مفهوم النصر في القرآن الكريم
1- مفهوم النصر
النصر هو العون، والتأييد، والعطاء، ودفع الضر، فنصر فردٍ أو جماعة يشمل إعانتهم بالقول أو الفعل، وتأييدهم بالقول أو الفعل، وإعطاءهم ما ينصرهم، ويدفع الضر عنهم .
2- كلمة النصر
في
القرآن الكريم
وردت كلمة نصر في القرآن الكريم ١٤٠ مرة . والصيغ التي وردت، هي:
– الفعل الماضي
ورد ١٥ مرة
قال الله تعالى:
( وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ )
آل عمران:١٢٣
– الفعل المضارع
ورد ٤٣ مرة
قال الله تعالى:
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ )
محمد:٧
– فعل الأمر
ورد ٨ مرات
قال الله تعالى:
( قَالُواْ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ )
البقرة :٢٥٠
– المصدر
ورد ٢٢ مرة
قال الله تعالى:
( حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ )
البقرة :٢١٤
– اسم الفاعل
ورد ١٥ مرة
قال الله تعالى:
( فَمَا لَهُۥ مِن قُوَّةٖ وَلَا نَاصِرٖ )
الطارق :١٠
– الجمع
ورد ١١ مرة
قال الله تعالى:
(ۗ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ )
البقرة :٢٧٠
– الصفة المشبهة
ورد ت ٢٤ مرة
قال الله تعالى:
( وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ )
البقرة :١٠٧
– اسم المفعول
ورد مرتين
قال الله تعالى:
( فَلَا يُسۡرِف فِّي ٱلۡقَتۡلِۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورٗا )
الإسراء :٣٣
وجاء النصر في الاستعمال القرآني على أربعة أوجه:
الأول- المنع
قال الله تعالى:
( وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡـٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا شَفَٰعَةٞ وَلَا يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ )
البقرة: ٤٨
يعني : ولا هم يمنعون.
الثاني- العون
قال الله تعالى:
( وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )
الحج: ٤٠
الثالث- الظفر
قال الله تعالى:
( وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ )
آل عمران: ١٢٦
يعني : وما الظفر
الرابع- الانتقام
قال الله تعالى:
( وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعۡدَ ظُلۡمِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَا عَلَيۡهِم مِّن سَبِيلٍ )
الشورى: ٤١
يعني : انتقم.
3- الكلمات ذات الصلة
بكلمة النصر
– الفتح
الفتح هو الإظهار على العدو بفتح البلاد.
قال الله تعالى:
( إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا )
الفتح : 1
إنا فتحنا لك -أيها الرسول- فتحًا مبينًا، يظهر الله فيه دينك، وينصرك على عدوك، وهو هدنة “الحديبية” التي أمن الناس بسببها بعضهم بعضًا، فاتسعت دائرة الدعوة لدين الله، وتمكن من يريد الوقوف على حقيقة الإسلام مِن معرفته، فدخل الناس تلك المدة في دين الله أفواجًا؛ ولذلك سمَّاه الله فتحًا مبينًا، أي ظاهرًا جليًّا.
– الظفر
الغلبة وقهر الآخرين بالقوة والسيطرة عليهم.
قال الله تعالى:
( وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيۡدِيَهُمۡ عَنكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ عَنۡهُم بِبَطۡنِ مَكَّةَ مِنۢ بَعۡدِ أَنۡ أَظۡفَرَكُمۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا )
الفتح : 24
– الفوز
الفوز هو الظفر بالخير مع حصول السلامة .
قال الله تعالى:
( وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ )
التوبة : 111
– الظهور
بُروز القوة جَلية للعِيان
قال الله تعالى:
( وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ذَرُونِيٓ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ وَلۡيَدۡعُ رَبَّهُۥٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ )
غافر: 26
4 – الله سبحانه وتعالى
خير الناصرين
ذكر سبحانه وتعالى أنه خير الناصرين لأوليائه، وأن الكافرين ليس لهم نصير يمنعهم من عذابه.
أولًا: اللذين ينصرهم
الله تعالى
أ- المؤمنين
أخبر سبحانه وتعالى أنه المتولي للمؤمنين تولي عناية، والناصر لهم من أعدائهم.
قال الله تعالى:
( وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَىٰكُمۡۚ نِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ)
الأنفال: ٤٠
( وَٱعۡتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ فَنِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ )
الحج: ٧٨
( وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ )
الروم : ٤٧
ثانيًا: اللذين لا ينصرهم
الله تعالى
أ- الكافرون
أخبر سبحانه وتعالى أن الكافرين يحرمون النصير؛ بسبب كفرهم.
قال الله تعالى:
( وَلَوۡ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا)
الفتح: ٢٢
( فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ )
آل عمران: ٥٦
ب – المنافقين
وأخبر عز وجل أن المنافقين لا يجدون من يدفع عنهم عذاب الله.
قال الله تعالى:
( إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِي ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِيرًا )
النساء: ١٤٥
ج – المستكبرين
وأخبر سبحانه وتعالى أن المستنكفين عن عبادته والمستكبرين عنها لا يجدون من دون الله من ينجيهم من عذابه إذا حل بهم.
قال الله تعالى:
( وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡتَنكَفُواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا )
النساء: ١٧٣
د – الظالمين
أخبر سبحانه وتعالى أن الظالمين يحرمون النصير؛ بسبب ظلمهم.
قال الله تعالى:
( وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَمَا لَيۡسَ لَهُم بِهِۦ عِلۡمٞۗ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٖ )
الحج: ٧١
( وَهُمۡ يَصۡطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ )
فاطر: ٣٧
( وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّٰلِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ )
الشورى: ٨
5- أنواع النصر
في
القرآن الكريم
أشار القرآن الكريم إلى أن النصر منه المحمود ومنه المذموم، وسيتناول هذا المبحث هذه النوعين في النقاط الآتية:
أولًا – النصر المحمود
وله صور، منها:
1- نصر الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أخذ الله الميثاق على كل نبي أنه إذا بُعِثَ محمد ليؤمنن به ولينصرنه.
قال الله تعالى:
( وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ )
آل عمران: ٨١
وأخبر الله سبحانه وتعالى أن المهاجرين هم الذين صدقوا قولهم بفعلهم عند خروجهم من ديارهم وأموالهم للجهاد في سبيل الله ونصرة رسول الله.
قال الله تعالى:
( لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ )
الحشر: ٨
2- نصر المظلومين والمستضعفين
حَثَّ الله عز وجل عباده المؤمنين ؛ لنصرة إخوانهم المستضعفين الذين وقع عليهم الظلم من الأعداء
قال الله تعالى:
( وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا )
النساء: ٧٥
ثانيًا – النصر المذموم
وله صور، منها:
1- نصر المعبودات من دون الله
-على لسان بعض قوم إبراهيم عليه السلام لبعض
قال الله تعالى:
( قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوٓاْ ءَالِهَتَكُمۡ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ )
الأنبياء: ٦٨
أي: إن كنتم ناصرين آلهتكم نصرًا مؤزرًا، فاختاروا له أفظع قتلة، وهي الإحراق بالنار، وإلا فقد فرطتم في نصرها .
2- نصر أعداء الأمة
عادة أهل النفاق معاونة أعداء الأمة ونصرتهم على المسلمين.
قال الله تعالى:
( أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَئِنۡ أُخۡرِجۡتُمۡ لَنَخۡرُجَنَّ مَعَكُمۡ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمۡ أَحَدًا أَبَدٗا وَإِن قُوتِلۡتُمۡ لَنَنصُرَنَّكُمۡ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ )
الحشر:١١
6- سنن الله تعالى و قواعده
في نصر المؤمنين
أولًا- سنن الله في نصر المؤمنين
للنصر سنن يقوم عليها منها:
1- الابتلاء قبل النصر
قرن سبحانه وتعالى في كتابه بين ابتلاء المؤمنين وتحقيق نصرهم على أعدائهم.
قال الله تعالى:
( أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ )
البقرة: ٢١٤
لقد رسمت الآية طريق النصر: إنه طريق الإيمان والجهاد، ثم المحنة والابتلاء، ثم الصبر والثبات، ثم التوجه إلى الله وحده، ثم يجيء النصر.
2- سنة التدافع
قال الله تعالى:
( وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ )
البقرة: ٢٥١
( ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
الحج : ٤٠
ولولا أن يدفع الله ببعض الناس -وهم أهل الطاعة له والإيمان به- بعضًا، وهم أهل المعصية لله والشرك به، لفسدت الأرض بغلبة الكفر، وتمكُّن الطغيان، وأهل المعاصي، ولكن الله ذو فضل على المخلوقين جميعًا.
3- سنة التغيير
قال الله تعالى:
( لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ )
الرعد: ١١
تقرر هذه الآية سنة من سنن الله سبحانه وتعالى في التغيير في حياة الناس، وهي أن يكون التغيير مبنيًّا على التغيير الواقعي في قلوبهم ونواياهم وسلوكهم وعملهم وأوضاعهم التي يختارونها لأنفسهم.
ثانيًا- قواعد النصر
للنصر قواعد يقوم عليها منها:
1- النصر من عند الله سبحانه وتعالى
إذا تتبعنا آيات النصر في القرآن نجد أنه قلما ذكر الله سبحانه وتعالى النصر من غير إضافته إليه، فالنصر حقُّ الله يمتن به على من يشاء من عباده؛ لحكم يعلمها ومنافع لعباده يقدرها.
قال الله تعالى:
( وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ )
آل عمران: ١٢٦
( وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
الأنفال: ١٠
( إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ )
النصر: ١
( وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ )
الروم: ٤٧
2- مَن نصر الله عز وجل نصره الله.
قال الله تعالى:
( وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )
الحج: ٤٠
أي وليعينن الله من يقاتل في سبيله؛ لتكون كلمته العليا على عدوه، فنصر الله عبده: معونته إياه، ونصر العبد ربه: جهاده في سبيله؛ لتكون كلمته العليا .
3- التأييد الإلهي والتأييد بالمؤمنين
أخبر عز وجل أن من أسباب النصر تأييد المؤمنين للرسول صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى:
( وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ )
الأنفال: ٦٢
وجعلت التقوية بالنصر؛ لأن النصر يقوي العزيمة، ويثبت رأي المنصور، وضده يشوش العقل، ويوهن العزم.
4- إبتلاء بعض
خلقه ببعض
و أخبر سبحانه وتعالى أنه علق المسببات بأسبابها المعتادة وهي أن يبلو بعض خلقه ببعض
قال الله تعالى:
( فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّواْ ٱلۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَاۚ ذَٰلِكَۖ وَلَوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَاْ بَعۡضَكُم بِبَعۡضٖۗ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ )
محمد: ٤
7- أسباب النصر
1- الإيمان
قرن سبحانه وتعالى في مواضع من القرآن بين الإيمان والنصر، وأخبر سبحانه وتعالى أن من أسباب النصر التي مضت بها سنته الإيمان.
قال الله تعالى:
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ )
محمد: ٧
فالإيمان سبب حقيقي من أسباب النصر المعنوية .
2- طاعة الله ورسوله
أخبر سبحانه وتعالى أن من عوامل النصر طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم التي بها انتظام جيش المسلمين وجماعتهم.
قال الله تعالى:
( وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ )
الأنفال: ٤٦
3- التأييد الإلهي
أخبر عز وجل أنصاره بأنه مؤيدهم على عدوهم.
قال الله تعالى:
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ لِلۡحَوَارِيِّـۧنَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِۖ فَـَٔامَنَت طَّآئِفَةٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٞۖ فَأَيَّدۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمۡ فَأَصۡبَحُواْ ظَٰهِرِينَ )
الصف: ١٤
وعلى قدر إيمان العبد يكون نصره وتأييده، والنصر والتأييد الكامل إنما هو لأهل الإيمان الكامل، فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر والتأييد
4- الصبر
أخبر سبحانه وتعالى أن معيته مع الصابرين في جهادهم لعدوه وعدوهم
قال الله تعالى:
( قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ )
البقرة: ٢٤٩
( ٱلۡـَٰٔنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمۡ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمۡ ضَعۡفٗاۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ صَابِرَةٞ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمۡ أَلۡفٞ يَغۡلِبُوٓاْ أَلۡفَيۡنِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ)
الأنفال : ٦٦
5- الدعاء
أخبر سبحانه وتعالى في سياق الحديث عن قصة طالوت وجالوت، أنه لما واجه أهل الإيمان – وهم قليل من أصحاب طالوت- عدوهم أصحاب جالوت -وهم عدد كثير- دعوا الله أن يفرغ عليهم صبرًا، وأن يثبت أقدامهم في لقاء الأعداء، ويجنبهم الفرار، وأن ينصرهم على القوم الكافرين.
قال الله تعالى:
( وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ )
البقرة: ٢٥٠
فاستجاب لهم ربهم، فأفرغ عليهم صبره، وثبت أقدامهم ونصرهم على القوم الكافرين.
قال الله تعالى:
( فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا يَشَآءُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ )
البقرة: ٢٥١
وأخبر سبحانه وتعالى عن الربنيين أنهم دعوه بغفران الذنوب وتكفير السيئات والثبات عند ملاقاة العدو، وأن ينصرهم على القوم الكافرين.
قال الله تعالى:
( وَمَا كَانَ قَوۡلَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ . فَـَٔاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا وَحُسۡنَ ثَوَابِ ٱلۡأٓخِرَةِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ )
آل عمران: ١٤٧ – ١٤٨
6- ذكر الله
أمر الله عز وجل عباده المؤمنين عند ملاقاة عدوه وعدوهم بكثرة ذكره؛ لأنهم إن فعلوا ذلك تحقق لهم النصر.
قال الله تعالى:
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةٗ فَٱثۡبُتُواْ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ )
الأنفال: ٤٥
وذكر الله عند لقاء العدو يؤدي إلى الاتصال بالقوة التي لا تغلب، والثقة بالله الذي ينصر أولياءه .
7- الثبات
قرن سبحانه وتعالى بين الثبات والنصر في مواضع من كتابه، وهذا يدل على أنه سبب من أسباب النصر .
قال الله تعالى:
( وَمَا كَانَ قَوۡلَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ )
آل عمران: ١٤٧
أي: اجعلنا ممن يثبت لحرب عدوك وقتالهم، ولا تجعلنا ممن ينهزم فيفر منهم، ولا يثبت قدمه في مكان واحد لحربهم
قال الله تعالى:
( إِذۡ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ )
الأنفال: ١٢
وأخبر سبحانه وتعالى أنه أمر ملائكته بتثبيت المؤمنين المجاهدين في بدر، ، فالثبات هو بدء الطريق إلى النصر.
8 – الأخذ بالحذر
أمر سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأن يأخذوا حذرهم؛ لاتقاء خدع الأعداء المتربصين بهم.
قال الله تعالى:
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ خُذُواْ حِذۡرَكُمۡ فَٱنفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ ٱنفِرُواْ جَمِيعٗا )
النساء: ٧١
( وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُم مَّعَكَ وَلۡيَأۡخُذُوٓاْ أَسۡلِحَتَهُمۡۖ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلۡيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمۡ وَلۡتَأۡتِ طَآئِفَةٌ أُخۡرَىٰ لَمۡ يُصَلُّواْ فَلۡيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلۡيَأۡخُذُواْ حِذۡرَهُمۡ وَأَسۡلِحَتَهُمۡۗ وَدَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ تَغۡفُلُونَ عَنۡ أَسۡلِحَتِكُمۡ وَأَمۡتِعَتِكُمۡ فَيَمِيلُونَ عَلَيۡكُم مَّيۡلَةٗ وَٰحِدَةٗۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِن كَانَ بِكُمۡ أَذٗى مِّن مَّطَرٍ أَوۡ كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَن تَضَعُوٓاْ أَسۡلِحَتَكُمۡۖ وَخُذُواْ حِذۡرَكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا )
النساء: ١٠٢
وفي الآيات تعليم للمسلمين للأخذ بالأسباب، أي: إن أخذتم حذركم أمنتم من عدوكم بعد توكلكم على ربكم.
9- إعداد القوة المادية
أمر سبحانه وتعالى المؤمنين في سياق الحديث عن النصر بضرورة إعداد كل ما في الاستطاعة من قوة ولو بلغت القوة من التطور ما بلغت.
قال الله تعالى:
( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعۡلَمُهُمۡۚ )
الأنفال: ٦٠
وفي الآية دليل على ضرورة قيام أولى الأمر الذين هم وكلاء الأمة على مصالحها بإعداد جيوش المسلمين بكل أنواع الأسلحة التي تناسب كل عصر وتدخل في طاقتها، وتكون مرهبة للعدو، فالحق لا بد له من قوة تحميه.
قال الله تعالى:
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَى ٱلۡقِتَالِۚ إِن يَكُن مِّنكُمۡ عِشۡرُونَ صَٰبِرُونَ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ يَغۡلِبُوٓاْ أَلۡفٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ . ٱلۡـَٰٔنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمۡ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمۡ ضَعۡفٗاۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ صَابِرَةٞ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمۡ أَلۡفٞ يَغۡلِبُوٓاْ أَلۡفَيۡنِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ )
الأنفال:٦٥ – ٦٦
ومن إعداد القوة المادية: عدد المقاتلين الصابرين، فإن للعدد تأثيرًا في النفوس للإقدام أو الإحجام.
8- عوائق النصر
ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه عوائق النصر؛ لتعليم المؤمنين التخلص والتطهر منها قبل مقابلتهم لعدوهم؛ حتى يكون النصر حليفهم، ومن هذه العوائق:
1- التنازع والاختلاف
نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين عن التنازع، مبينًا أنه سبب الفشل وذهاب النصر .
قال الله تعالى:
( وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ )
الأنفال: ٤٦
والنهي عن التنازع يقتضي الأمر بتحصيل أسباب ذلك: بالتفاهم، والتشاور، ومراجعة بعضهم بعضًا، حتى يصدروا عن رأي واحد، فإن تنازعوا في شيء رجعوا إلى أمرائهم .
قال الله تعالى:
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا )
النساء: ٥٩
2- الإعجاب بالكثرة
قال الله تعالى:
( وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡـٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ )
التوبة: ٢٥
ففي هذه الغزوة اجتمع فيها للمسلمين لأول مرة جيش عدته اثنا عشر ألفًا فأعجبتهم كثرتهم، وغفلوا بها عن سبب النصر الأول، فهزموا.
3- المعاصي والذنوب
بين سبحانه وتعالى السبب الخفي لامتناع النصر في غزوة أحد، وهو استزلال الشيطان للمؤمنين ببعض ذنوبهم السالفة .
قال الله تعالى:
( إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ وَلَقَدۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ )
آل عمران: ١٥٥
فهؤلاء الذين هزموا وفروا قد ضعفوا وتولوا بسبب معصية ارتكبوها، فظلت نفوسهم مزعزعة بسببها، فدخل عليهم الشيطان من ذلك المنفذ واستزلهم فزلوا وسقطوا، وفي هذا تصوير لحالة النفس البشرية حيث ترتكب الخطيئة فتفقد ثقتها في قوتها، ويضعف ارتباطها بالله، ويختل توازنها وتماسكها، وتصبح عرضة للوساوس والهواجس . وأخبر سبحانه وتعالى أن ما يحصل من مصيبة انتصار العدو وغيرها إنما هو بسبب الذنوب.
قال الله تعالى:
( وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ )
الشورى: ٣٠
( أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ)
آل عمران: ١٦٥
ولما علم المؤمنون آثار الذنوب في منع النصر لجؤوا إلى الله بالاستغفار؛ ليغفر لهم ذنوبهم قبل لقاء عدوهم، الاستغفار الذي يردهم إلى الله، ويقوي صلتهم به .
قال الله تعالى:
( وَمَا كَانَ قَوۡلَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ )
آل عمران: ١٤٧
4- أهل النفاق
قال تعالى مبينًا حكمة تثبيط المنافقين عن الخروج للقتال مع المؤمنين
قال الله تعالى:
( لَوۡ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالٗا وَلَأَوۡضَعُواْ خِلَٰلَكُمۡ يَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِيكُمۡ سَمَّٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ )
التوبة: ٤٧
فالقلوب الحائرة تبث الخور والضعف في الصفوف، والنفوس الخائنة خطر على الجيوش، ولو خرج أولئك المنافقون ما زادوا المسلمين قوة بخروجهم بل لزادوهم اضطرابًا وفوضى، ولأسرعوا بينهم بالوقيعة والفتنة والتفرقة والتخذيل، وفي المسلمين من يسمع لهم في ذلك الحين
5- البطر والرياء
نهى سبحانه وتعالى عباده المؤمنين عن التشبه بالمشركين في البطر والرياء في خروجهم للقتال، وفي استخدام نعمة القوة التي أعطاها الله لهم في غير ما أرادها.
قال الله تعالى:
( وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بَطَرٗا وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ )
الأنفال: ٤٧
في الآية تعليم للمؤمنين في كل جيل ألا يستعملوا ما آتاهم الله من قوة في البطر والرياء، ولكن يستعملوها فيما أراده الله منهم من نصرة الحق وإبطال الباطل، وحماية الناس جميعًا من استبداد المستبدين وفساد المفسدين وطغيان الطاغين.
6- الاستعجال
أخبر سبحانه وتعالى أن سنته فيمن سبق من الرسل أن النصر ما كان يأتيهم عاجلًا لحكمة يعلمها.
قال الله تعالى:
( حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسۡتَيۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ جَآءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُۖ وَلَا يُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ )
يوسف: ١١٠
أي: لما أيست الرسل أن يستجيب لهم قومهم، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم، جاءهم النصر على ذلك.
9- المعبودات من دون الله والنصر
أخبر سبحانه وتعالى أنه لما حل العذاب على الأمم السابقة لم تستطع الآلهة التي عبدوها من دون الله منعه عنهم في وقت هم أحوج ما يكون إلى نصرتهم.
قَال الله تعالى:
( فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا صَرۡصَرٗا فِيٓ أَيَّامٖ نَّحِسَاتٖ لِّنُذِيقَهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡيِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَخۡزَىٰۖ وَهُمۡ لَا يُنصَرُونَ )
فصلت: ١٦
و ليست الآلهة التي عبدوها من دون الله من تلك الأصنام والأنداد تغني عنهم اليوم شيئًا، ولا تدفع عن أنفسها، فإنكم وإياها اليوم حصب جهنم أنتم لها واردون.
قَال الله تعالى:
( وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِلۡغَاوِينَ . وَقِيلَ لَهُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ . مِن دُونِ ٱللَّهِ هَلۡ يَنصُرُونَكُمۡ أَوۡ يَنتَصِرُونَ . فَكُبۡكِبُواْ فِيهَا هُمۡ وَٱلۡغَاوُۥنَ )
الشعراء: ٩١ – ٩٤
وأخبر سبحانه وتعالى أن المعبودات من دون الله وعابديها في العذاب يتبرأ بعضهم من بعض.
قَال الله تعالى:
﴿ إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ ﴾
البقرة : 166
10- مبشرات النصر
بَشَّرَ الله في كتابه عباده المؤمنين المخلصين بجملة من البشارات والتي منها:
أولًا – الوعد الإلهي بالنصر
وعد الله سبحانه وتعالى المؤمنين بما وعد به المرسلين من النصر، وهذه سنة الله في خلقه
قَال الله تعالى:
( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ )
غافر: ٥١
وقد أخبر سبحانه وتعالى أن النصر قد سبقت به كلمة الله، وكلمات الله لا يمكن أن يبدلها مبدل، فنصر الرسل حتم لا بد منه.
قَال الله تعالى:
( وَلَقَدۡ سَبَقَتۡ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلۡمُرۡسَلِينَ . إِنَّهُمۡ لَهُمُ ٱلۡمَنصُورُونَ . وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ )
الصافات: ١٧١-١٧٣
وأخبر سبحانه وتعالى أن نصر المؤمنين حق لهم، ألزم به نفسه
قَال الله تعالى:
( وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ )
الروم: ٤٧
فهذه النصوص القرآنية بشارات للمؤمنين، وأدلة قاطعة لا مرية فيها أن نصر الله للمؤمنين واقع لا محالة في الوقت الذي يريد، وما على المؤمنين إلا أن يؤدوا واجبهم بأخذ الأسباب الموجبة للنصر .
ثانيًا- البشارة بظهور الدين
أخبر سبحانه وتعالى أنه مظهر دينه على الأديان كلها.
قَال الله تعالى:
( هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ )
التوبة: ٣٣
( هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا )
الفتح: ٢٨
( هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ )
الصف: ٩
ثالثًا- الوعد الإلهي بالاستخلاف
قَال الله تعالى:
( وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ )
النور: ٥٥
سنة الله جارية أن من استخدم نعمه في الظلم سلب منه هذه النعم، ونزع سلطانه، وجعل ما أنفقه على الظلمة والفجرة حسرة وندامة عليه، وأعطى هذا الملك من يقوم بين الناس بالعدل، فدولة العدل تدوم وإن كانت كافرة، ودولة الظلم تزول وإن كانت مسلمة.
11- ثواب الناصرين
أخبر سبحانه وتعالى في كتابه عن ثواب الناصرين لله ولرسوله؛ تحريضًا للمؤمنين بعدهم أن يسلكوا سبيلهم؛ ليحظوا بمثل ثوابهم.
أولًا – ثواب الناصرين في الدنيا
1- الفرح بالنصر
جبلت النفس على الفرح بما تحققه من نصر، فحقق الله للمؤمنين ما يفرحون به، وهذا يدل على مزيد عنايته بهم.
قَال الله تعالى:
( وَيَوۡمَئِذٖ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ. بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ )
الروم: ٤- 5
فهذا النصر امتنان من الله؛ لإدخال الفرح على المؤمنين.
2- توبة الله على المؤمنين
من المقاصد الشرعية للنصر في مواضع القتال بين المؤمنين وأعدائهم، شفاء صدور المؤمنين وإذهاب غيظ قلوبهم، وتوبة الله على من يشاء.
قَال الله تعالى:
( وَيُذۡهِبۡ غَيۡظَ قُلُوبِهِمۡۗ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
التوبة: ١٥
3- تحقيق ما يحب المؤمنون
أشار سبحانه وتعالى إلى امتنانه على عباده الناصرين لدينه بإعطائهم ما يحبون في الحياة الدنيا قبل إعطاء نعيم الآخرة.
قَال الله تعالى:
( وَأُخۡرَىٰ تُحِبُّونَهَاۖ نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ )
الصف: ١٣
4- الفلاح
مَنَّ الله سبحانه وتعالى على عباده الذين أعانوا رسوله على أعداء الله وأعدائه بجهادهم بالفوز في الدنيا والآخرة.
قَال الله تعالى:
( ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ )
الأعراف: ١٥٧
4- الثناء عليهم بالصدق
أثنى الله على المهاجرين الذين خرجوا من ديارهم ابتغاء مرضاته، ونصرة لله ورسوله بالصدق؛ ليقتدي بهم المؤمنون .
قَال الله تعالى:
( لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ )
الحشر: ٨
ثانيًا – ثواب الناصرين في الآخرة
1- المغفرة والرزق الكريم
مدح الله سبحانه وتعالى المؤمنين من المهاجرين والأنصار الذين نصروا دينه وبشرهم بالمغفرة لذنوبهم وبالدرجات العلى من الجنة، ولهم فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
قَال الله تعالى:
( وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ )
الأنفال: ٧٤
أحدث التعليقات