1- مفهوم القمر

القمر جرمٌ سماوىٌ صغيرٌ يدور حول كوكب أكبر منه ويكون تابعًا له، ومنه القمرالتابع للأرض، والأقمار التي تدور حول كواكب المريخ وزحل والمشتري .

2- كلمة القمر

    في

القرآن الكريم

وردت كلمة  قمر في القرآن الكريم (٢٧) مرة. وجاء القمر في القرآن بمعني قمر السماء .

قال الله تعالى:

( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا )

يونس: ٥

3- الألفاظ ذات الصلة

– النجوم

أحد الأجرام السماوية المضيئة بذاتها، ومواضعها النسبية في السماء ثابتة، وهو عبارة عن جسم كروي ضخم ولامع ومتماسك بفعل الجاذبية .

– الكواكب

الكواكب أجسام بسيطة مركوزة في الأفلاك، ، مضيئة بذواتها، إلا القمرأوجرم سماوي يدور حول الشمس ويستضيء بضوئها وأشهر الكواكب مرتبة على حسب قربها من الشمس عطارد الزهرة الأرض المريخ المشتري زحل يورانس نبتون بلوتون .

– الهلال

أول القمر إلى سبع ليالٍ من الشهر وآخره من ليلة السادس والعشرين

– الشمس

النجم الرئيس الذي تدور حوله الأرض وسائر كواكب المجموعة الشمسية

4- القسم بالقمر

      في

القرآن الكريم

وردت العديد من الآيات في القرآن الكريم يقسم الله تعالى فيها بالقمر، ومنها  ..

قال الله تعالى:

( كَلَّا وَالْقَمَرِ . وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ . وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ. إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ . نَذِيرًا لِلْبَشَرِ . لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴾

المدثر: ٣٢- 37

أقسم الله سبحانه بالقمر، وبالليل إذ ولى وذهب، وبالصبح إذا أضاء وانكشف. إن النار لإحدى العظائم؛ إنذارًا وتخويفًا للناس، لمن أراد منكم أن يتقرَّب إلى ربه بفعل الطاعات، أو يتأخر بفعل المعاصي.

قال الله تعالى :

﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ . وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ . وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ . لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ﴾

الانشقاق: ١٦-١٩

أقسم سبحانه ببعض مخلوقاته على أن مشيئته نافذة، وقضاءه لا يرد، وحكمه لا يتخلف، وكان مما أقسم الله عز وجل به من مخلوقاته القمر، وفي القسم بهذه الأشياء دليل واضح على قدرة الله تعالى الباهرة، لأن هذه الأشياء تتغير من حال إلى حال، ومن هيئة إلى هيئة. فالشفق حالة تأتى في أعقاب غروب الشمس، والليل يأتى بعد النهار، والقمر يكتمل بعد نقصان، وكل هذه الحالات الطارئة دلائل على قدرة الله عز وجل .

قال الله تعالى:

﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا . وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا . وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا . وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا . وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا . وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا . وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾

الشمس: ٢ – 10

أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى، وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول، وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها، وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلمًا، وبالسماء وبنائها المحكم، وبالأرض وبَسْطها، وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها، فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير، قد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير، وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي.

5- القمر من مخلوقات

   الله تعالى

إن القمر آية عظيمة من آيات الله، فهذا الكوكب العظيم بحجمه وشكله ونوره ومنازله ودورته وآثاره في الحياة ، يدل دلالة بليغة على عظمة الخالق جل جلاله، وأن لهذا الكون إلهًا عظيمًا قويا قديرًا له صفات الكمال والجمال .

فهذا النظام البديع للقمر، والحركة المتزنة له، والدقة الكاملة المتكاملة لبزوغه وطلوعه، والمنازل المتنوعة والمراحل المختلفة التي يمر بها في كل ليلة من لياليه يبدأ هلالًا وليدًا حتى يصير بدرًا منيرًا وقمرًا متكاملًا، وما ينشأ عنه من ظواهر الليل والنهار والشروق والغروب والخسوف والكسوف، وغيره من الدلائل الربانية والمعجزات الإلهية ما يدهش العقول ويحير الألباب ويوجب التأمل في مخلوقات الله عز وجل.

أولًا: القمر آية من

آيات الله تعالى

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾

فصلت 37

ومن الآيات الداله على قدرة الله تعالى وجود الليل والنهار والشمس والقمر بتلك الطريقة البديعة، حيث إن الجميع يسير بنظام محكم، ويؤدى وظيفته أداء دقيقا .

ثانيًا: القمرمن مخلوقات

الله تعالى

قال الله تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾

الأنبياء: ٣٣

الله تعالى هو الذي خلق بقدرته الليل والنهار بهذا النظام البديع، وخلق الشمس والقمر بهذا الإحكام العجيب .

ثالثًا : سجود القمر

لله تعالى

قال الله تعالى :

﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ  وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾

الحج: ١٨

يعنى ذلك دخول الأشياء جميعها تحت قبضة الله تعالى وتسخيره وانقيادها لكل ما يريده منا انقيادا تاما، وخضوعها له عز وجل بكيفية هو الذي يعلمها، فنحن نؤمن بأن هذه الكائنات تسجد لله تعالى ونفوض كيفية هذا السجود له سبحانه.

رابعًا: النهي عن

عبادة القمر

قال الله تعالى:

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ  ﴾

فصلت: ٣٧

لما بين الحق سبحانه أن الشمس والقمر من آياته نهى عباده عن عبادتها، وأمرهم بأن لا يسجدوا للشمس، ولا للقمر؛ لأنهما مخلوقان من مخلوقاته، فلا يصح أن يكونا شريكين له في ربوبيته وعبادته؛ ولهذا أمرهم بالسجود له وحده جل وعلا؛ لأنه الخالق المبدع لهما ولكل شيء، إن كانوا يعبدونه حقيقة، ولما كان السجود أقصى مراتب العبادة ونهاية التعظيم ولا يليق إلا بمن كان أشرف الموجودات وأعظمها كان لا بد من تخصيصه به عز وجل، والنهي عن السجود لغيره.

6- القمر والشمس

الشمس والقمر من مخلوقات الله عز وجل، وقد اجتمعا في القرآن الكريم (١٩) مرة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هناك علاقة قوية جدا تربطهما ببعضهما البعض ، وهي مايلي ..

أولًا: التسخير

قال الله تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾

لقمان: ٢٠

الله تعالى سخر ما في السماوات مثل تسخير الشمس والقمر والنجوم للآدميين، وهو الانتفاع بها والاقتداء بها في مسالكهم، وتسخير ما في الأرض تسخير بحارها وأنهارها ودوابها وجميع منافعها .

قال الله تعالى:

﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾

النحل: ١٢

﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾

إبراهيم: ٣٣

﴿ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾

الأعراف : ٥٤

أن الله تعالى أعد وهيئ للإ نسان الشمس والقمر يدأبان في سيرهما بدون كلل أو اضطراب، بل يسيران من أجل منفعتكم ومصلحتكم بنظام ثابت، وأنه سبحانه أوجد النجوم مسخرات بأمره وإذنه، لكي تهتدوا بها في ظلمات البر والبحر. وهى من آياته سبحانه الدالة على وحدانيته وقدرته

ثانيا – الجريان في

مدار محدد

قال الله تعالى:

﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَار وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾

يس: ٤٠

﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ 

الأنبياء: 33

بيان لدقة نظامه سبحانه في كونه، وأن هذا الكون الهائل يسير بترتيب في أسمى درجات الدقة وحسن التنظيم، فلا يصح ولا يتأتى للشمس أن تدرك القمر في مسيره فتجتمع معه بالليل، وكذلك لا يصح ولا يتأتى أن الليل أن يسبق النهار بأنه يزاحمه في محله أو وقته، وإنما كل واحد من الشمس والقمر والليل والنهار يسير في هذا الكون بنظام بديع قدره الله تعالى له، بحيث لا يسبق غيره أو يزاحمه في سيره.

ثالثا: الإضاءة والإنارة

أن الضوء ما كان صادرًا من ذات الشيء، وأن النور ما كان بالاكتساب من الغير. أى أن نور القمر مستفاد من ضوء الشمس.

قال الله تعالى:

  ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾

يونس: ٥

﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾

يونس: ٥

يخبر الله تعالى عما خلق من الآيات الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه، أنه جعل الشعاع الصادر عن الشمس ضياءًا، وجعل القمر نورا إشارة إلى أن ضوء القمر ليس من ذاته، فإن القمر مظلم، وإنما يستضيء بانعكاس أشعة الشمس على ما يستقبلها من وجهه، بحسب اختلاف ذلك الاستقبال من تبعض وتمام، هو أثر ظهوره هلالًا ثم بدرًا ، لكي تنتفعوا بهما في مختلف شئونكم.

قال الله تعالى :

﴿ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا . وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾

نوح :١٥-١٦

﴿ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ﴾

الفرقان: ٦١

أي: جل شأن الله تعالى وتكاثرت آلاؤه ونعمه، فهو سبحانه الذي جعل في السماء بروجا أي: منازل للكواكب السيارة و (وجعل فيها) أي: في السماء (سراجا) وهي الشمس (وجعل فيها) أيضًا (قمرًا منيرًا) أي: قمرًا يسطع نوره على الأرض المظلمة، فيبعث فيها النور الهادي اللطيف

رابعا – الأجل مسمى

لكلاهما

وسخَّر الشمس والقمر كل يجري في مداره إلى حين قيام الساعة.

قال الله تعالى:

﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ﴾

الرعد: 2

﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾

لقمان: 29

﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾

الزمر: 5

7- القمر والحساب

جاء القرآن الكريم ليصحح نظرة البشر إلى الظواهر الكونية، فهي مخلوقات خلقها الله بقدر وحساب، لتحقق الحكمة من وجودها، ولتقوم بوظيفة خلقها الله لها .

أولًا: منازل القمر

قال الله تعالى:

﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾

يس : ٣٩

والمقصود تلك المنازل الثمانية والعشرون التي يطويها القمر كل شهر منذ بداية مرحلة الهلال وحتى‏ المحاق‏ (الظلام المطلق) ، وفي الليلة الثامنة والعشرين يظهر ثانيةً على‏ هيئة هلالٍ أصفر رفيع جدّاً وقليل الاشعاع والنور ويبقى‏ ليلتين حيث يقال له‏ (محاق) إذ تتعذر رؤيتُه. ويشبِّهُ القرآنُ الكريمُ هلال آخر الشهر بالعُرجُونِ القَدَيِم ، أي مثل عِذْق النخلة المتقوس في الرقة والانحناء والصفرة؛ لقدمه ويُبْسه.

قال الله تعالى:

﴿ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴾

الانشقاق: ١٨

والمعنى: أقسم بالقمر إذا ما اجتمع نوره واكتمل ضياؤه وصار بدرًا متلألئًا. وذلك يكون في الليلة الرابعة عشرة من الشهر، وهو منزل من منازل القمر.

ثانيًا: دورة القمر لحساب

الشهور والسنين

قال الله تعالى:

﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ  ﴾

البقرة: ١٨٩

يسألك بعض الناس عن الحكمة من خلق الأهلة ﴿جمع الهلال ﴾، قل لهم يا محمد إن الله تعالى قد خلقها لتكون معالم يحدد بها الناس صومهم، وزكاتهم، وحجهم، وعدة نسائهم، ومدد حملهن، ومدة الرضاع، وغير ذلك مما يتعلق بأمور معاشهم .

قال الله تعالى:

﴿ وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ﴾

يونس 5

ليست السنوات الميلادية ولا الأشهر السريانية، بل ألأشهر العربية والسنوات القمرية الهجرية.

ثالثا – جريان القمر في الفلك

بحساب مقدر معلوم

قال الله تعالى:

﴿ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴾

الرحمن : ٥

﴿ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾

الأنعام: ٩٦

وجعل الشمس والقمر يجريان في الفلك بحساب مقدر معلوم لا يتغير ولا يضطرب حتى ينتهى إلى أقصى منازلهما بحيث تتم الشمس دورتها في سنة ويتم القمر دورته في شهر، وبذلك تنتظم المصالح المتعلقة بالفصول الأربعة وغيرها.

8- القمر وقيام الساعة

من الحقائق المقررة أن يوم القيامة آت لا ريب فيه، وقد أقام الله تعالى علامات تدلنا على قرب الساعة ودنو أجلها .

قال الله تعالى:

﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ﴾

محمد: ١٨

أولًا: انشقاق القمر من

علامات الساعة

وقد جعل الله تعالى انشقاق القمر من علامات اقتراب الساعة .

قال الله تعالى:

﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾

القمر: ١

افتتحت سورة القمر بهذا الافتتاح الذي يبعث في النفوس الرهبة والخشية، فهو يخبر عن قرب انقضاء الدنيا وزوالها، وعندها سوف ينشق القمر، أي ينفلق القمر بعضه عن بعض فلقتين .

ثانيًا: مصير القمر عند

قيام الساعة

قال الله تعالى:

﴿ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ . فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ . وَخَسَفَ الْقَمَرُ . وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾

القيامة: ٨-٩

عند  قيام الساعة

يسأل هذا الكافر مستبعدًا قيام الساعة: متى يكون يوم القيامة؟ . فإذا تحيَّر البصر ودُهش فزعًا مما رأى من أهوال يوم القيامة، وذهب نور القمر،. ومعنى جمع الشمس والقمر التصاق القمر بالشمس فتلتهمه الشمس، ويكون ذلك بسبب اختلال الجاذبية التي وضع الله عليها النظام الشمسي .

Share This