1- مفهوم المسجد

المسجد هو الموضع الذي يسجد فيه لله تعالى ، وكل موضع يتعبد فيه فهو مسجد .

قال اللّهِ تعالى:

﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾

البقرة ١١٤

ويدعى للصلاة في المسجد عن طريق الأذان، وذلك خمس مرات في اليوم.

2- كلمة المسجد

     في

القرآن الكريم

وردت كلمة (مسجد) وصيغها في القرآن ٢٨ مرة. والصيغ التي وردت هي:

– اسم مفرد

ورد 22 مرة

قال اللّهِ تعالى:

( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ )

البقرة:١٤٤

– اسم جمع

ورد ٦ مرات

قال اللّهِ تعالى:

﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ﴾

البقرة:١١٤

وجاء المسجد في الاستعمال القرآني على وجهين:

1- اسم لموضع السجود

وهو اسم للأبنية المتخذة في الإسلام للصلاة .

قال اللّهِ تعالى:

﴿ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ﴾

الحج: ٤٠

2- أعضاء الإنسان التي يسجد عليها

قال اللّهِ تعالى:

﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾

الجن: ١٨

أي: أعضاء السجود هي لله، فلا تسجدوا بها لغيره.

3- الكلمات ذات الصلة

    بكلمة المسجد

– الصوامع

الصوامع هى الأديرة أو بيوت العبادة عند النساك والرهبان النصارى الذين يتخذونها في الأماكن النائية.

قال اللّهِ تعالى:

﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ﴾

الحج: 40

– الصلوات

الصلوات هي معابد اليهود يصلون فيها

– البيع

البيع هي كنائس النصارى يصلون فيها

– مصلى

يطلق اسم مصلى بدل من اسم مسجد عند أداء بعض الصلوات الخمس المفروضة فيه وليس كلها مثل مصليات المدارس والمؤسسات والشركات وطرق السفر وغيرها التي غالباً ما يؤدى فيها صلاة محدودة .

قال اللّهِ تعالى:

﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾

البقرة 125

4- مساجد ذكرت

       في

  القرآن الكريم

ذكر في القرآن الكريم عدة مساجد ، وبيان ذلك على النحو الآتي:

أولا – المسجد الحرام

ذكر في القرآن الكريم المسجد الحرام كثيرًا ، ولكل من هذه المواضع أحكامه على هذا النحو:

أ – أول بيت وضع للناس

البيت العتيق هو أول بيت وضع للناس في الأرض

قال اللّهِ تعالى:

 ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ﴾

آل عمران :٩٦

ب – الاتجاه اليه فى الصلاة

قال الله تعالى:

﴿ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾

البقرة : ١٤٤

أن التوجه نحو البيت شرط من شروط صحة الصلاة

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾

البقرة : ١٥٠

ت – تحريم القتال عنده

نظرًا لمكانة البيت الحرام ومنزلته، فقد نهى القرآن الكريم عن القتال عنده نهيًا صريحًا .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ  كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴾

البقرة :١91

ث – تحريم الصد عنه

وقد ذكرت قضية صد المشركين المسلمين عن المسجد الحرام في مواضع عدة من كتاب الله تعالى.

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾

الأنفال: ٣٤

وكيف لا يستحقُّون عذاب الله، وهم يصدون أولياءه المؤمنين عن الطواف بالكعبة والصلاة في المسجد الحرام؟

ج – حرمة دخول المشركين فيه

حرم الله تعالى على المشركين دخول المسجد الحرام

قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ﴾

التوبة : ٢٨

يا معشر المؤمنين إنما المشركون رِجْس وخَبَث فلا تمكنوهم من الاقتراب من الحرم بعد هذا العام التاسع من الهجرة .

ح – يتفرد بالحج اليه

البيت الحرام هو مقصد المسلمين في فريضة الحج .

قال الله تعالى:

﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾

آل عمران: ٩٧

وقد أوجب الله على المستطيع من الناس في أي مكان قَصْدَ هذا البيت لأداء مناسك الحج.

خ – بداية الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى:

﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾

الإسراء : ١

ثانيًا – المسجد الأقصى

المسجد الأقصى هو بيت المقدس، وسمي الأقصى، لبعد المسافة بين المسجدين، والمقصود بالبركة لأنه مقر الأنبياء، ومهبط الملائكة.

قال الله تعالى:

﴿ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾

الإسراء: ١

ثالثًا – مسجد قباء

مسجد قباء من أشهر مساجد المدينة المنورة بعد المسجد النبوي .

قال الله تعالى:

﴿ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾

التوبة :١٠8

المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم

رابعًا – مسجد الضرار

مسجد اتخذه بعض المغرضين في المدينة للتفريق بين المسلمين فجاء القرآن الكريم مبينًا زيف صنيعهم وخبث نيتهم وسوء طويتهم، ناهيًا النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين عن الصلاة فيه.

قال الله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ﴾

التوبة: ١٠٧ – ١٠8

5- أحكام المساجد

ورد في القرآن الكريم طائفة من الأحكام تتعلق بالمساجد ، منها

1- أداب الاعتكاف

الاعتكاف  فى المساجد ليلا ونهارا هو للمؤمنين والمؤمنات ، ولكن يحرم على الزوجين المباشرة الجنسية وقت الاعتكاف فى المسجد  .

قال اللّهِ تعالى :

( وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ )

البقرة ١٨٧

2- التزين

ويجب على الرجال والنساء التزين عند الذهاب الى المسجد

قال اللّهِ تعالى :

 ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ )

الاعراف ٣١

يا بني آدم كونوا عند أداء كل صلاة على حالة من الزينة المشروعة من ثياب ساترة لعوراتكم ونظافة وطهارة ونحو ذلك .

3-  المساجد هى لعبادة الله تعالى

دون أى عمل إقتصادى أو نفعى

قال اللّهِ تعالى :

 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ﴾

الجمعة ٩

يا أيها الذين آمنوا ، إذا نادى المؤذن للصلاة في يوم الجمعة، فامضوا إلى أداء الصلاة، واتركوا البيع، وكذلك الشراء وجميع ما يَشْغَلُكم عنها، وهذا فصل تام بين دور المسجد التعبدى وما فى الدنيا من تجارة أو لهو.

– المساجد لعبادة الله تعالى وحده

لما كانت المساجد هي بيوت الله تعالى المتخذة للعبادة بمختلف أنواعها من صلاة وذكر وتسبيح وقراءة قرآن وغيرها، فقد بين القرآن الكريم ضرورة مراعاة ذلك، وهي أن يفرد الله تعالى بالعبادة فلا يشرك به أحدٌ.

قال الله تعالى:

﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾

الجن: ١٨

والمراد بها إفراد الله تعالى بالعبادة، فلا ينبغي أن يدعى غيره جل وعلا .

ومن معالم الطاعة والعبادة: تسبيح وتلاوة القرآن.

قال الله تعالى:

﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾

النور:٣٦

في مساجد أَمَرَ الله أن يُرْفع شأنها وبناؤها، ويُذْكر فيها اسمه بتلاوة كتابه والتسبيح ، وغير ذلك من أنواع الذكر، يُصلِّي فيها لله في الصباح والمساء.

– أن يكون المسجد لذكر الله تعالى وحده

قال الله تعالى:

﴿ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾

الأعراف :٢٩

أن لا تدعوا غير الله تعالى، وأن تخلصوا له الدين.

قال الله تعالى:

﴿ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ﴾

الحج: ٤٠

ومساجد المسلمين التي يصلُّون فيها، ويذكرون اسم الله فيها كثيرًا.

6- المساجد هي

  بيوت العبادة

تأتى البيوت بمعنى المساجد

قال اللّهِ تعالى:

( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ )

يونس ٨٧

هذه البيوت التى أُقيمت فيها الصلاة خوف فرعون كانت مساجد

قال اللّهِ تعالى :

( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ )

النور 36

المسجد الحرام هو الأخر يسمي البيت الحرام

قال اللّهِ تعالى :

 ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ )

آل عمران ٩٦

7- عمارة المساجد وهدمها

حث القرآن الكريم على عمارة المساجد حسيًا ومعنويًا، وحذر من تخريبها وهدمها حسيًا ومعنويًا، وهو ما أتناوله على النحو الآتي:

أولًا- عمارة المساجد

نص القرآن الكريم على عمارة المساجد، وبين صفة عمارها بأنهم أهل الإيمان وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة .

قال اللّهِ تعالى :

﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾

التوبة : ١٨

وتطهير المساجد واجب

قال اللّهِ تعالى :

﴿ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾

البقرة: ١٢٥

ثانيًا – تخريب المساجد

نهى القرآن الكريم عن تخريب المساجد والسعي في هدمها سواء كان التخريب أو الهدم معنويًا أو ماديًا، وبيان ذلك على النحو الآتي:

قال اللّهِ تعالى :

﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ﴾

البقرة: ١١٤

لا أحد أظلم من الذين منعوا ذِكْرَ الله في المساجد من إقام الصلاة، وتلاوة القرآن، ونحو ذلك، وجدُّوا في تخريبها بالهدم أو الإغلاق، أو بمنع المؤمنين منها.

قال اللّهِ تعالى :

﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ﴾

الحج: ٤٠

ولولا ما شرعه الله من دَفْع الظلم والباطل بالقتال لَهُزِم الحقُّ في كل أمة ولخربت الأرض، وهُدِّمت فيها أماكن العبادة من صوامع الرهبان، وكنائس النصارى، ومعابد اليهود، ومساجد المسلمين التي يصلُّون فيها، ويذكرون اسم الله فيها كثيرًا.

8- صفات عمار المساجد

قال اللّهِ تعالى :

﴿ إنّما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشى إلاّ الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ﴾

التوبة 18

لا يعتني ببيوت الله ويعمرها إلا الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ولا يخافون في الله لومة لائم، هؤلاء العُمَّار هم المهتدون إلى الحق.

 

Share This