1- مقدمة

اللسان هو آلة بذل المعارف، ومرآة معرفة الفضائل، كم من جميل الوجه قبّحه لسانه، وكم من دميم الخلقة رفعه لسانه. مضغة صغيرة في الحجم كبيرة في الأثر، هو مصنع البيان، يرفع الله به أقواماً ويضع آخرين، من حفظه سلم، ومن استثمره في الخير غنم.

2- مفهوم اللسان

هو جارحة الكلام ويطلق اللسان على اللغة  هو الآلة في إعطاء المعارف؛ فوجب أن يكون أشرف الأعضاء .

3- اللسان

    في

 الاستعمال القرآني

ورد اللسان في القرآن الكريم ٢٥ مرة.

والصيغ التي وردت هي:

– المفرد

١٥ مرة

قال الله تعالى:

﴿ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾

النحل:١٠٣

– الجمع

١٠مرات

قال الله تعالى:

﴿ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ ﴾

الأحزاب:١٩

وجاء اللسان في الاستعمال القرآني على أربعة أوجه

1- للسان بعينه

قال الله تعالى:

﴿ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ﴾

البلد: ٩

2- اللغة

قال الله تعالى:

﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾

الشعراء: ١٩٥

أي: بلغة العرب.

3- الدعاء

قال الله تعالى:

﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾

المائدة: ٧٨

يعني: في دعاء داود وعيسى.

4- الثناء الحسن

قال الله تعالى:

﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴾

الشعراء: ٨٤

يعني: ثناءً حسنًا.

4- الألفاظ ذات الصلة

– النطق

التكلم بما يعرف من خلاله المعاني المراد إيصالها إلى الآخر، وهو مختص بالإنسان دون غيره من الكائنات الحية.

– القول

ما كان جزءًا من النطق أثناء التحدث .

– الكلام

ما أفاد معنىً أثناء التحدث من اللسان.

5- الدعوة إلي

  حفظ اللسان 

  في الإسلام

دعى الإسلام المؤمنين إلى حفظ ألسنتهم، وصونها عن الكلام فيما لا يجوز أو لا يصح أو لا يليق، وحذرهم من أن يوردهم اللسان موارد الهلاك إن هم لم يحفظوه كما ينبغي له.

قال الله تعالى:

 ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)

قّ:18

ما يلفظ من قول فيتكلم به إلا لديه مَلَك يرقب قوله، ويكتبه، وهو مَلَك حاضر مُعَدٌّ لذلك.

قال الله تعالى:

 ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )

الاسراء:36

ولا تتبع – أيها الإنسان- ما لا تعلم، بل تأكَّد وتثبَّت. إن الإنسان مسؤول عما استعمَل فيه سمعه وبصره وفؤاده، فإذا استعمَلها في الخير نال الثواب، وإذا استعملها في الشر نال العقاب.

قال الله تعالى:

( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

النور:24

ذلك العذاب يوم القيامة يوم تشهد عليهم ألسنتهم بما نطقت، وتتكلم أيديهم وأرجلهم بما عملت.

قال الله تعالى:

 ( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ )

التوبة 78

ألم يعلم هؤلاء المنافقون أن الله يعلم ما يخفونه في أنفسهم وما يتحدثون به في مجالسهم من الكيد والمكر، وأن الله علام الغيوب؟ فسيجازيهم على أعمالهم التي أحصاها عليهم.

قال الله تعالى:

( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ  )

النور 15

إذ ترونه بعضكم عن بعض وتتناقلونه بأفواهكم، وهو قول باطل، وليس عندكم به علم ، وتظنون ذلك شيئًا هيِّنًا، وهو عند الله عظيم. وفي هذا زجر بليغ عن التهاون في إشاعة الباطل.

6 – آفات اللسان

هناك آفات للسان يجب الحذرُ منها، ومن ذلك:

1- النطق بكلمات الكفر

من أعظم آفات اللسان النطق بكلمات الكفر من غير إكراهٍ.

قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا  ﴾

التوبة:٧٤

فلقد قالوا كلمة الكفر وارتدوا بها عن الإسلام وحاولوا الإضرار برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يمكنهم الله من ذلك .

2- النطق بكلمات النفاق

ومن آفات اللسان النطق بكلمات النفاق.

قال الله تعالى:

﴿ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ﴾

الفتح:١١

فلما كان المنافق يختلف ما في قلبه عما في لسانه صار ما ينطق به لسانه كذبًا ونفاقًا .

قال الله تعالى:

﴿ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ﴾

الأحزاب :١٩

أي: المنافقون- عند الشدائد جبناء بخلاء، فإذا ما ذهب الخوف وحل الأمان سلطوا عليكم ألسنتهم البذيئة بالأذى والسوء، ورموكم بألسنة ماضية حادة، تؤثر تأثير الحديد في الشيء .

3- اللغو

يذَكر القرآن الكريم إِن الله تعالى يكره التفاهات وسفاسف الإمورفهي مضيعه للّعمر

قَال الله تعالى:

( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ  . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ 0 وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾

المؤمنون 1-3

( وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾

الفرقان 72

ولَّذِلك كان من صفات الجنة

قَال الله تعالى:

( لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴾

النبأ 35

( فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ 0 لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ﴾

الغاشية 10-11

4- النميمة

هي نقل الكلام بين الناس على وجه الإفساد بينهم، فيكدر صفو العلَاقات بينهم ،اويزيدها كدرا.

قَال الله تعالى:

( هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾

القلم 11

ولَّذِلك حذِر القرآن الكريم منهم

قَال الله تعالى:

( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾

الحجرات 6

إن جاءكم فاسق بخبر فتثبَّتوا من صحته قبل تصديقه

5- رفع الصوت

قَال الله تعالى:

( وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾

لقمان  19

عدم رفع الصوت إلي درجة الإزعاج ، والتحكم في الصوت هوتحكم في الإنفعال والغضب

6- الكذب

هوإختلاف الأقوال عن الحقيقة ، وعِدم الصدق في الحديث

قَال الله تعالى:

﴿ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾

النحل: 105

( فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ ﴾

القلم 8

( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾

البقرة 10

( قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ﴾

الذاريات 10

7- اللمز

هوالعَيب والطعنَ في الأخرين

قَال الله تعالى:

( وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾

الحجرات 11

( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾

الهمزة 1

شر وهلاك لكل مغتاب للناس، طعان فيهم.

8- الفحش في القول (السباب ﴾

اي الكلام بالَالَفاظ الخادشة للحياءِ

قَال الله تعالى:

( لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾

النساء 148

لا يُحِبُّ الله أن يَجهر أحدٌ بقول السوء، لكن يُباح للمظلوم أن يَذكُر ظالمه بما فيه من السوء؛ ليبيِّن مَظْلمته

9- التنابز بالألقاب

هو التناديَ بما يَسوء منها و يكره لما يحمله من سخرية

قَال الله تعالى:

( وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ﴾

الحجرات 11

ولا يَدْعُ بعضكم بعضًا بما يكره من الألقاب، بئس الصفة والاسم الفسوق، وهو السخرية واللمز والتنابز بالألقاب، بعد ما دخلتم في الإسلام وعقلتموه

10- الغيبة

هي شهوة الهدم للاخرين والنهش في أعراض الناس وحرماتهم وهم غائُبون

قَال الله تعالى:

( وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾

الحجرات 12

ولا يقل بعضكم في بعضٍ بظهر الغيب ما يكره. أيحب أحدكم أكل لحم أخيه وهو ميت؟ فأنتم تكرهون ذلك، فاكرهوا اغتيابه

11- القذف

هو إتهام الناس في أعراضهم ورمي المحصنات العفيفات بالفاحشة لما فيه من ضرر بالغ بسمعتهم وسمعه أسرهن وخطرعلي مستقَبلهن .

قَال الله تعالى:

( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُون الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾

النور23

12- السخرية

هو جعل الاشخاص موضع هزئُه وسخريته وتندره وفُكاهته فُفُي هذا غرور خفُي وإِحتقاَر للاخرين

قَال الله تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾

الحجرات 11

13- الوعد الكاذَب

إن الوعود الكِاذْبَه ليست فقط كلمات تذهب سدي و لكنها خْرق للمصالح وإضرار بالناس وإهدارللاوقات .

قَال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ . كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ  ﴾

الصف: 2-3

( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ﴾

النحل 91

والتزمَوا الوفاء بكل عهد أوجبتموه على أنفسكم بينكم وبين الله تعالى  أو بينكم وبين الناس .

14- قول الزور

إن قول الزوركذب كثِيف الظلمات ، إنهَ لًا يكتمَ الْحَقَّ فحسب بل يمحقه ليثِبت مكانهَ الْبَاطِلِ .

قَال الله تعالى:

( وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾

الحج 30

 ( وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾

الفرقان 72

( وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ  وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ﴾

البقرة 283

( وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

البقرة 42

15- الخوض في الباطل

وهو الكلام فَي المعاصِي كحكياتَ احوال النساء ومجالس الخَمر

قَال الله تعالى:

( وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴾

المدثر45

وكنا نتحدث بالباطل مع أهل الغَواية والضلالة

قَال الله تعالى:

( إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ  ﴾

النساء 140

16- الكلام في الدين بغَير علم

اي يقُولُ هذا حرام و هذا حلال بلا ضابط من علم

قَال الله تعالى:

( وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾

النحل 116

( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ﴾

الحج 3

17- القسم الكاذب

وهو الحلف كذبًا على أمر ما نافيًّا لعدم وقوعه، أو مثبتًا له، مثل قول الحالف: والله لقد حصل كذا وهو يعلم أنه لم يحصل

قَال الله تعالى:

( وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾

البقرة 224

ولا تجعلوا حلفكم بالله مانعًا لكم من البر وصلة الرحم والتقوى والإصلاح بين الناس

قَال الله تعالى:

( وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ . أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ﴾

المجادلة 14-15

18- النجوى

النجوى وهي تحدث اثنين أو مجموعة في وسط الآخرين دون مشاركة الذين يحيطون بهم بما يتحدثون ، النجوى بين اثنين دون ثالث من أكثر الأشياء التي توغر الصدو بين الأصدقاء، بالغضب وربما في بعض الأحيان يتحول إلى حقد .

قَال الله تعالى:

( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ﴾

النساء 114

( إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ ﴾

المجادلة 10

( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ﴾

التوبة 78

7- خصال اللسان النافعة

1- الصَّدِقِ

إن الناس فريقِانَ لا ثالث لهم ،الصادقون والكاذبون ،والمؤمن مدِعو أن يكُونُ مع الصادقين .

قَال الله تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

التوبة 119

( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ﴾

الأحزاب 24

( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾

الزمر 33

2- الْعدِلُ

القول العدل من خصائص كلام المؤمن فلا يحتوي كلامة علي ظلم للأخرين .

قَال الله تعالى:

( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ﴾

الأنعام 152

3- الطَّيِّبُ

طيَّبَ الكلامَ : حسَّنه ، جعله طيِّبًا أو طاهرًا عفيفًا

قَال الله تعالى:

( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴾

النساء 86

( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ﴾

فاطر 10

( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾

الإسراء 53

8- دلالة اللسان على قدرة

   الله وعظمته

1- اللسان آية ونعمة

امتن الله جل وعلا على الإنسان بأنه جعل له آلة البيان التي هي اللسان والشفتان .

قال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ . وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ﴾

البلد: ٨- ٩

وذكر الشفتين مع اللسان؛ لأن الإبانة تحصل بهما معًا، فلا ينطق اللسان بدون الشفتين ولا تنطق الشفتان بدون اللسان.

2- اللسان أداة للبيان

امتن الله عز وجل على الإنسان بنعمة النطق التي يحصل بها إبانة الإنسان عما يريده .

قال الله تعالى:

﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ . عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾

الرحمن :٣-٤

أي: إنه سبحانه وتعالى خلق الإنسان على أجمل صورة وأحسن تقويم، ومكنه من الإفصاح عما في نفسه عن طريق المنطق السليم والقول الواضح، كما مكنه من فهم كلام غيره له، فتميز بذلك من الأجناس الأخرى، وصار أهلًا لحمل الأمانة التي عجزت عن حملها السموات والأرض والجبال، وأصبح مستعدًّا لتلقي العلوم والخلافة في الأرض. والإنسان لا يقدر على إقامة مصالحه إلا بإفهام غيره أغراضه، وذلك بواسطة اللسان التي هي أداة للكلام، وكل هذه المصالح تفوت بزوال اللسان أو بقطعه.

3- اللسان وسيلة للتبليغ

واللسان وسيلة لتبليغ الخير للناس، ودعوتهم إلى الله

قال الله تعالى:

﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ﴾

مريم:٩٧

فإنما يسَّرنا هذا القرآن بلسانك العربي أيها الرسول؛ لتبشر به المتقين من أتباعك، وتخوِّف به المكذبين شديدي الخصومة بالباطل.

قال الله تعالى:

﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾

الدخان:٥٨

فإنما سهَّلنا لفظ القرآن ومعناه بلغتك أيها الرسول؛ لعلهم يتعظون وينزجرون.

قال الله تعالى:

﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾

الشعراء:١٩٣-١٩٥

وإن هذا القرآن ، لَمنزَّل مِن خالق الخلق، ومالك الأمر كله، نزل به جبريل الأمين، فتلاه عليك – أيها الرسول – حتى وعيته بقلبك حفظًا وفهمًا؛ لتكون مِن رسل الله الذين يخوِّفون قومهم عقاب الله، فتنذر بهذا التنزيل الناس أجمعين. نزل به جبريل عليك بلغة عربية واضحة المعنى، ظاهرة الدلالة، فيما يحتاجون إليه في إصلاح شؤون دينهم ودنياهم.

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾

إبراهيم: ٤

وما أرسلنا مِن رسولٍ قبلك -أيها النبي- إلا بلُغة قومه؛ ليوضِّح لهم شريعة الله، فيضل الله من يشاء عن الهدى، ويهدي من يشاء إلى الحق، وهو العزيز في ملكه، الحكيم الذي يضع الأمور في مواضعها وَفْق الحكمة.

4- تفاوت فصاحة اللسان

خلق الله الألسنة متفاوتة من حيث الفصاحة ، وقد أخبر بهذا التفاوت، حاكيًا قول موسى عليه السلام .

قال الله تعالى:

﴿ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ﴾

القصص :٣٤

﴿ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي .  يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴾

طه :٢٧

﴿ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ ﴾

الشعراء: ١٣

فنلحظ من الآيات السابقة أن موسى عليه السلام سأل الله تعالى سلامة آلة التبليغ وهي اللسان، بأن يرزقه فصاحة التعبير، والمقدرة على أداء مراده بأوضح عبارة، فشبه حبسة اللسان بالعقدة في الحبل أو الخيط ونحوهما؛ لأنها تمنع سرعة استعماله.

5- اختلاف الألسن من آيات الله

من آيات الله المعجزة خلق الألسن التي تعبر باللغات المختلفة

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ﴾

الروم :٢٢

فاختلاف الألسنة إشارة إلى اختلاف اللغات، وإلى اختلاف النغمات، فإن لكل إنسان نغمة مخصوصة يميزها السمع، كما أن له صورة مخصوصة يميزها البصر. وباختلاف الألسنة يقع التعارف والتمايز، فلو توافقت وتشاكلت لوقع التجاهل والالتباس، ولتعطلت المصالح، وفي ذلك آية بينة، حيث ولدوا من أب واحد وهم على كثرتهم متفاوتون.

9- اللسان والعبادة

فأما عبودية اللسان فواجبها ، تلاوة ما يلزمه تلاوته من القرآن ، وتلفظه بالذكر ، كما أمر بالتسبيح

قال الله تعالى:

  ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾

الأعلى 1

﴿ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾

الإنسان 25

﴿ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ﴾

المزمل 20

10- شهادة الألسن على

 أصحابها يوم القيامة

اللسان سبب في نعيم الإنسان أو عذابه، فيجب على المؤمن الموحد أن يحفظ لسانه من كل ما يؤذيه في الدنيا والآخرة .

قال الله تعالى:

﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

النور:٢٤

وهو من جملة الأعضاء التي تشهد على الإنسان يوم القيامة بما عمل

قال الله تعالى:

﴿ إذ تَلَقَّوْنَهُ بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيِّناً وهو عند الله عظيم ﴾

النور: 15

حين تتلقفون الإفك وتتناقلونه بأفواهكم، وهو قول باطل، وليس عندكم به علم، وهما محظوران: التكلم بالباطل، والقول بلا علم، وتظنون ذلك شيئًا هيِّنًا، وهو عند الله عظيم.

فكم من إنسانٍ حافظ على لسانه من الضرر الدنيوي، ولم يحفظ لسانه من الضرر الأخروي!

11- اللسان هبه من الله

 لأصفيائه المرسلين

واللسان هو الثناء الحسن، وهبه الله لأصفيائه من المرسلين .

قال الله تعالى:

 ( وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا )

مريم: 50

لأن الثناء يكون باللسان، ومن هذا الثناء أننا نذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالتوقير والتبجيل ونتخذهم قدوة حسنة.

– وعن دعاء إبراهيم عليه السلام

قال الله تعالى:

( وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ )

الشعراء : 84

لم يدع، عليه السلام، أن يكون له مطلق الذكر، ولكنه قيده بلسان الصدق، فهو لا يبتغي الثناء إلا بالصدق، وفي هذا ملحظ لمن يطلب المدح أياً كان بحق أو بباطل.

 

Share This