مفهوم الطّعام في القرآن الكريم
1- مفهوم الطّعام
الطعام هو اسم جامع لكل ما يؤكل ، سواء كان مما أحلّه الله عز وجل لعباده أو مما لم يحلّه لهم.
2- كلمة الطعام
في
القرآن الكريم
وردت كلمة (طعم) في القرآن الكريم ٤٨ مرة . والصيغ التي وردت كالآتي:
– الفعل الماضي
ورد 5 مرات
قال الله تعالى:
﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ ﴾
قريش:٤
– الفعل المضارع
ورد 12 مرة
قال الله تعالى:
﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾
الإنسان:٨
– فعل الأمر
ورد مرتين
قال الله تعالى:
﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾
الحج:٢٨
– المصدر
ورد ٢٨ مرة
قال الله تعالى:
﴿ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾
البلد:١٤
– اسم الفاعل
ورد مرة واحدة
قال الله تعالى:
﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ ﴾
الأنعام:١٤٥
وجاء الطعام في القرآن على أربعة أوجه:
1- كل ما يطعم منه
قال الله تعالى:
﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ ﴾
قريش:٤
2- السمك
قال الله تعالى:
﴿ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ ﴾
المائدة:٩٦
3- الذبائح
قال الله تعالى:
﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ﴾
المائدة: ٥
أي: ذبائحهم.
4 – الشراب
قال الله تعالى:
﴿ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي ﴾
البقرة:٢٤٩
أي: ومن لم يشربه.
3- الكلمات ذات صلة
بكلمة الطعام
– الأكل
هو تناول الطعام، وقد يطلق ويراد به الطعام نفسه.
قال الله تعالى:
﴿ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ﴾
الرعد: 4
– الغذاء
هو موادٌّ تؤخذ عن طريق الفم ؛ للإبقاء على الحياة والنمو، حيث تمد الجسم بالطاقة، وتبني الأنسجة، وتعوض التالف منها .
– الشراب
الشراب هو كل مائع يشرب؛ سواء كان ماءً أو غير الماء.
قال الله تعالى:
﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ ﴾
النحل: 10
4 – الله تعالى هو
المطعم لخلقه
لقد خلق الله عز وجل الخلق، وتكفّل سبحانه برزقهم والعناية بهم؛ فهو وحده سبحانه يطعمهم ويسقيهم، وهو سبحانه يرزقهم ويهديهم
قال الله تعالى:
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ﴾
الروم: 40
أولًا – تنزيه الله تعالى عن الحاجة للطعام
إنّ الله عز وجل ليس محتاجًا من عباده أن يطعموه، أو أن يرزقوه، سبحانه وتعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا، وليس محتاجًا من عباده أن يرزقوا خلقه؛ بل ليس محتاجًا إليهم ليرزقوا أنفسهم؛ فهو سبحانه قد تكفّل برزقهم ومعاشهم، وبرزق الخلق أجمعين .
قال الله تعالى:
﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُۗ ﴾
الأنعام: ١٤
﴿ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ .إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾
الذاريات :57-58
فلا ينبغي للعبد أن يتّخذ وليًّا إلا الله وحده لا شريك له؛ فإنّه فاطر السموات والأرض؛ خلقهما وأبدعهما على غير مثال سبق، وهو من يطعم الخلق ويرزقهم، وهو الرزاق المتفضّل على الخلق أجمعين، وهو سبحانه منزّه عن الطعام والشراب؛ فلا يحتاج لطعام ولا لشراب، ولا يحتاج لأحدٍ من خلقه، ومن كانت هذه صفاته فهو الإله الحقّ، الذي لا إله غيره، ولا معبود بحقٍ سواه.
ثانيًا – الطعام نعمة إلهية تستوجب الشكر
لا شكّ بأنّ إطعام الله عز وجل لخلقه ولعباده نعمة عظيمة منه سبحانه عليهم، ولولا إطعام الله عز وجل للخلق ورزقه لهم لفنيت حياتهم، وانعدم وجودهم؛ فحياة الخلق أجمعين إنّما هي من الحيّ القيوم، ومعاشهم وقوام أمرهم إنما هو بإطعام الله عز وجل ورزقه لهم. وقدر الله عز وجل في الأرض أقواتها، للناس والبهائم في أربعة أيام لا تزيد ولا تنقص .
قال الله تعالى:
﴿ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ﴾
فصلت : 10
والعبد الشاكر لربّه عز وجل يستشعر دائمًا نعم الله عز وجل عليه، ويقابل تلك النعم بالشكر والثناء على المنعم سبحانه
قال الله تعالى:
﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾
الأعراف :10
﴿ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾
البقرة: 172
فمن الواجب على العباد الذين يتمتعون بنعمة إطعام الله عز وجل لهم أن يقابلوا تلك النعم بالشكر الجميل والثناء الحسن على المنعم المتفضل على خلقه وعباده، ولا ينبغي أن يشركوا به سواه؛ فإنّ غاية الظلم أن يشرك العبد بربّه، وأن يعبد معه سواه .
ثالثًا – التحليل والتحريم لا ينبغي إلا لله عز وجل
إنّ من عقيدة أهل الإيمان أنّهم يؤمنون بأنّ التحليل والتحريم حقٌّ خالصٌ لله عز وجل، فهو سبحانه خالق الخلق، ربّ العالمين، يعلم ما يصلح عباده، وهو أحكم الحاكمين
قال الله تعالى:
﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾
الأعراف: ٥٤
ولقد أنكر الله عز وجل على عباده أن يتخذوا مشرّعًا غيره سبحانه
قال الله تعالى:
﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾
الشورى: ٢١
وأنكر عز وجل على من يحلّلون ويحرّمون بأهوائهم
قال الله تعالى:
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ﴾
يونس: ٥٩
وقال جل ذكره ناهيًا عباده عن التحليل والتحريم من غير علم من الله عز وجل، ومبينًا جزاء من فعل ذلك الذنب العظيم:
قال الله تعالى:
﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾
النحل: ١١٦
وعلى هذا فلا ينبغي للعباد أن يحللوا أو يحرموا إلا بما جاء في شرع الله عز وجل، فالحلال ما أحله الله عز وجل، والحرام ما حرّمه الله تعالى، وليس لأحد في هذا الأمر من شيء .
5- الرسل بشر يأكلون الطعام
إنّ الله عز وجل قد أرسل الرسل والأنبياء لهداية الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، يدعونهم إلى عبادة ربّهم، مبشرين ومنذرين
قال الله تعالى:
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾
الأنبياء: ٢٥
﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ ب%D
أحدث التعليقات