1- مفهوم النجاة

هي عملية إنقاذ أو انتشال من ظرف أو موقف أو واقع عصيب إلى آخر مطمئن.

2- كلمة النجاة

       في

  القرآن الكريم

وردت كلمة الصدر وصيغها في القرآن الكريم (٦٦) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد ٤٥ مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ﴾

يوسف:٤٥

– الفعل المضارع

ورد ١١ مرة

قال الله تعالى:

﴿ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

يونس:١٠٣

– فعل الأمر(دعائي)

ورد ٦ مرات

قال الله تعالى:

﴿ رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ﴾

الشعراء:١٦٩

– اسم فاعل

ورد ٣ مرات

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾

العنكبوت:٣٣

– المصدر

ورد  مرة واحدة

قال الله تعالى:

﴿ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴾

غافر:٤١

وجاءت النجاة في الاستعمال القرآني بمعني الخلاص والسلامة

3- الكلمات ذات الصلة

       بكلمة النجاة

– الإفلات

التخلص من الشيء فجأة ، من غير تمهل .

– الإنقاذ

الخلاص من مأزق بمساعدة آخر

– التخلص

التخلص يكون من مأزق معقد وإن لم يكن أذى

– السلامة

السلامة هي التخلص مما لا يرغب فيه ، من الآفات الظاهرة والباطنة .

– الفوز

الفوز هو الخلاص من المكروه مع الوصول إلى المرغوب فية ، ولهذا سمى الله تعالى المؤمنين فائزين لنجاتهم من النار ونيلهم الجنة .

4 – أسباب النجاة

أن للنجاة أسبابها وسبلها التي تضمن لكل من ينهجها بإخلاص التوفيق للوصول إليها ويمكننا تحديد تلك الأسباب في النقاط الآتية:

1- الإيمان

قال الله تعالى:

  ( ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ  )

يونس:١٠٣

نص على أنه لا ينال الخلاص من غضب الله إلا رسله والذين آمنوا وأقروا بالوحدانية لله والتصديق لهم. وليس هذا الحكم بموقوف على من سبقوا إلى الإيمان في الأمم السابقة.

أكدت الآيات القرآنية الكريمة في أكثر من موضع أن الإيمان هو السبيل الأمثل لبلوغ النجاة.

– نجاة إبراهيم عليه السلام

قال الله تعالى:

( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )

العنكبوت:٢٤

فلم يكن جواب قوم إبراهيم له إلا أن قال بعضهم لبعض: اقتلوه أو حرِّقوه بالنار، فألقوه فيها، فأنجاه الله منها، وجعلها عليه بردًا وسلامًا، إن في إنجائنا لإبراهيم من النار لأدلة وحججًا لقوم يصدِّقون الله ويعملون بشرعه.

قال الله تعالى:

 ( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ . قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ )

الأنبياء:٦8- 69

– عن هود عليه السلام

قال الله تعالى:

( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ )

هود:٥٨

ولما جاء أمرنا بعذاب قوم هود نجَّينا منه هودًا والمؤمنين بفضل منَّا عليهم ورحمة، ونجَّيناهم من عذاب شديد أحله الله بعادٍ فأصبحوا لا يُرى إلا مساكنُهم.

– عن قوم لوط عليه السلام

قال الله تعالى:

 ( قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ . قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ . إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ )

الحجر: ٥7 – 59

قالوا: إن الله أرسلنا لإهلاك قوم لوط المشركين الضالين إلا لوطًا وأهله المؤمنين به، فلن نهلكهم وسننجيهم أجمعين، لكن زوجته الكافرة قضينا بأمر الله بإهلاكها مع الباقين في العذاب.

2- التقوى

مرتبة التقوى فتأتي بعد الإيمان، فبعد أن يكون العبد قد أسلم وجهه لله ووقر الإيمان في قلبه تأتي مرحلة التفكر في الوقاية من الأمور التي تنأى به عن الخالق عز وجل أو تتجاوز به حدوده وهي مرحلة اجتناب الشبهات والعمل على تهذيب النفس وتزكيتها بالعمل الصالح .

قال الله تعالى:

( فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ . فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ . وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ  )

النمل :٥١-٥٣

 ( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ . وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ  )

فصلت:١٧-١٨

3- النهي عن الفساد

نهي الله تعالى الناس عن الفساد في الكثير من الآيات ، منها ..

قال الله تعالى:

 ( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ  )

الأعراف:٥٦

لقد جاءت الرسالات السماوية كلها لتبصر العباد بسبل الإصلاح ولتنهاهم عن الفساد بمختلف أشكاله

قال الله تعالى:

 ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ  وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ )

هود:١١٦

ففي الآية دعوة واضحة للتفكر في أحوال من سبق من الأمم الغابرة التي باءت بغضب من الله ونقمة فأهلكها بعذابه إلا قليلًا من أهلها الذين لم يكتفوا بالإصلاح بل كانوا يدعون إليه من خلال نهيهم الناس عن الفساد في الأرض، تلك القلة القليلة آلت أن لا تقرب الظلم أو الترف ولا ترتكب جرمًا، ففازت بمنجاة الله حين نزل بأقوامهم العذاب .

4- النهي عن السوء

ولم يكن مبدأ الإصلاح ليتحقق من خلال النهي عن الفساد فحسب، بل بالنهي عن السوء أيضًا الذي لا يختلف جزاؤه عن جزاء النهي عن الفساد بشيء فكلاهما يورث النجاة.

قال الله تعالى:

( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ . وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًاۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ . فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ )

الأعراف :١٦٣-١٦٥

5- الجهاد في سبيل الله

يبين القرآن الكريم إن من أسباب النجاة من غضب الله وسخطه هو الجهاد في سبيله  ببذل النفس والمال ، وذلك بنصرة دينه في الأرض .

قال الله تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

الصف:١٠

6- الدعاء

لقد شرع الله تعالى الدعاء وجعله من أعظم الأسباب لاتقاء عذابه، ودلل في أكثر من آية على أنه السبيل إلى النجاة من البلاء

– عن يونس عليه السلام

قال الله تعالى:

( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾

الأنبياء:٨٧-٨٨

واذكر قصة صاحب الحوت، وهو يونس بن مَتَّى عليه السلام، أرسله الله إلى قومه فدعاهم فلم يؤمنوا، فتوعَّدهم بالعذاب فلم ينيبوا، ولم يصبر عليهم كما أمره الله، وخرج مِن بينهم غاضبًا عليهم، ضائقًا صدره بعصيانهم، وظن أن الله لن يضيِّق عليه ويؤاخذه بهذه المخالفة، فابتلاه الله بشدة الضيق والحبس، والتقمه الحوت في البحر، فنادى ربه في ظلمات الليل والبحر وبطن الحوت تائبًا معترفًا بظلمه؛ لتركه الصبر على قومه، قائلا: لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له دعاءه، وخلَّصناه مِن غَم هذه الشدة، وكذلك ننجي المصدِّقين العاملين بشرعنا.

– عن امرأة فرعون

قال الله تعالى:

( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )

التحريم :١١

زوجة فرعون كانت في عصمة أشد الكافرين بالله، وهي مؤمنة بالله، حين قالت: رب ابْنِ لي دارًا عندك في الجنة، وأنقذني من سلطان فرعون وفتنته، ومما يصدر عنه من أعمال الشر، وأنقذني من القوم التابعين له في الظلم والضلال، ومن عذابهم.

– عن موسى عليه السلام وقومه

قال الله تعالى:

 (  فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ . وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ . فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾

يونس:٨٣-٨٦

قال الله تعالى لهما: قد أجيبت دعوتكما

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

يونس: 89

وتزخر آيات الله سبحانه بمواقف أخرى مختلفة تضمنت الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل بالخلاص والنجاة من أعدائه.

5 – ماينجي الله تعالى

    العباد منه

حسب عباد الله المؤمنين أن يكون الله تعالى مدافعًا عنهم ينجيهم بصدق إيمانهم من كل ما أهمهم من نوائب الدنيا وعذاب الآخرة .

أولًا: المنجى منه في الدنيا

بعض آيات الكتاب تكشف عن الآثار المادية والمعنوية التي أصابت بعض العباد وتصيبهم من جراء غفلتهم أو ظلمهم أو كفرهم وصدهم عن سبيل الله ، منها

1- الكرب

الكرب هو  ما يدهم المرء مما يأخذ بنفسه فيغمه ويحزنه  ، وقد لازم الكرب صفة واحدة هي كونه عظيمًا .

– عن نوح عليه السلام

قال الله تعالى :

 ( وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ )

الأنبياء:٧٦

فنادى نوح عليه السلام ربه بندائه الأول الذي جاء بسبب شعوره بالبؤس مما يفعله قومه

قال الله تعالى :

( فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ )

الشعراء :١١9

فرفع الله بجوابه هذا الكرب الشديد عن نوح عليه السلام وأهله وخلصهم مما كان يعتصر قلوبهم من هم وكرب.

– عن مُوسَى عليه السلام

قال الله تعالى :

( وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ . وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ. وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ )

الصافات:١١٤-١١6

أي من قهر فرعون وقومه، وما كان يعتمد في حقهم من الإساءة العظيمة من قتل الأبناء واستحياء النساء واستعمالهم في أخس الأشياء.

قال الله تعالى :

( وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ )

البقرة 50

واذكروا نعمتنا عليكم، حين فَصَلْنا بسببكم البحر، وجعلنا فيه طرقًا يابسةً، فعبرتم، وأنقذناكم من فرعون وجنوده، ومن الهلاك في الماء. فلما دخل فرعون وجنوده طرقكم أهلكناهم في الماء أمام أعينكم.

– عن الناس عموما

والنجاة من الكرب ليست مختصة بالمواقف التي يواجهها الأنبياء ومن آمن معهم بالله فقطَ ، بل هي لا تستثني أحدًا من الناس يخلصهم بها من خوفهم وما يعتصر قلوبهم من حزن وغم.

قال الله تعالى :

( قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ . قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ )

الأنعام:٦٣-٦٤

2- الغم

وقد وردت النجاة من الغم  في القرآن الكريم في موضعين ،هما

– عن نبي الله يونس عليه السلام

قال الله تعالى:

( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ .  فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾

الأنبياء:٨٨

عن نبي الله يونس عليه السلام وكيف توسل إلى الله سبحانه بالتسبيح، فاستجاب الله تعالى من فوره لتسبيحه وصدق إنابته فنجاه إلى البر .

– عن نبي الله موسى عليه السلام

قال الله تعالى:

( وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ )

طه :٤٠

وقتلت الرجل القبطي خطأ فنجيناك من غَمِّ فِعْلك وخوف القتل، وابتليناك ابتلاء، فخرجت خائفًا إلى أهل مدين ، فمكثت سنين فيهم .

3- الضر

هوما يصيب الأنسان من سقم وفقد الأهل والمال والولد

قال الله تعالى:

( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .  فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ  وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ ﴾

الأنبياء 83 – 84

واذكر – أيها الرسول – عبدنا أيوب، إذ ابتليناه بضر وسقم عظيم في جسده، وفقد أهله وماله وولده، فصبر واحتسب، ونادى ربه عز وجل أني قد أصابني الضر، وأنت أرحم الراحمين، فاكشفه عني. فاستجبنا له دعاءه، ورفعنا عنه البلاء، ورددنا عليه ما فقده من أهل وولد ومال مضاعفًا، فَعَلْنا به ذلك رحمة منَّا، وليكون قدوة لكل صابر على البلاء، راجٍ رحمة ربه، عابد له.

4- الفقر

لفظ النجاة لم ترد صريحة بأية صيغة من صيغها في الآيات التي تحدثت عن سبل الخلاص من الفقر، بل يمكننا أن نفهم من سياقات تلك الآيات ما ترمي إليه من غرض يقصد به موضوعه النجاة.

فقد جعل التقوى أول السبل لتحقيق النجاة من الشدائد والفقر

قال الله تعالى:

( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا .  وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ  وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )

الطلاق:٢-٣

والسبيل الأخر هو السعي إلى العمل لتحصيل الرزق

قال الله تعالى:

( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ  وَإِلَيْهِ النُّشُورُ )

الملك:١٥

والسبيل الثالثة للنجاة من الفقر هو الإنفاق وتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، فقد أمر الله تعالى عباده بالإنفاق في كثير من آياته

قال الله تعالى:

 ( آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ )

الحديد:٧.

5- الظلم

الظلم يعتبر أحد الذنوب العظيمة التي حذر منها الله تعالى ، وهو أكثر ما يجلب القهر والألم لقلب المظلوم، كما أنّ للمظلوم دعوة لا تُرَّد.

– عن نوح عليه السلام

دعا نوح عليه السلام ربه رغبة في الخلاص من ظلم قومه حين أحاطوا به ليقتلوه ، لذلك طلب النصرة لنفسه مستغيثًا

قال الله تعالى:

 ( فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ )

القمر: ١٠

فاستجاب له ربه، فأنجاه والنفر الذين آمنوا معه من القوم الظَّالِمِينَ

قال الله تعالى:

( فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )

المؤمنون:٢٨

– عن شُعَيْبً عليه السلام

قال الله تعالى:

﴿ قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ . قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ . وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ  وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ . وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ. ﴾

هود  91- 94

– عن موسى عليه السلام

أما نبي الله موسى عليه السلام فقد استعان بالدعاء للنجاة من قوم فرعون بعد أن تملكه الخوف من بطشهم به ، ووصفهم بالظالمين .

قال الله تعالى:

( وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ . فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾

القصص:٢٠-٢١

فلما بلغ أرض مدين ولقي النبي شعيب عليه السلام وقص عليه القصص، جاءه جواب الله على لسانه

قال الله تعالى:

( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )

القصص:٢٥

6- الضلال

أن الإنسان كلما نهج سبيل الحق والعدل والصواب كان على هدى، وكلما وقع في الخطأ عمدًا أو سهوًا أو جهلًا كان على ضلال، ولكن لكل ضلال رتبته ونسبته كما يصف لنا القرآن ذلك فالضلال بذاته منه المبين والبعيد والكبير .

قال الله تعالى:

 ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا )

النساء:١٣٦

( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا  )

الأحزاب :٣٦

والجهل بمعرفة سبيل الله هو ما دفع نبي الله إبراهيم عليه السلام إلى إنكار إقدام أبيه وقومه على تأليههم الأصنام، كونه باطلًا بينًا واضح البطلان لكل ذي لب .

قال الله تعالى:

 ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )

الأنعام:٧٤

دعوة رسول الله موسى عليه السلام لقومهِ بالبعد عن سبيل الضلال ، للنجاة من أهوال النار .

قال الله تعالى:

( وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ. تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ )

غافر 41- 42

7- المخاطر

كثيرة هي المخاطر التي يتعرض لها الناس في مسيرة حياتهم سواء ما تهدد استقرارهم العقائدي أو الوجودي ولله تعالى حكمة بالغة في إحاطتهم بتلك المخاطر ليبلوهم أيهم يثوب إليه داعيًا ومنيبًا .

قال الله تعالى:

( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ . فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )

يونس:٢٢-٢٣

( وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا .  أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا )

الإسراء :٦٧-٦٨

( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ )

العنكبوت :٦٥

( وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ )

لقمان:٣٢

 ( قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ . قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ )

الأنعام :٦٣-٦٤

فحري بالإنسان أن يخلص النية ويواصل الذكر ويشكر آلاء الله في الشدة والرخاء، ويجعل نعمة الله عليه بالنجاة من المخاطر سببًا في التعلق به أكثر، فلا تكون الحاجة إلى الله محصورة في لحظات نزول الشدائد ثم إذا انفرج الهم جعل له شركاء .

8- العذاب

أ – في الدنيا

– عذاب صادر من الله تعالى

يقع بسبب ما يقدم عليه الناس من ارتكاب المعاصي وإتيان الظلم وعلى الرغم من ذلك لا نجد الله تعالى يعاجلهم بالعذاب بل ينزل عليهم كتبه ويبعث فيهم رسله مبشرين ومنذرين رغبة منه في فوزهم بثوابه وخلاصهم من عذابه.

قال الله تعالى:

( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا )

النساء:١٤٧

( فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ )

الشعراء:٢١٣

– عذاب صادر من الإنسان

وتكون النجاة من هذا العذاب بصون النفس عن ارتكاب الكبائر.

قال الله تعالى:

 ( وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ )

البقرة:٤٩

ب – في الآخرة

قال الله تعالى:

( يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ. وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ . وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ )

المعارج :١١-١٤

يتمنى الكافر لو يفدي نفسه من عذاب يوم القيامة بأبنائه، وزوجه وأخيه، وعشيرته التي تضمه وينتمي إليها في القرابة، وبجميع مَن في الأرض مِنَ البشر وغيرهم، ثم ينجو من عذاب الله.

نستشف من هذه المواقف أن الله سبحانه قريب من عباده لا يبطئ في مساعدتهم وإنقاذهم من محنهم حين يجد فيهم ثباتًا وعزمًا وإيمانًا راسخًا، وأن على العبد أن يجعل كل ثقته بالله تعالى وبقدرته على أن يغير نواميس الكون لقاء خلاصه من شدته، وأن التوكل على الله وتسبيحه هو السبيل الأمثل لتحقيق النجاة من الشدائد.

قال الله تعالى:

( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )

الزمر:٦١

وينجي الله من جهنم وعذابها الذين اتقوا ربهم بأداء فرائضه واجتناب نواهيه بفوزهم وتحقق أمنيتهم، وهي الظَّفَر بالجنة، لا يمسهم من عذاب جهنم شيء، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.

 

Share This