مفهوم الوقت في القرآن الكريم

1- مفهوم الوقت

الوقت هوالمقدار من الزمان ، ولا يكاد يذكر إلا مقيدًا، مثل أوقات العبادات كالصلاة والزكاة والصيام والحج، وآجال أداء الديون والحقوق، وعدد النساء.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾

النساء:١٠٣

أي : واجبة في أوقات معلومة

2- كلمة الوقت

    في

القرآن الكريم

وردت كلمة وقت وصيغها في القرآن الكريم ١٣ مرة . والصيغ التي وردت، هي:

– الفعل الماضي

ورد مرة واحدة

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ﴾

المرسلات:١١

أي جمعت لوقت

– المصدر

ورد 3 مرات

قال الله تعالى:

﴿ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴾

الحجر:٣٨

أي وقت النفخة الأولى

– اسم

ورد ٨ مرات

قال الله تعالى:

﴿ فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾

الشعراء:٣٨

– اسم مفعول

ورد مرة واحدة

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾

النساء:١٠٣

وجاء الوقت في القرآن بمعنى الزمان المعلوم. والموقوت: الشيء المحدود . والميقات: الوقت المضروب للفعل.

3- أسماء الوقت

        في

  القرآن الكريم

نبه القرآن الكريم على أهمية الوقت كثيرا في سياقات متعددة وبألفاظ متعددة أيضا، منها

1- أسماء الوقت الممتد

– دهر

اسم لمدة العالم من مبدأ وجوده إلى انقضائه

قال الله تعالى:

﴿ هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾

الإنسان: 1

ثم عبر به عن كل مدة كثيرة .

-أحقابا

معناه السنين والشهور

قال الله تعالى:

﴿ لِلطَّاغِينَ مَآبًا . لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ﴾

النبأ : 22- 23

-أبد

هو عبارة عن مدة الزمان الممتد الذي لا يتجزأ كما يتجزأ الزمان

قال الله تعالى:

﴿ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴾

الكهف: 3

-عصر

العصر هو الزمن والظرف الذي يملؤه الإنسان في حياته بعمله.

قال الله تعالى:

﴿ وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

العصر:1-  2

2- أسماء الوقت المحدود

– حين

وقت بلوغ الشيء وحصوله، وهو مبهم المعنى ويتخصص بالمضاف إليه.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴾

البقرة: 36

– أمة

الأمة هى  الأجل

قال الله تعالى:

﴿ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ﴾

هود: 8

ولئن أخَّرنا عن هؤلاء المشركين العذاب إلى أجل معلوم

– أمد

عبارة عن مدة الزمان التي لها  حد مجهول إذا أُطﹾلِق،  وقد ينحصر

قال الله تعالى:

﴿ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾

الحديد: 16

– أجل

هو مدة الشيء المضروبة له

قال الله تعالى:

﴿ إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ﴾

البقرة :282

– ساعة

الساعة جزء من أجزاء الزمان، ويعبر به عن القيامة

قال الله تعالى:

﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ﴾

الروم: 12

– ميعاد موعد

قال الله تعالى:

﴿ قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ ﴾

طه: 87

– ميقات

الوقت المضروب ليعمل فيه عمل من الأعمال

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾

النبأ: 17

– مدة

طائفة من الزمان تقع على القليل والكثير

قال الله تعالى:

﴿ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾

البقرة :15

3- أسماء السنة وأجزاؤها

– شهر

قال الله تعالى:

﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾

القدر: 3

– عام

قال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ﴾

يوسف: 49

– حول

سنه تامة

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ )

البقرة :240

– سنة

قال الله تعالى:

( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ )

المعارج : 4

– يوم

قال الله تعالى:

( وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام )

هود :7

4- أسماء فصول السنة

– صيف

قال الله تعالى:

﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ . إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴾

قريش: 1- 2

– شتاء

قال الله تعالى:

﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ . إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴾

قريش: 1- 2

5- أسماء اليوم الزمنية

– غد

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ﴾

لقمان: 34

– اليوم

قال الله تعالى:

﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ﴾

البقرة : 85

– أمس

قال الله تعالى:

﴿ كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ﴾

يونس: 24

6- أسماء أيام الأسبوع

– سبت

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ﴾

البقرة: 65

– جمعة

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ﴾

الجمعة: 9

7-  أسماء أجزاء اليوم

– سحر

آخر الليل

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ  نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ﴾

القمر:34

– بكرة، إبكار

أول النهار

قال الله تعالى:

﴿ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾

الإنسان: 25

– أصيل

آخر النهار

قال الله تعالى:

﴿ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾

الأحزاب: 42

– صبح، صباح، إصباح

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴾

هود: 81

– ضحى

نهارا

قال الله تعالى:

﴿ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾

الأعراف: 98

-عشاء

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ﴾

النور: 58

– ظهيرة

قال الله تعالى:

﴿ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ ﴾

النور: 58

– نهار

قال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾

النبأ: 11

– ليل

قال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ﴾

النبأ: 10

– فلق

الصبح.

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾

الفلق: 1

– فجر

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾

الإسراء: 78

-غسق

وقت ظلمة الليل

قال الله تعالى:

﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾

الإسراء: 78

-غدو، غداة

الصباح

قال الله تعالى:

﴿ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾

النور: 36

يُصلِّي فيها لله في الصباح والمساء.

– عشي

آخر النهار

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾

الأنعام: 52

ولا تُبْعد -أيها النبي- عن مجالستك ضعفاء المسلمين الذين يعبدون ربهم أول النهار وآخره

8-  أسماء أجزاء الليل

– آناء

أي في ساعاته

قال الله تعالى:

﴿ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ ﴾

آل عمران: 113

– زلف

ساعات

قال الله تعالى:

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ﴾

هود: 114

9-  اسماء الوقت المقارب و

الوقت المصاحب للحدث

– آنفاﹰ

الآن

قال الله تعالى:

﴿ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا ﴾

محمد: 16

– آن

يحن الوقت

قال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ﴾

الحديد: 16

ألم يحن الوقت للذين صدَّقوا الله ورسوله واتَّبَعوا هديه، أن تلين قلوبهم عند ذكر الله وسماع القرآن

– الْآنَ

قال الله تعالى:

﴿ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴾

يوسف: 51

10- أسماء الوقت المتجدد

– تارة

مرة

قال الله تعالى:

﴿ أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَىٰ ﴾

الإسراء: 69

– أطوار ا

جمع طور وهو الحال، فطورا نطفة وطورا علقة إلى تمام خلق الإنسان.

قال الله تعالى:

﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا . وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴾

نوح: 13- 14

11- أسماء الوقت الحياتية

– عمر

زمنًا طويلا

قال الله تعالى:

﴿ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ ﴾

يونس: 16

– معاش

تسعَون فيه لمصالحكم

قال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾

النبأ: 11

12- أسماء الأوقات الخاصة بالمرأة

-عدة

قال الله تعالى:

﴿ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ﴾

الطلاق: 1

أي في طهر لم يقع فيه جماع

– قروء

قال الله تعالى:

﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾

البقرة : 228

والمطلقات ذوات الحيض، يجب أن ينتظرن دون نكاح بعد الطلاق مدة ثلاثة أطهار أو ثلاث حيضات على سبيل العدة؛

13- أسماء الوقت الظرفية،

الشرطية والاستفهامية

– متى

قال الله تعالى:

﴿ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾

الأنبياء : 38

– لما

بمعنى الحين ، إذا ابتدئ بها

قال الله تعالى:

﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ ﴾

القصص : 23

– كلما

قال الله تعالى:

﴿ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ﴾

المائدة: 64

– إذا

قال الله تعالى:

﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾

النصر:1

– أيان

متى

قال الله تعالى:

﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ﴾

الأعراف:  187

يسألك -أيها الرسول- كفار “مكة” عن الساعة متى قيامها؟

– كم

سؤال عن عدد

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ﴾

البقرة 259

4- أهمية الوقت

     في

القرآن الكريم

نبّه القرآن الكريم في كثير من آياته وفي كثير من الصيغ المختلفة لأهمية الوقت وذكر الوقت بصيغ مختلفة منها الدهر والحين والآن والأجل والأمد والعصر وغيرها من الألفاظ التي تدل على مصطلح الوقت والتي لها علاقة بالكون والبعض الآخر يرتبط بعلاقة الإنسان بربه من حيث العقيدة والعبادة. ويمكن ملاحظة أهمية الوقت في القرآن الكريم من خلال الآتي:

1- الوقت من أصول النعم

التي أنعم بها الله علينا

يبيّن القرآن الكريم أنّ نعم الله على العباد كثيرة ولا تحصى

قال الله تعالى:

 ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )

إبراهيم: 34

من أجل نعم الله تعالى على الإنسان في حياته نعمة الوقت، والتي لولاها لما تمكن من القيام بأي عمل ينتفع به في دنياه أو آخرته، فبالوقت واستغلاله يؤدي العبادة لخالقه ويتقرب إليه، بل إن في الوقت فرصة متاحة له إن كان معرضا عن عبادة الله وطاعته لكي يتوب ويؤوب إليه، وبالوقت أيضًا يتمكن من العمل والإنتاج، فالوقت ساحة العمل والانتفاع وميدان للجد والاجتهاد.

قال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴾

الإسراء:١٢

يمتن تعالى على خلقه بآياته العظام، فمنها مخالفته بين الليل والنهار، ليسكنوا في الليل وينتشروا في النهار للمعايش والصناعات والأعمال والأسفار، وليعلموا عدد الأيام والجمع والشهور والأعوام، ويعرفوا مضي الآجال المضروبة للديون والعبادات والمعاملات والإجارات وغير ذلك؛ فإنه لو كان الزمان كله نسقا واحدا وأسلوبا متساويا لما عرف شيء من ذلك .

2- القسم بالوقت

من أهمية وعظمة الوقت أنّ المولى عزّ وجلّ أقسم به في مواطن كثيرة ومن ذلك

قال الله تعالى:

﴿ وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

العصر:١-٢

والعصرالزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم، من خير وشر

قال الله تعالى:

( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى . وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى )

الليل: 1-2

أقسم الله سبحانه بالليل عندما يغطي بظلامه الأرض وما عليها، وبالنهار إذا انكشف عن ظلام الليل بضيائه

3- ارتباط الوقت بالغاية من الخلق

لقد خلق الله الوقت لغاية نبيلة وهدف سام وهو عبادة الله وإعمار الأرض حيث حث القرآن الكريم على استثمار الوقت، واستغلاله الأمثل بالعمل الصالح النافع ، والتي تتمثل في: عبادة الخالق وعمارة الأرض

أ – عبادة الخالق

من أشرف الأمور التي يجب على المسلم أن يشغل بها أوقاته ويعمرها به هي عبادته لربه وخالقه الذي خلقه وملك أمره، وبيده رزقه وهدايته ومصيره، فبعبادة العبد لربه يحصل نجاته وفوزه وسعادته، وبدونها يكون من الآبقين الخاسرين في الدنيا والآخرة. والآيات في الأمر بعمارة الوقت في طاعة الله أكثر من أن تحصى، منها

قال الله تعالى:

﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ . وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾

الشرح:٧-٨

وهو أمر من الله لنبيه أصلا وللمؤمنين تبعا إذا فرغ من أمور الدنيا وأشغالها وقطع عنه علائقها، فلينصب في العبادة، ويقوم إليها نشيطا فارغ البال، وأن يخلص لربه النية والرغبة.

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا . وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾

الأحزاب:٤١-٤٢

وهي في الإكثار من ذكر الله تعالى وتسبيحه وتعظيمه، وإعمار المؤمن وقته بذلك.

ب – إعمار الأرض

من الأمور التي حض القرآن الكريم على استثمار الوقت فيها: عمارة الأرض وإصلاحها.

قال الله تعالى:

﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾

هود:٦١

أي: استخلفكم فيها، وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة، ومكنكم في الأرض، تبنون، وتغرسون، وتزرعون، وتحرثون ما شئتم، وتنتفعون بمنافعها، وتستغلون مصالحها، فكما أنه لا شريك له في جميع ذلك، فلا تشركوا به في عبادته.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾

الأعراف:١٠

وقد نهى في المقابل عن الفساد في الأرض

قال الله تعالى:

﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾

الأعراف:٧٤

4- الوقت مسؤولية

وهذه النعمة العظيمة على الإنسان في تنظيم وقته سيسأله الله تعالى عنها.

قال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾

التكاثر:٨

والنعيم لفظ عام، فهو يشمل كل ما يتنعم به الإنسان في الدنيا، سيسأل عنه يوم القيامة ، والوقت من أجل النعم .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾

الإسراء:٣٣

وقد أمر الله تعالى عباده بالحفاظ على نعمة الوقت وصيانته، ومن ذلك أنه تعالى حرم عليهم الانتحار وقتل النفس بغير الحق عمومًا. وفي ذلك حفظ لحياة الإنسان وعمره .

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾

المائدة :91

ومن ذلك أيضًا تحريمه تعالى بعض الأشياء كالخمر والميسر وغيرهما مما فيه إضاعة للوقت ومشغلة عن طاعة الله والتفكر في خلقه.

5 – ثناء القرآن الكريم على

   مستثمري الوقت

ومما يبين اهتمام القرآن الكريم بالوقت وعنايته به: ثناؤه على مستثمريه من العباد والصالحين والدعاة وغيرهم من الطائعين لرب العالمين، والآيات في ذلك كثيرة جدًّا ، منها

في وصف المحسنين من عباده

قال الله تعالى:

﴿ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ . كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

الذاريات:١٦-١٨

كابدوا قيام الليل، فلا ينامون من الليل إلا أقله، ونشطوا فمدوا إلى السحر، ثم في السحر أخذوا في الاستغفار، فمدح الله أفعالهم وانتفاعهم بوقتهم.

6 – توبيخ القرآن الكريم

   مضيعي الوقت

ومما يبين اهتمام القرآن الكريم بالوقت وعنايته به: توبيخه لمضيعيه من الكفرة والعصاة والغافلين عن طاعة رب العالمين، ممن أضاعوا أوقاتهم في اللهو واللعب، والآيات في ذلك كثيرة جدًّا.

في وصف حال أهل النار

قال الله تعالى:

﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾

فاطر:٣٧

وهؤلاء الكفار يَصْرُخون من شدة العذاب في نار جهنم مستغيثين: ربنا أخرجنا من نار جهنم، وردَّنا إلى الدنيا نعمل صالحًا غير الذي كنا نعمله في حياتنا الدنيا، فنؤمن بدل الكفر، فيقول لهم: أولم نُمْهلكم في الحياة قَدْرًا وافيًا من العُمُر، يتعظ فيه من اتعظ، وجاءكم النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم تتذكروا ولم تتعظوا؟ فذوقوا عذاب جهنم، فليس للكافرين من ناصر ينصرهم من عذاب الله.

قال الله تعالى:

﴿ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴾

الزخرف:٨٣

ومن توبيخ القرآن الكريم على إضاعة الوقت، ما ذكره الله تعالى في كثير من الآيات من التعريض بالكفرة لإضاعتهم أوقاتهم في اللعب والخوض في الباطل، وتوعدهم بالعذاب.

7- المفاضلة بين الأعمال

     بسبب الوقت

ومن اهتمام القرآن بالوقت واعتنائه به أنه فاضل بين بعض الأعمال بسبب الوقت والتبكير فيه، ومنه

قال الله تعالى:

﴿ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾

الحديد:١٠

لا يستوي في الأجر والمثوبة منكم مَن أنفق من قبل فتح “مكة” وقاتل الكفار، أولئك أعظم درجة عند الله من الذين أنفقوا في سبيل الله من بعد الفتح وقاتلوا الكفار، وكلا من الفريقين وعد الله الجنة، والله بأعمالكم خبير لا يخفى عليه شيء منها، وسيجازيكم عليها.

8 – معوقات استثمار الوقت

أشار القرآن الكريم إلي معوقات استثمار الوقت ، وذلك لخطورتها في إضاعة الوقت وإذهابه ، منها الأتي

1- طول الأمل

أول هذه المعوقات وأخطرها على الوقت والانتفاع به هو طول الأمل ،

في البقاء في الدنيا والانشغال بها، فيلهي ذلك عن الآخرة، ولا يزال في الآمال الفارغة والتمنيات الباطلة في عدم البعث والحساب حتى يأتي أجله ويري من الله ما يوعد به .

قال الله تعالى:

﴿ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾

الحجر:٣

والسبب في طول الأمل عند هؤلاء، واغترارهم به عدم رجائهم للقاء الله وحسابه .

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ﴾

يونس:٧

﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ﴾

النبأ:٢٧

ولو علموا يقينا أنهم محاسبون، وبين يدي الله موقوفون، وأن أعمارهم بيد الله متى شاء أنهاها وقبض أرواحهم، وأن طول العمر -ولو بلغ ما بلغ- مع سوء العمل لا ينفعهم شيئا، لما اغتروا بذلك.

2- الجهل بقيمة الوقت

ومن أعظم أسباب إضاعة الوقت الجهل بقيمته، ولو فكر الإنسان في أن ما مضى من الوقت لن يعود ولا يعوض، لما ضيع عمره ووقته في الباطل واللهو واللعب وتفاهات الأمور.

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ . قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ. قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

المؤمنون:١١٢-١١٤

ويُسْألُ الأشقياء في النار: كم بقيتم في الدنيا من السنين؟ وكم ضيَّعتم فيها من طاعة الله؟ قالوا لِهول الموقف وشدة العذاب: بقينا فيها يومًا أو بعض يوم، فاسأل الحُسَّاب الذين يعدُّون الشهور والأيام. قال لهم: ما لبثتم إلا وقتًا قليلا لو صبرتم فيه على طاعة الله لفزتم بالجنة، لو كان عندكم علم بذلك؛ وذلك لأن مدة مكثهم في الدنيا قليلة جدا بالنسبة إلى طول مدتهم خالدين في النار.

قال الله تعالى:

﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ﴾

الروم:٥٥

ويوم تجيء القيامة ويبعث الله الخلق من قبورهم يقسم المشركون ما مكثوا في الدنيا غير فترة قصيرة من الزمن، فإنهم يستقلون وقت مكثهم في الدنيا، حتى كأنه قدر ساعة عندهم .

3- ضعف الإرادة والعزيمة

من أهم أسباب استغلال الوقت والانتفاع به وجود الإرادة القوية والعزيمة الصادقة، وبدونهما يضيع الوقت هباء منثورا، وكلما قويت إرادة العبد واشتدت عزيمته كلما استثمر أكبر قدر من الوقت، والعكس صحيح، فكلما ضعفت هذه الإرادة وقلت العزيمة كلما ضاعت الأوقات سدى.

وقد أشار الله تعالى إلى لزوم تحقق الإرادة في الانتفاع بالوقت.

قال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾

الفرقان:٦٢

أخبر الله تعالى أنه جعل الليل والنهار متعاقبَيْن يَخْلُف أحدهما الآخر لمن أراد أن يعتبر بما في ذلك إيمانًا بالمدبِّر الخالق، أو أراد أن يشكر لله تعالى على نعمه وآلائه. وقد خص الله الانتفاع بذلك لمن كانت لديه إرادة قوية، وعزيمة صادقة، أو رغبة في شكر الخالق تعالى.

4- نسيان الآخرة

من أهم معوقات استثمار الوقت نسيان الآخرة وما أعده الله تعالى فيها من النعيم المقيم لمن أطاعه والتزم أوامره، وما توعد به من العذاب الأليم الدائم لمن عصاه وخالف أوامره، فيترك العبد العمل لها، ويضيع أوقاته في الشهوات والملهيات .

قال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾

الأعراف:٥١

فوصف الله تعالى حالهم في اتخاذهم الدين لهوا ولعبا، واغترارهم بالدنيا وزينتها وزخرفها عما أمروا به من العمل للدار الآخرة، ثم أخبر تعالى بأن عقابهم يكون من جنس عملهم، فكما نسوا الآخرة وغفلوا عنها، فسيعاملهم معاملة من ينساهم، ويتركهم في العذاب.

وقد بين الله تعالى بعض الملهيات التي تنسي الدار الآخرة والاستعداد لها.

قال الله تعالى:

﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ . حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴾

التكاثر:١-٢

شغلتكم المباهاة والمفاخرة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربكم وما ينجيكم من سخطه

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾

المنافقون:٩

لا تشغلكم أموالكم التي تعتنون بجمعها وتحصيلها، ولا أولادكم الذين هم أشهى ثمرات حياتكم، لا يشغلكم ذلك عن أداء ما كلفكم سبحانه بأدائه من طاعات، وخص الأموال والأولاد بتوجه النهي عن الاشتغال بهما اشتغالًا يلهي عن ذكر الله، لأنهما أكثر الأشياء التي تلهي عن طاعة الله تعالى.

9 – الوقت في الأحكام الشرعية

هناك ارتباط وثيق بين الوقت والكثير من التشريعات المختلفة في مجال العبادات، والكفارات، والمعاملات، وأحكام الأسرة، والآداب، والأذكار، والأدعية .

أولًا: العبادات

ارتبطت العديد من العبادات بالوقت ارتباطًا وثيقًا ، منها

– الصَّلَاةَ

الصلاة لها أوقاتًا محددة مضبوطة لا يجوز تقديمها أو تأخيرها عنها

قال الله تعالى:

﴿ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾

النساء: 103

أي: مفروضة في وقتها، لا تصح إلا به

– الصيام

وقد بين الله تعالى وقته الواجب من كل عام وهو شهر رمضان

قال الله تعالى:

﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾

البقرة: 185

كما بين تعالى وقت الصيام المحدد من كل يوم من أيام الشهر

قال الله تعالى:

﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ  ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾

البقرة:١٨٧

أي: أباح تعالى للمؤمنين الأكل والشرب، في أي وقت من الليل إلى أن يتبين ضياء الصباح من سواد الليل، وهو وقت أذان الفجر، فيمسك الصائم من أذان الفجر إلى وقت أذان المغرب، عند غروب الشمس،

– الحج

بين تعالى أن للحج أوقات معينة معلومة لا يؤدى الحج في غيرها

قال الله تعالى:

﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾

البقرة: 197

وهي شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجة، وقيل: كله

– الزكاة

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾

التوبة:٦٠

الزروع فتخرج زكاتها وقت الحصاد

قال الله تعالى:

﴿ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ﴾

الأنعام:١٤١

وهكذا يراقب المؤمن الوقت في زكاته، فإذا حان وقت الحصاد أدى زكاة زروعه، وإذا حال الحول على أمواله إذا كانت من أصناف الزكاة، دفع زكاته منها.

ثانيًا: الكفارات

ارتبطت العديد من الكفارات بالوقت، ومن هذه الكفارات التي ارتبطت بالوقت:

– كفارة اليمين

ومن اعتبار الوقت في الكفارات ما جاء في كفارة اليمين

قال الله تعالى:

﴿ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾

المائدة:٨٩

فبين تعالى أن كفارة اليمين المنعقدة الموثقة بالقصد والنية إذا حنث صاحبها فيها تكون بإحدى ثلاثة أمور على التخيير بينها، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم من أوسط ما يطعم الحانث في يمينه أهله، ، أو أن يعتق رقبة، ثم بين تعالى ما ينبغي فعله على الحانث الذي لم يجد شيئا من الأمور المذكورة، وأنه يصوم ثلاثة أيام، فيكون صيامه كفارة لحنثه في اليمين .

– كفارة القتل

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾

النساء:٩٢

ولا يحق لمؤمن الاعتداء على أخيه المؤمن وقتله بغير حق، إلا أن يقع منه ذلك على وجه الخطأ الذي لا عمد فيه، ومن وقع منه ذلك الخطأ فعليه عتق رقبة مؤمنة، وتسليم دية مقدرة إلى أوليائه، إلا أن يتصدقوا بها عليه ويعفوا عنه. فإن كان المقتول من قوم كفار أعداء للمؤمنين، وهو مؤمن بالله تعالى، فعلى قاتله عتق رقبة مؤمنة، وإن كان من قوم بينكم وبينهم عهد وميثاق، فعلى قاتله دية تسلم إلى أوليائه وعتق رقبة مؤمنة، فمن لم يجد القدرة على عتق رقبة مؤمنة، فعليه صيام شهرين متتابعين؛ ليتوب الله تعالى عليه. وكان الله تعالى عليما بحقيقة شأن عباده، حكيمًا فيما شرعه لهم.

– كفارة الظهار

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ . فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ﴾

المجادلة:3- 4

والذين يحرِّمون نساءهم على أنفسهم بالمظاهَرة منهن، ثم يرجعون عن قولهم ويعزمون على وطء نسائهم، فعلى الزوج المظاهِر- والحالة هذه- كفارة التحريم، وهي عتق رقبة مؤمنة قبل أن يطأ زوجته التي ظاهر منها، ذلكم هو حكم الله فيمن ظاهر مِن زوجته توعظون به، أيها المؤمنون ، ولكي لا تعودوا إليه، والله لا يخفى عليه شيء من أعمالكم، وهو مجازيكم عليها. فمن لم يجد رقبة يُعتقها، فالواجب عليه صيام شهرين متتاليين من قبل أن يطأ زوجه، فمن لم يستطع صيام الشهرين لعذر شرعي، فعليه أن يطعم ستين مسكينًا ما يشبعهم.

ثالثًا: المعاملات

ارتبطت العديد من المعاملات بالوقت، وسوف نذكر نماذج من هذه المعاملات التي ارتبطت بالوقت.

1- الدين

وفي كتابة الدين وتوقيته بأجل معين إلزام للمدين بأدائه، وهكذا يظل المؤمن في مراقبة للوقت، سواء أكان دائنا لاستيفاء حقه، أو مدينا لأداء ما عليه.

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ﴾

البقرة:٢٨٢

2- الإجارات

عقد على منفعة معلومة مباحة بعوض معلوم إلى مدة معلومة، أو عمل معلوم بعِوَض معلوم.

وقد دل القرآن الكريم على أن الإجارة مشروعة

قال الله تعالى:

﴿ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ﴾

الطلاق: 6

فإن أرضعن لكم أولادهن منكم بأجرة، فوفوهن أجورهن .

ومما يدلل على ارتباط الإجارة بالوقت قصة موسى عليه السلام مع صاحب مدين.

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ  ﴾

القصص:٢٧

قال صاحب مدين وهو أبو المرأتين اللتين سقى لهما موسى: إني أريد أن أزوجك إحدى ابنتي الحاضرتين أمامك، فانظر من يقع اختيارك عليها منهما، على أن تكون أجيرًا لي ثماني سنوات ترعى لي فيها غنمي .

3- المواثيق والعهود

أمر الله تعالى بالوفاء بالعهود والالتزام بها.

قال الله تعالى:

﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾

الإسراء:٣٤

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾

المائدة:١.

والمراد بالعقود ما يعقدونه فيما بينهم من عقود الأمانات والمعاملات ونحوها مما يجب الوفاء به ، والوقت ملزمًا في العهود التي يلزم المتعاهد نفسه بأدائها في وقت معين ، حتي مع الكفار والأعداء.

قال الله تعالى:

﴿ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾

التوبة : ٤

4 – أحكام الأسرة

أ – العِدَد

ومنها:

– عدة المطلقة

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ﴾

الطلاق:١

وقد بين الله تعالى العدد التي يجب على المرأة المطلقة أن تعتدها وأنوعها، فمنها

– عدة المطلقة المدخول بها

قال الله تعالى:

﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾

البقرة:٢٢٨

أي: لينتظرن عن النكاح ثلاثة قروء تمضي من حين الطلاق، والقروء: جمع قرء بفتح القاف وهو الطهر أو الحيض

– أما الآيسة والصغيرة فعدتهن ثلاثة أشهر، وأما الحوامل فعدتهن أن يضعن حملهن.

قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾

الطلاق:٤

– عدة المتوفى عنها زوجها

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ﴾

البقرة:٢٣٤

أي: إذا توفي الزوج مكثت زوجته متربصة أربعة أشهر وعشرة أيام وجوبًا

ب – الإيلاء

وهو اليمين على ترك وطئ زوجته مدةً مثل: والله لا أجامعك أربعة أشهر.

قال الله تعالى:

﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

البقرة:٢٢٦

للذين يحلفون بالله أن لا يجامعوا نساءهم، انتظار أربعة أشهر، فإن رجعوا قبل فوات الأشهر الأربعة، فإن الله غفور لما وقع منهم من الحلف بسبب رجوعهم، رحيم بهم.

ج – الحمل والإرضاع

بين تعالى أن مدة فصال المولود أي: تربيته وإرضاعه بعد وضعه في عامين

قال الله تعالى:

﴿ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ﴾

الأحقاف:١٥

﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ﴾

لقمان:١٤

5 – الأذكار والأدعية

ذكر الله تعالى مستحب في جميع الأوقات، ولكن يزداد استحبابه في أوقات مخصوصة .

– لنبيه زكريا عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾

آل عمران:٤١

– لنبينا محمد عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾

غافر:٥٥

لعموم المؤمنين

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا . وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾

الأحزاب:٤١-٤٢

فأمر الله تعالى بذكره عموما في كل وقت، ثم خص فيه بعض الأوقات تنبيها على شرف العبادة فيها، فذكر تعالى من ذلك وقتين:

الأول: وهو وقت الغداة أو الإبكار، وهو أول النهار، وهو ما بين طلوع الفجر إلى الضحى.

والثاني: العشي أو الأصيل وهو آخر النهار، وهو «ما بين العصر إلى المغرب

10 – أوقات فاضلة

ورد في القرآن الكريم ذكر بعض الأوقات المخصوصة وبيان فضلها، وذلك تنبيها عليها وحضا على الانتفاع بها واغتنامها، و منها

1- شهر رمضان

قال الله تعالى:

﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ﴾

البقرة:١٨٥

فبين تعالى شرف هذا الشهر من بين سائر الشهور، باختياره من بينهن لإنزال القرآن العظيم فيه.

2- ليلة القدر

وقد أنزل الله تعالى سورة كاملة في بيان فضلها، هي سورة القدر، أنها الليلة التي أنزل فيها القرآن.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾

القدر:١

3- الأشهر الحرم

وهي أربعة أشهر: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب .

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ﴾

التوبة:٣٦

سميت حرما لزيادة حرمتها، وتحريم القتال فيها

4- يوم الجمعة

وقد سمى الله تعالى سورة من كتابه باسمه (سورة الجمعة)، جاء فيها ذكر يوم الجمعة

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

الجمعة:٩

وهو أفضل أيام الأسبوع

 

 

 

Share This