحتاج ، لينتفع به ثم يرده ، يبتغي بذلك وجه ربه وثوابه فقد أقرض الله قرضا حسنا. وسيجزيه الجزاء الأوفى يوم القيامة .
قال الله تعالى:
( إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ )
الحديد :18
ونسب الله تعالى القرض لنفسه إنما هو تقريب للناس على ما يفهمونه والله هو الغنى الحميد .
وأنت حينما تقرض تحمى المحتاج و ترحمه من مذلة المسألة وطلب الصدقة فحين تعطيه على سبيل القرض تخفف عنه المسأله وبعد ذلك إن قدر على الأداء فبالخَصْلَة الحسنة أخذ وإن لم يقدر فإنك أمام أمرين ، إما امهال المعسر أو إعتبار القرض صدقة .
قال الله تعالى:
( وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )
البقرة :280
2- القرض الحسن
في
القرآن الكريم
حث تعالى عباده على الإنفاق في سبيله، وقد أورد القرآن الكريم فى القرض ست آيات هي ..
قال الله تعالى:
( لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ )
المائدة :12
( إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ )
الحديد :18
( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ )
الحديد :11
( وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا )
المزمل :20
( إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ )
التغابن :17
( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً )
البقرة :245
المراد بالآيات الحث على الصدقة وإنفاق المال على الفقراء والمحتاجين والتوسعه عليهم وفى سبيل نصرة الدين. إلا أن الله تعالى ببالغ لطفه وكرمه ليستقرض الإنسان من هذا المال الذى هو ماله وعطاؤه تبارك وتعالى ويشتريه من عباده وهو صاحبه فضلا منه.
3- أجر القرض
ثواب وأجر القرض عظيم كما أوضحت الآيات فثواب القرض
– أضعافا كثيرة
قال الله تعالى:
( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً )
البقرة :245
– الأجر الكريم وهو الجنة
قال الله تعالى:
( وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ )
المائدة :12
– مغفرة الذنوب
قال الله تعالى:
( إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ )
التغابن :17
– الله تعالى يخلفه
وماتنفقه من مال فالله سبحانه يخلفه ويرجع ثمنه في الدنيا والاخرة كمثال : البركة, و صلاح النفس والاولاد وتفريج الكرب … الى آخره من الاشياء المرغوبة التي يجلبها .
قال الله تعالى:
﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾
سبأ : 39
4- شروط القرض
الحسن
القرض الحسن يجب ..
– أن يقصد به وجه الله تعالى
قال الله تعالى:
( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا )
البقرة : 245
( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا )
الإنسان : 9
– أن يكون من حلال
قال الله تعالى:
( وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ )
البقرة : 267
– أن يكون في الخفاء
قال الله تعالى:
( وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ )
البقرة : 271
– أن لا يتبعه منّ و أذى
قال الله تعالى:
( لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى )
البقرة : 264
– أن يكون من أحب أمواله
قال الله تعالى:
( لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ )
آل عمران : 92
أحدث التعليقات