1- مفهوم المكر

المكر  هو إرَادَةُ وتَدْبِيرُ الماكر فعل السوء والأذى بالممكور به الذي لم يعلم بما يخبئه له الماكر وهو آمن في نفسه من سوء يأتي من الماكر ولا يحتسب أذى أبداً، وينجح الماكر في مكره إذا فجأ الممكور به .

2- كلمة المكر 

    في

القرآن الكريم

وردت كلمة (مكر) في القرآن الكريم على صيغ متعددة، بلغت(٤٣) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد 11 مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا )

الرعد:٤٢

– الفعل المضارع

ورد 11 مرة

قال الله تعالى:

﴿ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا )

يونس:٢١

– المصدر

ورد 19 مرة

قال الله تعالى:

﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾

الأعراف:٩٩

– اسم الفاعل

ورد مرتين

قال الله تعالى:

﴿ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾

آل عمران:٥٤

وورد المكر في الاستعمال القرآني بمعنى: الاحتيال، ويكون بالقول والفعل.

3- الكلمات ذات الصلة

     بكلمة المكر 

– الخيانة

مخالفة الحق بنقض العهد في السر

قال الله تعالى:

﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾

الأنفال: 58

– الكيد

كل تَدْبِيرٍ لِفِعْلٍ خَفِيِّ أو ظَاهر يريدُ مِنهُ الكاَئِد دَفعُ المكيدِ أنْ يرتكبَ عملا سيئا أو جرماً وذنباً بإرادتهِ بدونِ جَبرٍ او إرغام.

قال الله تعالى:

﴿ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾

النساء : 76

– الاحتيال

استنفاذ طريقة أو طرق؛ لتحويل المرء عما يكرهه إلى ما يحبه.

– الخديعة

هو تَدْبِيرُ فِعْلٍ خَفِيّ يقومُ بهِ الخادعُ لإيقاعِ الضررِ والشرّ بالمخدوعِ من حيثُ لم يحذر ويتنبه ، كأن يرقب المخدوع قدوم السوء من باب فيفجأه من باب آخر، وعداوة الخادع والمخدوع ظاهرة وكلاهما يتربص بالآخر.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ﴾

الأنفال: 62

4 – الله تعالى

     و

المكر و الماكرين

أ ولا – إسناد المكر إلى الله

جاء إضافة المكر إلى الله تعالى في العديد من الآيات، منها

قال الله تعالى:

﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ  فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾

الأعراف ٩٩

﴿ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾

آل عمران ٥٤

﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾

الأنفال 30

ثُا نيا – المقصود بمكر الله

قال الله تعالى:

﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ﴾

الشورى ٤٠

﴿ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ﴾

البقرة ١٥

﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾ 

النساء ١٤٢

والحاصل أن هذه الأفعال نسبها الله تعالى إلي نفسه على سبيل الجزاء العدل والمقابلة ؛ لأنه لا يجوز إضافة المكر والخداع والاستهزاء مبتدأً إلى الله ؛ لأنه مذموم من الخلق ، فكيف من الله عز وجل ؟ ؛ فسمي جزاء المكر مكرًا كما سمي جزاء السيئة سيئة، وجزاء الاعتداء اعتداء، وإن لم يكن الثاني اعتداء ولا سيئة، فعلى ذلك تسمية جزاء المكر مكرًا وإن لم يكن الثاني مكرًا.

قال الله تعالى:

﴿  قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾

النحل:26

ففي المكر يكون الجزاء من جنس العمل ، فكما يمكر الماكرون يكون عقابهم مكرا من جنس جرمهم بل وأكثر رعبا .

ثُالثُا – سنن الله في

المكر والماكرين

لله في خلقه وكونه سنن ماضية , لا تتبدل ولا تتحول, ولا تتغير ولا تتوقف, ومن سنن الله تعالى سنته في المكر والماكرين.

1- العداءُ والمكر سُنةُ جاريةٌ

قال الله تعالى:

( وَكَذَلِكَ جَعَلنَا فِي كُلِّ قَريَةٍ, أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمكُرُوا فِيهَا )

الأنعام: 123

جعلنا في كل قرية مجرمين يتزعمهم أكابرهم؛ ليمكروا فيها بالصد عن دين الله .

قال الله تعالى:

( وَقَد مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم )

الرعد: 42

ولقد دبَّر الذين من قبلهم المكايد لرسلهم، كما فعل هؤلاء معك

2- الله محيط  بما يمكرون

وذلك مهما كان شدة وإحكام مكر الماكرين

قال الله تعالى:

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ  ﴾

إبراهيم ٤٦

وعند الله مكرهم أي علمه .

3- أن مكر الماكرين مرصود ومكتوب

فأعمالهم تحصي عليهم فقد كتبها الحفظة في سجل أعمالهم

قال الله تعالى:

 ( إن رسلنا يكتبون ما تمكرون )

يونس: 21

4- أن الله يمكر بالماكرين

فلا يدعهم يفسدون في الأرض بل يقابل مكرهم بمكر يفسده .

قال الله تعالى:

 ( وَيَمكُرُونَ وَيَمكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيرُ المَاكِرِينَ )

الأنفال : 30

5- دائما المكر يصدر

من أكابر المجرمين

قال الله تعالى:

( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا )

الأنعام : 123.

فالماكر من أكابر المجرمين حيث أفسدوا عقائد الناس وأخلاقهم وصرفوهم عن الهدى بالاحتيال والخداع .

6- المكرُ السيئُ يحيقُ بأهله

قال الله تعالى:

 ( وَلَا يَحِيقُ المَكرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهلِهِ )

سورة فاطر: 43

7-  تعليل العقوبة بالعمل وترتيبه عليه

قال الله تعالى:

( وَلاَ يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ )

فاطر : 43

( سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ )

\الأنعام: 124

سينال هؤلاء الطغاة الذل، ولهم عذاب موجع في نار جهنم؛ بسبب مكرهم للإسلام وأهله.

8- أن مكر الماكرين لا يفيدهم شيئًا

قال الله تعالى:

 ( مَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ )

فاطر 10

ومكر أولئك يَهْلك ويَفْسُد، ولا يفيدهم شيئًا.

9- إستدراج الماكرين

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ . وَأُمْلِي لَهُمْ  إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾

الأعراف ١٨2- 183

أن الله يستدرجهم، ويغدق عليهم النعم والصحة والعافية، حتى يكونوا أغفل ما كانوا، ثم يأخذهم بغتة ، من حيث لا يعلمون .

10- عاقبةُ المكر الهلاكُ والتدميرُ

قال الله تعالى:

 ( فَانظُر كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكرِهِم أَنَّا دَمَّرنَاهُم وَقَومَهُم أَجمَعِينَ )

النمل: 51

 ( قَد مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم فَأَتَى اللّهُ بُنيَانَهُم مِّنَ القَوَاعِدِ )

النحل : 26

11- العذاب الشديد في النار

ومن العقوبات التي تحل بالماكرين – وهي أعظم العقوبات- خلودهم في النار.

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾

فاطر ١٠

12- الشيطان هو الذي

يزين للناس المكر

قَال الله تعالى:

 ( بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنْ السَّبِيلِ )

الرعد 33

بل حسَّن الشيطان للكفار قولهم الباطل وصدَّهم عن سبيل الله. ومَن لم يوفِّقه الله لهدايته فليس له أحد يهديه، ويوفقه إلى الحق والرشاد.

5- أقسام المكْر

    في

القرآن الكريم

أقسام المكْر في القرآن الكريم ضربان، وهما

أولا – المكْر الحسن

1- تعريفة

وهو ما يهدف إلي إزهاق الباطل وأشياعه و نصرة الحق وأتباعه ، ومصدره الله تعالى .

قال الله تعالى:

﴿ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾

آل عمران: ٥٤

2- أهدافة

من يتتبع أهداف المكر الحسن في القرآن الكريم يجدها على النحو الآتي:

أ – نصرة أهل الحق

فهذه سنة الله قديمًا وحديثًا، نصرة الحق وأتباعه، وإزهاق الباطل وأشياعه، وهذا الحكم وهذه السنة مما تقتضيه الحكمة الإلهية .

قال الله تعالى:

﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾

الأنفال 30

واذكر – أيها الرسول- حين يكيد لك مشركو قومك بـمكَّة؛ ليحبسوك أو يقتلوك أو ينفوك من بلدك. ويكيدون لك، وردَّ الله مكرهم عليهم جزاء لهم، ويمكر الله، والله خير الماكرين.

ب – الإيقاع بالمتكبرين الظلمة

قال الله تعالى:

﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ  فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾

الأعراف 99

أفأمن أهل القرى المكذبة مَكْرَ الله وإمهاله لهم؛ استدراجًا لهم بما أنعم عليهم في دنياهم عقوبة لمكرهم؟ فلا يأمن مكر الله إلا القوم الهالكون.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾

آل عمران ١٧٨

ومن أسباب المكر الحسن أن الله يمكر بالمتكبرين الظلمة، ويوقع بهم في شر أعمالهم، من حيث لا يشعرون، وحقيقة مكر الله جل وعلا أنه يستدرج العبد  ، فيفتح على أهل المكر من نعيم الدنيا ما يشغلهم عن توقع العقوبة، ويمهلهم طويلًا، حتى إذا اطمأنوا، وفرحوا بما أوتوا، أخذهم بالعقوبة على حين غرة، فالاستدراج دنو من العقوبة شيئًا فشيئًا.

ج – الانتقام من الماكرين

قال الله تعالى:

﴿ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾

النمل 51

فانظر – أيها الرسول- نظرة اعتبار إلى عاقبة مكرهم أنا أهلكناهم وقومهم أجمعين.

ثانيًا – المَكرُ السَّيِّئُ

1- تعريفة

وهو ما يهدف إلي نشر الباطل بين الناس و تدبير الشر لهم .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾

فاطر: ٤٣

2- أهدافة

أ – الاستكبار في الأرض

وقد أشار الله سبحانه وتعالى أن من دواعي المكر الكبر والاستكبار في الأرض .

قال الله تعالى:

﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾

الأنعام ١٢٣

الذين يمكرون السيئات يمكرونها طلبًا للعزة الكاذبة، والغلبة الموهومة، وقد يبدو في الظاهر أنهم أعلياء، وأنهم أعزاء، وأنهم أقوياء، ولو حقق ذلك الرفعة لهم في بعض الأحيان، إلا أن نهايته إلى البوار وإلى العذاب الشديد، وعد الله، لا يخلف الله وعده، وإن أمهل الماكرين بالسوء حتى يحين الأجل المحتوم في تدبير الله المرسوم.

ب – إنتشارالرذيلة

قال الله تعالى:

﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾

النحل:45

والذين يكتسبون السيئات بالأمر بالمنكر، والنهي عن المعروف لأجل صرف الناس عن عبادة الله لهم عذاب شديد، من مكان لا يُحِسُّونه ولا يتوقعونه .

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ  ﴾

فاطر 10

ومكر أولئك يَهْلك ويَفْسُد، ولا يفيدهم شيئًا.

ت- إضلال الناس

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا ﴾

سبأ ٣٣

وقال المستضعفون لرؤسائهم في الضلال بل تدبيركم الشر لنا في الليل والنهار هو الذي أوقعنا في التهلكة، فكنتم تطلبون منا أن نكفر بالله، ونجعل له شركاء في العبادة، من الآلهة المزيفة التي يصطنعونها بأيديهم وأهوائهم!

6- عواقب المكر

بين القرآن الكريم عاقبة المكر والماكرين وسوف نتناولها بالبيان فيما يأتي:

أولًا: عواقب المكر في الدنيا

1- هلاك أهل المكر وانهزامهم.

أخبر الله سبحانه وتعالى أن عاقية الماكرين بالحق وأهله الخزي والهلاك والدمار في الدنيا قبل الآخرة،

قال الله تعالى:

﴿ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾

النمل ٥١

2- انتصار أهل الحق على أعدائهم

أن كل من سار في الظلم والعناد والاستكبار على العباد يحل به نقمه الله تعالى ، وتسلب عنه نعمته، فليترقب الظالم نتيجة ظلمه ،والماكر نتيجة

مكره .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾

فاطر ٤٣

ولا يحيق المكر السيِّئ إلا بأهله، فهل ينتظر المستكبرون الماكرون إلا العذاب الذي نزل بأمثالهم الذين سبقوهم، فلن تجد لطريقة الله تبديلا ولا تحويلا فلا يستطيع أحد أن يُبَدِّل، ولا أن يُحَوِّل العذاب عن نفسه أو غيره.

3- نزول العذاب بالماكرين

من حيث لم يحتسبواقد أنذر سبحانه وتعالى الجاحدين بآياته، المكذبين لرسله، الماكرين بالخلق، الصارفين لهم عن اتباع الحق، بأنهم ليسوا بمأمن من مكر الله .

قال الله تعالى:

﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ . أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ . أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ  فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾

الأعراف ٩٧ – ٩٩

4- الهلاك وزوال سلطانهم

أخبر الله في كتابه أن الماكرين بالحق وأهله مهما يمكرون من مكر، ويكيدون من كيد، فإن الله يجعل وبال ذلك عليهم، بإهلاكهم، وإزالة سلطانهم،

قال الله تعالى:

﴿ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾

النحل ٢٦

أي: قد دبَّر الذين من قبلهم الحيل، ونصبوا الحبائل ليمكروا بها ، فأبطلها الله، ، وجعلها سبيلًا لهلاكهم، من حيث لا يحتسبون ولا يتوقعون أنه يأتيهم منه.

ثانيًا: عواقب المكر في الآخرة

2- العذاب الشديد في النار.

ومن العقوبات التي تحل بالماكرين – وهي أعظم العقوبات- خلودهم في النار.

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾

فاطر ١٠

 

 

Share This