1- مفهوم الوراثة

الوراثة هي كل ما يتركه الأجيال لمن بعدهم، ماديا كان أو معنويا، فالمال إرث، والدين إرث، والعلم إرث، والأخلاق إرث.

قال الله تعالى:

﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ ﴾

الأعراف 169

فجاء من بعد هؤلاء خَلْفٌ ورثوا التوراة عن آبائهم .

2- كلمة الوراثة

        في

   القرآن الكريم

وردت كلمة (ورث) وصيغها  في القرآن الكريم (٣٥) مرة. والصيغ التي وردت، هي:

– الفعل الماضي

ورد ١٣ مرة

قال الله تعالى:

﴿ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ ﴾

النساء:١١

– الفعل المضارع

ورد ١2 مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ ﴾

النساء:١٧٦

– اسم الفاعل

ورد ٦ مرات

قال الله تعالى:

﴿ أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ﴾

المؤمنون:١٠

– الاسم

ورد ٤ مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

الحديد:١٠

وجاءت الوراثة في القرآن الكريم بمعني أن يكون الشيء لقوم ثم يصير إلى آخرين .

3- كلمات ذات صلة

    بكلمة الوراثة

– الوصية

الوصية هي التبرعً بإرادة الموصي .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ﴾

النساء : 12

– التركة

هو ما يتركه الميت من ممتلكاته بعد موته

قال الله تعالى:

﴿ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ ﴾

النساء: ١١

﴿ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ ﴾

النساء: ١2

4 – الوراثة في حق الله تعالى

أ- الله تعالى هو الوارث

أخبر الله تعالى أنه الوارث ، فالله وراث الخلق أجمعين لأنه الباقي بعدهم وهم الفانون ، و الوارث صفه فعل من أفعال الله تعالى .

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾

مريم: ٤٠

وقد ورد الاسم في القرآن في مواضع متعددة وصيغ شتى:

1- بصيغة الجمع

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ﴾

الحجر: ٢٣

﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾

القصص: ٥٨

ونحن نرث الأرض ومن عليها بأن نميت جميعهم فلا يبقى حي سوانا إذا جاء ذلك الأجل.

و في دعاء زكريا

قال الله تعالى:

﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾

الأنبياء: ٨٩

2- بصيغة الفعل

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾

مريم: ٤٠

3- بصيغة المصدر

قال الله تعالى:

﴿ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

آل عمران: ١٨٠

﴿ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

الحديد: ١٠

ب – إستخدام اسم الله الوارث

في

القرآن الكريم

1- عند الدعاء

فكان من دعاء زكريا عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾

الأنبياء: ٨٩

فاستجاب الله دعاءه

قال الله تعالى:

﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾

الأنبياء: ٩٠

النية الصالحة في طلب الذرية، وأنه كما يسأل الله الذرية فيسأله أن يورثه من يخلفه بخير

قال الله تعالى:

﴿ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾

مريم: ٦

2- الحث على الإنفاق في سبيل الله

في ذم الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله وحبسه وعدم الإنفاق منه، وبيان مالهم في الآخرة من العقوبة .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ  وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾

آل عمران: ١٨٠

ولا يظنن الذين يبخلون بما أنعم الله به عليهم تفضلا منه أن هذا البخل خير لهم، بل هو شرٌّ لهم؛ لأن هذا المال الذي جمعوه سيكون طوقًا من نار يوضع في أعناقهم يوم القيامة. والله سبحانه وتعالى هو مالك الملك، وهو الباقي بعد فناء جميع خلقه، وهو خبير بأعمالكم جميعها، وسيجازي كلا على قدر استحقاقه.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ﴾

الأنعام: ٩٤

ولقد جئتمونا للحساب والجزاء فرادى كما أوجدناكم في الدنيا أول مرة حفاة عراة، وتركتم وراء ظهوركم ما مكنَّاكم فيه مما تتباهون به من أموال في الدنيا .

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾

الحديد: ٧

وأنفقوا مما رزقكم الله من المال واستخلفكم فيه، فالذين آمنوا منكم أيها الناس، وأنفقوا من مالهم، لهم ثواب عظيم.

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ ﴾

الحديد: ١٠

و في الحث على الإنفاق والدعوة إليه وأنه المال الذي أورثه الله إياه إن لم يدخره المؤمن لنفسه بالإنفاق، فإنه صائر إليه سبحانه .

ج – آثاراسم الله الوراث

علي الآنٍسان

والمتأمل في سياق الآيات التي وردت في لفظ الوراثة في حق الله يتلمس ما يورثه هذا الاسم من آثارٍ ومعانٍ تزيد في إيمان العبد، ومن ذلك:

1- الإ يمان أن الملك الحقيقي

لله الواحد القهار

الذي ما من ملك ملكٍ طال ملكه أم قصر إلا وهو راجع إليه سبحانه، وهذا المعنى يورث في النفس تعظيم الله وتقديره حق قدره .

قال الله تعالى:

﴿ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ . الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾

غافر: ١٦ – ١٧

2- إن السعي في الدنيا هوالتقرب إلى

الله تعالى بما يرضيه ويقرب إليه

فإن كان ملوك الدنيا يملكون ملكًا نسبيًّا في الدنيا، فيوم القيامة ملك الله الذي اختص به لنفسه

قال الله تعالى:

﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾

الفاتحة: ٤

وهو سبحانه يورث جنته في ذلك اليوم المتقين من عباده

قال الله تعالى:

﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾

مريم: ٦٣

3- تهيئة النفس وتربيتها أن تكون من

الذين يورثهم الله الأرض فيعملون

فيها بتحقيق العبودية

فما من جيل يقدم إلا وقد أورثه الله ديار وتراث من سبقه، فهل سيعمل فيها بما يرضي الله تبارك وتعالى.

وقد حذر الله عباده من ذلك

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾

المائدة: ٥٤

فالإيمان بأن الله هو الوارث وهو الذي يورث من يشاء من عباده تجعل العبد بل الأمة جمعاء على قدر من التأهيل الإيماني والاستعداد العملي لحمل هذه الأمانة إذا ورثوها.

4- عدم الاغترار بقوة الباطل وانتشاره

فإن الله تعالى له بالمرصاد، وسيأتي الوقت الذي يزهقه الله فيه ويورث عباده المؤمنين ديار الكافرين ويمكنهم فيها.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾

الأنبياء: ١٠٥

فقد يغلب على الأرض جبارون وظلمة وطغاة، وقد يغلب عليها همج وغزاة، وقد يغلب عليها كفار فجار يحسنون استغلال قوى الأرض وطاقاتها استغلالا ماديا ولكن هذه ليست سوى تجارب الطريق، فلا يغتر العبد بهذه القوة، فالوراثة الأخيرة هي للعباد الصالحين الذين يجمعون بين الإيمان والعمل الصالح.

قال الله تعالى:

﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾

الأعراف: ١٣٧

5- عدم الاغترار بالدنيا و

الحذر من الركون إليها

أن الدنيا مآلها إلى فناء ولا يبقى إلا ما قدمه العبد لنفسه يوم القيامة ،

قال الله تعالى:

﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾

القصص: ٥٨

وكثير من أهل القرى أهلكناهم حين أَلْهَتهم معيشتهم عن الإيمان بالرسل، فكفروا وطغَوْا، فتلك مساكنهم لم تُسكن من بعدهم إلا قليلا منها، وكنا نحن الوارثين للعباد نميتهم، ثم يرجعون إلينا، فنجازيهم بأعمالهم.

5- أنواع الوراثة

       في

   القرآن الكريم

أنَّ الله تعالى هو الوارِث ، وهو الَّذي يُورث ما يَشاء لعباده . وقد يطلق على الإنسان في حال إرثه  شيئا ما وارث ، وليس له إلا التصرف الصوري والملك المجازي ، مثل وراثته الأتي ..

أولًا: الوراثة الدنيوية

فى الدنيا يمكن أنَّ يرث الإنسان الأتي

أ – وراثة الكتاب

بمعنى توارث الأمة الكتاب الالهى .

قال الله تعالى:

 ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ )

الاعراف 169

 ( وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ )

الشورى 14

( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ )

غافر 53

( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا )

فاطر32

ب – وراثة النبوة

تسلسل الأنبياء من ذرية بعضَهم من بعضَ .

قال الله تعالى:

 ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ )

النمل 16

 ( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً . يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً  )

مريم  5 – 8

( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ﴾

مريم: ٥٨

﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ﴾

الحديد: ٢٦

﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ . ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾

آل عمران: ٣٣- 34

وإنما خص الله تعالى هؤلاء الأنبياء الكرام بالذكر لأن الأنبياء والرسل من نسلهم.

ت – وراثة الأرض

بمعنى الاستخلاف فى الأرض

قال الله تعالى:

 ( أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ )

الاعراف  100

إستخلاف بنى إسرائيل فورثوا ملك فرعون

قال الله تعالى:

( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ )

القصص 4 – 6

( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )

الاعراف 128

 ( فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ .  كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ  )

الشعراء 57 – 59

 ( كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ .  وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ .  وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ .  كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ )

الدخان 25- 28

وصفاتِ ورثه الأرض في القرآن الكريم ، هى

قال الله تعالى:

﴿ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ . وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴾

إبراهيم: ١٣ – ١٤

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾

النور: ٥٥

﴿ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾

الأعراف: ١٢٨

ث – وراثة التركة

كان العربُ في الجاهلية قبلَ الإسلام يُورِّثون الرجالَ دون النساء، والكبارَ دون الصغار، فأبطَلَ اللهُ تعالى ذلك ، فكان أول ما نزل في المورايث التالي

قال الله تعالى:

﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾

النساء: ٧

فكان من الحكمة أن تأتي آية تشريع المواريث ممهدة لبيان الأحكام التفصيلية، لتهيئ النفوس لقبول حكم الله والإذعان له. ثم جاء الحديث عن المواريث ومقاديرها مفصلة

قال الله تعالى:

﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ  فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا . وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾

النساء: ١١-١٢

ثم جاء بيان بعض أحكامها

قال الله تعالى:

﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ  إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ  يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

النساء: ١٧٦

وقد تضمنت هذه الآيات جملة من مسائل المورايث موضعها في كتب الفقه، وأحكام القرآن.

ثانيًا: الوراثة الأخروية

أن سنة الله في وراثة الحياة الدنيا، قرون تليها قرون، وأجيال ترثها أجيال، وأحياء يرثون أمواتًا، وهكذا تمضي الحياة منذ خلق الله آدم حتى يأتي اليوم الذي أخبر الله عنه

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾

مريم: ٤٠

أما في الأخرة فيرث الآنسان الأتي ..

1- وراثة الجنة

أنَّ الله تعالى جعل الجنَّة ثوابًا للمتَّقين، وهو يُورثهم إيَّاها

قال الله تعالى:

( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً  )

مريم 63

( وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )

الاعراف 43

( وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ  )

الزخرف 72

( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ  )

الانبياء 105

( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ )

الزمر74

وصفاتِ ورثه الجنَّة ،هى

قال الله تعالى:

( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ . أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ . الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  )

المؤمنون 1- 11

2- وراثه المسئولية عن الأقوال والأفعال

قال الله تعالى:

( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً . أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً .  كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنْ الْعَذَابِ مَدّاً .  وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً  )

مريم  77- 80

أعَلِمْت – أيها الرسول – وعجبت من هذا الكافر وأمثاله؟ إذ كفر بآيات الله وكذَّب بها وقال: لأعطينَّ في الآخرة أموالا وأولادًا. أطَّلَع الغيب، فرأى أن له مالا وولدًا، أم له عند الله عهد بذلك؟ ليس الأمر كما يزعم ذلك الكافر، فلا علم له ولا عهد عنده، سنكتب ما يقول مِن كذب وافتراء على الله، ونزيده في الآخرة من أنواع العقوبات، كما ازداد من الغيِّ والضلال. ونرثه مالَه وولده، ويأتينا يوم القيامة فردًا وحده، لا مال معه ولا ولد.

قال الله تعالى:

﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ  وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾

التغابن: ٧

ادَّعى الذين كفروا بالله باطلا أنهم لن يُخْرَجوا من قبورهم بعد الموت، قل لهم -أيها الرسول-: بلى وربي لتُخْرَجُنَّ من قبوركم أحياء، ثم لتُخْبَرُنَّ بالذي عملتم في الدنيا، وذلك على الله يسير هيِّن.

 

Share This