1- مقدمة
إن الخطاب القرآني هو من كلام اﷲ موجها لسائر الناس للافهام ، تأتي موضوعات الخطاب القرآني في السياقات الأتية ..
1 – التقرير(الخبر)
ليقرر أمراً ما
قَال الله تعالى:
( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )
الرعد :16
2 – النفي
لينفي أمراً ما
قَال الله تعالى:
( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )
الشورى :11
3 – التعجب
تعجباً من أمر ما
قَال الله تعالى:
( فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ )
البقرة :175
4 – الاستفهام
لمعنى ما
قَال الله تعالى:
( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ )
فاطر :3
والاستفهام من أكثر الأساليب التي تكررت في كتاب الله .. فقَد وردت ١٢٦٠ مرة ، أغلبها أسئلة يسألها الله سبحانه وتعالى لخلقه!
إن الاستفهام يستعمل للاستفهام عن أمر يجهله السائل. ولا شك أنه بهذا المعنى – طلب العلم أو الفهم – يستحيل في حق الله سبحانه وتعالى عن كل نقص .
فإن الذي ينبغي أن يقال في هذا الصدد: إنه سبحانه لا يستفهم خلقه عن شيء، وإنما يستفهمهم ليقررهم ويذكرهم أنهم قد علموا حق ذلك الشيء. وهذا أسلوب بديع انفرد به الخطاب القرآني.
2- أنواع الاستفهام
في
القرآن الكريم
أن السؤال في القرآن الكريم ينقسم عادتا إلى نوعين هم ..
– أستفهـام حقيقي : هو طلب معرفة شيء مجهول ويحتاج إلى جواب .
– أستفهـام بلاغي : لا يتطلب جواباً و إنما يعني أغراض بلاغية عديدة منها ..
التشويق- الإنكار- النفى- التمنى –التقرير- التهكم والسخرية- التعجب – المدح والتعظيم – الاستبعاد – الأسى والحسرة- التسوية .. وغيرها من الدلالات .
والغرض من أسلوب الاستفهام يفهم من خلال السياق ويعرف من خلال الموقف الذى يقال فيه .
وسر جمال الاستفهام البلاغى أنه يعطى الكلام حيوية ويزيد من الاقناع والتأثير كما أن فيه إثارة للسامع وجذبا لانتباهه واشراكا له فى فى التفكير ليصل بنفسه إلى الجواب دون أن يملى عليه .
إن السؤال لطلب العلم، على الله تعالى محال ، وأسلوب الاستفهام الوارد في القرآن الكريم، ليس هو استفهام على سبيل الحقيقة، وإنما هو وارد كأستفهـام بلاغي لمعاني كثيرة ، منها الآتي ..
1 – إستفهام يراد به التوبيخ
قَال الله تعالى:
( أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ )
الصافات :125
فالسؤال مراد منه التوبيخ على دعوتهم غير الله إلهاً
قَال الله تعالى:
( أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا )
النساء :97
فالسؤال مراد منه التوبيخ لتركهم الهجرة في الأرض؛ لإقامة شرع الله
2 – استفهام يراد به النهي
استفهام يراد به النهي عن أمر ما
قَال الله تعالى:
( أَتَخْشَوْنَهُمْ )
التوبة :13
أي: لا تخشوا الكفار
قَال الله تعالى:
( مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ )
الانفطار:6
أي: لا تغتر.
3 – استفهام يراد به الدعاء
وهو كالنهي إلا أنه من الأدنى إلى الأعلى
قَال الله تعالى:
( أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا )
الأعراف :155
أي: لا تهلكنا.
قَال الله تعالى:
( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا )
البقرة :30
أي: لا تجعل في الأرض من يفسد فيها
4 – إستفهام يراد به التعجب
أحيانا يأتي الاستفهام القرآني ويقصد به التعجب من فعل معين
قَال الله تعالى:
( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ )
البقرة :28
( مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ )
النمل :20
5 – إستفهام يراد به العتاب
وأحيانا يأتي الاستفهام ويراد به العتاب واللوم
قَال الله تعالى:
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ )
الحديد :16
6 – إستفهام يراد به النفي
قَال الله تعالى:
( أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ )
يونس :99
أي: أنك لا تكره أحدا على الدخول في زمرة المؤمنين
قَال الله تعالى:
( أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ )
الزمر:19
أي: لست تنقذ من في النار
- 7- استفهام يراد به التكثير
قَال الله تعالى:
( وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ )
الزخرف :6
والمعنى: ما أكثر ما أرسلنا من الأنبياء.
قَال الله تعالى:
( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ )
الإسراء :17
8 – استفهام يراد به التسوية بين أمرين
قَال الله تعالى:
( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )
البقرة :6
أي: سواء عليهم الإنذار وعدمه أنهم لا يؤمنون.
قَال الله تعالى:
( سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ )
إبراهيم :21
- 9 – استفهام يراد به الأمر والطلب
قَال الله تعالى:
( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ )
المائدة :91
أي: انتهوا
قَال الله تعالى:
( وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ )
آل عمران :20
أي: أسلموا.
10 – استفهام يراد به الترغيب
قَال الله تعالى:
( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا )
البقرة :245
( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )
الصف :10
( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ )
النور :22
11 – استفهام يراد به التمني
قَال الله تعالى:
( فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا )
الأعراف :53
( هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ )
الشعراء :203
فهذا منهم على جهة التمني والرغبة حيث لا تنفع الرغبة.
12 – استفهام يراد به الاستبطاء
قَال الله تعالى:
( مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )
يونس :48
( مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ )
البقرة :214
13 – استفهام يراد به الإخبار
قَال الله تعالى:
( أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ )
النور :50
فالآية تخبر عن المنافقين، وأن أمرهم لا يخرج عن أن يكون في قلوبهم مرض لازم لها، أو قد عرض لها شك في الدين، أو يخافون أن يجور الله ورسوله عليهم في الحكم.
قَال الله تعالى:
( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ )
الغاشية :1
14 – إستفهام يراد به الإقرار
استفهام يراد به حمل المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر ما
قَال الله تعالى:
( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ )
الأعراف :172
( أَلَيْسَ اللَّـهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )
الزمر :36
فليس المراد في الآيتين حقيقة السؤال، وإنما حمل العباد على الإقرار بربوبية الخالق، وكفايته لخلقه.
15 – استفهام يراد به التهويل والتخويف
قَال الله تعالى:
( الْحَاقَّةُ . مَا الْحَاقَّةُ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ )
الحاقة :1-3
فالاستفهام هنا تخويف لما يكون في هذا اليوم.
قَال الله تعالى:
( مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ )
يونس :50
تهويل للعذاب الذي يستعجلونه.
16 – استفهام يراد به التفخيم
وهو استفهام يراد منه تفخيم أمر ما
قَال الله تعالى:
( وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ )
المطففين :19
أي: ما الذي أعلمك يا محمد أي شيء عليون؟ على جهة التفخيم والتعظيم له في المنزلة الرفيعة.
قَال الله تعالى:
( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ )
الواقعة:27
أي: إن شأنهم عظيم عند الله.
17 – استفهام يراد به التنبيه والتفكر
قَال الله تعالى:
( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
الأعراف 185
( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ . وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ . وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ . وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ )
الغاشية 17-20
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ )
البقرة :243
( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ )
البقرة :130
انظر بفكرك في هذه الأمور، وتنبه لما تحمله من دلالات وإرشادات.
18 – استفهام يراد به التهكم والاستهزاء
قَال الله تعالى:
( قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا )
هود :87
قالوا له ذلك على سبيل التهكم.
قَال الله تعالى:
( قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ )
البقرة :140
ذلك على سبيل التهكم بهم والاستهزاء.
19 – استفهام يراد به التحقير
قَال الله تعالى:
( أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ )
الأنبياء :21
فالمراد من الاستفهام هنا تحقير هذه الآلهة
قَال الله تعالى:
( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ )
الشعراء :70
استفهام بمعنى التحقير
20 – استفهام يراد به الاستبعاد
قَال الله تعالى:
( أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ )
الصافات :17
والمعنى: أيُبعث أيضاً آباؤنا؟ على زيادة الاستبعاد، يعنون أنهم أقدم، فبعثهم أبعد وأبطل
قَال الله تعالى:
( أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ )
الرعد :5
21 – استفهام يراد به التذكير
والمراد بهذا الاستفهام تذكير المخاطَب بأمر ما،
قَال الله تعالى:
( أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
البقرة :33
( هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ )
يوسف :89
22 -استفهام يراد به الافتخار
قَال الله تعالى:
( أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ )
الزخرف :51
قصد بذلك الافتخار على موسى عليه السلام.
الملاحظ أن معظم هذه الأسئلة القرآنية لم ترد إجاباتها فى القرآن الكريم فالحقيقة أنها رغم عدم كونها أسئلة طلب علم إلا أن رب العالمين يريد لعباده أن يجيبوها ويتفاعلوا معها .
أحدث التعليقات