1- معناه

هوالأَقَامَه و البقاء وَالدَوامَ والأَسْتَقَرّار في دار لا يخرج منها أبدا .

قال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

البقرة : 82

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾

البقرة : 39

2- لاَ يَبْقَى وَلاَ يَدُومُ

    إِلاَّ اللَّهُ تعالى

قَال الله تعالى:

( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ )

الفرقان 58

وتوكل على الله الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله الذي لا يموت .

قَال الله تعالى:

( اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )

آل عمران 2

هو الله، لا معبود بحق إلا هو، المتصف بالحياة الكاملة كما يليق بجلاله، القائم على كل شيء.

قَال الله تعالى:

( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ )

الحديد 3

هو الأول الذي ليس قبله شيء بلا بداية ، والآخر الذي ليس بعده شيء بلا نهاية .

قَال الله تعالى:

( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ )

القصص 88

كل شيء هالك وفانٍ إلا إياه

3- لا خلود فى الدنيا الحالية

قَال الله تعالى:

 ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ )

الرحمن  ٢٦

كل مَن على وجه الأرض مِن الخلق هالك

قَال الله تعالى:

( كل شيء هالك إلا وجهه )

القصص 88

كل شيء هالك وفانٍ إلا إياه .

4- خلقَ دنيا خالدة

   يوم القَيامة

قَال الله تعالى:

 ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)

ابراهيم ٤٨

فهناك سماوات والأرض بَدَّيلُة أى نقيضة لأرض وسموات الدنيا المؤقتة والتى الى فناء  فهى باقية وخالدة فى إطار الزمن الذى خلقه الله تعالى لّها .

5- سبب الخلود

عملك فى الدنيا هو الذي سيحدد أين ستكون في عالم الخلود.

قَال الله تعالى:

 ( كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ )

الطور 21

 ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ )

المدثر 38

وليس هناك نتيجة لعملك إلا خلود فى الجنة أو خلود فى النَّارِ.

قَال الله تعالى:

( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ. خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ  )

هود ١٠٦- ١٠٧

( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ )

هود١٠٨

6- الخلود في الحي اة الآخرة

إنّ التشبّث بالبقاء على قيد الحياة أمرٌ فطري طبيعي، لذلك انطلت على أبينا آدم خدعة إبليس، ونجح في إخراجه من الجنة؛ لأنه دخل عليه من مدخل حبّه للخلود والبقاء .

قال الله تعالى:

﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴾

طه 120

و لقد جعل سبحانه الخلود والبقاء في الحياة الآخرة، وما على الإنسان إلّا السعي بهذا الاتجاه.

قال الله تعالى:

﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴾

الأعلى: 16-17

و للخلود في الآخرة نوعين ..

النوع الأول: خلود أهل الجنة

1- الخلود فى الجنة للمؤمنين

الذين يعملون الصالحات

قال الله تعالى:

( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ )

ابراهيم 23

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا  نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾

العنكبوت 58

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ  هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

الأعراف  42

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

هود 23

( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا  وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

البقرة 25

 ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ  هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

البقرة 82

2- الخلود فى الجنة للمتقين

قال الله تعالى:

( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ  لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ  وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )

آل عمران 15

( لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ  وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ )

آل عمران 198

3- الخلود فى الجنة للمحسنين

قال الله تعالى:

 ( فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا  وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ )

المائدة 85

النوع الثاني: خلود أهل النار

لقد وردت آيات كثيرة تتحدث عن خلود طوائف من الناس في جهنم، وهم

1- الكافرون

قال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

البقرة 39

2- المشركون

قال الله تعالى:

( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ )

التوبة 17

3- المنافقون

قال الله تعالى:

( وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ  )

التوبة 68

4- المرتدون

قال الله تعالى:

( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ  هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

البقرة 217

5- المكذّبون بآيات اللّه

قال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها أُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ )

الأعرافـ 36

6- أعداء اللّه ورسوله

قال الله تعالى:

 ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فيها ذلِكَ الْخِزيُ الْعَظيمُ )

التوبة 63

يحادد بمعنى من بلغ غاية العداء والخصومة للّه ورسوله

7- العصاة والمتمرّدون عن أمر اللّه ورسوله

قال الله تعالى:

( وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدينَ فِيها أَبَداً )

الجن23ـ 24

أنّ المقصود من العصاة هنا هم الكافرون ومن العصيان هو الكفر.

8- الظالمون

قال الله تعالى:

( ثُمَّ قيلَ لِلَّذينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَونَ إِلاّ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ )

يونس 52

انّ الآية بصدد الحديث عن المنكرين ليوم القيامة والمكذّبين بها

9- الأشقياء

قال الله تعالى:

( فَأَمّا الَّذينَ شَقُوا فَفِي النّارِ لَهُمْ فِيها زَفيرٌ وَشَهيقٌ . خالِدينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُريدُ )

هود106ـ 107

لقد حكمت هذه الآية على طائفة الأشقياء بالخلود في النار إلاّ أن يشاء اللّه سبحانه أن ينقذهم منها.انّ المقصود من (الأشقياء) المشركون الذين وصلوا إلى قمة الشقاء والتعاسة.

قال الله تعالى:

( فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظّى . لا يَصْليها إِلاّ الأَشْقَى . الَّذي كَذَّبَ وَتَوَلّى )

الليل14ـ 16

10- المجرمون

قال الله تعالى:

( إِنَّ الْمُجْرِمينَ في عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ . لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فيهِ مُبْلِسُونَ )

الزخرف74ـ 75

11- المتوغّلون في الخطايا

قال الله تعالى:

( بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيْئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ )

البقرة 81

الذين يصرون على ارتكابها بنحو تحيط بهم وتهيمن خطاياهم وذنوبهم على قلوبهم وأرواحهم. فإذا أحاطت بالقلب والنفس والروح أدّت إلى انسداد طرق الهداية ومنافذ النور أمام القلب والروح فلا يستجيب حينئذ لنداء السماء ودعوة الأنبياء.

12- المرتكبون للأثام

قال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَوَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللّهُ إِلاّ بِالحَقِّ وَلا يَزنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً . يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ يَخْلُدْ فيهِ مُهاناً )

الفرقان68ـ 69

أي من يرتكب تلك الأُمور الثلاثة، ففي الوقت الذي يتبنّى فيه الشرك والوثنية يقتل النفس المحترمة ويزني، فلا ريب أنّه حينئذ من الخالدين في العذاب، وليس سبب خلوده في النار ارتكاب الكبيرة.

13- قاتلو المؤمنين

قال الله تعالى:

( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فيها وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً )

النساء 93

14- الآكلون للربا

قال الله تعالى:

( الَّذينَ يَأْكُلُونَ الرِّبوا لا يَقُومُونَ إِلاّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبوا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبوا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنَ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ )

البقرة 275

أنّ المراد ليس كلّ من أكل الربا، بل المراد من لا يؤمن بتحريم الربا ومن جاءته آيات اللّه سبحانه وبيّنت له مخاطر ومفاسد الربا ولكنّه لم يرتدع عنه وكان سلوكه في ما بعد التحريم نفس سلوكه قبل أن يصله التحريم الإلهي للعملية الربوية، ولم يكترث بالتحريم أبداً .

15 – المعرضون عن القرآن

قال الله تعالى:

( كَذلِكَ نَقُصّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنّا ذِكْراً. مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً  . خالِدينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً )

طه99ـ 101

16 – من خفّت موازينهم

قال الله تعالى:

  ( وَمَنْ خَفَّتْ مَوازينُهُ فَأُولئِكَ الَّذينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ في جَهَنَّمَ خالِدُونَ )

المؤمنون 103

ومن قَلَّتْ حسناته في الميزان، ورجحت سيئاته، وأعظمها الشرك، فأولئك هم الذين خابوا وخسروا أنفسهم، في نار جهنم خالدون.

17 – والموالون للكفار المعتدين

قال الله تعالى:

( تَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ  )

المائدة 80

7 – إرتباط الخلود بالأبدية

الخلود فى الجنة أو النار يعنى الأبدية ، فالأبد الأخروى بلا نهاية لعدم وجود فَناء .

قال الله تعالى:

( قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا )

الكهف 35

خالدين فيها ابدا يعنى خالدين فيها بلا نهاية . ويتنوع التعبيرعن الأبدية كالآتى :

أولا  ـ الخلود الأبدى فى الجنة

أ- عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات

قال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا  وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا )

النساء 122

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً )

النساء 57

 ( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً )

الطلاق 11

ب – عن الصادقين إيمانا وعملا

قال الله تعالى:

( قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

المائدة 119

ج – وعن السابقين إيمانا مخلصا وعملا صالحا

قال الله تعالى:

( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

التوبة 100

ثانيا ــ الخلود الأبدى فى النار

أ – عن الكافرين الظالمين

قال الله تعالى:

 ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً . إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً )

النساء 168- 169

 ( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا . خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا )

الاحزاب   64- 65

ب – وعن العصاة الذين يموتون بلا توبة

قال الله تعالى:

 ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً )

الجن 23

8 – أحوال الخالدين فى النار

    و الخالدين فى الجنة

أولا – أحوال الخالدين فى الجنة

أ ـ الجنة أصحابها قليلون

ومع ذلك غاية فى الإتساع

قال الله تعالى:

( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )

الحديد 21

( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )

آل عمران 133

ب – مفتوحة الأبواب لأصحابها

قال الله تعالى:

( جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الأَبْوَابُ )

ص 50

ثانيا  – أحوال الخالدين فى النار

أـ إستحالة الخروج من النار

وهم فيها خالدون مخلدون

قال الله تعالى:

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ )

المائدة 36-37

 ( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ . يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ . وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ. كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ  )

الحج 19-22

( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمْ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ )

السجدة 20

( ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمْ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ )

الجاثية 35

( تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ. أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ . قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ . رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ. قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ  )

المؤمنون104-108

ب – أبواب النارعليهم موصدة

قال الله تعالى:

 ( نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ . الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ . إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ . فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ  )

الهمزة 6-9

 ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ. عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ  )

البلد 19-20

ت ـ إستحالة موت أهل النار

أى يظلون تحت العذاب الخالد بلا موت يريحهم ،

قال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ . وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ  )

فاطر36-37

( وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى . الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى . ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا  )

الاعلى 11-13

( إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا )

طه 74

( مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ. يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ )

ابراهيم16-17

ج ـ آلية التعذيب أبدية

ومستمرة بلا توقف

قال الله تعالى:

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً )

النساء56

د- هم أنفسهم وقود النار

تشتعل ويستمر إشتعالها بهم فى خلود لا نهاية له

قال الله تعالى:

 ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ )

البقرة 24

ومن هذا يأتى تحذير الرحمن فى خطاب مباشر للمؤمنين

قال الله تعالى:

 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )

التحريم 6

9 – إشكال على مسألة الخلود

بعض الآيات القرآنية تنص على أن الخلود والدوام في الحياة الآخرة مسألة حتمية أبدية ، بينما تنص آيات أخرى على أن الخلود يكون مؤقتاً بوقت ما، وعند انتهاء هذا الوقت وهذه الفترة فإن كل ما زعمنا كونه خالداً فإنه يفنى ويزول ويضمحل ، ومن ذلك ..

أ – تقييد الخلود بمشيئة

الله جل وعلا

قال الله تعالى:

 ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ  وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا  قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ  إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )

الانعام 128

( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ . خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ . وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ )

هود 106-108

والمعنى أن مشيئة الرحمن إقتضت الخلود الأبدى لمن يشاء و عدم الخلود لمن يشاء . فإن كون هؤلاء خالدين لا يعني أن خلودهم مفروض على إرادة الله وأنهم خالدون بالرغم منه لا بالرضى، بل المراد أنه بملء إرادته خلدهم وجعلهم من أهل الجنة أو من أهل النار.

ب – تقييد الخلود بدوام

السماوات والأرض

نوع من التقييد يفيد تأكيد الخلود والمعنى دائمين فيها دوام السماوات والأرض، لكن الآيات القرآنية ناصة على أن السماوات والأرض لا تدوم دوام الأبد وهي مع ذلك ناصة على بقاء الجنة والنار بقاء لا إلى فناء وزوال.

تنص الآيات القرآنية على أن السماوات والأرض لا تدوم دوام الأبد ،

قال الله تعالى:

( مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى )

الأحقاف: 3

وهي مع ذلك ناصة على بقاء الجنة والنار بقاء لا إلى فناء وزوال .

قال الله تعالى:

( خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ )

هود: 107

( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ )

هود : 108

وعلى ما تقدم يرى أنه يتولد من هذه الآيات إشكال ، يرتبط بتحديد الخلود المؤبد بمدة دوام السماوات والأرض . والذي يحسم الإشكال أنه تعالى يذكر في كلامه أن في الآخرة أرضاً وسماوات وإن كانت غير ما في الدنيا بوجه .

قال الله تعالى:

 ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ )

إبراهيم : 48

إنما تفنى هذه السماوات والأرض التي في هذه الدنيا على النظام المشهود ، وأما السماوات التي تظل الجنة مثلاً والأرض التي تقلها وقد أشرقت بنور ربها فهي ثابتة غير زائلة .

قال الله تعالى:

﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾

الزمر 69

 

 

 

 

Share This