1- مفهوم الْمِيزَانَ

مراعاة العدل والإنصاف في جميع ما يتحراه الإنسان من الأفعال والأقوال .

قَال الله تعالى:

( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ  )

الحديد:  25

2- الأمر بالقسط فيه

     بين الناس

أمر الله تعالى الناس بأتمام الكيل إذا كالوا لغيركم ولا يخسروه،وأن يوزنوا بالميزان العدل الذي لا ينقص شيئًا ولا يبخسه، ذلك الإيفاء للكيل والوزن خير لهم في الدنيا والآخرة، وأحسن عاقبة من التطفيف بنقص المكاييل .

قَال الله تعالى:

﴿ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )

الأنعام: 152

 (  وَوَضَعَ الْمِيزَانَ . أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ . وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ )

الرحمن: 7-9

ولا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ أي لا تنقصوه ولا تتلاعبوا فيه

قَال الله تعالى:

( فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ )

الأعراف: 85

أدوا إلى الناس حقوقهم بإكمال الكيل وإكمال الوزن، ولا تنقصوا الناس بعيب سلعهم، والتزهيد فيها، أو المخادعة لأصحابها

قَال الله تعالى: 

( وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ .وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ  وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ )

هود:  85

ولا تنقصوا الكيل والوزن إذا كلتم الناس أو وزنتموهم، إني أراكم في سعة من الرزق ونعمة، فلا تغيروا عليكم نعمة الله بالمعاصي، وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط يدرك كل أحد منكم، لا تجدون منه مهربًا ولا ملجأ

قَال الله تعالى: 

( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )

الإسراء : 35

وأتموا الكيل إذا كلتم لغيركم ولا تخسروه، وزنوا بالميزان العدل الذي لا ينقص شيئًا ولا يبخسه، ذلك الإيفاء للكيل والوزن خير لكم في الدنيا والآخرة، وأحسن عاقبة من التطفيف بنقص المكاييل

3- معني الميزان

      في

 القرآن الكريم

ذكر الميزان في القرآن الكريم بمعاني متعدده هي

أ –  الميزان في خلق الكون

قَال الله تعالى: 

 ( وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ )

الرحمن: 7

الميزان في هذه الآية هي قضية الاتزان الكوني، فالكون كله متزن أو موزون وفق آليات وضوابط وقوانين تحفظ انسجامه وانتظامه واتساقه. والاستخدام هنا مجازي وكأن هذه القوانين الضابطة والمنظمة هي ميزان الكون .

ب – الميزان فى خلق الأرض

قَال الله تعالى: 

 ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ   )

 الحجر: 19

الميزان أي التوازن و التقدير فى ما وضع الرحمن علي الأرض من قوانين عامة تحفظ اتزانها البيئي، ومن ثمَّ فليس على الإنسان إلا المحافظة على اتزانها بألا يطغي في هذه البيئة، و يحافظ عليها .

ج – الميزان فى الشرائع السماوية

قَال الله تعالى: 

 ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) 

الحديد:  25

لقد أرسلنا رسلنا بالحجج الواضحات، وأنزلنا معهم الكتاب بالأحكام والشرائع، وأنزلنا الميزان؛ ليتعامل الناس بينهم بالعدل و يتبعه البشر فى حياتهم الدنيا

دالميزان فى التعامل بين البشر

قَال الله تعالى

( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ )

 الاسراء: 35

وأتموا الكيل، ولا تنقصوه إذا كِلْتم لغيركم، وزِنوا بالميزان السوي

قَال الله تعالى: 

 ( أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ . وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ  )

الرحمن: 8-9

وأقيموا الوزن بالعدل، ولا تُنْقِصوا الميزان إذا وَزَنتم للناس.

وينبغى على البشر إقامة ذلك الميزان  سواء فى البيع والشراء أو فى أى نوع من التعامل بينهم .

و الميزانَ في حساب  الأخرة

 فعندما تُنصَب الموازين يُعرَف أهل الخير من أهل الشر

قال الله تعالى:

 ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴾

الأعراف: 8- 9

وميزانُ الله سبحانه وتعالى دقيقٌ، لا يضيع فيه مثقالُ ذرة

قَال الله تعالى: 

﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾

 الأنبياء: 47

فأما من رجحت أعماله الصالحة على أعماله السيئة ، عند الحساب، فأولئك هم الفائزون بالجنة. ومن قَلَّتْ حسناته في الميزان، ورجحت سيئاته، فأولئك هم الذين خابوا وخسروا أنفسهم، في نار جهنم خالدون.

قَال الله تعالى: 

﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ0فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ . تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾

المؤمنون: 101- 104

﴿ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ . وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ . فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ . نَارٌ حَامِيَةٌ

القارعة: 6 – 11

4 – جزاء من

 يخسر الميزان

وبعد كلِّ هذه التنبيهات في إقامة الميزان يلجَأُ قوم من ضِعاف الإيمان إلى عدم إقامة الميزان، وإلى تطفيفه، من أجل طمَع دنيوي، فتوعَّدهم الله بالعذاب الأليم

قَال الله تعالى: 

﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ . أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ . لِيَوْمٍ عَظِيمٍ . يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾

المطففين 1 – 6

وهكذا كنا أمام موازين مختلفه وليس ميزانا واحداً يعم الكون و الأرض والإنسان وبقية المخلوقات ليؤكد أن الانضباط والاتزان إنما هي قوانين كونية . وهذا القانون الإلهي يجب أن ينضوي تحته كل البشر في حياتكم وتعاملاتكم مع بعضكم أو في تعاملكم مع البيئة والطبيعة والكائنات الأخرى.

 

Share This