مفهوم النفخ فى الصور
1- معناه
النفخ في الصور هو نقطة تحول إيذان بخراب هذا الكون، وانتهاء الحياة الدنيا، وبداية الحياة الأخرى.
قال الله تعالى:
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّه ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ )
الزمر: 68
2- الأدَلَّةُ من القُرآنِ الكَريمِ
على إثباتِ النَّفخِ في الصورِ
وقد ذكر الله عز وجل الصوروالنفخ فيه في مواضع من القرآن الكريم .
قال الله تعالى:
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ )
الزمر:68
( وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ )
النمل:87
( قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ )
الأنعام:73
( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ )
النمل: 87
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلا مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ )
الزمر: 68
( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً )
الحاقة : 13
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ )
يس : 51
( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا )
الكهف :99
( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا )
طه :102
( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا )
النبأ :18
( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ )
المؤمنون: 101
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ )
ق :20
3- عَدَدُ النَّفَخاتِ في صور
أن النفخ في الصور يكون مرتين: الأولى يحصل بها الصعق، والثانية يحصل بها البعث مستدلين بالآياتِ التِالية .
قال الله تعالى:
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ )
الزمر: 68
( وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ . فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ . وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ . قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ . إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ )
يس : 48 – 53
4 – مفهوم النفخ
النفخ هو فعل ينتج عنه تغير فجائي في ماهية الشيء المنفوخ فية
قال الله تعالى:
( أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ )
آل عمران: 49
الفعل الناتج في هذه الحالة هو تغير فجائي من ماهية هيئة الطائر الطينية إلى ماهية طائر حي
قال الله تعالى:
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ . فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ )
الحجر: 28-29
النفخ هنا هو تغير فجائي من ماهية صلصال إلى ماهية بشر, والسجود الملائكي هو الدليل على هذا التغير الفجائي بين هاتين الماهيتين.
قال الله تعالى:
( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ )
الأنبياء:91
النفخ هنا هو تغير فجائي في ماهية مريم عليها السلام, من اللاحمل إلى حمل والذي نتج عنه خروج عيسى عليه السلام إلى الوجود.
قال الله تعالى:
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ )
يس : 51
النفخ هنا هو تغير فجائي في حالة أجسادالناس
فمن تراب هامد إلي حركة وحياة .
5- مفهوم الصور
الصور هي بمعنى حقيقة الشيء وهيئته الخارجية ومفردها ( الصورة ) وهي مرحلة من مراحل الخلق
قال الله تعالى:
( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ )
الأعراف: 11
( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ )
غافر: 64
( فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ )
الانفطار: 6-8
وهذا التصوير من أفعال الله تعالى
قال الله تعالى:
( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى )
الحشر:24
6 – النفخ في الصور
في
القرآن الكريم
النفخ في الصور هو إحداث تغير فجائي في ماهية البنية الخارجية المكونة للوجود الحسي التي نعيش عليها الآن إلى ماهية أخرى .
ومن بين مظاهر هذا التغير الفجائي التالي ..
1- السماء
قال الله تعالى:
( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ )
الأنبياء :104
( وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ )
التكوير: 11
وإذا السماء قُلعت وأزيلت من مكانها
قال الله تعالى:
( إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ )
الانشقاق: 1
إذا السماء تصدَّعت
قال الله تعالى:
( إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ )
الانفطار:1
إذا السماء انشقت، واختلَّ نظامها
قال الله تعالى:
( وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ )
المرسلات: 9
وإذا السماء تصدَّعت
قال الله تعالى:
( يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا )
الطور: 9
يوم تتحرك السماء فيختلُّ نظامها وتضطرب أجزاؤها
قال الله تعالى:
( فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان )
الرحمن: 37
فإذا انشقت السماء وتفطرت يوم القيامة
قال الله تعالى:
( وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ )
الحاقة: 16
وانصدعت السماء، فهي يومئذ ضعيفة مسترخية، لا تماسُك فيها ولا صلابة،
2- النجوم
قال الله تعالى:
( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ )
التكوير: 2
وإذا النجوم تناثرت، فذهب نورها
قال الله تعالى:
( فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ )
المرسلات: 8
فإذا النجوم طُمست وذهب ضياؤها
3- الشمس
قال الله تعالى:
( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ )
التكوير: 1
إذا الشمس لُفَّت وذهب ضَوْءُها
قال الله تعالى:
( وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ )
القيامة: 9
وجُمِع بين الشمس والقمر في ذهاب الضوء، فلا ضوء لواحد منهما
4- الكواكب
قال الله تعالى:
( وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ )
الانفطار: 2
وإذا الكواكب تساقطت
5- القمر
قال الله تعالى:
( وَخَسَفَ الْقَمَرُ )
القيامة: 8
أظلم وذهب ضوءه
قال الله تعالى:
( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ )
القمر: 1
ثم حدوث انشقاقات على بنيته
6 – الأرض
قال الله تعالى:
( وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً )
الحاقة : 14
ورُفعت الأرض والجبال عن أماكنها فكُسِّرتا، ودُقَّتا دقة واحدة.
قال الله تعالى:
( إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا . وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا)
الزلزلة : 1-2
إذا رُجَّت الأرض رجًّا شديدًا، وأخرجت ما في بطنها من موتى وكنوز
قال الله تعالى:
( إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ )
الحج: 1
و حدوث الزلازل
7- البحار
قال الله تعالى:
( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ )
التكوير: 6
وإذا البحار أوقدت، فصارت على عِظَمها نارًا تتوقد .
قال الله تعالى:
( وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ )
الانفطار:3
وإذا البحار فجَّر الله بعضها في بعض، فذهب ماؤها
8- الجبال
قال الله تعالى:
( وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ )
المرسلات: 9
وإذا الجبال تطايرت وتناثرت وصارت هباء تَذْروه الرياح
قال الله تعالى:
( وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا )
الطور: 10
وتزول الجبال عن أماكنها، وتسير كسير السحاب
قال الله تعالى:
( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا )
طه : 105
فالصور الحالية وهيئتها الخارجية كلها تؤول إلى الزوال والهلاك , وفي النفخة الثانية يكون هناك ماهية أخرى لكون جديد يتناسب مع الحياة الخالدة للإنسان الممتحن .
قال الله تعالى:
( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ )
إبراهيم : 48
( ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ )
العنكبوت : 20
( اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
الروم : 11
( قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ )
يونس : 34
إن الله على كل شيءٍ قدير ومنه البدء والإعادة.
5 – أحوال الناس عند
النفخ في الصور
قال الله تعالى:
( وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ )
النمل : 87
( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ . خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ . مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ )
القمر: 6- 8
( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ. فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ . عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ )
المدثر: 8- 10
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ . وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ . وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ )
الزمر: 68- 70
6 – ما يحصل للخلق
بعد نفخة الصعق
بالنفخة الأولى في الصور فيصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله . ثم تأتى النفخة الأخرى ويكون البعث والنشور .
قال الله تعالى:
﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾
النبأ : 18
وفي موضع آخر سمَّى الأولى بالصَّيحة، وصرَّح بالنفخ بالصور في الثانية
قال الله تعالى:
﴿ مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ . فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ . وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ﴾
يس: 49- 51
أن النفخ في الصور يكون مرتين : الأولى يحصل بها الصعق وهو الموت؛ حيث يصعق ويموت كلُّ مَن في السَّموات والأرض إلَّا مَن شاء سبحانه ، والثانية يحصل بها البعث
قال الله تعالى:
( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّه ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ )
الزمر: 68
أحدث التعليقات