1- مفهوم الهوى

الهوى هومحبة الإنسان الشيء وغلبته على قلبه .

2- كلمة الهوى

     في

القرآن الكريم

وردت كلمة (الهوي) وصيغها في القرآن الكريم (٣٢) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل المضارع

ورد ٤مرات

قال الله تعالى:

( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ )

النجم: 23

– المصدر

ورد ٢٨ مرة

قال الله تعالى:

( وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )

ص:٢٦

وجاء الهوى في القرآن الكريم بمعني ما تميل إليه النفس وتشتهيه.

3- الكلمات ذات الصلة

    بكلمة الهوى

– الشهوات

الشهوات هى كل شيءٍ من المعاصي يضمره صاحبه ويصر عليه وإن لم يعمله

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾

الأعراف 81

– المحبة

هو ميل الطبع للشيء وغلبته على قلبه .

قال الله تعالى:

﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ ﴾

آل عمران 14

– الشبهات

الشبهات هي ما التبس أمره، فلا يدري أحلال هو أم حرام، وحق هو أم باطل .

4- النهي عن اتباع الهوى

تنوعت أساليب القرآن في النهي عن اتباع الهوى وسوف نتناولها بالبيان فيما يأتي.

أولًا: أسلوب الطلب

وهذا الأسلوب استخدمه القرآن كثيرًا في التحذير من اتباع الهوى، ومن خلال النظر في آيات التحذير من اتباع الهوى في القرآن نجد أنه لم يأت إلا بأسلوب النهي .

قال الله تعالى:

( فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا )

النساء: ١٣٥

فلا يحملنَّكم الهوى والتعصب على ترك العدل

قال الله تعالى:

( وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )

ص: ٢٦

ولا تتبع الهوى فيُضلك ذلك عن دين الله وشرعه

قال الله تعالى:

( وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ )

الأنعام: ١٥٠

ولا تتبع الذين لا يصدقون بالحياة الآخرة ولا يعملون لها

قال الله تعالى:

( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )

الكهف: ٢٨

ولا تُطِعْ من جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا، وآثَرَ هواه على طاعة مولاه، وصار أمره في جميع أعماله ضياعًا وهلاكًا.

ثانيًا: وصف متبعي الهوى بأقبح الصفات

المتأمل لآيات القرآن الكريم يجد أن الله سبحانه وتعالى ذم اتباع الهوى، وبين خطورته بأكثر من سبيل، ومن هذا وصف متبع الهوى بصفات عديدة، تدل على عظم جرمه، وشنيع فعله، وفيما يلي عرض لهذه الأوصاف:

1- الضلال

أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه أن من صفات متبع الهوى: الضلال وعدم الهداية

قال الله تعالى:

( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ )

القصص: ٥٠

ولا أحد أكثر ضلالا ممن اتبع هواه بغير هدى من الله.

2- الظلم

من الأوصاف التي وصف الله بها متبع الهوى أنه ظالم.

قال الله تعالى:

﴿ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾

الروم: ٢٩

ووصف اتباع الهوى بالظلم لأنهم اتبعوا أهواءهم بتقليد آبائهم بغير علم، فشاركوهم في الجهل والضلالة .

3- الاستكبار

وهذه من الأوصاف التي وصف الله بها متبع الهوى

قال الله تعالى:

﴿ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ ﴾

البقرة: ٨٧

أفكلما جاءكم رسول بوحي من عند الله لا يوافق أهواءكم، استعليتم عليه

4- التكذيب بالحق

من الصفات التي وصف الله بها متبع الهوى التكذيب بالحق

قال الله تعالى:

﴿ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴾

القمر: ٣

وكذَّبوا النبي صلى الله عليه وسلم، واتبعوا ضلالتهم وما دعتهم إليه أهواؤهم من التكذيب .

5- الجهل وعدم العلم

شرع الله ظاهر وواضح لا لبس فيه، ولا غموض، ومن ابتعد وانحرف عنه، فهو لا شك ينطوي على جهل كبير؛ ولذا كانت من الصفات التي وصف الله بها متبع الهوى في القرآن أنه جاهل عديم العلم.

قال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

الجاثية: ١٨

ثم جعلناك – أيها الرسول- على منهاج واضح من أمر الدين، فاتبع الشريعة التي جعلناك عليها، ولا تتبع من استولى عليهم الجهل، واستبد بهم العمى، فانقادوا لأهوائهم .

ثالثًا: الوعد بالجنة لمن نهى النفس عن الهوى

استحضار الأجر والثواب من أكثر ما يعين الإنسان على الفعل، ويدفعه للصبر على لأوائه ومتاعبه، وتحمل مشاقه ومصاعبه؛ ولذا فمن الأساليب التي اتبعها القرآن في النهي عن الهوى الوعد بالجنة لمن نهى النفس عن الهوى.

قال الله تعالى:

﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴾

النازعات: ٤٠ – ٤١

ونهي النفس عن الهوى مكابدة وحرمان من لذائذ وشهوات الدنيا؛ لذا كان المقابل أن تجازى بالجنة .

رابعًا: النهي عن طاعة أصحاب الهوى ومجالستهم

ذكرنا فيما سبق أن القرآن الكريم تنوعت أساليبه في النهي عن اتباع الهوى، وكل ذلك لبيان خطره، والتنفير منه بشتى الصور التي تعين المرء على إدراك مدى بشاعته. ومن هذه الأساليب النهي عن طاعة أصحاب الهوى.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾

الكهف: ٢٨

5- مجالات اتباع الهوى

لاتباع الهوى مجالات متعددة نوضحها فيما يأتي:

أولًا: العقائد

للهوى آثار جسيمة، ومخاطر كبيرة؛ ولكن أثر الهوى على العقائد من أعظمها وأخطرها؛ لأنها هي التي يترتب عليها دخول المرء في حظيرة الإيمان أو خروجه منها، ولقد تحدث القرآن عن ذلك في أمرين: توحيد الله، الإيمان باليوم الآخر، وفيما يلي عرض لذلك:

1- توحيد الله

لقد عبر القرآن الكريم عن متبع الهوى في العقائد أن الهوى إله يعبد من دون الله تعالى.

قال الله تعالى:

﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾

الفرقان: ٤٣

انظر – أيها الرسول – متعجبًا إلى مَن أطاع هواه كطاعة الله، أفأنت تكون عليه حفيظًا حتى تردَّه إلى الإيمان؟

قال الله تعالى:

﴿ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾

الروم:  ٢9

بل اتبع المشركون أهواءهم بتقليد آبائهم بغير علم، فشاركوهم في الجهل والضلالة .

2- اليوم الآخر

اليوم الآخر من المحاور الكبرى للعقيدة الإسلامية، وهو من المجالات التي ظهر فيها اتباع الأهواء بشكل كبير، ومما حدثنا القرآن فيه عن ذلك

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ . فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ﴾

طه: ١٥-١٦

إن الساعة التي يُبعث فيها الناس آتية لا بد من وقوعها، أكاد أخفيها من نفسي، فكيف يعلمها أحد من المخلوقين؛ لكي تُجزى كل نفس بما عملت في الدنيا من خير أو شر. فلا يصرفنَّك عن الإيمان بها والاستعداد لها مَن لا يصدق بوقوعها ولا يعمل لها، واتبع هوى نفسه، فكذَّب بها، فتهلك.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ  ﴾

الأنعام: ١٥٠

ولا توافق الذين حكَّموا أهواءهم، فكذبوا بآيات الله فيما ذهبوا إليه من تحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله، ولا تتبع الذين لا يصدقون بالحياة الآخرة ولا يعملون لها، والذين هم بربهم يشركون فيعبدون معه غيره.

ثانيًا: الاتباع

العبد في هذه الحياة مأمور بالطاعة والاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾

الأنفال: ٢٤

ولكن هذه الطاعة لله والرسول والاستجابة لأمرهما التي يجب على العبد النهوض بها من المجالات التي تتدخل فيها الأهواء بشكل كبير.

قال الله تعالى:

﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾

القصص: 50

﴿ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾

الروم: 29

﴿ أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴾

محمد: 14

جاءت هذه الآيات لتبين أن الحق في هذا القرآن بين، وأن حجة هذا الدين واضحة، فما يتخلف عنه أحد يعلمه إلا أن يكون الهوى هو الذي يصده .

ثالثًا: الحكم والقضاء

القضاء والحكم بين الناس من المجالات التي يظهر فيها اتباع الهوى بشكل كبير، ويترتب عليها آثار خطيرة في الدماء أو الأموال أو الأعراض؛ ولذا أكد القرآن على خطر هذا الأمر في غير ما موضع.

قال الله تعالى:

﴿ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ﴾

المائدة: ٤٨

﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾

المائدة: ٤9

﴿ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾

ص: ٢٦

وهكذا يظهر مدى خطورة أمر اتباع الهوى في مجال الحكم والقضاء، وكيف أنه ينحرف بالإنسان؛ ليبعده عن العدل، ويوقعه في الجور.

رابعًا: العلم

العلم من النعم الكبرى التي يعطيها الله للعبد ويمنحها إياه ، فهو الذي ينير للمرء الدروب الحالكة، ويعصمه من ظلمات الشهوات والشبهات، ويمنحه القدرة على حسن الإبصار

قال الله تعالى:

﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾

الرعد: ١٩

ولذا طلب الله سبحانه وتعالى منا الاستزادة من العلم

قال الله تعالى:

﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾

طه: ١١٤

ولكن من أخطر الآفات التي تصد المرء عن حسن الانتفاع بالعلم وحقائقه الهوى ؛ وذلك حينما يتسلط على القلب فيفسده ويصرفه عن حقيقته وحقائقه .

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾

الأنعام: 56

قل – أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: إن الله عز وجل نهاني أن أعبد الأوثان التي تعبدونها من دونه، وقل لهم: لا أتبع أهواءكم قد ضللت عن الصراط المستقيم إن اتبعت أهواءَكم، وما أنا من المهتدين.

وهكذا يظهر أثر الهوى في صده المرء عن التمسك بحقائق العلم الظاهرة، وبيناته القاطعة، وحججه الواضحة .

6 – عواقب إِتباع الهويَ

من أعظم الأمور وأكثرها تأثيرًا في انصراف الإنسان عن أي خطأ معرفة الإنسان بعاقبة الخطأ الذي يفعله، وقد ذكر القرآن أمورًا كثيرة توضح شناعة عاقبة اتباع الهوى، ولا شك أن استحضارها وتأملها من أكثر ما يعين العبد على مقاومة الهوى ومدافعته، ومن عواقب اتباع الهوى ما يلي:

1– خسران ولاية الله ونصرته

ومن أضرار اتباع الهوى أن يخسر المؤمن ولاية الله ونصرته له، فيكله إلى نفسه يتخبط في كل اتجاه، لا يعرف صوابا من خطأ، ولا حقا من باطل .

قال الله تعالى:

 ( وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ )

البقرة: ١٢٠

في هذة الآية يظهر حرمان العبد من ولاية ربه إذا أعرض عن هديه واتبع هواه .

2- الوقوع في الظلم

من العواقب السيئة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى لاتباع الهوى الوقوع في الظلم، فإن المنصرف عن الحق، المتبع لهواه يكون بهذا من الظالمين .

قال الله تعالى:

﴿ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾

الروم: ٢٩

وأن يؤول اتباع الهوى بصاحبه إلى الظلم فهي عاقبة موحشة

قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾

آل عمران: ٥٧

وأي خير يرتجى لمن أبغضه رب العالمين، وصرفه عن موارد الهدى، وحلت عليه لعنته، إنه لا شك خاسر في دنياه وأخراه .

3- الوقوع في الضلال

من العواقب التي ذكرها الله سبحانه وتعالى لاتباع الهوى الوقوع في الضلال والغواية .

قال الله تعالى:

( وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )

ص: ٢٦

( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾

القصص 50

وهذه عاقبة غاية في السوء؛ فالإنسان ما يضل عن هدى الله إلا ويتخبط في القلق والحيرة ، لا يستقر ولا يتوازن في خطاه، والشقاء قرين التخبط، ثم الشقوة الكبرى في دار البقاء

4- نسيان الآخرة

ومن المخاطر التي يقصها القرآن عن أصحاب الأهواء أن صاحب الهوى لا يفكر في الآخرة، فالدنيا هي همه الأول، وشغله الشاغل، فلا يفكر إلا في دنياه من جمع المال واكتساب الشهرة ونيل المناصب الدنيا، ثم هو لا يستعملها في طاعة الله

قال الله تعالى:

( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى .  فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى)

طه15-16

5 – عبادة الهوى

إن صاحب الهوى يضل به هواه ويذله حتى يعبده من دون الله تعالى

قال الله تعالى:

( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا )

الفرقان43

6- الكبر

قال الله تعالى:

( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ ﴾

البقرة 87

7- الهلاك

قال الله تعالى:

( فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ﴾

طه 16

فلا يصرفنَّك  عن الإيمان بها والاستعداد لها مَن لا يصدق بوقوعها ولا يعمل لها، واتبع هوى نفسه، فكذَّب بها، فتهلك.

8- الفسوق

قال الله تعالى:

( أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴾

محمد 14

أفمن كان على برهان واضح من ربه والعلم بوحدانيته، كمن حسَّن له الشيطان قبيح عمله، واتبع ما دعته إليه نفسه من معصية الله وعبادة غيره مِن غير حجة ولا برهان؟ لا يستوون.

9– القلب الغافل

ومن أخطر ما يصيب صاحب الهوى أن يصاب قلبه بالغفلة، فيران عليه، ويوضع بينه وبين قبول الحق حجاب مانع، وسد فاصل،

قال الله تعالى:

( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾

الكهف 28

10- الكفر

المتأمل لنصوص القرآن الكريم يجد أن اتباع الهوى هو الباعث على كُفْرِ مَنْ كَفَرَ، وعدم إيمانهم برسلهم .

– عن بني إسرائيل

قال الله تعالى:

﴿ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ﴾

المائدة: ٧٠

لقد أخذنا العهد المؤكَّد على بني إسرائيل في التوراة بالسمع والطاعة، وأرسلنا إليهم بذلك رسلنا، فَنَقَضوا ما أُخذ عليهم من العهد، واتبعوا أهواءهم  فتمردوا وكفروا ، وكانوا كلما جاءهم رسول من أولئك الرسل بما لا تشتهيه أنفسهم عادَوْه: فكذبوا فريقًا من الرسل، وقتلوا فريقًا آخر.

11- الطبع على القلب وانتكاس الفطرة

وهذا من الآثار الخبيثة التي تصيب متبع الهوى

قال الله تعالى:

﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾

الجاثية: ٢٣

أفرأيت -أيها الرسول- من اتخذ هواه إلهًا له، فلا يهوى شيئًا إلا فَعَله، وأضلَّه الله بعد بلوغ العلم إليه وقيام الحجة عليه، فلا يسمع مواعظ الله، ولا يعتبر بها، وطبع على قلبه، فلا يعقل به شيئًا، وجعل على بصره غطاء، فلا يبصر به حجج الله؟ فمن يوفقه لإصابة الحق والرشد بعد إضلال الله إياه؟ أفلا تذكرون – أيها الناس- فتعلموا أنَّ مَن فَعَل الله به ذلك فلن يهتدي أبدًا، ولن يجد لنفسه وليًا مرشدًا؟

12- اتباع الشهوات

من الآثار التي تصيب متبع الهوى الانحطاط الخلقي واتباع الشهوات؛ فصاحب الهوى عبد لشهواته وميوله، لا يتحرك إلا بأمر منها فيصيبه هذا بالانحطاط الخلقي .

قال الله تعالى:

﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا. أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾

الفرقان: ٤٣-٤٤

ولا شك أن الذي أوصل هؤلاء إلى هذه المرحلة المتدنية من الانحطاط حتى وصلوا درجة البهيمية، هو اتباع الهوى؛ فكان هذا التدني أثرًا من آثار متابعته.

12- فساد السموات والأرض

من الآثار المترتبة على مخالفة هذا الطريق واتباع الهوى فساد السموات والأرض ومن فيهن

قال الله تعالى:

﴿ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ﴾

المؤمنون: ٧١

فهذه الآية توضح أن الله عز وجل لو أجرى حكمه على وفق مراد الناس وأهوائهم؛ لاختل أمر السماوات والأرض، ولخرج عن حد الإحكام والإتقان ، وما ذلك إلا لأن خلق السموات والأرض ومن فيهن قام بالحق، والحق واحد ثابت لا يتبدل ولا يتغير، أما الأهواء فهي كثيرة ومتقلبة، تختلف باختلاف أصحابها؛ فلذلك لو خضع الكون للأهواء العارضة، والرغبات الطارئة؛ لفسد كله، ولفسد الناس معه، ولفسدت القيم والأوضاع، واختلت الموازين والمقاييس، وتأرجحت كلها بين الغضب والرضا، والكره والبغض، والرغبة والرهبة، والنشاط والخمول، وسائر ما يعرض من الأهواء والمواجد والانفعالات والتأثرات.

13- النار وبئس المصير في الآخرة

ذكر الله في كتابه الكريم أن من الآثار المترتبة على اتباع العبد للهوى النار في الآخرة .

قال الله تعالى :

﴿ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾

ص: ٢٦

وهنا يرشدنا الله عز وجل إلى أن الذين يميلون عن سبيل الله، وذلك الحق الذي شرعه لعباده، وأمرهم بالعمل به، فيجورون عنه في الدنيا لهم في الآخرة يوم الحساب عذاب شديد، على ضلالهم عن سبيل الله بما نسوا أمر الله

7- حالات الإنسان مع الهوى

وللإنسان مع هواه ثلاث أحوال

الأولى: أن يغلبه الهوى فيملكه

قال الله تعالى:

( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ )

الفرقان43

الثانية: أن يغالبه فيقهره مرة ويقهر مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾

العنكبوت69

الثالثة: أن يغلب هواه

قال الله تعالى:

( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى .  فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )

النازعات40-41

8- جزاء مِن

لمِ يتبع هواه

قد حدد الله تعالى في القرآن الكريم جزاء مِن لمِ يتبع هواه ، وهو

1- الجنة

قال الله تعالى:

( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴾

النازعات 40-41

2- الهدي

قال الله تعالى:

( قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾

الأنعام 56

9- أسباب اتباع الهوى

لاشك أن لمتبع الهوى أسباباً تدفعه لاتباع هواه, وإيثار هوى نفسه على طاعة الله

1- ضعف المعرفة بالله والدار الآخرة

لأنا لو عرفنا الله حق المعرفة وقدرنا ربنا حق قدره ما آثرنا هوانا على ما يحبه ويرضاه

قال الله تعالى:

 ﴿ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾

الحج74

ولو أدرك متبع الهوى حق الإدراك الدار الآخرة وما فيها وما اعد الله عز وجل فيها لأهل الأهواء ما تبع هواه

2- فراغ القلب من الإخلاص لله تعالى

إذا انعدم الإخلاص لله عز وجل في قلب العبد استحوذ عليه الهوى وانقطعت عنه موارد التوفيق وخرج عن الصراط السوي ووقع فيما حذر الله منه

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

الأنعام153

3- الجهل بهذا الداء الخطير

فالذي يجهل آثار الهوى ولا يدرك خطورة هذا المرض لا يميز بين باعث الهوى وما ليس كذلك فيضل عن طريق الهداية وهو لا يشعر

قال الله تعالى:

﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾

الكهف 103-104

4- الكبر والعناد

وهذا من أخطر الأسباب المؤدية إلى اتباع الهوى, والكبر

قال الله تعالى:

﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾

الفرقان50

وقد يتمادى في طاعته لهواه مع علمه ببطلانه لكن استكباره عن الرضوخ للحق أصبح مانعاً بينه وبين الانقياد لله فكان قائده هواه

قال الله تعالى:

﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾

القصص23

10- كيف تكون النجاة

من اتباع الهوي

قد حدد الله تعالى في القرآن الكريم سبل النجاة من اتباع الهوي ، وهي

1- الاستعانة بالله

الاستعانة بالله من أعظم الأسباب التي تعين العبد على تجنب الهوى والامتناع عن اتباعه كيف لا؟! وهي لجوء إلى خالق الأكوان ومدبرها سبحانه وتعالى

قال الله تعالى:

﴿ فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾

الشورى: ١٥

يجب على المؤمن أن يستعين بالله، ويتوكل عليه في أن يقيم قلبه ولا يزيغه، ويثبته على الهدى والتقوى، ولا يتبع الهوى

2- الإقبال على كتاب الله تعالى

فتجد فيه الحصانة للعقول، وفيه الشفاء للصدور

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظة مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفاء لمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَة للمُؤْمِنِينَ ﴾

يونس: 57

3- الخوف والحياء من الله

فيا من تتبع هواك فتعصي خالقك ومولاك؛ ألا تخاف الله، وهو شديد العقاب؟. ألا تستحي من الله، والله يراك؟..

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾

الأنعام:  91

4 – مجاهدة النفس

فإن النفس البشرية كالطفل الصغير في حاجة إلى تربية وتأديب، فإن أدبت نفسك وهذبتها صلحت واستقامت، وإن أهملتها وتركتها خابت وضاعت وخسرت.

قال الله تعالى:

﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى . وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا 0 فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى .  وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى0 فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾

النازعات:  37 – 41

5- التفكّر في العواقب والنتائج

وهل لاتباع الهوى إلا عواقبُ وخيمة ونتائج سيئة؟.. حين يتبع المرء هواه فيقوده إلى المهالك والمصائب والمناكر، فيسرح في هذه الدنيا لا همّ له ولا هدف له إلا أن يشبع غريزته ويلبي داعي هواه، حتى ولو كان في ذلك حتفه وهلاكه وخسرانه

قال الله تعالى:

﴿ ذرْهُمْ يَأكُلواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلههمُ ٱلأمَلُ فسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾

الحجر: 3

6- استحضار حساب الآخرة

لا شك أن من أعظم أسباب مقاومة الهوى استحضار العبد لليوم الآخر، فاستحضار الآخرة في النفس يعطي الإنسان القوة في مواجهة اتباع الهوى، وبالضد فإن نسيان الآخرة عامل كبير في اتباع الإنسان لهواه .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾

ص: ٢٦

﴿ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾

الأنعام: ١٥٠

Share This