1- مفهوم الملائكة

الملائكة خلق من خلق الله في عالم الغيب، خلقهم الله لعبادته، ولتنفيذ أوامره سبحانه وتعالى في ملكه، وهم أصناف، كل صنف له عمل موكل به ويقوم به، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، ومقرهم السماوات ما لم يرسلوا إلى جهة من الأرض ، ولا يعلم عددهم إلا الله.

2- كلمة الملائكة

       في

  القرآن الكريم

وردت كلمة الملائكة في القرآن الكريم ٨٨ مرة. والصيغ التي وردت هي:

– اسم مفرد

﴿ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ ﴾

الأنعام:٨

– اسم جمع

﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ﴾

البقرة:٣١

– اسم مثني

﴿ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ﴾

البقرة:١٠٢

وجاءت الملائكة في القرآن بمعني الملائكة خلق من خلق الله في عالم الغيب .

3- الملائكة وآدم

كانت البداية، حينما أراد الله أن يخلق آدم عليه السلام، وأن يجعله وذريته خلفاء في الأرض؛ ليقوموا بعمارتها وفق منهج الله تعالى وشريعته؛ فأخبر الله تعالى ملائكته الكرام بأنه سيجعل في الأرض خليفة يسكنها.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾

البقرة:٣٠

فسألوه عن الحكمة من وراء ذلك، و سؤال الملائكة لربهم ليس على وجه الاعتراض على الله، ولا على وجه الحسد لبني آدم، وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك .

قال الله تعالى:

﴿ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾

البقرة:٣٠

فأخبرهم سبحانه، أن من وراء خلقه لآدم حكمًا لا يعلمونها .

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾

البقرة :٣٠

وعندما خلقه وسواه ونفخ فيه الروح أمر ملائكته بالسجود له،

قال الله تعالى:

﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾

الحجر: 29

فاستجابوا طاعة له وامتثالًا لأمره جل وعلا.

قال الله تعالى:

  ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا ﴾

البقرة:٣٤

﴿ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾

الحجر: 30

إن السجود كان تعظيمًا وتحيةً ؛ تكريمًا لآدم وإظهارًا لفضله، وطاعة لله تعالى لا سجود عبادة.

4- الإيمان بهم

جعل الله تعالى الإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان ، بل وجعله ثانيها؛ ممّا يوضّح أهمية الإيمان بهم .

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا)

النساء 136

والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور:

1- الإيمان بوجودهم.

2- الإيمان بمن عُلم اسمه منهم باسمه (كجبريل) ومن لم يُعلم أسماءهم يُؤمن بهم إجمالاً.

3- الإيمان بما عُلم من صفاتهم.

4- الإيمان بما عُلم من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى؛ كتسبيحه، والتعبد له ليلاً ونهارًا بدون ملل، ولا فُتُور.

5- وصف الملائكة

       في

  القرآن الكريم

إن العلمَ بالملائكة من الأمور الغيبية التي لا يصل إليها العقلُ المجرد ، وإنما السبيل لمعرفتهم هوما جاء في القرآن الكريم، وقد جاءت الكثير من الآيات التي تفيد بوجود الملائكة وتذكر صفاتهم الخَلقية والخُلقية .

1– أخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة كاملة

قَال الله تعالى:

﴿ كِرَامٍ بَرَرَةٍ )

عبس : 16

2– متفاوتون في الخلق والمقدار

قَال الله تعالى:

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

فاطر: 1

3– مقاماتهم متفاوتة ومعلومة عند الله

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ )

الصافات : 164

4– يقومون بعبادة الله وطاعته

من دون ملل أو كلل

قَال الله تعالى:

﴿ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ )

الأنبياء: 20

5– هم مجبولون على طاعة الله

قَال الله تعالى:

﴿ و لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ )

الأنبياء : 27

6– خوفهم من الله وخشيتهم

قَال الله تعالى:

﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ )

الأنبياء : 28

7- قدراتهم على التمثل بالبشر

وهب الله سبحانه وتعالى ملائكته القدرة على التمثل بصور البشر.

عن جبريل عليه السلام في قصة مريم العذراء

قَال الله تعالى:

( فَا تَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا )

مريم : 17

عن قصة ضيف إبراهيم من الملائكة عليهم السلام الذين جآءوه على صورة بشر

قَال الله تعالى:

( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ )

الذاريات : 24

8- لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون

قدم النبي إبراهيم عليه السلام لضيفه من الملائكة عجلاً حنيذا فلم يأكلوا منه

قَال الله تعالى:

 ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ . إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ . فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ . فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ . فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ )

الذاريات : 24 – 28

9- لا يوصفون بالذكورة والأنوثة

أنكر القرآن الكريم أشد الإنكار على المشركين الذين وصفوا الملائكة بالأنوثة .

قَال الله تعالى:

﴿ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ )

الزخرف: 19

10- كثرة عددهم

في سياق الحديث عن الملائكة

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ )

المدثر: 31

11- قابليتهم للفناء والموت

يجوز في حق الملائكة الفزع والفناء والموت .

قَال الله تعالى:

( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )

القصص : 88

( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ )

الزمر: 68

والملائكة ممن تشملهم الآية لأنهم من ساكني السماء .

12- أنهم خلقوا قبل آدم

قَال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾

البقرة :30

13- لا يستطيع البشر رؤية الملائكة بهيئتهم الخلقية

لأن البشر ليس لديهم القدرة على ذلك، ولم يرَ الملائكة في صورتهم الحقيقية أحد إلا الرسول محمد، فهو قد رأى جبريل في هيئته الخلقية مرتين .

قَال الله تعالى:

﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ . مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ . وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ . عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ . ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ . وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ . ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ . فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ . فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ . مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ . أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ . وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ . عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ . عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ . إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ . مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ . لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴾

النجم : 1- 18

14- يعقلون ويتكلمون

أما عن أن الملائكة متصفون بالكلام بعد إذن الرحمن.

قَال الله تعالى:

﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴾

النبأ:٣٨

وفي المحاورة التي جرت بين الله عز وجل وبين ملائكته عليهم السلام دليل على ذلك.

قال الله تعالى :

﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾

البقرة: ٣٠

وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أيضًا أن الملائكة عليهم السلام يكلم بعضهم بعضًا، وأن لهم قلوبًا يعقلون بها .

قال الله تعالى :

﴿ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾

سبأ:٢٣

فإذا زال الفزع عن قلوبهم سأل بعضهم بعضًا: ماذا قال ربكم؟ قالت الملائكة: قال الحق، وهو العليُّ بذاته وقهره وعلوِّ قدْره، الكبير على كل شيء.

 6- المهام المكلف بها الملائكة

ذكر القرآن الكريم المهام المكلف بها الملائكة من قبل رب العالمين ، ومنها

1– حمل العرش

قَال الله تعالى:

﴿ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ )

الحاقة: 17

﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾

غافر: 7

2– سفراء الله إلى رسله

قَال الله تعالى:

﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا )

الحج : 75

﴿ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴾

عبس : 15

بأيدي ملائكة كتبة، سفراء بين الله وخلقه .

3– نزع أرواح العباد عندما تنتهي آجالهم

قَال الله تعالى:

 ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ )

السجدة : 11

4– تسجيل صالح أعمال بني آدم وسيئها

كتابة أعمال البشر وإحصاؤها عليهم فعلى يمين كل عبد مكلف ملك يكتب صالح أعماله، وعن يساره ملك يكتب سيئات أعماله‎.

قَال الله تعالى:

﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ . مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )

ق: 17- 18

﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ  ﴾

الزخرف: 80

5– حراسة ابن آدم

قَال الله تعالى:

﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ )

الرعد: 11

لله تعالى ملائكة يتعاقبون على الإنسان من بين يديه ومن خلفه، يحفظونه بأمر الله من الجن وغيرهم

6– يستغفرون للذين آمنوا

قَال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا )

غافر: 7

7- التأييد والنزول للنصر

ومن وظائف الملائكة أيضًا العناية بشئون المؤمنين والتأييد والنزول للنصر

قَال الله تعالى:

﴿ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴾

الأنفال : 12

﴿ بَلَىٰ إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ . وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ  وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾

آل عمران : 125 – 126

8- التبشير بالجنة

قال الله تعالى:

 ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ . نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾

فصلت: 30- 31

7- الملائكة المذكورة

        في

   القرآن الكريم

ذكر الله تعالى لفظ الملائكة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم ، منها

1– جبريل عليه السلام

وهو المَلَك المكلف بالوحي، حيث يُبلغ الأنبياء والرسل بما يوحيه الله تعالى إليهم، وقد ورد ذكر جبريل -عليه السلام- في أكثر من آية من القرآن الكريم منها:

قَال الله تعالى:

 ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )

البقرة: 97

2– ميكائيل عليه السلام

هو من الملائكة المقربين الذين يُعدون من أشرف الملائكة عند الله تعالى، ومن الآيات التي ذكر فيها

قَال الله تعالى:

﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ )

البقرة : 98

3- هاروت وماروت عليهما السلام

ملكان ذُكر اسمهما في القرآن وقصتهما وأنها نزلا بأرض بابل

قَال الله تعالى:

﴿ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ )

البقرة: 102

4– مالك عليه السلام

وهو الملك المُكلف بجهنم، وقد ذكره الله تعالى بالقرآن الكريم

قَال الله تعالى:

﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ )

الزخرف: 77

5- ملك الموت عليه السلام

مهمته قبض الأرواح، وذكر في القرآن الكريم

قَال الله تعالى:

﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ )  

السجدة : 11

6- الزبانية

عددهم تسعة عشر ملكًا، وهم موكلون بالنار لأنهم خزنتها، وقد ذُكروا في القرآن الكريم

قَال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )

التحريم : 6

﴿ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ . لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ . لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ . عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾

المدثر : 26- 30

7- حملة العرش

عددهم أربعة، وفي يوم القيامة يُضاف إليهم أربعة، وذكروا في القرآن الكريم

قَال الله تعالى:

﴿ وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ )

الحاقة: 17

8- خزنة الجنة

ذُكروا في القرآن

قَال الله تعالى:

 ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ )

الزمر: 73

9- الكرام الكاتبون

موكلون بكتابة أعمال البشر وإحصائها، الموجودن على اليمين يكتبون الحسنات، وعن الشمال يكتبون السيئات، وذكروا في القرآن .

قَال الله تعالى:

﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ )

الانفطار: 10- 11

10- الملائكة الحفظة

يحفظون الإنسان، وقد ذّكروا في القرآن الكريم

قَال الله تعالى:

﴿ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً )

الأنعام : 61

8-عبادات الملائكة

غير طاعتهم لله في تنفيذ المهمات الموكلة إليهم يعبد الملائكة رَبِّهِمْ ، ومن

عبادتهم الأتى :

أ- التسبيح

فالملائكة يسبحون الله ويذكرونه

قَال الله تعالى:

﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ﴾

غافر 7

﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ﴾

الشورى 5

وهم دائمو التسبيح لا ينقطع ليلاً أو نهاراً

قَال الله تعالى:

﴿ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾

الأنبياء 20

ويفخرون بكثرة تسبيحهم حيث قال الله على لسانهم

قَال الله تعالى:

﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ﴾

ب – عبادة الاصطفاف

فاصطفاف الملائكة عند الله عبادة، وويفخرون بإنهم هم الصافون حيث قال الله على لسانهم .

قَال الله تعالى:

﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ﴾

ج – وهم يركعون ويسجدون

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ﴾

الأعراف 206

9- وظائف الملائكة في الآخرة

سيكون للملائكة وظائف في الآخرة ، وهي

1- شفاعتها للمؤمنين

وحقيقة هذه الشفاعة أن الله هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص والتوحيد، فيغفر لهم بواسطة دعاء الشافع الذي أذن له أن يشفع ، ورضاه عنه، وللملائكة نصيب منها.

قال الله تعالى:

﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴾

النجم:٢٦

وكثير من الملائكة في السموات مع علوِّ منزلتهم، لا تنفع شفاعتهم شيئًا إلا من بعد أن يأذن الله لهم بالشفاعة، ويرضى عن المشفوع له.

قال الله تعالى:

﴿ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ . يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾

الأنبياء:٢٧-٢٨

فالملائكة عباد الله مقربون مخصصون بالفضائل، وهم في حسن طاعتهم لا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ربهم، ولا يعملون عملا حتى يأذن لهم. وما من أعمال الملائكة عمل سابق أو لاحق إلا يعلمه الله سبحانه وتعالى، ويحصيه عليهم، ولا يتقدمون بالشفاعة إلا لمن ارتضى الله شفاعتهم له، وهم من خوف الله حذرون من مخالفة أمره ونهيه.

2- التسليم على المؤمنين في الجنة

تستقبل الملائكة المؤمنين على أبواب الجنة بأحسن استقبال، يهنئونهم بسلامة الوصول، وبما هم قادمون عليه، فلا تخيفهم أهوال يوم القيامة.

قال الله تعالى:

﴿ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾

الأنبياء:١٠٣

تبشرهم الملائكة: هذا يومكم الذي وُعِدتُم فيه الكرامة من الله وجزيل الثواب.

قال الله تعالى:

﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ . سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾

الرعد:٢٣-٢٤

تلك العاقبة هي جنات عدن يقيمون فيها لا يزولون عنها، ومعهم الصالحون من الآباء والزوجات والذريات من الذكور والإنات، وتدخل الملائكة عليهم من كل باب؛ لتهنئتهم بدخول الجنة. تقول الملائكة لهم: سَلِمْتم من كل سوء بسبب صبركم على طاعة الله، فنِعْمَ عاقبة الدار الجنة.

قال الله تعالى:

﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾

الزمر:٧٣

وسيق الذين اتقوا ربهم بتوحيده والعمل بطاعته إلى الجنة جماعات، حتى إذا جاؤوها وشُفع لهم بدخولها، فتحت أبوابها، فترحِّب بهم الملائكة الموكَّلون بالجنة، ويُحَيُّونهم بالبِشر والسرور؛ لطهارتهم من آثار المعاصي قائلين لهم: سلام عليكم من كل آفة، طابت أحوالكم، فادخلوا الجنة خالدين فيها.

3- الاصطفاف للرحمن جل وعلا

قد نص القرآن الكريم عندما يأتي الله يوم القيامة إتيانًا ومجيئًا حقيقيًا يليق بجلاله للفصل بين العباد، تصطف الملائكة صفوفًا منتظمة بين يديه؛ إجلالًا وتعظيمًا له ، وتنشق السماء بالغمام.

قال الله تعالى:

﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ  وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾

البقرة: ٢١٠

﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ  يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ﴾

الأنعام :١٥٨

﴿ كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا . وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾

الفجر: ٢١-٢٢

﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴾

الفرقان :٢٥

تنزل ملائكة فيصفون، كل من وراء الآخر؛ يعني صفًا بعد صف. ثم يأتي الرب عز وجل للقضاء بين عباده، وذلك الإتيان الذي يليق بعظمته وجلاله، ولا أحد يحيط علمًا بكيفيته .

 

Share This