مفهوم النور فى القرآن الكريم

1- مفهوم النور

النور هو الضوء المنتشر الذي يعين على الإبصار، وذلك نوعين

أولًا- النور الحسي

هو الذي يرى بعين البصر، وهو ما انتشر من الأجسام النيرة: كالقمر، والنجوم، والنيران .

قال الله تعالى:

﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ﴾

يونس: ٥

ثانيًا: النور المعنوي

وهو ما انتشر من الأمور الإلهية ، وهو مايدرك بالعقل وعين البصيرة: كنور الإسلام ، ونور القرآن.

قال الله تعالى:

﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾

الصف: ٨

يعني به الإسلام.

قال الله تعالى:

﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

الأعراف: ١٥٧

أي: القرآن.

2- كلمة النور 

         فى 

   القرآن الكريم

وردت كلمة النور وصيغها في القرآن الكريم (46) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– المصدر

ورد 43 مرة

قال الله تعالى:

( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ )

البقرة :257

– اسم الفاعل

ورد 3 مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾

الحج :٨

و قد ورد لفظ (النور) في القرآن الكريم على عدة معان، يدور أغلبها على معان معنوية ، وهي:

1- بمعنى (الإسلام)

قال الله تعالى:

﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾

التوبة :32

﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾

الصف :8

يريدون أن يطفئوا الإسلام بكلامهم.

2- بمعنى (الإيمان)

قال الله تعالى:

( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ )

البقرة :257

الله يتولى المؤمنين بنصره وتوفيقه وحفظه، يخرجهم من ظلمات الكفر، إلى نور الإيمان. والذين كفروا أنصارهم وأولياؤهم الأنداد والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله، يُخرجونهم من نور الإيمان إلى ظلمات الكفر .

قال الله تعالى:

( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ )

النور:40

من لم يرزقه الله إيماناً وهدى من الضلالة ومعرفة بكتابه، فما له من إيمان وهدى ومعرفة بكتابه.

3- بمعنى (القرآن)

قال الله تعالى:

( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾

النساء :174

هو القرآن الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم .

4- بمعنى (الهادي)

قال الله تعالى:

( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )

النور:35

هادي من في السماوات والأرض، فهم بنوره إلى الحق يهتدون، وبهداه من حيرة الضلالة يعتصمون، فلولا نوره تعالى لتراكمت الظلمات بعضها فوق بعض..

5- بمعنى (الهدى)

قال الله تعالى:

( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ )

الزمر:22

أن (النور) في الآية هنا هو: الهدى.

6- بمعنى (ضوء النهار)

قال الله تعالى:

( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ )

الأنعام :1

النور هنا هو نور النهار.

7- بمعنى (ضوء القمر)

قال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾

نوح:16

أي: جعل القمر منيراً في ظلمات الليل.

قال الله تعالى:

( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا )

يونس :5

يعني: مضيئاً لأهل الأرض.

8- بمعنى (ضوء يُعطاه المؤمن يوم القيامة على الصراط)

قال الله تعالى:

( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ )

الحديد :12

يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم على الصراط بين أيديهم وعن أيمانهم، بقدر أعمالهم .

قال الله تعالى:

( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ  )

الحديد :13

يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا، وهم على الصراط: انتظرونا نستضئْ من نوركم .

9- بمعنى ( بيان الحلال من الحرام في التوراة )

قال الله تعالى:

( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ )

المائدة :44

فيها جلاء ما أظلم عليهم، وضياء ما التبس من الحكم.

قال الله تعالى:

( قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ )

الأنعام:91

جلاءً وضياءً من ظلمة الضلالة.

10- بمعنى (بيان الحلال والحرام في القرآن)

قال الله تعالى:

 ( وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ﴾

الشورى:52

هو بيانه الذي بين فيه، مما لهم فيه في العمل به الرشاد، ومن النار النجاة.

11- بمعنى (العدل)

قال الله تعالى:

( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا )

الزمر:69

أي: أضاءت يوم القيامة، إذا تجلى الحق، تبارك وتعالى، للخلائق لفصل القضاء.

3- الكلمات ذات الصلة

     بكلمة النور 

– الضياء

هو الإنارة الناجمة عن مصدر ذاتي الإشعاع .

قال الله تعالى:

﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا ﴾

يونس: ٥

– السنا

هو ضوء البرق الذي في السحاب.

قال الله تعالى:

﴿ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ﴾

النور: 43

يكاد ضوء ذلك البرق في السحاب مِن شدته يذهب بأبصار الناظرين إليه.

– المشكاة

هو كل كوةٍ ليست بنافذة، وهي أجمع للضوء، والمصباح فيها أكثر إنارةً في غيرها.

قال الله تعالى:

﴿ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ﴾

النور: 35

– السراج

السراج هو المصباح المضيئا، وهو مصدر من مصادر النور، فالشمس ينتج عن نورها إضاءة كالسراج.

قال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾

نوح: ١٦

وجعل الشمس مصباحًا مضيئًا يستضيء به أهل الأرض؟

4 ـ اقتران النور والظلمات

         فى

   القرآن الكريم

من خلال تتبع الاقتران والمقابلة بين لفظي (النور) و(الظلمات) في آيات عدة من القرآن الكريم، نلحظ الأمور الآتية:

أولًا: تكرر تقابل لفظ النور بالظلمات في أحد عشر موضعًا مختلفًا في القرآن الكريم.

قال الله تعالى:

( هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ )

الرعد 16

ثانيًا: كل ما ورد في القرآن من أمر الظلمات والنور فالمراد به الكفر مقابل الإيمان، إلا التي في الأية التالية

قال الله تعالى:

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ﴾

الأنعام: ١

فإن المراد هناك ظلمة الليل ونور النهار.

ثالثًا: تأتي كلمة النور فى القرآن الكريم مفردة دائما ، بينما تأتي كلمة الظلمات فى جميع المواضع جمعًا . وذلك لسبب توضحه الآية التالية ..

قال الله تعالى:

( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات )

البقرة 257

أتي التعبير بتوحيد (ولي الذين آمنوا) وهو الله الواحد الأحد،وجمع (أولياء الطاغوت) لتعددهم وكثرتهم كالشياطين والأهواء ورفاق السوء.

قال الله تعالى:

( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ )

النور35

النور مصدره واحد وهو الله سبحانه وتعالى .

5 – الله تعالى هو نور

  السماوات والأرض

قال الله تعالى:

(  اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ )

النور35

الله تعالى هو النورالمطلق الذى به تخرج كل الأشياءمن ظلمة العدم إِلى ظهورالوجود00فلا وجود إلا وهو مستمد من وجوده00ولا نور إلا وهو

مستمد من نوره .

قال الله تعالى:

 ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ )

السجدة 9

أي قد أمده بالحياة بعد أن كان جمادا .. فهو الذي يمد كل المخلوقات

بالحياة . ولكن هذة الحياة محددة بمدة ..

قال الله تعالى:

( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ )

الرحمن 27

كل مَن على وجه الأرض مِن الخلق هالك

قال الله تعالى:

( وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ )

العنكبوت 64

وإن الدار الآخرة لهي الحياة الحقيقية الدائمة التي لا موت فيها .. ولكن كيف السبيل إليها ..

6 – سبل اكتساب النور

       فى

  القرآن الكريم

أ- مشيئة الله تعالى

قال الله تعالى:

﴿ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾

النور35

﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ﴾

الصف 8

﴿ أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ﴾

الأنعام 122

هذه الآيات الثلاث تؤكد أن النور المعني في هذه الآيات ليس النور الذي هو أصل الموجودات وسبب وجودها ، بل هو النور الذي يدل المؤمنين على الطريق إلي الهدى ، الذي هو السبيل إلي الحياة الدائمة ..

قال الله تعالى:

( قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ )

آل عمران 73

 ( قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى )

الانعام  71

( ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ )

الانعام 88

الله تعالى هو مصدر الهداية لمن أراد الهدى .

قال الله تعالى:

 ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا )

الأحزاب43

هو الذي يرحمكم وتدعو لكم ملائكته ليخرجكم من الضلال إلى النور ، وكان بالمؤمنين رحيمًا في الدنيا والآخرة .

ب – الإيمان

قال الله تعالى:

﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾

البقرة 257

﴿ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾

الطلاق 11

إذا أردت هذا النور فالزم سبيل الاستقامة، ولا تحد عنها أبدا، إذا أردت هذا النور فاعمل الأعمال الطيبة، عندئذ يلقي الله في قلبك نورا.

قال الله تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )

الحديد 28

تأتى الدعوة للمؤمنين بالتقوى ليحظوا بهذا النور يوم القيامة

ج – إتباع الكتب

السماوية

الكتب السماوية توصف بأنها نور لأنها تهدي إِلي نور الله أو الطريق إلى الحياة الخالدة .

– عن القرآن الكريم

قال الله تعالى:

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً )

النساء 174

 ( قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ )

المائدة 15

( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا )

التغابن 8

– وعن التوراة

قال الله تعالى:

 ( قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِلنَّاسِ )

الانعام 91

 ( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ )

المائدة 44

– وعن الانجيل

قال الله تعالى:

( وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ )

المائدة 46

( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ )

النور 40

ومن لم يجعل الله له نورًا من كتابه يهتدي به فما له مِن هاد.

7- موقف الناس من

    النور الإلهى

أ – في الدنيا

وموقف الناس من هذا النور الإلهى ينقسم إلى قسمين في الدنيا

1- مؤمن به

2- كافر به

قال الله تعالى:

( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)

البقرة 257

  ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ )

البقرة 257

( أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )

الأنعام 122

( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ )

النور 40

أي من لم يهده الله لم يهتد.

ب – فى الآخرة

نور الهداية  يتحول في الآخرة إلى نور حقيقي يؤهل صاحبه للحياة الخالدة .

قال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ )

الحديد 19

 ( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ )

الحديد 12

يوم القيامة ينقسم الناس الى قسمين ، قسم يغمره النور ، وقسم يلفه الظلام

قال الله تعالى:

( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ )

الحديد 13

يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا أمهلونا نستضئْ من نوركم

قال الله تعالى:

( يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

التحريم  8

يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه، ولا يعذبهم، بل يُعلي شأنهم، نور هؤلاء يسير أمامهم وبأيمانهم، يقولون: ربنا أتمم لنا نورنا حتى نهتدي إلى الجنة، واعف عنَّا وتجاوز عن ذنوبنا واسترها علينا، إنك على كل شيء قدير.

8- سورة النور

قال الله تعالى:

﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَىءٍ عَلِيمٌ ﴾

النور35

اللّه تعالى ليس نورًا بمعنى الضوء بل هو الذي خلق الضوء

قال الله تعالى:

﴿ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ﴾

الأنعام 1

أي أنَّ اللهَ خلقَ الظلماتِ والنور . فالنورُ بمعنى الضوءِ هو شىءٌ مخلوقٌ لله تعالى . وخالقُ الشىء لا يشبهُه، فإذًا يستحيلُ أن يكونَ الإلهُ الخالقُ ضوءًا. ولا يجوز أن يُقالَ بأنّ اللهَ يُشَبِّهُ نفسَه بالضَوءِ. ولا أن يقالَ هو ضوءٌ أضاءَ السمواتِ والأرضَ .

قال اللهَ تعالى:

﴿ ليس كمثله شىء ﴾

الشورى 11

ولذلك يضَرب اللَّه الْأَمْثَالَ  لِلنَّاسِ تقريبًا لأفهامهِم بما يشاهدونهُ ويعَلِمونهُ من مصادرالضَوءِ المعَروفهُ في ذلك العصر.

 

 

Share This