مفهوم الأخذ في القرآن الكريم

 

1- مفهوم الأخذ

الأخذ هوالحصول على الشيء بالتناول أو القهر، وهو خِلَافُ الْعَطَاءِ .

2- كلمة الأخذ

     في

 القرآن الكريم

ورد كلمة (أخذ) في القرآن الكريم 140 مرة . والصيغ التي وردت هي:

– الفعل المضارع

ورد 30 مرة

قال الله تعالى:

( قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي )

طه : 94

– الفعل الماضي

ورد 72 مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ﴾

البقرة: 63

– الفعل الأمر

ورد 25 مرة

قال الله تعالى:

﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

البقرة: 63

– المصدر

ورد 7 مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴾

الكهف: 51

– أسم فاعل

ورد 6 مرات

قال الله تعالى:

﴿ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ ﴾

الذاريات:  16

وجاءت كلمة الأخذ في القرآن الكريم على ستة أوجه  :

– العقاب

قال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴾

فاطر: 26

– الحبس

قال الله تعالى:

﴿ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ ﴾

يوسف: 78

يقول احبس أحدنا مكان أخيه

– التناول

قال الله تعالى:

﴿ وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ﴾

الأعراف : 154

– القبول

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي ﴾

آل عمران : 81

يعني قبلتم.

– القتل

قال الله تعالى:

﴿ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ ﴾

غافر: 5

أي ليقتلوه

– الأسر

قال الله تعالى:

﴿ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ ﴾

التوبة : 5

يعني وأسروهم

3- الكلمات ذات الصلة

     بكلمة الأخذ

– الاتخاذ

أخذ الشيء لأمر يستمر فيه، مثل: الدار يتخذها مسكنًا والدابة يتخذها قعده

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ﴾

النحل :٦٧

– السفع

هو الجذب والقبض

قال الله تعالى:

﴿ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ﴾

العلق: 15

– القبض

هو الأخذ بمليء الكف .

قال الله تعالى:

﴿ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا ﴾

طه : 96

– التناوش

هوتناول قريب سهل  لشيء قريب .

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّىٰ لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾

سبأ : 52

– الخطف

الخطف هو إستلاب بسرعة .

قال الله تعالى:

﴿ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ﴾

البقرة : 20

– البطش

هو أخذ الشيء بقهر وغلبة وقوة والتناول بشدة عند الغلبة .

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴾

البروج : 12

– الإهلاك

هو حالة توحي بانتهاء الشيء واستنفاذه سواء كان دمارًا أو موتًا أو استهلاكًا ونفاذًا، وهو نهاية لكل من سلك طريقًا بعيدًا عن طريق الحق والنجاة.

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾

هود: 117

4 – الأخذ في حق

   الله عز وجل

نتناول هنا الأخذ في حقه تعالى، ومن ذلك نفي استيلاء السِنَة والنوم عن الله، كما تناول المواثيق التي أخذها الله على بني آدم، والمواثيق التي أخذها الله على الأنبياء بتبليغ رسالاته بأمانة وصدق، والمواثيق التي أخذها الله على أهل الكتاب من اليهود والنصارى بأن يؤمنوا برسله وكتبه وأن يبلغوا ما في كتبه ، وعدم تحريفها، إلا أنهم نقضوا هذه المواثيق إلا من عصمه الله منهم.

أولًا – تنزيه الله عن السِنَة والنوم

قال الله تعالى:

﴿ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾

البقرة: ٢٥٥

نفى الله عز وجل في هذه الآية أن تأخذه سِنَة ولا نوم، ، لأن النوم من صفات النقص التي اتصفت به المخلوقات، فالله عز وجل لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه ، فمن تأخذه السِنَة والنوم لا يكون قيومًا دائمًا بنفسه، مقيمًا لغيره، فإن السنة والنوم يناقض ذلك وإلا لكان ذلك نقصًا في حياته وقيوميته.

ثانيًا – أخذ الميثاق

1- أخذ ميثاق النبيين

بعد أن اصطفى الله تعالى الأنبياء كلفهم بتبليغ رسالته لأقوامهم، وأخذ منهم ميثاقًا غليظًا أن يبلغوا هذه الرسالة بأمانة وإخلاص، وأن يصدق بعضهم بعضًا، فجميعهم يحملون الرسالة نفسها، فأقروا على ذلك الميثاق، وشهد الله معهم على ذلك.

قال الله تعالى:

  ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾  

آل عمران :٨١

يتبين لنا من الآية أن الله سبحانه أخذ موثقًا جليلًا كان هو شاهده وأشهد عليه رسله، موثقًا على كل رسول، أن صدق الأنبياء الذين سبقوه وكتبهم فهي جميعها من عند الله، أن يؤمن به وينصره ، ويتبع دينه، فجميعهم من المنبع نفسه، وجعل هذا عهدًا بينه وبين كل رسول.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾

الأحزاب :٧

واذكر – أيها النبي- حين أخذنا من النبيين العهد المؤكد بتبليغ الرسالة، وأخذنا الميثاق منك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم (وهم أولو العزم من الرسل على المشهور)، وأخذنا منهم عهدًا مؤكدًا بتبليغ الرسالة وأداء الأمانة، وأن يُصَدِّق بعضهم بعضًا.

2- أخذ ميثاق بني آدم

خلق الله عز وجل بني آدم، وكرمهم على سائر المخلوقات، وجعلهم مستخلفين في الأرض، لإعمارها وإفراده بالعبادة، فأخذ عليهم الميثاق وهم في عالم الذر بأنه هو ربهم وهو وحده المستحق للعبادة والطاعة، وأشهدهم على ذلك، لتكون حجة عليهم يوم القيامة.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ ﴾

الأعراف:١٧٢

وحاصل المعنى: أن الله خلـق في الإنسـان من وقت تكـوينه إدراك أدلـة الوحدانية، وجعـل في فطـرة حركة تفكـير الإنسان التطلع إلى إدراك ذلك، وتحصيـل إدراكـه إذا جرد نفسه مـن العـوارض التي تدخل على فطرته فتفسدها.

3- أخذ ميثاق أهل الكتاب

بعد أن أرسـل %

Share This