الجزية

1- معناها

هي جزاء يدفعه المعتدي نظير اعتدائه

2- مفهوم الجِزية في

    القرآن الكريم

وردت كلمةُ الجِزية في القرآن الكريم مرة واحَدة

قَال الله تعالى:

( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )

التَّوبة : 29

وقد جاءتْ كلمةُ الجزية في الآية، معرفة بالألف واللام دليل على أنَّ هذه الكلمة قد فُصِّلت في آية أخرى. وإذا عرفنا أنَّ الجزية هي الجزاء المُترتب على العدوان فلا بد أن نبحث في كتاب الله عن الآيات التي تُوضح الجزاء الذي يدفعه مَنْ حاربَ جماعة المسلمين، ولا شكَّ أننا سنجده .

قَال الله تعالى:

‏( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا )

محمد: 4

يُفهم من الآيتين السابقتين أنَّ الجزاء الذي يدفعه الكفار المحاربون من أهل الكتاب أو المشركين هو إثخانهم وجعلهم أسارى وتشريع أخذ الفدية منهم كواحد من خيارين (المنّ أو الفداء) .

يتبيَّن مما سبق أنَّ التصوَّر الفقهيَّ السائد عن الجزية قد صِيغ على غير هدي القرآن الكريم، حيث تحوَّلت من جزاء يدفعه المعتدي نظير اعتدائه إلى قاعدة عامة في التعامل مع غير المسلمين في البلدان الإسلامية.

والمسلمون لا يكونون سبباً لبدء الحرب أبداً، وإنما خروجهم إليها يكون بهدف ردِّ العدوان

قَال الله تعالى:

( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )

البقرة : 190

إذاً الجِزية هو ما يدفعه الأسير لفكاك أسره، وانسجاماً مع قاعدة الجزاء التي تفتح باباً للعفو شرَّعتِ الآيةُ إمكانيَّة المنِّ على الأسير.

كما تتحدَّث عن صغاره عندما يدفع الجزية، وليس هناك صغارٌ كإثخان العدو ووقوعه في الأسر بعد أن كان يصول ويجول في الميدان.

 

 

 

 

Share This