1- مفهوم الكيـد

هو تَدْبِيرٍ فِعْلٍ خَفِيِّ أو ظَاهر يريدُ مِنهُ الكاَئِد دَفعُ المكيدِ أنْ يرتكبَ عملا سيئا أو جرماً وذنباً بإرادتهِ بدونِ جَبرٍ او إرغام .

2- معاني كلمة الكيـد

        في

  القرآن الكريم

وردت كلمة الكيـد وصيغها في القرآن الكريم (34) مرة. والصيغ التي وردت هي:

– الفعل الماضي

ورد مرة  واحدة

قال الله تعالى:

﴿ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ﴾

يوسف: 76

– الفعل المضارع

ورد  5مرات

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ﴾

الطارق: 15

– فعل أمر

ورد  3مرات

قال الله تعالى:

﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ ﴾

هود 55

– المصدر

ورد 7مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾

غافر 25

– فعل مسند

ورد 12مرة

قال الله تعالى:

﴿ فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ ﴾

طه 60

– إِسم مفعول

ورد مرة  واحدة

قال الله تعالى:

﴿ فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ﴾

الطور 42

–  إِسم  مؤكَد

ورد 5 مرات

قال الله تعالى:

﴿ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴾

الأنبياء 70

يأتى الكيد في القرآن الكريم بالمعاني  الأتية  ..

1- الكيد بمعني العذاب

قال الله تعالى:

( وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ )

الأعراف 183

أي عذابي شديد

2- الكيد بمعني القتل

قال الله تعالى:

 ( أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ )

الطور42

أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم فهم المكيدون أي المقتولون ببدر.

3- الكيد بمعني المكر

قال الله تعالى:

( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ )

يوسف 33

فكيدهن  يعني مكرهن.

4- الكيد بمعني الحيلة

قال الله تعالى:

 ( فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ )

المرسلات 39

يعني حيلة فاحتالوا .

5- الكيد بمعني الصنع

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا . وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴾

الطارق 15- 16

أي يصنعون صنعاً أي صرفهم الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم ” وأكيد كيداً ” يعني أريد قتلهم يوم بدر.

قال الله تعالى:

 ( قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ )

يوسف 28

أي صنعكن . وأ ن صنعكن عَظِيمٌ أي له تأثير قوي ، وله فاعلية عالية في تحقيق ما تريده المرأة .

6- الكيد بمعني الحرق بالنار

قال الله تعالى:

 ( فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ )

الصافات  98

( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ )

الأنبياء 70

يعني الحرق بالنار .

7- الكيد بمعني الخنق

قال الله تعالى:

( ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ )

الحج 15

يعني هل خنقه ( يذهب ما يغيظه )

3-  الكلمات ذات الصلة

     بكلمة الكيـد

– المكر

هو إرادة الماكر فعل السوء والأذى بالممكور به الذي لم يعلم بما يخبئه له الماكر  .

قال الله تعالى:

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ ﴾

إبراهيم: 46

– الخداع

هو إظهار خلاف ما يُبْطِن ، لإرادة اجتلاب نفعٍ أَو دفع ضرٍّ، ولا يَقْتَضِي أَن يكون بعد تدبُّرٍ ونَظَرٍ وفِكْرٍ.

قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ﴾

الأنفال: 62

– الغَدْر

هو نقض العهد الذي يجب الوفاء به ، في لحظة لم تكن متوقعة ولا منتظرة

، وهو ضدُّ الوفاء بالعهد .

– الحِيَل

هي وسائل بارعةٌ تُحِيلُ الشَّيءَ عن ظاهره ابتغاء الوصول إِلى المقْصود .

4- مصادرالكيد

       في

   القرآن الكريم

يتنوع الكيد في القرآن الكريم بتنوع مصدره ، ومن تلك المصادر  التى

ذكرت الأ تى ..

أولا – كيد الله تعالى

أن الكافرين يكيدون في الشر ، لأنهم يعملون مكايد لإدحاض الحق وإقامة الباطل في الأرض ، أما الله تعالى فإنه يكيد في الخير ، لأنه لا يُصلح عمل المفسدين ، بل يرد كيد الكافرين ، ويؤيد أنصار الحق .

أ – الله تعالى والكيد

1- هو الذي يكيد

قال الله تعالى:

 ( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً .  وَأَكِيدُ كَيْداً )

الطارق : 15-16

إِنَّهُمْ يَمْكُرُونَ بِالنَّاسِ و اجزيهم فعلهم بالاستدراج .

قال الله تعالى:

﴿ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ﴾

يوسف: 76

كذلك يسَّرنا ليوسف هذا التدبير الذي توصَّل به لأخذ أخيه .

2-هو كيده متين

قال الله تعالى:

 ( وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ )

القلم : 45

أي:امهلهم ليزدادوا اثما .

3- هو يتحدى الكافرين في كيديهم

قال الله تعالى:

( فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ )

[المرسلات : 39

فإن كان لكم حيلة في الخلاص من العذاب فاحتالوا، وأنقذوا أنفسكم مِن بطش الله وانتقامه

4- سؤالهم

قال الله تعالى:

 ( أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ )

الطور : 42

هل يريد الذين كفروا كيدا بالمؤمنين، سيرجع كيدهم ومكرهم على أنفسهم.

ب – الله تعالى و المكيدون

1- هو الذي يعلم بكيدهم

قال الله تعالى:

 ( إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ  )

يوسف : 50

2- هو الذي يملي لهم

قال الله تعالى:

 ( وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ )

الأعراف : 183

3-هو الذي يصرفه عن المؤمنين

قال الله تعالى:

 ( فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ )

يوسف : 34

4 -هو الذي يضعف كيد الكافرين

قال الله تعالى:

(  ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ )

الأنفال : 18

موهن:مضعف

5- هو الذي يجعله خسارة لهم

قال الله تعالى:

( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ )

الأنبياء : 70

( أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ )

الفيل : 2

يجعل كيدهم:سعيهم في تخريب الكعبة ابطال وخسارة لهم .

قال الله تعالى:

( فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ )

الصافات : 98

أن جعلهم الله الأسفلين أى المعذبين أى الأخسرين

قال الله تعالى:

( أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ )

غافر : 37

تباب:خسران وهلاك

6- هو الذي لا ينجح كيدهم

قال الله تعالى:

 ( وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِين)

يوسف : 52

والمراد وإن الله لا ينجح مكر الكاذبين

7- هو الذي يجعله لا يجدي

قال الله تعالى:

 ( يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ )

الطور : 46

وفي ذلك اليوم لا يَدْفع عنهم كيدهم من عذاب الله شيئًا .

ثانيا- كيد الشيطان

أن الله تعالى لم يعط للشيطان أي شيء من القدرة أو القوة للقيام بأعمال من شأنها أن تُكره الإنسان على الضلال .

قال الله تعالى:

( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ )

الحجر:42

( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )

النحل :99

ووصف كيد الشيطان بأنه ضعيف لأنه لم يعطِ من القدرة إلا الوسوسة .

قال الله تعالى:

( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا )

النساء :76

وقد بين الشيطان ما يمتلك من تأثير علي الإنسان في خطبتة في جهنم

قال الله تعالى:

( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم  )

إبراهيم22

بأنه لم يكن له على الكافرين الضالين إلا الدعوة والطلب ، عن طريق الوسوسة .

ثالثا- كيد الإنسان

الكيد من خصائل البشرو هو تدبير امرا ما لشخصا او حربا وماشبه ذلك ويستخدمونه الكثير من الناس رجالا ونساء .

1- كيد الاخوة

قال الله تعالى:

( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا )

يوسف 5

أن يعقوب(ص) قال ليوسف(ص) يا ولدى لا تحكى منامك لإخوتك لأنك لو حكيت فيكيدوا لك كيدا يؤذوك به

2- كيد النساء

يوسف(ص) يطلب صرف كيد النسوة

قال الله تعالى:

(  قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ )

يوسف 33

كيد النسوة هنا هو  إجباره على أن يفعل ما يأمرْنَه به ويكرهْـنَه عليه من الفاحشة .

قال الله تعالى:

( قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ )

يوسف 28

ومن ثم فإن وصف كيد النساء بأنه عظيم ، من باب أن له تأثير قوي ، وله فاعلية عالية في تحقيق ما تريده المرأة .

3- كيد إبراهيم بالأصنام

قال الله تعالى:

﴿ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴾

الأنبياء: 57

وتالله لأمكرنَّ بأصنامكم وأكسِّرها بعد أن تتولَّوا عنها ذاهبين.

4 – كيد أبرهة الحبشي بالكعبة

قال الله تعالى:

( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ . أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴾

الفيل: 1- 2

ألم تعلم -أيها الرسول- كيف فعل ربك بأصحاب الفيل: أبرهة الحبشي وجيشه الذين أرادوا تدمير الكعبة المباركة؟ألم يجعل ما دبَّروه من شر في إبطال وتضييع؟

5- كيد فرعون

قال الله تعالى:

﴿ فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ ﴾

طه: 60

فأدبر فرعون معرضًا عما أتاه به موسى من الحق، فجمع سحرته، ثم جاء بعد ذلك لموعد الاجتماع.

5- من وسائل النَّجاة

     مِن كيد الكائدين

ذكر القرآن الكريم فَي كثير من الأيات وسائل النَّجاة مِن كيد الكائدين ، ومنها

أ- الصَّبر والتَّقوى

قال الله تعالى:

( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا )

آل عمران: 120

وضح الله للمؤمنين أنهم إن يصبروا ويتقوا لا يؤذيهم كيد المنافقين شيئا

ب – إخفاء النِّعمة

التي رزقك الله بها عن أعين الحاسدين . كما قال يعقوب ليوسف – عليهما السَّلام .

قال الله تعالى:

( قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ )

يوسف: 5

قال يعقوب لابنه يوسف: يا بني لا تذكر لإخوتك هذه الرؤيا فيحسدوك، ويعادوك، ويحتالوا في إهلاكك

ج – دعاء الله تعالى بصدق وإخلاص

كما قال يوسف – عليه السَّلام

قال الله تعالى:

( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )

يوسف : 33-34

قال يوسف مستعيذًا مِن شرهن ومكرهن: يا ربِّ السجنُ أحب إليَّ مما يدعونني إليه من عمل الفاحشة، وإن لم تدفع عني مكرهن أَمِلْ إليهن، وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم. فاستجاب الله ليوسف دعاءه فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز وصواحباتها من معصية الله. إن الله هو السميع لدعاء يوسف، ودعاء كل داع مِن خلقه، العليم بمطلبه وحاجته وما يصلحه، وبحاجة جميع خلقه وما يصلحهم.

6 – جزاء الكيد

      في

  القرآن الكريم

ذكر القرآن الكريم فَي كثير من الأيات جزاء الكيد ، وهي ..

1- ضياع

قال الله تعالى:

 (وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ )

غافر : 25

وما تدبير أهل الكفر إلا في ذَهاب وهلاك.

ضلال:ضياع وبطلان

2-لا يغني

قال الله تعالى:

 ( يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ )

الطور : 46

وفي ذلك اليوم لا يَدْفع عنهم كيدهم من عذاب الله شيئًا، ولا ينصرهم ناصر من عذاب الله.

3- عدم الفوز

قال الله تعالى:

( إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ )

طه: 69

أى إن الذى فعلوا سحر ماكر ولا يفلح الساحر حيث عمل

4- العذاب

قال الله تعالى:

( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ )

الأنبياء: 70

جعلهم الله هم الأخسرين أى المعذبين أى الهالكين

5- لا يحقق المراد

قال الله تعالى:

( وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ )

غافر: 25

و تدبير أهل الكفر لا يحقق المراد

6- الخسران

قال الله تعالى:

( وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ )

غافر: 37

وما كيد فرعون إلا في دمار خسار.

7- يرتد كيدهم على أنفسهم

قال الله تعالى:

( أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا  فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ )

الطور: 42

فالذين كفروا يرجع كيدهم ومكرهم على أنفسهم

8- الهلاك

قال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيل . أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ  ﴾

الفيل 1- 2

ألم يجعل ما دبَّروه من شر في خسارة وهلاك

9- لا يضر

قال الله تعالى:

 ( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً )

آل عمران : 120

وإن تصبروا على ما أصابكم، وتتقوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه، لا يضركم أذى مكرهم.

7- أوصاف الكيد

        في

   القرآن الكريم

وُصف الكيد في القرآن الكريم بالأوصاف الأتية  :

أ – ضعيف

قال الله تعالى:

( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا )

النساء 76

ب -عظيم

قال الله تعالى:

 ( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ )

يوسف 28

ت – متين

قال الله تعالى:

( وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ )

الأعراف : 183

8- أسباب الكيد

      في

القرآن الكريم

الناظروالمتأمل في الآيات القرآنية التي ورد فيها مصطلح (الكيد)، يتبين له أن خلف الكيد جملة من الأسباب، وهي على النحو الآتي:
1- الحسد

أن الحسد سبب من أسباب وقوع الكيد ،وهذا واضح من خلال التأمل في ماكان بين يوسف عليه السلام وإخوته ،ّ فإن حسدهم لسيدنا يوسف هو الذي دفعهم للكيد له ، وقد كان هذا الحسد نابعا من شعورهم بأن يوسف أقرب إلى قلب أبيهم منهم .

قال الله تعالى:

﴿ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾

يوسف: 8

فإن هذا القول ناشئ عن الحسد المستقر في قلوبهم ومن هنا فقد أدرك يعقوب عليه السلام خطر الحسد،وأنه قد يجر إلى الكيد، لذا فقد أوصى ولده يوسف بأن لا يقص رؤياه على أخوته،لأن هذه الرؤيا سوف تعزز ما في قلوبهم من حسد لأخيهم

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ﴾

يوسف:  5

قد بينت الآيات اللاحقة طبيعة هذا الكيد الذي كاده أخوة يوسف بسبب الحسد .

– على لسان أخوة يوسف

قال الله تعالى:

﴿ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ. قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴾

يوسف: 9-10

فقد وصل بهم الأمرإلى التشاور حول نوع المكيدة التي سيكيدونها ليوسف عليه السلام ، فكان أول ما خطر ببالهم هو قتله والاستراحة منه، إلى أن استقر رأيهم في النهاية  على أن يلقوه في أعماق الجبّ ، حتى يلتقطه بعض المارّة .

2  – الشهوة

يظهر هذا السبب من أسباب الكيد في سورة يوسف أيضا،فإن المتأمل لقصة يوسف عليه السلام وما حدث له في بيت العزيز مع زوجته،ليعلم أن السر في كيدها له هو الشهوة .

قال الله تعالى:

﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾

يوسف: 23

والتعبير عن حالها معه بالمراودة المقتضية لتكرار المحاولة، والطلب المستمر منها ، المصحوب بالإغراء والترفق والتحايل على ما تشتهيه منه بشتى الوسائل والحيل .

قال الله تعالى:

﴿ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ 

يوسف: 33

وقد وصف يوسف عليه السلام فعل امرأة العزيز والنسوة الناتج عن الشهوة بأنه كيد .

قال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ ﴾

يوسف: 35

ثم كانت نتيجة هذا الكيد أن زُج بيوسف عليه السلام في السجن، فكانت الشهوة التي ألمّت بامرأة العزيزهي التي أوصلت إلى هذا الكيد بيوسف عليه السلام.

3- الكبر والغرور

لقد كان الكبر والغرور من أبرز الصفات التي تأصّلت في شخصية فرعون،حتى وصل به الأمر أن قابل دعوة موسى عليه السلام بادّعاء الألوهية .

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ . وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ ﴾

القصص: 38-39

وهذا القول من فرعون دليل على بلوغه الغاية في الغروروالكبروالتعالي . فكان من نتيجة هذا الكبر والغرور أن عمل فرعون بشتى الوسائل على الكيد لموسى عليه السلام .

قال الله تعالى:

﴿ فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ ﴾

طه : 60

وذلك في محاولة منه لإثبات تفوقه على سيدنا موسى عليه السلام.ثم وجه أوامره للسحرة

قال الله تعالى:

﴿ فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ ﴾

طه : 64

محاولا إغراء السحرة بالمال والمتاع إذا هم فازوا على موسى عليه السلام. ثم بين الله نتيجة كيد فرعون .

قال الله تعالى:

﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ . أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴾

غافر: 36-37

Share This