1- مفهوم النار

النَارُهي الدار التي أعدها الله للكافرين به، المتمردين على شرعه، المكذبين لرسله، وهي عذابه الذي يعذب به أعداءه، وسجنه الذي يسجن فيه المجرمين، وهي الخزي الأكبر، والخسران العظيم الذي لا خزي فوقه، ولا خسران أعظم منه .

قَال الله تعالى:

 ( النَّارُ وَعَدَهَا الله الَّذِينَ كَفَرُوا )

الحج  72

2- لفظ النار

     في

القرآن الكريم

وردت كلمة (النار) وصيغها في القرآن الكريم(١٤٥) مرة. والصيغ التي وردت، هي:

– الاسم

ورد ١٤٥ مرة

قال الله تعالى:

﴿ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾

البقرة:٢٤

جاءت نار الاخرة في الاستعمال القرآني على ستة أوجه ..

1- العداوة

قال الله تعالى:

( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ )

المائدة: ٦٤

يعني: عداوة.

2- الحرام

قال الله تعالى:

( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا )

النساء: ١٠

يعني: حرامًا.

3- جهنم

قال الله تعالى:

( فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ )

البقرة: ٢٤

4- الكفر

قال الله تعالى:

( أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ )

البقرة:  ٢٢١

أي: إلى الكفر بالله

5- النار

التي لا دخان لها تنزل من السماء فتأكل القربان

قال الله تعالى:

( حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ )

آل عمران: ١٨٣

يعني: بنار تأكل القربان.

6- النار المعروفة

قال الله تعالى:

( أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ )

الواقعة: ٧١

يعني: النار التي تقدحون.

3- أنواع النار

     في

القرآن الكريم

تنقسم إلي قسمين ،هما نارالدنيا ونارالاخرة

أولا – نارالدنيا

ولها العديد من الاستخدمات ، قد ذكرها الله تعالى ، وهي ..

أ – استخدمها في الصناعة

قَال الله تعالى:

( وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ )

الرعد 17

المعادن يوقِدون عليها النار لصهرها طلبًا للزينة كما في الذهب والفضة، أو طلبًا لمنافع ينتفعون بها كما في النحاس، فيخرج منها خبثها مما لا فائدة فيه .

قَال الله تعالى:

( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا . فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا )

الكهف 96

أعطوني قطع الحديد، حتى إذا جاؤوا به ووضعوه وحاذوا به جانبي الجبلين، قال للعمال: أجِّجوا النار، حتى إذا صار الحديد كله نارًا، قال: أعطوني نحاسًا أُفرغه عليه. فما استطاعت يأجوج ومأجوج أن تصعد فوق السد؛ لارتفاعه وملاسته، وما استطاعوا أن ينقبوه من أسفله لبعد عرضه وقوته.

بهذة الطريقة تتكون سبيكة الحديد و النحاس  .. و السبيكة تتميز بعدة مميزات أهمها : القوة : فالسبيكة أقوى بمراحل من فلز الحديد بذاته و كذلك فلز النحاس منفردا ..

ب – استخدمها في التدفئة

قَال الله تعالى:

( قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ )

القصص 29

قال موسى لأهله: تمهلوا وانتظروا إني أبصرت نارًا؛ لعلي آتيكم منها بنبأ، أو آتيكم بشعلة من النار لعلكم تستدفئون بها.

ج – استخدمها في الوقِودُ

قَال الله تعالى:

( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ )

يس 80

الذي أخرج لكم من الشجر الأخضر الرطب نارًا محرقة، فإذا أنتم من الشجر توقدون النار، فهو القادر على إخراج الضد من الضد. وفي ذلك دليل على وحدانية الله وكمال قدرته .

ثانيا – نار الاخرة

نار الاخرة هي النار التي يعذِّب بها اللهُ تعالى مَن استحقَّ العذاب، وقد تحدث القرآن الكريم عن أسماء نار الاخرة  وصفاتها، وهذا ما سنبينه في النقاط الآتية.

أ – أسماء النار

تعددت أسماء النار في القرآن الكريم تعددًا يؤذن بعظم شأنها، وأهمية أمرها، وفيما يأتي عرض لما ورد في القرآن من أسماء للنار:

1- لظى

قال الله تعالى:

( كَلَّا إِنَّهَا لَظَىٰ . نَزَّاعَةً لِلشَّوَىٰ ﴾

المعارج: ١٥-١٦

وهي تسمية تشعر بعظم ما عليه النار من الاشتعال والتوهج والتغيظ، وشدة الإحراق والتلهب.

2- الحطمة

قال الله تعالى:

 (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ . نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ )

الهمزة : ٤-٦

وسميت النار بالحطمة؛ لأنها تحطم كل ما ألقي فيها .

3- السعير

قال الله تعالى:

( وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)

الملك : ١٠

ويدل هذا الاسم على شدة اشتعال النار واتقادها وارتفاع ألسنة لهبها،

4- سقر

قال الله تعالى:

 ( يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ )

القمر: ٤٨

وسميت بذلك ؛ لأنها تذيب الأجسام ، وتتلاشى فيها اللحوم والأبدان.

5- الجحيم

قال الله تعالى:

( إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ . طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ )

الصافات: ٦٤-٦٥

وسميت النار بذلك؛ لشدة تأجج نارها .

6- الهاوية

قال الله تعالى:

 ( وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ . فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ . نَارٌ حَامِيَةٌ ﴾

القارعة : ٨-١١

وسميت بهذا الاسم؛ لأن الناس تلقى فيها مهانين، فيهوون فيها كما تهوي الحجارة.

7- جهنم

قال الله تعالى:

( أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )

آل عمران: ١٦٢

وسميت نار الآخرة بجهنم؛ لبعد قعرها.

ب – صفات النار

ورد في القرآن الكريم الكثيرمن صفات النار ، وهذا ما سنبينه في النقاط الآتية.

1- سعتها

الحديث عن سعة النار في القرآن حديث يطول، ولكننا نكتفي هنا بالإشارة إلى بعض الآيات تبين عظمه وعمقها واتساعها .

– طلبها المزيد

قال الله تعالى:

 ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ )

ق: ٣٠

– شدة عمقها

قال الله تعالى:

( فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ . نَارٌ حَامِيَةٌ )

القارعة: ٩- 11

وهذا الوصف لجهنم يبين لنا أن هذه النار عميقة القعر لا يعرف لها قرار ولا نهاية، يهوي أهل النار فيها مهوى بعيدًا.

– سرادقها

وصف الله تعالى جهنم بأن لها سرادقًا (سور )

قال الله تعالى:

( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا )

الكهف: ٢٩

إنا أعتدنا للكافرين نارًا شديدة أحاط بهم سورها .

قال الله تعالى:

 (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ )

التوبة: ٤٩

2- آماني آهلها

قَال الله تعالى:

( وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ )

غافر 49

( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ )

الزخرف 77

ونادى هؤلاء المجرمون بعد أن أدخلهم الله جهنم “مالكًا” خازن جهنم: يا مالك لِيُمِتنا ربك فنستريح ممَّا نحن فيه فأجابهم مالكٌ: إنكم ماكثون لا خروج لكم منها ولا محيد لكم عنها .

3- خزنتها

أخبر الله تعالى أن النار لعظمها تقوم عليها ملائكة وصفهم الله تعالى بالغلظة والشدة.

قال الله تعالى:

 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )

التحريم: ٦

4- وقودها

إن هذه النار ليس وقودها الحطب والخشب كحال وقود نار الدنيا، وإنما وقودها الناس والحجارة .

قال الله تعالى:

 ( فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ )

البقرة : ٢٤

5- شررها

من أعجب ما يمكن الاستدلال به على عظم النار ما جاء وصفًا لأدق ما فيها وهو الشرر .

قال الله تعالى:

( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ . كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ )

المرسلات: ٣٢-٣٣

فهذا وصف الشرر الذي هو أدق النار وأصغرها،  يوصف بأنه كالبناء المشيد في العظم والارتفاع وأنه في هيئته ولونه كإبل سود يميل لونها إلى الصفرة .

6- شدة حرها

جاء الإخبار عن حر النار وشدته وأثره الشديد في آيات كثيرة من كتاب الله تعالى، فمن ذلك:

– أنها حامية

قال الله تعالى:

 ( تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً )

الغاشية: ٤

لإفادة تجاوز حرها المقدار المعروف

– أنها تلظى

قال الله تعالى:

( فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ )

الليل: ١٤

( كَلَّا إِنَّهَا لَظَىٰ . نَزَّاعَةً لِلشَّوَىٰ )

المعارج: ١٦

أي: لا تبقي لحمًا، ولا تترك عظمًا، ولا عصبًا إلا أحرقته، ثم يعود كما كان ويستأنف أهل النار العذاب.

– أنها موقدة

قال الله تعالى

( نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ )

الهمزة: ٦

أي: أنها نار لا تزال تلتهب ولا يزول لهيبها .

– أنها تتغيظ

وتزفر حنقًا على الكافرين والمجرمين.

قال الله تعالى:

( إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا )

الفرقان: ١٢

– أنها تشهق

فتزعج أهل النار وترعبهم.

قال الله تعالى:

 ( إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ )

الملك : ٧

وشهيقها مزعج منكر مؤذنٌ بغضبٍ شديدٍ، وعذابٍ أليم.

7- النار لواحة للبشر

تحرق الجلود وتغيرها من شدة حرها.

قال الله تعالى:

 ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ)

المدثر: ٢٩

أي: مغيرة للبشرة، مسودة للجلود، محرقة لها

8- لها دركات

أهل النار متفاوتون في عذابهم، وأنهم ليسوا على منزلة واحدة؛ لأن النار ليست على دركة واحدة، بل هي على دركات .

قال الله تعالى:

( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ )

النساء : ١٤٥

فدركات النار هي منازل النار وطبقاتها التي ينزل فيها أهلها

9- لها درجات

قال الله تعالى:

( أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ  وَبِئْسَ الْمَصِيرُ . هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ )

آل عمران : ١٦٢-١٦٣

( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا )

الأنعام : ١٣٢

أي: لكل مراتب عند الله يوم القيامة بأعمالهم

10- لها  أبواب

أخبر الله عز وجل أن للنار أبوابًا سبعة.

قال الله تعالى:

 ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ . لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ )

الحجر: ٤٣-٤٤

أي: قد كتب لكل باب منها جزء لا محيد لهم عنه

ج – ألوان العذاب في النار

أخبر القرآن الكريم عن ألوان العذاب في النار منها الطعام والشراب واللباس والسكن، وسوف نبين ذلك فيما يأتي:

1- الطعام

ذكر الله تعالى أن أهل النار يطعمون فيها طعامًا لا يشبه الطعام إلا في اسمه، ثم يفارقه بعد هذا في كل شيء، فهو لا يسمن ولا يغني من جوع، لا يزيدهم إلا ضعفًا، ولا يزدادون به إلا عذابًا وألمًا، قد خبث مذاقه، وأنتن ريحه، ولا فائدة منه. وقد بين الله في كتابه صنوفًا من طعام أهل النار، نذكر منها:

– الزقوم

وهو شجرة تنبت في النار.

قال الله تعالى:

 ( إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ . طَعَامُ الْأَثِيمِ . كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ . كَغَلْيِ الْحَمِيمِ )

الدخان : ٤٣-٤٦

أن شجرة الزقوم لها من الصفات أقبحها وأبشعها كونه في الطعم مرًا، وفي اللمس حارًا، وفي الرائحة منتنًا، وفي المنظر أسود، لا يكاد آكله يسيغه فيكره على ابتلاعه.

– الغسلين

قال الله تعالى:

 ( فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ . وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ . لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ )

الحاقة : ٣٥-٣7

وليس له طعام إلا مِن صديد أهل النار، لا يأكله إلا المذنبون المصرُّون على الكفر بالله.

– الضريع

قال الله تعالى:

( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ .  لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ )

الغاشية : ٦-٧

والضريع نوعٌ من الشوك لا تأكله الدواب لخبثه، وهو من شر الطعام، وأبشعه وأخبثه .

2- شراب أهل النار

ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أربعة أنواعٍ من شراب أهل النار، وكل نوع من هذه الأنواع شديدٌ ألمه، عظيمٌ أثره، عديمٌ نفعه، طويلٌ أمده، وهذه الأنواع هي:

– الحميم.

قال الله تعالى:

( كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ )

محمد: ١٥

الحميم هوالماء الشديد الحرارة ، الذي بلغ من حرارته أنه يقطع الأمعاء ويمزقها، يشربه أهل النار رغمًا وقهرًا، لا يملكون عنه امتناعًا ولا ابتعادًا

– الغساق

قال الله تعالى:

( لِلطَّاغِينَ مَآبًا . لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا . لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا  . إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا )

النبأ: ٢٤-٢٥

أن الغساق بارد لا يستطاع من برده ،و نجد أن الله قد جمع عليهم عذاب الحر الشديد بالحميم، وعذاب البرد الشديد بالغساق .

– الصديد

قال الله تعالى:

( مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ .  يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ )

إبراهيم: ١٦-١٧

والصديد هو ما يسيل من الجروح من القيح

– ماء كالمهل

قال الله تعالى:

( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ  فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا )

الكهف: ٢٩

والمهل هو عكر الزيت المغلي شديد الحرارة، وتشبيه هذا الماء بالمهل في سواد اللون وشدة الحرارة، فلا يزيدهم إلا حرارة .

3- اللباس

مما ذكره الله تعالى في القرآن من ألوان العذاب للكفار والمجرمين في النار اللباس، حيث بين تعالى أنه أعد للمعذبين في النار لباسًا، هذا اللباس لا يقيهم بردًا ولا حرًا، وإنما لباسٌ يحرق أبدانهم، ويأكل جلودهم، ويذيب لحومهم.

وقد جاء الإخبار عن هذا اللباس

قال الله تعالى:

( قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ )

الحج: ١٩

أي: فصلت لهم مقطعات من نار

قال الله تعالى:

( سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ )

إبراهيم : ٥٠

أي: ثيابهم التي يلبسونها عليهم من قطران

4- سكن أهل النار

النار هي الدار التي أعدها الله للكافرين والمجرمين، فهي سكنهم ومستقرهم، وهي مأواهم الذي لا مأوى لهم سواها، ولا مولى لهم إياها، جعلها الله سجنًا لهم، لا يجدون لهم منه مفرًا ولا مخرجًا.

قال الله تعالى:

 ( وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ )

آل عمران: ١٥١

ويمكننا أن نستخرج من آيات القرآن أهم صفات هذا المسكن من خلال ما يأتي:

– محيطة بساكنيها

لما كانت جهنم سجنًا لساكنيها فقد جعلها الله محيطة بهم إحاطة السوار بالمعصم.

قال الله تعالى:

(  إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا )

الكهف: ٢٩

– ضيقة على سكانها

جهنم مسكن لمن قدر الله عليه أن يكون من أهلها، وهذا المسكن على سعته واتساعه إلا أنهم فيها في ضيق، ضيقٌ يحيط بأبدانهم زيادة على الضيق الذي يملأ صدورهم.

قال الله تعالى:

( وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ )

الفرقان : ١٣

– مغلقة على سكانها

أهل النار مقيمون فيها إقامة جبرية لا خيار لهم في الخروج منها إلى غيرها؛ لأنها مغلقة عليهم، فلا يجدون سبيلًا للخروج، ولا طريقًا للخلاص.

قال الله تعالى:

 ( إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ )

الهمزة: ٨

4- سبل الوقاية من النار

بين القرآن الكريم سبل الوقاية من النار حتى يسلكها العبد للنجاة من النار وعذابها، وسوف نتناولها بالبيان فيم يأتي:

أ – توحيد الله

التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، وتنزيهه عن كل ند وشريك ومثيل، وهو أصل الدين ، ولأجله أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب .

قال الله تعالى:

 ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )

الأنبياء: ٢٥

– التوحيد هو مفتاح المغفرة

قال الله تعالى:

( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا  )

النساء: ٤٨

 ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا )

النساء: ١١٦

فالمشرك قد سد على نفسه أبواب المغفرة، وأغلق دونه أبواب الرحمة فلا تنفعه الطاعات من دون التوحيد،

– التوحيد مفتاح دخول الجنة

قال الله تعالى:

( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )

المائدة : ٧٢

ب – العمل الصالح

فعل الخيرات والإكثار من الصالحات من أكثر الأمور التي تقي العبد من النيران، وأما اقتراف المنكرات والسيئات فمن أكثر ما يزج به في السعير.

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ . وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾

فاطر36- 37

5- أسباب دخول النار

من خلال النظر في مواضع ورود النار في القرآن، وتتبع أسمائها وأوصافها تبين أن هناك العديد من المعاصي التي تكون سببًا في دخولها، منها:

1- الكفر والشرك

الكفر والشرك أعظم الأسباب التي تورد الإنسان الخلود في الجحيم، وقد جاءت العديد من الآيات في القرآن التي تحدثت عن سوء عاقبة الكفر، وشناعة مصير المشركين.

قال الله تعالى:

( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا . خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا . يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا  )

الأحزاب : ٦٤-٦٦

( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ )

فاطر: ٣٦

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا  أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ )

البينة: ٦

( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )

المائدة: ٧٢

2- النفاق

من أكثر أسباب الهلاك التي تورد صاحبها النار؛ ليذوق فيها أشد ألوان الهوان وأخبثها النفاق.

قال الله تعالى:

( وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ )

التوبة: ٦٨

( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا )

النساء: ١٤٥

3- أكل الربا

أكل الربا من أعظم الذنوب التي توبق صاحبها وترديه،

قال الله تعالى:

 ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا  فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

البقرة: ٢٧٥

4- أكل أموال اليتامى

من الأسباب التي تجعل المرء وقودًا لجهنم أكل أموال اليتامى.

قال الله تعالى:

 ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا  وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا )

النساء: ١٠

5- أكل أموال الناس بالباطل

أكل أموال الناس بالباطل من أعظم الذنوب وأخطرها، وهو ذنب يأخذ بناصية صاحبه إلى النار وبئس القرار.

قال الله تعالى:

 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا . وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا )

النساء: ٢٩ -٣٠

6- قتل المؤمن عمدًا

قتل المؤمن بغير حق من أقبح الجرائم وأفحشها؛ ولذا توعد الله مرتكبها بعقاب أليم، فقد توعد الله قاتل المؤمن بالخلود في جهنم، وبالغضب عليه، وباللعن له، وبالعذاب العظيم.

قال الله تعالى:

 ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا )

النساء: ٩٣

7- التولي يوم الزحف

والتولي يوم الزحف من أكبر الكبائر التي تزج بصاحبها في جهنم.

قال الله تعالى:

 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ . وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )

الأنفال: ١٥-١٦

8- الركون إلى الظالمين

حذر الله جل جلاله من موالاة الظالمين أو الركون إليهم، وبين سبحانه أن من فعل هذا يعرض نفسه لمس النار،

قال الله تعالى:

 ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ )

هود: ١١٣

وذلك لأن الركون إليهم يعني: إقرارهم على ما هم عليه من الباطل والمنكر .

9- عدم النهوض بالتكاليف الشرعية

وهذا ما بينه تعالى في حوار بين أهل الجنة وأهل النار، حين يسأل أهل الجنة أهل النار عن أسباب صليهم الجحيم.

قال الله تعالى:

( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ . قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ .  وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ . وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ . وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ . حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ )

المدثر: ٤٢-٤٧

قال المجرمون في هذا الحوار لم نكن من المصلِّين في الدنيا، ولم نكن نتصدق ونحسن للفقراء والمساكين، وكنا نتحدث بالباطل مع أهل الغَواية والضلالة، وكنا نكذب بيوم الحساب والجزاء، حتى جاءنا الموت، ونحن في تلك الضلالات والمنكرات.

هذه جملة من الأسباب التي تورد الإنسان الهاوية، وتنتهي بصاحبها في السعير، وبئس المصير، وبما أنها كذلك فإن الحذر منها والبعد عنها يحفظ الإنسان من النيران، ويقيه شرها، فالله توعد الكفرة والمشركين بالجحيم -كما سبق- ولكنه أيضًا وعد المؤمنين بالجنة ، والخير العظيم .

قال الله تعالى:

 ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ  )

التوبة: ٧٢

وهكذا.. فكل ما هو سبب لدخول الجحيم فالبعد عنه يقرب من الجنان والنعيم.

 

Share This