1- مفهوم الهجرة

الهجرة هي ترك الإنسان الوطن والانتقال إلى أخر ؛ أو مفارقة الأعمال السيئة والخصال المذمومة.

قال الله تعالى:

( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ  )

العنكبوت: ٢٦

وهذه هجرةٍ لأجل الدين ولذلك جعلها هجرةً إلى ربه . فهجر أمكِنة الكفر، وهجْر الأشخاص الضالين، وهجْر الأعمال والأقوال الباطلة، وهجْر المذاهب والأقوال والآراء المخالفة لكلام الله تعالى.

2- كلمة الهجرة

     في

 القرآن الكريم

وردت كلمة (هجر) وصيغها في القرآن الكريم ٣١ مرة. والصيغ التي وردت، هي:

– الفعل الماضي

وردت ١١ مرة

قال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا ﴾

النحل:١١٠

– الفعل المضارع

وردت ٦ مرات

قال الله تعالى:

﴿ فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾

النساء:٨٩

– فعل الأمر

وردت ٤ مرات

قال الله تعالى:

﴿ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ﴾

مريم:٤٦

– المصدر

وردت  مر ة  واحد ة

قال الله تعالى:

﴿ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴾

المزمل:١٠

– اسم الفاعل

وردت ٨ مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ﴾

العنكبوت:٢٦

– اسم المفعول

وردت مر ة واحد ة

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾

الفرقان:٣٠

وجاءت الهجرة في القرآن الكريم بمعني الترك والمفارقة؛ إما بالبدن أو باللسان أو بالقلب .

3- الكلمات ذات الصلة

    بكلمة الهجرة

– الترك

الترك هو التخلي عن الشيء في المكان الذي هو فيه والانصراف عنه.

قال الله تعالى:

﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ﴾

البقرة: 17

– القطيعة

القطيعة هي ترك البر والإحسان إلى الأهل والأقارب وهي ضد الصلة.

قال الله تعالى:

﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾

محمد: 22

– الخروج

هو عبارة عن الانفصال من مكانه الذي هو فيه إلى مكان قصده، وذلك المكان تارة يكون قريبا، وتارة يكون بعيدا .

قال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴾

البقرة: 243

4- الأمر بها

أمر القرآن الكريم  بالهجرة في سبيل الله ، ووعد المهاجرين في سبيل الله بالأجر العظيم، ومنه .

قال الله تعالى:

( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ  قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا  فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )

النساء: ٩٧-٩٩

فهذه الآية كما نرى شددت على أهمية الهجرة من أرض الكفر، وحذرت من البقاء بين أظهر المشركين، وبينت خطره، وتوعدت من فعل ذلك بعقاب الله له، ما لم يكن من أهل الأعذار.

قال الله تعالى:

 ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ )

العنكبوت: 56

هذا أمر من الله لعباده المؤمنين بالهجرة من البلد الذي لا يقدرون فيه على إقامة الدين، إلى أرض الله الواسعة، حيث يمكن إقامة الدين، بأن يوحدوا الله ويعبدوه كما أمرهم .

5- أنواع الهجرة

       في

 القرآن الكريم

الهجرة في القرآن الكريم نوعان ،هما ..

أولا – الهجرة المعنوية

هي هجرة الإنسان لما حرم الله عليه ، ومنها

1- هجرة الذنوب والمعاصي

الذنوب والمعاصي من أكثر ما يهلك العبد ويخزيه في دنياه وأخراه، وقد حدثنا القرآن عن علة هلاك الأقوام السابقة .

قال الله تعالى:

﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾

العنكبوت: ٤٠

والإيمان بالله والاعتصام به من أكبر أسباب النجاة.

قال الله تعالى:

﴿ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴾

يونس: ٩٨

فهجرة المعاصي والحذر منها والاعتصام بالتوحيد لا ريب أنه من أكثر أسباب النجاة؛ لذا جاء الأمر بها في القرآن .

قال الله تعالى:

﴿ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾

المدثر: ٥

فالرجز هو المعصية ، فتكون الآية دالة على وجوب الاحتراز عن كل المعاصي؛ لأنها مسببة للعذاب، فكل ما يؤدي إلى الرجز فاهجره .

2- هجرة القوم بالمشاعر

من البلاءات العصيبة أن يكون الإنسان مؤمنًا يريد الله والدار الآخرة، ويحيا في بيئة لا تسيطر على أفرادها الغاية نفسها والهدف ذاته، ثم تفرض عليه هذه الحياة أن يعامل أفراد هذه البيئة ويخالطهم، ويتواجد معهم بجسده لسببٍ ما، فحينئذٍ لا يجد إلا أن يهجرهم بمشاعره وقلبه. وهي هجرة شرعية جعلها الله لمن عجز عن الهجرة ببدنه.

قال الله تعالى:

﴿ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴾

المزمل: 10

واصبر على ما يقوله المشركون فيك وفي دينك، وخالفهم في أفعالهم الباطلة، مع الإعراض عنهم، اتركهم تركاً لا عتاب معه.

وقد ذكر لنا القرآن بعض المواقف العملية للهجرة بالمشاعر، نذكر منها موقفين:

1- موقف إبراهيم عليه السلام ومن معه.

لما نهى الله المؤمنين في سورة الممتحنة عن موالاة الكفار ذكر قصة إبراهيم عليه السلام، وأن من سيرته التبرؤ من الكفار، فأمر المؤمنين أن يقتدوا به في هذه الهجرة القلبية

قال الله تعالى:

﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ ﴾

الممتحنة: ٤

فنلحظ من هذا الموقف أن إبراهيم عليه السلام والمؤمنين معه أعلنوا البراءة والإنكار على قومهم؛ لكفرهم بالله وعبادتهم ما سواه، وأظهروا لهم العداوة والبغضاء، جاعلين هذا شعارهم حتى ينتهي قومهم عن كفرهم ومعاصيهم.

ونلحظ في الآية الجمع بين العداوة والبغضاء، للتأكيد على هذه الهجرة القلبية التي وقعت من إبراهيم عليه السلام ومن معه.

2- موقف لوط عليه السلام وهجرته لرذائل قومه

من المواقف العملية التي ذكرها القرآن في هجرة القوم بالمشاعر، ما فعله لوط عليه السلام مع قومه، حين أعلن بغضه لما يفعله قومه من جريمة اللواط .

قال الله تعالى:

﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ . وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ  بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ . قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ . قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ . رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ﴾

الشعراء: ١٦5- 169

أي: إني لعملكم الذي تعملونه -من إتيان الذكور- لمن المبغضين له بغضًا شديدًا  ، ومفارقا لكم في جريمتهم .

ثانيا – الهجرة الحسية

الهجرة الحسية من أنواع الهجرة التي ذكرها القرآن الكريم ، وهي تشمل

الأتي

1- هجرة أرض السوء

هجرة المكان بالخروج والانتقال من أرض السوء إلى أرض الصلاح .

قال الله تعالى:

﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ﴾

العنكبوت: ٥٦

أرشد الله تعالى عباده المؤمنين للهجرة من البلد الذي لا يقدرون فيه على إقامة الدين إلى أرض الله الواسعة حيث يمكن إقامة الدين وعبادة الله وحده.

قال الله تعالى:

 ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )

النساء: ٩٧

فقد جاء في الأية  قول الملائكة وهي تُعاتب الشخص الذي لا يُهاجر وهو مُستضعفٌ مع أنه قادرٌ على ذلك .

ب – الترك والأعرض عن أهل السوء

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ  وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾

الأنعام 68

وإذا رأيت – أيها الرسول- المشركين الذين يتكلمون في آيات القرآن بالباطل والاستهزاء، فابتعد عنهم حتى يأخذوا في حديث آخر، وإن أنساك الشيطان هذا الأمر فلا تقعد بعد تذكرك مع القوم المعتدين، الذين تكلموا في آيات الله بالباطل.

قال الله تعالى:

﴿ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ﴾

النساء 140

إذا سمعتم الكفر بآيات الله والاستهزاء بها فلا تجلسوا مع الكافرين والمستهزئين، إلا إذا أخذوا في حديث غير حديث الكفر والاستهزاء بآيات الله. إنكم إذا جالستموهم، وهم على ما هم عليه، فأنتم مثلهم؛ لأنكم رضيتم بكفرهم واستهزائهم، والراضي بالمعصية كالفاعل لها.

قال الله تعالى:

﴿ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴾

المزمل: 10

واصبر على ما يقوله المشركون فيك وفي دينك، وخالفهم في أفعالهم الباطلة، مع الإعراض عنهم، اتركهم تركاً لا عتاب معه.

6 – المهاجرون

       في

  القرآن الكريم

تحدث القرآن الكريم عن المهاجرين؛ ليقتدي بهم المؤمنون، وسوف نقوم بتناول منزلتهم ونماذج منهم فيما يأتي:

أولًا: منزلة المهاجرين

في

القرآن الكريم

إن للمهاجرين منزلة عالية في القرآن الكريم، فقد احتفى بهم احتفاءً كبيرًا، ويظهر ذلك ما يأتي:

1- تخليد ذكرهم

ذكر الله سبحانه وتعالى المهاجرين السابقين في كتابه خير ذكر، وخلد ذكرهم أبد الدهر، وقد حدثنا القرآن في غير موضع عن هجرة نبي الله موسى، والخليل إبراهيم، وتهجيره لولده وزوجته .

قال الله تعالى:

﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾

إبراهيم: ٣٧

2- ضرب المثل بهم وجعلهم في مقام القدوة

جعل القرآن المهاجرين السابقين مضرب المثل، ومحل اعتبار جموع المؤمنين السائرين إلى ربهم .

قال الله تعالى:

﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾

التوبة: ١٠٠

يخبر تعالى عن رضاه عن السابقين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، ورضاهم عنه بما أعد لهم من جنات النعيم، والنعيم المقيم،

ثانيًا: الذين هاجروا

في

القرآن الكريم

أ – المهاجرون من الأنبياء

الهجرة أسلوب من أساليب نشر الدعوة، وطريقة للمحافظة عليها من بغي الباغين، وعدوان الجبابرة الظالمين؛ ولهذا كانت الهجرة سبيل الأنبياء والرسل السابقين . وقد حدثنا القرآن عن عدد من الأنبياء الذين هاجروا وتركوا ديارهم، وسنفصل القول في بعضهم:

1- إبراهيم عليه السلام

هذا النبي المبارك الذي بدأ دعوته في بيئة كفر وشرك، فدعا قومه إلى التوحيد الخالص والعقيدة الصحيحة، ونبذ ما هم عليه من خرافات وأباطيل، دعاهم دعوة واضحة المعالم، ميسورة الفهم.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾

العنكبوت: ١٦ – ١٧

ولكنهم بدلًا من أن يمدوا البصر في دعوته، ويجيلوا النظر في محتوى رسالته، قاموا بإشعال النيران من أجل إحراقه

قال الله تعالى:

﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾

العنكبوت: ٢٤

فلما يئس إبراهيم من هؤلاء القوم الغلاظ -الذين لم تلن قلوبهم لآية إنجائه من النار- قرر أن يهاجر ويتركهم .

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾

العنكبوت: ٢٦

وهذه أول هجرةٍ لأجل الدين ولذلك جعلها هجرةً إلى ربه .

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾

الصافات: ٩٩

فهجرةٍ إبراهيم هجرة نفسية قبل أن تكون هجرة مكانية، هجرة يترك وراءه فيها كل شيء من ماضي حياته، يترك فيها أباه وقومه وأهله وبيته ووطنه، وكل ما يربطه بهذه الأرض، وبهؤلاء الناس، ويدع وراءه كذلك كل عائق وكل شاغل ويهاجر إلى ربه متخففًا من كل شيء، طارحًا وراءه كل شيء، مسلمًا نفسه لربه لا يستبقي منها شيئًا، موقنًا أن ربه سيهديه، ويرعى خطاه، وينقلها في الطريق المستقيم، إنها الهجرة الكاملة من حال إلى حال، ومن وضع إلى وضع، ومن أواصر شتى إلى آصرة واحدة لا يزحمها في النفس شيء، إنه التعبير عن التجرد والخلوص والاستسلام والطمأنينة واليقين .

2- موسى عليه السلام

من نماذج هجرة الأنبياء في القرآن هجرة سيدنا موسى عليه السلام، ذلك النبي الكريم الذي تحمل الكثير والكثير من أجل إبلاغ الرسالة، وتبصير الناس بها

قال الله تعالى:

﴿ اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴾

طه: ٢٤

وتلك مهمة شاقة؛ لأن فرعون من الجبابرة الطغاة الذين لا يقيمون وزنًا للأرواح والأنفس، إنها مهمة غاية في الصعوبة والخطورة؛ لأنها مواجهة بالموعظة لأعظم ملوك الأرض يومئذٍ؛ ليكشف له فساد حاله، ويحذره من سوء مآله. ومع كل هذه المصاعب والمخاطر ذهب موسى إلى فرعون، وعرض عليه رسالته،

قال الله تعالى:

﴿ أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ . وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴾

الدخان: ١٨-٢١

لقد طلب منهم أن يسلموه بني إسرائيل، وألا يتكبروا على الله بتكذيب رسله ، ولما أحس موسى أن القوم لن يؤمنوا له، ولن يستجيبوا لدعوته، وأنه لن يستطيع تبليغ الدعوة وأداء الرسالة، وبدا له إجرامهم أصيلًا عميقًا لا أمل في تخليهم عنه، عند ذلك لجأ إلى ربه وملاذه الأخير.

قال الله تعالى:

﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَٰؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ ﴾

الدخان: ٢2

فأتاه الأمر بالخروج

قال الله تعالى:

﴿ فأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ. وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ ﴾

الدخان: ٢٣-٢٤

وهكذا خرج موسى بقومه، وأهلك الله فرعون وجنده، وهاجر موسى بقومه ليتوجه بهم إلى بلاد جديدة، يستطيع فيها أن يبلغهم الهدايات الإلهية، وتعاليم الرسالة الربانية، وأن ينشئ بهم مجتمعًا فاضلًا على وفق موازينها ومراداتها.

3- محمد صلى الله عليه وسلم

كانت مكة حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم قلعة الشرك والوثنية، ومقصدًا لعباد الأصنام من كل حدب وصوب، فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم دعوته فيها إلى التوحيد وعبادة الله وحده، ونبذ عبادة ما سواه، ولكن قريشًا لم تستقبل دعوته بالود والترحاب، وإنما واجهت رسالته بالتكذيب، وأصحابه بالتعذيب، وقرآنه باللغو

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾

فصلت: ٢٦

ولما بدأت دعوته تنتشر ويقبل عليها الناس «قرر المشركون ألا يألوا جهدًا في محاربة الإسلام، وإيذاء الداخلين فيه، والتعرض لهم بألوان النكال والإيلام، ولما لم تنجح هذه المحاولات في قطع دابر الدعوة وثني الناس عنها حز ذلك في نفوس طواغيت الكفر والشرك، فاجتمعوا في دار الندوة؛ ليتخذوا قراراهم الحاسم بالخلاص من النبي صلى الله عليه وسلم، وآنئذٍ أمر الله نبيه بالهجرة؛ فانتقل النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة .

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾

الأنفال: ٣٠

﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا  وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾

التوبة: ٤٠

والتعبير عن الهجرة بالإخراج فيه دلالة على حجم الإيذاء الذي تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في مكة من قبل المشركين، وعلى شدة تضييق المشركين على الدعوة، ومنعها من الانتشار بين الناس.

ب – المهاجرون من الصحابة

إن الهجرة كما مر معنا عمل عظيم، فيه من المشقة والتعب والتضحيات ما فيه، ولا يقوم به بشرطه – حقًا – إلا مؤمن تمكن الإيمان من قلبه، وملأ اليقين فؤاده. وقد تحدث القرآن عن المهاجرين من الصحابة ، بما يأتي

1- ثناء الله عليهم وإظهار عظيم جزائهم

قال الله تعالى:

﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾

التوبة: ١٠٠

وفي هذه الآية ثناء بليغ على المهاجرين، وإظهار لفضلهم، ويظهر هذا في كلام الله عنهم، وهذه وحدها تكفي لإظهار فضلهم ورفعة درجاتهم؛و تزكية من حذا حذوهم، واقتفى أثرهم وسار على دربهم، ورفعهم لمقام تبادل الرضا مع الخالق ، وجزاؤهم أعده الله.

2- شهادة الله لهم بالصدق

قال الله تعالى:

﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾

الحشر: ٨

أي فضل وأي تكريم وأي شهادة أعظم من الشهادة لهم بالصدق من خالق هذا الكون.

3- دعوة القرآن لحسن معاملتهم

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ  وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

النور: ٢٢

8 – فضل الهجرة في سبيل الله

من آثار الهجرة في سبيل الله ذكر القرآن الكريم ، الأتي

1- الرزق

الهجرة أحد أسباب السعة في العيش والرزق، وبهذا وعد الله تعالى من خرج مهاجرًا في سبيله

قال الله تعالى:

( وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَـاهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )

الأنفال:74

 ( وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ قُتِلُواْ أَوْ مَاتُواْ لَيَرْزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرازِقِينَ )

الحج :58

مخبرًا عن إبراهيم عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾

العنكبوت: ٢٦-٢٧

ولما هاجر إبراهيم عليه السلام إلى الله عز وجل من دار قومه إلى الشام، رزقه الله بالولد، وجعل في ذريته النبوة والكتاب، وجعل له الثناء الحسن، والذكر الجميل، وآتاه من خيري الدنيا والآخرة.

2- الرحمة

الهجرة من أعظم أسباب النجاة، وأكثر الأعمال رجاءً في إدراك رحمة الله

قال الله تعالى:

( إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

البقرة:218

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ . يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ﴾

التوبة: ٢٠-٢١

﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

النحل: ١١٠

3- المغفرة

قال الله تعالى:

( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )

النحل:110

﴿ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ﴾

آل عمران: ١٩٥

فهم لما وتركوا الأوطان التي تربوا فيها، وهانت عليهم أنفسهم وأموالهم؛ إعلاءً لكلمة الله ورغبةً فيما عنده، فطهرهم من الذنوب والآثام، ونقاهم منها .

4- رَضِا اللهُ عَنْهُم

قال الله تعالى:

( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

التوبة:100

5- الجنة

وعد الله تعالى المهاجرين وبشرهم بالرحمة الواسعة ، والنعيم المقيم في جنات الخلد.

قال الله تعالى:

( فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِى وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأكَفّرَنَّ عَنْهُمْ سَيّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأنْهَاٰرُ ثَوَاباً مّن عِندِ اللهِ واللهُ عِندَهُ حُسْنُ ٱلثَّوَابِ )

آل عمران:195

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ . يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ﴾

التوبة: ٢٠-٢١

6- الأ جرالحسن

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾

النحل: ٤١

﴿ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾

النساء: ١٠٠

7- الإيمان الصادق

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾

الأنفال: 74

9- حكم الهجرة

حكم الهجرة يتوقف علي نوعها..

أ – الهجرة المعنوية

فواجبة على كل أحد

ب- الهجرة الحسية

تختلف أحكام الهجرة الحسية حسب الحالة

1- تجب على من يقدر عليها ولا يمكنه إقامة واجبات دينه في ديار الكفر.

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾

النساء:97

2- يُعذَر من لا يستطيع الهجرة كالنساء والأطفال والمرضى

قال الله تعالى:

﴿ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا. فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾

النساء :99.

3- من يتمكن من إظهار دينه ولا يضيق عليهم، وهذا تستحب في حقه، ولا تجب عليه.

4-  من كان بقاؤهم في دار الكفر أولى من هجرتهم

ومن هؤلاء السفراء، فإن مكثهم فيها متعين؛ للقيام على شؤون رعايا بلادهم من المسلمين. ومنهم الدعاة، والقائمين على أمر الجاليات المسلمة؛ وطالب علمٍ لا يتأتى له أن يتعلمه في بلاد المسلمين.

 

Share This