مفهوم القوامة في القرآن الكريم

1- مفهوم القوامة

القوامة هي القيام على الشيء رعاية وحماية وإصلاحاً.

2- معنى القوامة

          في

   القرآن الكريم

القرآن الكريم يستعمل ثلاث صيغ للتعبير عن القوامة أو القيام

1– القيام للشيء

قال الله تعالى :

 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ )

المائدة: 8

فمعنى القيام للشيء أي لأجله، فالقيام لله معناه القيام لأجل ثوابه .

2- القيام بالشيء

القيام بالشيء فهو الرعاية له وحفظه

قال الله تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ  ﴾

النساء: 135

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، كونوا قائمين بالعدل، مؤدين للشهادة لوجه الله تعالى .

3– القيام على الشيء

قال الله تعالى :

( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ )

النساء :34

وأما القيام على الشيء ففيه معنى الاقتدار والاستعلاء مع الحفظ والرعاية والملازمة لذلك.

3- اسم الله القيوم

      في

   القرآن الكريم

القَيُّومُ صيغة مبالغة من قيِّم بمعنى ديمومة القيام بشأنه وشأن غيره  ، والقَيُّومُ اسمُ من أَسماء الله الحسنَى .  وقد ورد الاسم في ثلاث آيات من القرآن الكريم ، وهي:

قال الله تعالى:

( اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ )

البقرة : 255

 ( اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )

آل عمران : 2

 ( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً )

طه : 111

القيوم هو الدائم القيام بتدبير خلقه وحفظهم  ، و من لا تقوم الأشياء إلا به، ولو سلبها وجودها لتلاشت ، فتيار الوجود يجيئها مددا بعد مدد من الحي القيوم، فمنه الإيجاد والإمداد جميعا، سبحانه هو القائم بنفسه والمقيم لغيره، فهو القيوم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى .

4 – أنواع القوامة

      في

  القرآن الكريم

1- القيام بشئون اليتيم

أن كفالة اليتيم ليست في كفالته ماديا فحسب، بل الكفالة تعني القيام بشئون اليتيم من التربية والتعليم والتوجيه والنصح، والقيام بما يحتاجه من حاجات تتعلق بحياته الشخصية من المأكل والمشرب والملبس والعلاج ونحو هذا.

قال الله تعالى :

( وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ بِالْقِسْطِ )

النساء : 127

ووجوب القيام لليتامى بالعدل وترك الجور عليهم في حقوقهم.

2- القوامة على البشرية

ومن الميثاق الذي واثق الله به الأمة المسلمة ، القوامة على البشرية بالعدل . . العدل المطلق الذي لا يميل ميزانه مع المودة والشنآن ؛ ولا يتأثر بالقرابة أو المصلحة أو الهوى في حال من الأحوال . العدل المنبثق من القيام لله وحده بمنجاة من سائر المؤثرات . . والشعور برقابة الله وعلمه بخفايا الصدور

قال الله تعالى :

( يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّـٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعۡدِلُواْۚ ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ )

المائدة : 8

يا أيها الذين آمَنوا كونوا قوَّامين بالحق، ابتغاء وجه الله، شُهداء بالعدل، ولا يحملنكم بُغْضُ قوم على ألا تعدلوا، اعدِلوا بين الأعداء والأحباب على درجة سواء، فذلك العدل أقرب لخشية الله، واحذروا أن تجوروا. إن الله خبير بما تعملون، وسيجازيكم به.

قال الله تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا  ﴾

النساء: 135

يا أيها الذين آمَنوا ، كونوا قائمين بالعدل، مؤدين للشهادة لوجه الله تعالى، ولو كانت على أنفسكم، أو على آبائكم وأمهاتكم، أو على أقاربكم، مهما كان شأن المشهود عليه غنيًّا أو فقيرًا؛ فإن الله تعالى أولى بهما منكم، وأعلم بما فيه صلاحهما، فلا يحملنَّكم الهوى والتعصب على ترك العدل، وإن تحرفوا الشهادة بألسنتكم فتأتوا بها على غير حقيقتها، أو تعرضوا عنها بترك أدائها أو بكتمانها، فإن الله تعالى كان عليمًا بدقائق أعمالكم، وسيجازيكم بها.

3- القوامة الزوجيَّة

هي ولايةٌ يُفوَّضُ بها الزوج للقيام على مصالح زوجته بالتدبير والصيانة، والواضح من معنى القوامة أنّها تكليفٌ على الزوج، فقد أوجب الله – تعالى- على الزوج بمقتضى القِوامة، رعاية زوجته التي ارتبط بها بعقد زواجٍ شرعيٍ .

قال الله تعالى :

( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )

النساء :34

أن المراد بالقوامة هو القيام على أمر النساء بالحماية والرعاية وتلبية مطالب الحياة ، وليس معناها القهر والاستبداد بالرأي ، فهي بذلك تكليف لا تشريف ، بما خصهم الله به من خصائص القِوامَة والتفضيل، ووجوب الإنفاق على الرجل للزوجة .

قال الله تعالى:

﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾

البقرة : 228

وللنساء حقوق على الأزواج، مثل التي عليهن، على الوجه المعروف، وللرجال على النساء منزلة زائدة من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف والقِوامة على البيت وملك الطلاق .

قال الله تعالى:

( وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ )

النساء: 32

فيا أيتها المرأة: لا تتمني أن تكوني كالرجل، ويا أيها الرجل: لا تتمنّ أن تكون كالمرأة؛ حتى تستقيم الحياة معكما وتعيشان دون منغّصات .

 

 

Share This